عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السادسة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2018, 04:54 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السادسة

    04:54 PM September, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحلقة السادسة
    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)

    الفصل الثالث
    الله والواحدية
    هنالك العديد من مفكري الغرب، ممن يؤمنون بالواحدية، بمعنى: أن الكون له أصل واحد، وأن الحقيقة واحدة.. وهؤلاء، لا يؤمنون جميعاً، بأن الأصل الواحد هو الله، ولكن الكثيرون منهم يؤمنون بأن الله هو أصل الكون الواحد.. ومن هؤلاء المؤمنين، مثلاً، جان جاك روسو، فهو يقول في رسالة له إلى فولتير: (إن كل دقائق الميتافيزيقا لن تجعلني أشك لحظة واحدة في خلود النفس، وفي العناية الإلهية الرحيمة، فأنا أشعر بها، وأعتقد فيها، وأريدها، وأرجوها، وسوف أدافع عنها لآخر رمق من نفسي).. (4 ص 225).. هذا تعبير عن إيمان صادق وحار عند صاحبه، وهو يذهب إلى أبعد من مجرد الإيمان بالله، فهو يؤمن بعنايته ورحمته تعالى، وهو بذلك يتجاوز مشكلة الشر، التي اعتبرها العديد من فلاسفة الغرب، سبباً كافياً للإلحاد، وجعلت البعض يقولون بوجود إله ناقص!!
    كما أن لايمانويل كانط 1724 ـ 1804م، أهمية خاصة، فهو قد كان يشعر بأن الثقافة الغربية تعاني آلام محنة تتصل باعتقادها التقليدي في الله، وإن حلاً فلسفياً وسيطاً صادقاً قد أصبح ضرورة ملحة.. وقد كان في كتابه (نقد العقل العلمي) - 1788م، يدافع عن الأهمية الأخلاقية للاعتقاد في الله، ضد دعاوى النزعة الطبيعية.. وقد اعتبر الله مسلمة من المسلمات الأخلاقية.. وكان كانط يرى منذ بداية عمله الفلسفي أن البحوث الفنية الخاصة بطرائق البرهان لا تستطيع أن تحطم اعتقاده في الله، وإن جعلت الدفاع الفلسفي عن هذا الاعتقاد أشد تعرضاً للمخاطر.
    ومن الأمور المهمة في فلسفة كانط _وهو نصير مخلص من أنصار نيوتن_ استبعاده للمصادفة، بحسبانها المبدأ المولد للكون.. فهو يرى أنه طالما أن المادة لا تتمتع بأية حرية، ومقيدة دائماً بالضرورة في قوانينها الطبيعية، فيترتب على ذلك أن نسقنا الفيزيائي المنتظم ينشأ عن الضرورة الطبيعية، وليس صدفة.. وعلى خلاف نزعة دولباك وديدرو الطبيعية، والتي فيها تستغني ميكانيكات الطبيعة بذاتها عن الله استغناء تاماً، يرى كانط، أنه ليس للقوانين الكلية التي تتحكم في فعل المادة مصير آخر سوى أن تعمل بالضرورة وبالفطرة، في سبيل النظام الكوني، وأن هذه القوانين معلولة للعناية الإلهية.. والغريب أن كانط، كان يرى أن الله هو المنتج للنظام الكوني، من حيث هو كذلك، ولكنه ليس خالقاً للمادة نفسها!! وكانط يعترف أن فكرة أن الله هو خالق المادة، لم تكن معروفة للفلسفة اليونانية، وإنما هي جاءت من الوحي، الذي جاء مع المسيحية.
    عرف عن جون لوك (1632 - 1704م) أنه كان مشغولاً بقضية الله، منذ صغره إلى آخر ما كتب في حياته.. وكان لاهتمام لوك هذا، جذوراً أخلاقية عميقة، إذ (لم تكن الأخلاق في نظره ممكنة التصور إلا بالرجوع إلى خالق متعال، ومشرع للقوانين).. (4 ص 146).. ولوك ممن يرون أنه من الممكن البرهنة فلسفياً على وجود الله، وعلى أن لله تأثيراً هاماً على المفهوم التجريبي للإنسان والأخلاق.
    ويرى لوك أن الغرض من المعرفة هو: السيطرة على الطبيعة من أجل رفاهيتنا المادية، وأداء واجباتنا بجدارة في هذه الحياة من أجل بلوغ السعادة الباقية.. وفي هذا الجانب، يمكن اعتبار لوك، أكبر من أثر على الفكر الغربي، وعلى الحياة الغربية، خصوصاً في فلسفته السياسية.. كان لوك يريد أن يجرد الإله من الوظيفة الاستنباطية التي يعهد بها العقليون إلى الإله، دون استبعاد نظرية الإله من الفلسفة استبعاداً تاماً.. ولوك يرى أن لا وجود لفكرة فطرية عن الإله.
