عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السابعة عشر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-01-2018, 02:06 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة السابعة عشر

    02:06 PM November, 01 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    الوجود في الإسلام
    الفصل السابع
    الحياة، الحرية، والمعرفة
    قلنا أن وحدة الوجود هي أصل التوحيد، واليها يرجع كل شيء في الوجود.. فلا وجود، في الحقيقة، إلا لذات الله، المطلقة، وكل شيء سواها يستمد وجوده ومقومات وجوده منها، فالإطلاق هو أصل الوجود، والمحدودية في أي شكل من أشكالها، هي تعبير عن المطلق، ومظهر له.. كما سبق أن تحدثنا عن الصفات النفسية السبع، في حقه تعالى.. فالله تعالى: حي، وعالم، ومريد، قادر، وسميع، وبصير، ومتكلم.. وقد خلق الله تعالى الإنسان على صورته، وأضفى عليه هذه الصفات.. بيد أن صفاته تعالى في مطلق الكمال، وصفات عبيده في طرف النقص.. وهذه الصفات، الأصل فيها الحياة، وبقية الصفات جميعها هي تعبير عن الحياة.. والحياة، كجميع بقية الصفات، هي لله بالأصالة، ولعبيده بالحوالة.. فالله تعالى وحده هو الحي بذاته، وكل حي عداه، حياته مستمدة من حياة الله _هو حي بالله، وليس بذاته.. فالحياة، في الوجود، واحدة، هي حياة الله، في ذاته.. وجميع صور الحياة الأخرى، مظهر لهذه الحياة وتجلي لها.
    على ذلك، الحياة مستويات.. قمة الحياة، وأصلها هي حياة الله تعالى في ذاته.. وقاعدة الحياة في المعنى الاصطلاحي هي حياة الحي ذو الخلية الواحدة.. وبين هاتين الحياتين تقع صور لا حصر لها من الحيوات.. وهي حيوات شديدة التفاوت شديدة التنوع.. فالحياة، في الوجود، الحادث، هي تجلي الله باسمه (الحي)، فجميع الأحياء حياتهم مظهر لتجليات هذه الصفة في الوجود.. والتجلي، إنما يكون حسب استعداد المحل عند المتجلى عليه.. فكل حي يأخذ من الحياة المطلقة، ما يطيقه منها.. فبالتجلي ظهرت الحياة المطلقة في المحدود، وأخذت محدودية مظهرها من محدودية أواني المتجلى عليه.
    وقد تطورت الحياة، منذ بروزها، حتى وصلت مرتبة حياة الإنسان، في طوره الحالي _طور البشرية.. فبدء الحياة، وأصلها هو الشعور.. وأدنى درجات الحياة أن يشعر الحي بوجوده، وما يتهدد هذا الوجود، فيفر من كل ألم مضر، إلى كل لذة ممكنة.. ومن هذا المستوى تطورت الحياة، وظهرت فيها الحواس الواحدة تلو الأخرى، كلما ارتفعت الحياة وتعقدت وظائف الحس.. ففي البدء كان اللمس بالجلد كله، ثم لما توظف الجلد في الوقاية، خصصت بعض الأجزاء للمس.. ثم ارتفعت وظيفة الحس لما احتاج الحي إلى اللمس والخطر على بعد، فامتدت هذه الوظيفة امتداداً لطيفاً، فكانت الحواس الأخرى.. ثم بظهور الإنسان، برز العقل كنتيجة للحواس.. والعقل هو الحاسة السادسة.. أما القلب فهو الحاسة السابعة.. وهذه الحاسة السابعة (القلب) هي الأصل، ووظيفتها الحياة.. والحواس الخمس، والعقل، هي في خدمة القلب _في خدمة الحياة، في مجال تطورها إلى منهل الحياة الكاملة.
    ولقد سبق لنا الحديث عن الموت، فهو الوجه الآخر للحياة، ووسيلة من وسائل تطورها نحو كمالها.
