عندما تصبح الهوية عبئا ؟ بقلم د . الصادق محمد سلمان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2017, 04:13 AM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما تصبح الهوية عبئا ؟ بقلم د . الصادق محمد سلمان

    03:13 AM December, 18 2017

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الجدل الذي أثير في السودان عن الهوية لم تشهده أيا من الدول الشبيهة بالسودان ذات التنوع العرقي في أي مكان في العالم سواء في أفريقيا أو آسيا أو أمريكا ، فهل أصبحت الهوية أصبحت عبئا ؟ كان موضوع الهوية هذا قد أثير إبّان فترة الحركة الوطنية وتنامي الشعور القومي وإزدياد الوعي بالذات ، ومن خلال ذلك برز إتجاه بضرورة أن يكون هناك أدب يعبر عن الهوية ، فظهر تيار العروبة ، وتيار الزنوجة أو الإفريفانية في الأدب الذي كان يضم عددا من رموز الشعر مثل الفيتوري والنور عثمان أبكر ومحمد عبد الحي وغيرهم ، و، ومحمد سعيد العباسي وعبدالله عبد الرحممن الضرير ومحمد عبد الر حيم الذين يمثلون التيار العروبي ، هذا الجدل كان ينطلق من شعور قومي يهدف إلي أن يتفق الناس على هوية جامعة تستوعب كل المكونات في البلاد ، وكان جدلا فكريا تجنب الإنحراف إلي القضايا الإثنية ، أما الان فإن النقاش لم يقتصر على فئة أو شريحة من المجتمع ، وأصبح عاما وتم تحميله بدلالات عنصرية مع تفشي القبلية التي أطلقت الإنقاذ لها العنان لإضعاف الولاء الحزبي في العقود الثلاثة الماضية فارتفعت وتيرة الشعور القبلي ، وأصبحت القبيلة بديلا للوطن عند البعض وتبدل الإنتماء القومي بالإنتماء الجهوي والإثني . في مقالات سابقة تعرضت إلي موضوع الهوية واشرت إلي المواقف الحادة التي طغت على النقاش ، وأشرت إلي أهمية تناول الموضوع بعقلانية لتجنب المواقف الحادة لأن العقلانية لا تتجاهل الحقائق الموضوعية في المسألة .
    اللافت في كتابات من ينادون بالأفريقانية أنهم يركزون على أحد العناصر المكونة للهوية وهو لون البشرة الأسود . وإختلاف ألوان الشعوب جاء ذكره في القرآن على أنه آية من آيات الله ، التفسير العلمي لهذا الإختلاف يرجعه أهل العلم إلي المناخات المتنوعة في الأرض ، فسكان المناطق الباردة تكون بشرتهم بيضاء ، وسكان المناطق المعتدلة بياضهم أقل ، وسكان المناطق الحارة الذين يتعرضون لأشعة الشمس العمودية تتلون بشرتهم بالسواد من جراء تعرض بشرتهم للحرارة ،وتأثر الخلايا التي تكسب البشرة اللون بأشعة الشمس وهكذا فإن هذه البيئات المختلفة أنتجت جينات وراثية تتلائم مع كل بيئة . أما ربط اللون الأسود بالعبودية فقد كان نتاجا لمفاهيم ثقافية . فالعبودية التي تربطها بعض هذه المفاهيم باللون الأسود سببها أنها حدثت في فترة تاريخية متأخرة ، طغى فيها إستغلال الأفارقة لضعفهم ، فمن قبل لم تكن مبنية على لون ، فعند الرومان كانت تشمل كل الأجناس ، من جراء الغزو والحروب ، ودولة المماليك التي حكمت مصر كانوا من مناطق مختلفة من آسيا الصغرى ، تم جلبهم للعمل كجنود في الجيش العثماني ، وعندما قويت شوكتهم استولوا على الحكم في