    وقد أعاد لوك (حجة الراهب) Wager Argument التي وضعها بسكال، وأعدها إعداداً جديداً لتقول :
    لو كان الإلحاد صحيحاً، فإنه يؤدي إلى فنائنا، أو إلى انعدام حساسيتنا إلى الأبد.. أما إذا كان باطلاً فالنتيجة هي الشقاء المقيم.
    وأما إذا كانت الألوهية صادقة فإنها تجلب السعادة الأبدية، على أن بطلانها يستتبع فنائنا.. (4 ص 153)..
    ولوك يؤمن بالقانون الطبيعي، وينظر إليه بوصفه تعبيراً عن الإله.. وقد أرجع ما في نظرية القانون الطبيعي من إلزام إلى الحق الذي تتمتع به قوة عليا تأمرنا لكي نفعل شيئاً ما، ومع ذلك أشار إلى خطر التعسف في توكيد الإرادة الإلهية.. فعنده الله هو المصدر الفعال أو السببي للقانون الطبيعي، ولكن المصدر المجسد هو طبيعتنا نفسها.. فالقانون الأخلاقي عنده (طبيعي) بمعنى مزدوج: فهو طبيعي من حيث أننا نعرفه بالنور الطبيعي المستمد من الحس والعقل، ومن حيث أنه تعبير عن قواعد تتوافق مع طبيعتنا (فنحن نستطيع أن نستنبط المبدأ، وقاعدة محددة لواجبنا من تركيب الانسان نفسه، ومن الملكات التي زود بها).. (4 ص 160)..
    كان لثلاثة من مفكري الغرب، دور هام، في الانتقال من الطبيعة إلى الإنسان.. هؤلاء هم: بسكال، وكيركجورد، ونيومان.. فقد أحدث هؤلاء تحولاً في نقطة الانطلاق في البحث عن الله من نقطة الانطلاق اللاشخصية _البحث عن الله في الطبيعة_ إلى نقطة الانطلاق الشخصية _البحث عن الله في ذواتنا.. على الرغم من أن بينهم اختلافات كثيرة، إلا أنهم اشتركوا، في لفت الانتباه للموقف الإنساني، والمعطيات الوجودية، ذات الدلالة الخاصة فيما يتعلق باعتراف الانسان بالله.. وكان ثلاثتهم يصرون على تأثير القلب إلى جانب العقل.
    في عبارة موجزة، يلخص بسكال، كيف يكتشف الانسان الله، فهو يقول: (الإيمان: حيث يُشعر الله بالقلب، لا بالعقل).. (4 ص 476).. فالقلب عنده هو الذي يصل إلى الله.. والفلاسفة الثلاثة مسيحيون، ويدافعون عن الإيمان المسيحي، من منطلقات فلسفية، إلا أنهم لا يعتمدون على العقل وحده، وإنما ينادون بالرجوع إلى القلب والضمير، والى تجربة الوجود الإنساني الحية.
    وبالطبع كيركجود فيلسوف وجودي.. والوجوديون ينظرون إلى مسألة الله على أنها أساسية في الفلسفة، والثقافة، والعلم الإنساني، ولكنهم منقسمون بين اتجاهين الاختلاف بينهما حاد، فيما يتعلق بقضية الله.. فمنهم تيار يقوم على الإلحاد، ويمثله سارتر وكامي، وقد تحدثنا عنه، وتيار يقوم على الإيمان، ويضم: كارل يسبرز الذي يسلم بإله متعال.. ومارسيل القائل بأن الفلسفة بحث تأملي لعلاقة التواصل بين الله والأشخاص المتناهين.. أما هيدجر فقد امتنع عن الحديث عن الله في الفلسفة.
    يقول جيمس كولينز: (هناك الآن أربعة آراء واسعة الانتشار عن طبيعة الفلسفة عن الله.. الرأيان الأولان، يذهبان إلى أنها أثر تذكاري، انحدر إلينا من الماضي، دون أن يكون له أي أساس في اتجاهات الفكر الحية، وإن كانت حية حقا، فمن حيث أنها تأمل للإيمان المسيحي ولغته.. أما الرأيان الآخران فيذهبان إلى أنها تتناول البينة الفلسفية الحقة، ولكن من حيث أنها جزء لا يتجزأ من العقيدة المقدسة، وأنها المعادل لفلسفة الدين، بيد أن فكرة فلسفة الله التي تطورت عن البحث الحالي لا تتفق تماماً مع أي من هذه المواقف..).. (4 ص 562)..
    مهما كانت آراء الفلاسفة، لا يمكن القول بأنها تمثل موقف أغلبية المواطنين.. ربما يكون هنالك عدد كبير من المواطنين في الغرب لم يسمعوا بهؤلاء الفلاسفة، مجرد سماع، خلِّ عنك أن يلموا بفلسفتهم ويتأثروا بها تأثيراً مباشراً، وواضحاً.. أما التأثير غير المباشر، فلابد أنه كائن، دون أن يعيه عامة المواطنين.
    إن التأثير الأكبر، والأوضح هو للعلم، أكثر منه للفلسفة، خصوصاً، أن التعليم الرسمي، في المدارس والجامعات، انتشر بصورة واسعة، تكاد تشمل جميع المواطنين.. وهذا التعليم يقوم بصورة أساسية، على العلوم الطبيعية، وإنجازاتها، كما يقوم على أساس الأسلوب العلمي في البحث وفي التفكير.. ومما يعمق من تأثير العلم، على عامة المواطنين، انتشار وسائل الاتصال الحديثة، واستيعابها لوقت طويل من حياة الناس العاديين، خصوصاً المرئية والمسموعة، وبالذات التلفزيون والكمبيوتر وشبكة الانترنت، بالإضافة للكتب والصحف والمجلات.
    ورغم كل هذا التأثير، نعتقد أن بقايا العقيدة الدينية، المتمثلة في المسيحية، ديانة الأغلبية الساحقة من المواطنين في الغرب، هي السائدة، من حيث الاعتقاد في وجود الله، وليس من حيث تأثير هذا الاعتقاد على الفكر والحياة.
    ويمكن أن نأخذ بالإحصاء الذي أورده والتر استيس عن الشعب الأمريكي، ونعتبره، بصورة عامة، يمثل شعوب الدول الغربية الأخرى.. يقول استيس: (في مجلة "ريدرز دايجست" _عدد يناير 1949_ ظهر مقال عنوانه "الله والشعب الأمريكي" وفيه يسجل نتائج استفتاء الأمة الكبيرة حول الدين، فالمحرر سأل الناس عن مدى إيمانهم بوجود الله، فأجاب 95% منهم بأنهم يؤمنون بوجوده.. ثم سألهم عن مدى اعتبار الدين مؤدياً إلى إقامة حياة فاضلة، فأجاب 25% منهم فقط بأنهم يعتبرون الدين أحد العناصر التي يضعونها في أذهانهم.. وسأل عما إذا كان الدين مؤثراً بأي صورة في السياسة أو شئونهم وأعمالهم، فأجاب 54% منهم بالنفي.. وعندما حلل دكتور "جرينبرج" هذا الاستفتاء لاحظ أن "الشعب لا يجعل الله مرتبطاً على نحو مباشر بسلوكهم".. فلماذا نجدهم من ناحية يؤيدون الإيمان التقليدي في وجود الله، ونراهم من ناحية أخرى، يرون أنه لا علاقة له بالأحداث الفعلية التي تقع في حياتهم اليومية، وأنها كلها يمكن تفسيرها تفسيراً تاماً عن طريق "الأسباب الطبيعية"، بما في ذلك بالطبع أفعالهم الخاصة؟ إن الإيمان بأن جميع الأحداث ترجع إلى الأسباب الطبيعية، وأن الله لا علاقة له بها _سواء اعترفنا بذلك أم لم نعترف وأنكرناه بلساننا_ هو ببساطة جزء مما يسلم به العقل الحديث، فهو جزء من الصورة المتخيلة عن العالم، وجزء من التراث الذي ندين به للعلم في القرن السابع عشر..).. ويواصل استيس: (ولا شك أن 95% من الناس تقول إنهم يؤمنون بالله. لكن ذلك ليس دليلاً على إيمانهم بالدين، فمثل هذا الإيمان بالله هو مجرد تجريد عقلي، لا يؤثر في سلوك الناس).. (5 ص 107 - 108)..
    بقي أن نقول إنه حتى لو اعتبرنا الآن أن الإيمان بالله في الغرب، بنسبة 100%، فإن ذلك لا يغير شيئاً، طالما أن الله عندهم، لا يتدخل في شئون الكون والبشر.
    28/9/18م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de