    العلـم:
    وسيلة الحياة الكاملة، هي العلم الكامل.. وببروز العقل عند الإنسان، بدأت المسيرة نحو هذا العلم وقفزت الحياة إلى مستوى جديد.. فقبل ظهور العقل كانت هنالك حياة الشعور، وبعد ظهور العقل، أضيف لحياة الشعور (حياة الفكر)، وأصبحت الحياة عند الإنسان تقع في مستويين: حياة الفكر وحياة الشعور، وليس بين المستويين اختلاف نوع، وإنما هو اختلاف مقدار.. فبظهور العقل، امتد الشعور، في الزمان والمكان، إلى أبعاد أكبر، وأبعد، بكثير جداً، منها، قبل دخول العقل.. وأهم من ذلك، بدخول العقل، أصبح التطور في مجال الحياة أسرع ومداه أبعد.. أصبح، سقف الحياة الممكنة هو حياة الله تعالى، في إطلاقه.. وهذا هو أصل الحياة، كما سبق أن ذكرنا، وهو أيضاً، أصل العلم.. فلا يوجد، في الوجود، سوى علم واحد، هو علم الله.. فكل من علِم، فمن هذا العلم _الذي لا علم غيره_ علِم.. يقول تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).. (علم الإنسان)، وليس المؤمن، أو المسلم، وإنما كل إنسان وفي أي طور من أطواره.. وأساس العلم، هو مقدرة الحي، على المواءمة بينه، وبين بيئته.. والبيئة، كما سبق أن ذكرنا، هي بيئة روحية، ذات مظهر مادي.. والمواءمة إنما تكون مع جوهرها ومظهرها معاً.. والبيئة، في جميع مستوياتها، ومظاهرها، هي تجسيد لإرادة الله.. وهي مصنوعة من مادة الفكر، كما سبق أن ذكرنا.. فالمواءمة، هي مواءمة بين فكر الإنسان، والفكر الذي تقوم عليه البيئة التي هي تجسيد علم الله.. فالعلم الذي به الحياة، وتطورها، هو العلم بالله.. والعلم بالله يشمل العلم بالأكوان، وحكمة ما يجري فيها.. هذا، في حين أن العلم في العلمانية، لا يشمل إلا العلم بظاهر الأكوان، والأسباب الظاهرية فيها، مع التغييب التام للغائية الكونية، كما سبق أن ذكرنا.. ولذلك، علم العلمانية ليس بعلم.. هو علم ناقص، ومنبت، لا يرد الأشياء إلى أصولها، ولا يتسامى بها إلى غاياتها.. ومن أهم صور المعرفة، كما سبق أن ذكرنا، معرفة الوسائل والغايات، فالحياة كلها تقوم على هذه المعرفة.. فكل الناس يتوسلون بوسائل من أجل تحقيق غايات عندهم.. ولكن كثيراً ما يكون هنالك عجز في إدراك الغايات الصحيحة، والوسائل الصحيحة المفضية إليها.. وهذا هو مجال، العجز الأساسي، في معرفة العلمانية _فهي عاجزة عن تحديد معنى كلي للحياة، وغاية نهائية لها_ ولذلك، هي لا تملك أن تنظر أبعد من الظواهر، ومن الحياة الدنيا.. فمن أكبر مجالات العجز الفكري، العجز في مجال تحديد الوسائل والغايات يقول الأستاذ محمود: (وآية العجز عن التفكير الدقيق، عند قومٍ، أن تراهم يخلّطون تخليطاً مشيناً بين الوسائل والغايات، أو بين الوسائل التي تفضي عن قريب إلى الغاية، والوسائل بعيدة الإفضاء، فتراهم ينفقون جهداً جهيداً فيما لا يستحق أن يعنِّي الرجل الرشيد طرفة عين - وقديماً طوع العجز عن التمييز بين الوسائل والغايات لبعضهم أن يقول (الغاية تبرر الوسيلة)، وهي قول خطأ من أصله.. فان الغاية لا تبرر الوسيلة، وإنما تعيِّنها، أو تعيِّن حظَّها في مرافئ الرفعة.. فالغايات الرفيعة، كالحرية مثلاً، لا يمكن أن يُتوسل إلى منازلها بغير وسائل التضحية، ووسائل النبل، ووسائل القصد الصريح – ذلك بأن الوسائل بسبيل من الغايات.. وهي، في سبحاتها العليا، تلتقي بها وتتواشج معها، حتى لقد يصبح التمييز بينهما رياضة تستعصي حتى على فحول العقول.. والمقدرة على التمييز الدقيق بين الوسائل والغايات، هي أول والزم ما يجب أن تتحلي به العقول)..