مصر وكونوا دولة المماليك حتى قضى عليهم محمد علي باشا . العبودية إفراز لثنائية القوة والضعف ، فلو ظهرت دولة في قوة الأمبراطورية الرومانية في إفريقيا في ذلك الزمان لقامت بغزو دول أخرى أضعف منها وإستعبدت مواطنيها مثل ما فعلت روما في الحروب التي خاضتها ، وقد حدث ذلك ، كما جاء في تاريخ الطبري حينما إجتاح ملك الحبشة اليمن ، فقتل ثلث رجالهم ، وأخرب ثلث بلادهم وسبى ثلث نسائهم وأبنائهم ، وولى عليها أبرهه الذي أراد هدم الكعبة ، وهم أصحاب الفيل الذين ورد ذكرهم في القرآن . و في أفريقيا نفسها كانت المجموعات القوية تستعبد الضعيفة . عقدة اللون الأسود يمكن تجاوزها إذا أدركنا أن اللون ليس هو المعيار الوحيد الذي يظهر قيمة الإنسان ، فهناك قائمة طويلة من القيم التي تبرز قيمة الشخص وهي موجودة في الشخصية السودانية وقد أشرنا لها من قبل في مقال سابق لنا بهذا الموقع . مشكلة البعض إذا واجه موقف عدائي من شخص آخر بينهما إختلاف في اللون ، فإنه يعزو هذا الموقف للون . مثال على ذلك إن أحد الأخوة كتب مقالا في هذا الموقع عن العنصرية وأشار إلي أنه عاش فترة طويلة في الخليج ، وأن مواطني تلك الدولة لم يسمع منهم إلا ما هو طيب ، ولكنه عندما تقدم يطلب يد مواطنة للزواج وهي كانت موافقة ، وعندما تحدث مع أمها قالت له ماذا أقول لآخواني ، قال الأخ وقتها عرفت السبب .....إنه لوني ! هذه الأم ممكن أن تقول نفس ما قالته لآخرين ليس لهم لون بشرتك من أية جنسية أخرى ، فلماذا ترجع الأمر إلي اللون ؟ النوبيون في شمال السودان لا يقبلون الزواج من الغرباء أيا كانوا ، حتى وقت قريب ، بعض القبائل الأفريقية محرم عندهم الزواج من الخارج للرجال والنساء ، الموضوع ثقافي بحت . بعض السودانين من دعاة الزنوجة والعروبة يزعجهم سواد البشرة ، الأفريقي يلجأ للعنف اللفظي ، العروبي يلجأ للتبرير ، كاتب عمود في أحدى الصحف كتب يقول " ان لون العرب في الجزيرة العربية وفي أصولهم القديمة يميل إلي الأخضر " أي أسمر ، وقال ليدلل على عروبة بعض المجموعات السودانية ، أن جدهم الذي ينتمى إلي قريش كان لونه أسمر وكان الأحرى أن يقول أن ذلك دليل على أن الإختلاط بين العرب والأفارقة تم من ذلك الوقت ، بدلا من الإعتساف والقول أن العرب لونهم في الأصل يميل إلي السمرة ، ومن الأدلة على الإختلاط أن أهل الخليج ينادون السمر منهم ب" الخوال " وفي هذا إشارة للأمهات الإفريقيات فالتداخل حدث في الجزيرة العربية نفسها بدرجة ما ، وفي الفقرة السابقة أشرنا إلي أن الحبشة ملكت اليمن فترة من الزمن فمن الطبيعي أن يحدث الإختلاط سواء برضاء السكان أو بغير رضاهم .
    إن الشعوربالنقص في جانب من الجوانب يتم التعويض عنه بالتزيد الذي لا يفيد ، ونكرر أن الحالة السودانية أفضل ما يعبر عنها السلوك والقيم الإنسانية والسمات المشتركة في الشخصية السودانية ، التي تتصف بالتسامح والتواضع وإحترام الآخر . قل أنك سوداني وكفى .

















































                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de