سؤال كبير خطير .. لكنه مشروع و برسم الاجابة .. الكثير منا له الجراة على قول كلمة الحق لو كانت صغيرة و لا نقول كبيرة فى وجه اى انسان و مهما كان موقعه .. ؟؟ فما هى العوائق التى تمنع من تطلق على نفسها بهيئة علماء السودان بزعمهم و فى هذا الظروف الحرجة التى تمر بها الامة السودانية من قول كلمة الحقيقة لمن هم اعلى منهم و على راسهم الرئيس عمر البشير و مطالبته بعدم اراقة دماء الشباب الذين ثاروا على النظام بعد ان راؤا الوطن يغرق و يسرق و يدمر امام ناظريهم و تبصيرهم بحقيقة الوضع الماساوى الذى بعيش فيه السواد الاعظم من البشر فى السودان من مسغبة و فقر مدقع طال معظم افراده و اصبحت العيشة لا تطاق .. و على الجانب الاخر هناك ثراء و غنى فاحش لا تخطئه عين للمسؤلين و من منسوبى الحزب الحاكم و الذين كانوا لا يملكون اى شى فاصبحوا يمتلكون كل شئ بين ليلة و ضحاها .. ؟؟ ما مشروعية قول كلمة الحق هنا .. ؟؟ و ما هو مستندها الوطنى الدينى و ما هو بعدها الانسانى .. ؟؟ بالعودة الى مرجعيتنا الاولى كتاب الله نجد ان اعظم جرائم بنى اسرائيل و التى جلبت لهم غضب الرب عز و جل فى علاه بل و لعنة انبياؤهم هى : امتناعهم عن قول الحق كما جاء ذلك فى سورة المائدة : ( لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل لسان داؤود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) اية 79 .. و اذا عدنا الى الحبيب المصطفى ( ص ) و توقفنا عند قوله : ( لا يحقرن احدكم نفسه . قالوا يا رسول الله : كيف يحقر احدنا نفسه ؟؟ قال : ( يرى امرا لله عليه مقال ثم لا يقول فيه فيقول الله عز وجل يوم القيامة ما منعك ان تقول فى كذا و كذا .. ؟؟ فيقول خشية الناس فيقول الله تعالى : اياى احق ان تخشى ) .. و قوله عليه افضل الصلاة و اتم التسليم : ( الا لا يمنعن احدكم رهبة الناس ان يقول بحق اذا راه او شهده فانه لا يقرب من اجل و لا يباع من رزق ان يقول بحق او يذكر بعظيم ) .. لنخرج منهم بفهم ان خشية الناس كل الناس حاكمين او محكومين و رهبتهم او مجاملتهم ليس عذرا مانعا من قول كلمة الحق او فعل ما يجب فعله لمصلحة البلاد و العباد .. ؟؟ نصح بعض الصحابة الرسول ( ص ) ان لا يحدث الناس برحلته ليلة الاسراء خشية التكذيب .. لكن هذه الخشية لم تمنعه من ان يسرد ما جرى معه و ان كان ذلك صادما للعقل البشرى و ادراكه حينذاك و قد ارتد البعض ممن اسلم مع انه لم يطلب منه كتم عقائد و لا عبادات و اكتفى بما ورد فى كتاب الله الكريم .. ؟؟ نعرف الكثيرين ممن يطلقون على انفسهم بالعلماء فى وطننا السودان لم يمنعهم من القول الواجب الذى يقتنعون به او حتى الفعل الضرورى اللازم فى بعض القضايا الهامة و الضرورية و التى ربما تكون منفذا او مخرجا الا مخافة من النظام ( لا مخافة من الله ) و ما قد يجره ذلك عليهم من تنكيل و تشريد من اجهزة النظام و سحب الامتيازات التى منحها لهم النظام و نسوا ما احتمله الامام احمد بن حنبل رحمة الله عليه من تعذيب و تنكيل فى محنة خلق القران و لم يجعله ذلك يتنازل عن قول الحق .. و هناك ابن تيمية و ما تعرض له و غيرهم من علماء الامة الاجلاء الذين سجلها لهم التاريخ باحرف من نور و نالوا بها رضا ربهم .. ؟؟ و رسول الله ( ص ) قالوا عنه ساحر و مجنون و شاعر و قاطع رحم و مفرق العرب الا ان كل ذلك لم يمنعه من ان يصدح بكلمة الحق .. ؟؟ و لعل بعض من هؤلاء العلماء يذهب للاستشهاد ببعض الاحاديث الشريفة بحرمة الخروج عن ولى الامر و لكن فى ظننا انها فى غير موضعها مما يجعل احاديث رسول الله ( ص ) يضرب بعضها الاخر كقوله ( ص ) : ( رحم الله امرءا جب الغيبة عن نفسه ) او قوله : ( لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة و لجعلتها على اساس ابراهيم ) .. ؟؟ لكن المتامل لهذه النصوص يجد انها لا تتعلق بالصالح العام او بالمصلحة الكبرى للوطن و الامة و التى لا ينبغى ان يقف امامها اى اعتبار او تخويف او مجاملة او مجادلة فماذا عن الكعبة لو بقيت بحجمها و مساحتها الحالية و قد بقيت .. ؟؟ الفارق واضح و كبير بين امتناع شيوخنا الاجلاء عن الصدوح بكلمة الحق فى وجه رئيس الجمهورية عمر البشير والمسؤلين و بيان ما وصل اليه حال المواطنين السودانين من فقر متزايد من جانب و ثراء من جانب اخر متزايد و فساد تزكم رائحته الانوف .. ؟؟ مواطن يصارع ضنك المعيشة و المرض و ما يرونه من رفاهية يعيشها ولاة الامر مخافة ان يقولوا عنهم و يتهموا بانهم دعاة فتنة او يتهمون بجريمة القذف .. ؟؟ بل الحق نقول ان الفتنة هى فى سكوت من يصفون انفسهم بهيئة العلماء عن قول كلمة الحق فى وجه كائن من كان فهنا فرق بين الخشية من المسؤل و مكانته و بطشه و الخشية عليه من يوم تنزع منه مكانته و منصبه يوما ما ( فدوام الحال من المحال ) .. ؟؟ هنالك خط فاصل بين الدعوة للفتنة و الوقوع فى جريمة القذف كما ورد فى حديث ام المؤمنين صفية فقال رسول الله ( ص ) : ( على رسلكما انها صفية بنت حيى ) يعنى زوجته حتى لا يقعوا فى جريمة القذف و تطمئن قلوبهم و ذلك بالرغم من معرفتهم بانه الرسول ( ص) فما بالك بباقى البشر .. ؟؟ و قد طالبنا من قبل بعض القيادين الذين تركوا المنصب الحكومى ( على عثمان و نافع على نافع مثلا ) ان يبينوا للناس سبب الزيادات التى طرات على ما يملكون الان و ما تم تسجيله فى بداية الانقاذ زمن الزبير محمد صالح الذى قال ذات يوم : ( اننا ابناء مزارعين و فلاحين و اليوم التلقونا فيه امتلكنا العربات و العمارات معناها نحن فسدنا ) و قام رحمة الله عليه بالزام كل الذين تولوا المنصب العام حينها باقرارت ذمة .. ؟؟ كنا نتوقع من على عثمان النائب الاول السابق بعد اعفائه من منصبه ان يبرئ ذمته و يخرج علينا قائلا قائلا : هاؤم اقراؤا كتابيه هذا ما كان بداية الانقاذ و هذا ما طرا عليه من زيادة او نقص حتى يكون قدوة لباقى اخوانه المسلمين الا انه التزم الصمت و ما زال السؤال عن تلك المزرعة و عن مصنع الملح باللرغم من ان راتبه كما ذكر هو فى لقاء تلفزيونى هو تسعة مليون بالقديم و يا دار ما دخلك شر و بقى سؤال من اين لك هذا يجلجل فى اذهان الشعب السودانى فى حقه و يا ليته واصل صمته و صيامه عن الكلام بدلا من تهديد الشباب الثائرين على الفساد و سوء الاوضاع السياسية و الاقتصادية بكتائب الظل .. ؟؟ سكوت شيوخنا فى هيئة ما تسمى بعلماء السودان عن الكلام المباح بحجة : خلونا ناكل عيشنا .. و يا له من عيش مر بطعم العلقم و سيحاسبون على سكوتهم عن قول كلمة الحق فى وجه الباطل يوم القيامة يوم الحسرة و الندامة يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .. سليم من الغش للمواطن بحجة حرمة الخروج .. و سليم من تزيين الباطل للرئيس و للمسؤلين .. سليم من خيانة السكوت على تحريم قتل النفس الانسانية بالرصاص الحى و التاتشرات و انتهاك حرمات البيوت .. ؟؟ فيا لبؤس الهيئة هى .. و يا بئس ما ينتظرها يوم الحساب .. ؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حمد مدنى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست