يبقى الزار ويخرج الزوار ! وعمر الحاج موسى ،كان وزيرا للاعلام في عهد نميري الذى اتهم بالاشتراك في محاولة الانقلاب الى قام بها الملازم خالد الكد وراس العميد آنذاك عمر الحاج موسى لجنة التحقيق وبرأه وعندما قام نميرى بانقلابه في مايو 1969 عينه وزيرا للثقافة والاعلام ،واشتهر بخطبه المتميزة بتعابير مسجوعه مع مترادفات أنيقة من التراث ، وتوفي مباشرة بعد خطابه الذى اعلن فيه انتخاب نميرى رئيسا للجمهورية واستهله قائلا على منبر قاعة الصداقة.."جئنا 2004 مندوبا هنا في هذه القاعة، عاج وحجل وسديري وقفطان وملفحة وعباية ومنصور خالد" ومن مفارقات القدر بعد انتهاء آخر جملة في خطابه سقط ميتا ! واكرمنا الراحل بمكرمة لا تنسى .. كنا مجموعة من الأصدقاء ، الاستاذ الطيب محمد الطيب ،والاستاذ حسن جوارى و الاستاذ امين الرشيد مهدى ،كنا مناهضين لاتجاهات نظام نميرى بمحاولته طمس تراثنا الشعبى باقامة فرقة للفنون الشعبية تجنح للابهاربالازياء والوجوه الجميلة دون اهتمام بالطقوس الشعبيه لتلك الرقصات والتى لها مدلولاتها ، كالتضرع بالرقص لانزال الامطار والمناحات على الموتى و طقوس الكجور وتنصيب رث الشلك ، وغيرها من الممارسات التى تخصص الاستاذ الطيب في توثيقها ، وكان قائدنا في الفرقة التى أسسناها باسم " دفوف " وكنت مشرفا على اخراج هذه الطقوس على المسرح .. واخترنا مسرح دار الثقافة التابع لوزارة الاعلام لاجراء البروفات وكانت الدار ايضا ملتقى يومي لكبار الشخصيات من وجهاء العاصمة وكبار المتقاعدين من الخدمة المدنية ، يمضون امسياتهم في حديقة الدار يتبارون في "لعبة الطاولة " والشطرنج ، والكنكان ، ولم يتقبلونا في دارهم بحجة الضجيج الذى نحدثه في البروفات خاصة اهازيج وصخب طقوس الزار، واقرت ادارة النادى شكواهم وطلبت منا ايقاف البروفات ، ورفعنا شكوى للاستاذ عمر الحاج موسى، الذى لم يتردد وكتب رسالة موجزة لمدير الدار الاستاذ قيلى احمد عمر قال فيها " يبقى الزار ويخرج الزوار " ، واكبرنا موقفه ، فقد كان يعلم ان فرقتنا قامت اساسا لمناهضة فرقة الفنون الشعبية التابعة لوزارته ! ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة