عفوا ..الإشارة حمراء..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 05:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2017, 02:32 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عفوا ..الإشارة حمراء..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    01:32 PM July, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    تحرك المعتمد بعربته الفارهة إثر نداء عاجل لاجتماع طاريء بعيد صلاة العشاء.. لم ينتظر السائق الخاص الذي انصرف بنهاية الدوام الرسمي ..كان الرجل حريصاً على الاجتماع ..ربما لأنه سيتمكن من الحديث كفاحاً للسيد أمير المؤمنين ..وربما لأن عشاء دسماً سيعقب المداولات الرسمية..الأهم هو حافز الاجتماع النقدي الذي يدفع بعيد الاجتماع..ضحك الرجل وهو ينظر إلى جموع الناس تقف في انتظار المواصلات ..قبل أشهر كان واحداً من هؤلاء..لولا الحوار القومي لكان الآن يقف في ذات الأماكن ..عض على إصبعه حينما تذكر أن منصبه كمعتمد بلا حقيبة لا يمكنه إلا من اكتناز مخصصات المنصب.
    تردد حسب الرسول في الوقوف عند الإشارة الحمراء ..لكنه خاف على نفسه ..ربما يأتي متهور من ناحية الكبري..في هذه اللحظة كان هاتفه يصرخ..حينما شرع في الرد كان صبي يأتي من جنح الظلام لينظف زجاج العربة..لم يهتم الصبي لإشارة الاعتراض ..حاول الصبي أن يتطاول قليلا حتى يصل إلى مقام السيارة الدستورية..أنهى المعتمد مكالمته وأراد أن يتفرغ للصبي الذي دنّس الزجاج بدلاً من نظافته..في هذه اللحظة استسلم الطفل الغرير في انتظار مكرمة الرجل الذي يبدو مهماً..لكن جملة اعتراضية من فم المعتمد جعلت الصبي يتراجع قليلا " مش ح أديك ولا قرش.. انت مفروض تكون في البيت مش في الشارع"..شيء ما جعل الصبي يعاود الاقتراب من سيارة الرجل المهم..خطف الصبي الهاتف الجوال ثم أعطى ساقيه للريح.
    ارتبك الرجل المهم من منظر الصبي الذي اختفي في الظلام.. السيارات المتعاقبة لم تكن تكترث لمظهر الطفل الهارب..صافرات الاحتجاج كانت تشق عنان السماء..أراد المعتمد أن يشتبك مع الذين لا يقدرون ظرفه الخاص ولا مكانته الدستورية..في النهاية قرر أن يعبر الإشارة ثم يتوقف..سيتصل بالشرطة من أي هاتف ويطلب منهم تمشيط الشارع..كان المعتمد يحتفظ بملامح ذاك الصبي..كان طفلا وسيما أخذته منه شقاوة الشارع بعض البراءة ..ملبسه كان بسيطا لكنه نظيفا..لكنه تذكر أنه سيكون محل سخرية من الصحافة المتطفلة على كل صغيرة وكبيرة.
    توقف المعتمد حسب الرسول وحاول أن يقوم بمهمة استطلاع صغيرة ثم يقرر في أمره ..ما أن خرج المعتمد بقامته المديدة وجسده المترهل حتى وجد الطفل قادما نحوه في ثقة يحمل ذات الهاتف..رد الطفل الهاتف وهو يكرر كلمة " معليش يا عمك أنا غلطان ..عمري ما أكلت حرام بس أنا زعلت منك"..في تلك اللحظة أطبق المعتمد على يد الصغير..لكن كلمات الطفل واستسلامه جعلت المعتمد يبدو عطوفاً حكيماً.. أدخل يده في جيبه ثم اصطفى خمسة جنيهات وحاول أن يدسها بين يدي الطفل كحافز على أمانته الشخصية ..لكن ذات الطفل رد المبلغ وحاول أن يلحق بسيارة أخرى ..هنا قرر السيد المعتمد الانتظار .
    عاد الطفل إلى ذات الرجل إثر نداء حمل بعض اللطف .." يا عمك أنا قلت معليش ..سيبنا نلقط لينا رزق".. لكن لغة المعتمد الهادئة جعلت الطفل ذو العشرة أعوام يقبل على حوار هادف وبناء.. سرد قصته..يسكن في أطراف المدينة ..فقد والده في حرب دارفور..انتقلت الأسرة إلى الأبيض ثم ام درمان..في العام الماضي ماتت أمه وتركت له ثلاث أخوات كان هو أصغرهن ..يسهر في الليل ثم يعود إلى الأسرة قبيل منتصف الليل..في الصباح يمضي إلى المدرسة ..في كثير من الأحيان لا يملك وجبة الإفطار.."ما في طريقة غير أن أعمل يا عمك".
    تذكر حسب الرسول ابنه الذي يماثل ذات الصبي في العمر..تركه يشاهد التلفاز في البيت الحكومي..زوجته نعمة استغلت العربة الحكومية الأخرى مع السائق جبارة ومضت نحو مول العفراء لتتسوق..ابنته إيمان سيتم قبولها في جامعة خاصة لتدرس الطب رغم أنها أحرزت بضع وستين بالمائة في امتحان الشهادة الثانوية ..جاءته كل تلك الصور وهو يمسك بيد الصبي..شعر بأنه مسؤول من ذاك الصبي ..اتصل بالهاتف معتذرا عن الاجتماع لظرف أسري..حمل الصبي متجها إلى أطراف المدينة.. بعد صولات وجولات مع آثار الخريف وصل تلك البقعة المظلمة..كان ذلك أول مسؤول غير رفيع يزور حى (حكومة مافي).
    تجمع الجيران حول بيت الطين الصغير..اعتلى المعتمد المنبر ..وعد الناس تكلفه بتعليم ابنهم مكي..وأن مرتبا شهريا سيصله في منزله يكفيه وشقيقاته عناء سؤال الناس.. هتف الحشد بحياة المعتمد والذي انصرف دون أن يشرب من كوب الماء الذي أمامه مخافة أن يكون محشوا بالكوليرا.
    عند أول إشارة بعد سوق ليبيا تكرر ذات المشهد.. طفلة صغيرة وقفت بجانب عربة المعتمد تسأله ثمن العشاء ..حينما أخرج جنيها كان ذلك حافزا ليتجمع أطفال حول ذات العربة جاءوا من نواح متفرقة..في هذه اللحظة اختار المعتمد أن يعود إلى ذات الشارع ويعيش مع الناس فقيرا.. كتب استقالته في الصباح ومنحها للسائق جبارة..بعد أيام مسؤول رفيع يبرر استقالة عبدالرسول بانه أصيب بحالة اكتئاب شخصي بعد فشله في تنفيذ ما أوكل إليه من مهام.

    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de