    علم العلمانية، التي تقوم عليها الحضارة الغربية، هو علم بظواهر الأشياء، دون بواطنها.. علم القشور دون اللباب.. ولقد سماه الله تعالى، علماً بهذا المعنى، ونفى عنه العلمية الحقيقية، التي تنفذ إلى البواطن، والتي يعيش الناس اليوم، في ظل الحضارة الغربية القائمة على جهل بها عظيم.. ولكن لابد لهم منها، ولن يجدوا عنها منصرفاً، فحل جميع مشكلاتهم الأساسية، مرتبط بها.. يقول تعالى في زيف علم الظواهر: (وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَه،ُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ* يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ).. (الروم 6-7).. فهو تعالى يثبت لهم العلم، وينفيه عنهم.. هذا العلم الذي أثبته لهم، هو علم الظاهر _العلم بخصائص المادة، دون كنهها_ والعلم الذي نفاه عنهم، هو العلم الذي به يقع تخطي ظواهر الأشياء إلى بواطنها _العلم بالله .. فنحن إنما نعرف الله بخلقه، ونتعامل معه في خلقه.. وخلقه تعالى، بالنسبة لنا، يقعون في مستويين: مستوى الأكوان، ومستوى الإنسان.. يقول تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق..).. علم الظاهر، موكل بمعرفة ظاهر الأكوان، وظاهر الإنسان _آيات الآفاق_ وعلم ما وراء الظاهر، موكل بمعرفة الإنسان، ظاهره وباطنه ـ آيات النفوس.. ولذلك قيل: (من عرف نفسه فقد عرف ربه).. فالعلم الحقيقي، هو مزاوجة بين المادة والروح.. هذه هي (العلمية).
    هذا العلم الذي نتحدث عنه، هو سبيل الإنسان الوحيد، لتحقيق إنسانيته، وتحقيق كمال حياته _حياة الفكر والشعور.. وهذه الحياة، هي وحدها الغاية، وأما الحياة الدنيا _حياة الحيوان_ فهي وسيلة إليها، وليست بديلاً عنها، كما هو واقع الناس اليوم.. وأهم ما تتميز به حياة الإنسان هذه، هو الحرية.. والحرية هي الفيصل، بين حياة الإنسان، وحياة الأحياء الآخرين، ولذلك بالنسبة للإنسان هي روح الحياة.
    الحرية:
    بسبب من الوحدة، المعاني والقيم في الإسلام، متداخلة، ويكمل بعضها البعض.. وقد رأينا، أن الإطلاق هو أصل الوجود، فلا وجود في الحقيقة، إلا للذات الإلهية المطلقة.. فأعلى صفات الله، الإطلاق، وهو يعني، فيما يعني، تنزّهُه عن أي قيد، أو عجز أو نقص.. ومن ههنا تأتي قيمة الحرية، فهي أعلى أخلاق الله، وهي لذلك، بالنسبة للوجود الإنساني، هي أعلى قيمة، كما أنها الميزة الأساسية التي يتميز بها الوجود الإنساني، عن بقية صور الوجود الأخرى.. بما أن المطلق متجلي على جميع الوجود الحادث، فإن الحرية موجودة في كل أجزاء هذا الوجود.. ولكن في إطار المادة غير العضوية، وجودها وجود إمكان.. فهي كامنة في المادة، ولا نسميها حرية، إلا بعد أن تبرز منها.. ويبدأ بروزها ببروز إرادة الحياة، التي تظهر مع المادة العضوية، ولكن حتى في هذا المستوى، نحن لا نصطلح على تسميتها حرية، لأن مستوى بروزها ضعيف.. الحرية الحقيقية تبدأ مع (إرادة الحرية) وهي المستوى من الإرادة الذي توفر للإنسان، عندما برز فيه العقل المكلف، وبرزت معه إمكانية الخطأ والصواب.. فقد أصبح الإنسان يعمل وفق إرادة يشعر أنها حرة، بالعمل أو الترك.. ونال بذلك حق الخطأ، حق أن يعمل ويخطيء، ويتعلم من خطئه، واختلف بذلك، عن الملائكة، الذين لا يعصون الله ما أمرهم، وعن الأبالسة الذين لا يطيعون الأمر التشريعي.. وبإعطاء الإنسان حق الخطأ، بدأت مسيرته نحو الحرية، التي أصبحت مكون أساسي، من مكونات حياته، يميزه عن بقية خلق الله الآخرين.. ومع حق الخطأ توكدت قيمة المعرفة في الحياة التي تقوم على الحرية.. يقول تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ).. كلمة (سويته) إشارة إلى إرادة الحياة.. وعبارة (نفخت فيه من روحي) إشارة إلى إرادة الحرية _الإرادة البشرية التي تميز بها الإنسان عن الحيوان.. فهذه الإرادة، هي قبس من الله العظيم.. وإرادة الحرية لتنصر قوى الخير على قوى الشر، بالتزام جانب الصواب، أُعينت بوحي السماء، وبالتشريع، ومنهج التقوى الذي يكسبها الفرقان الذي تميز به بين قيم الأشياء، فتحدد ما هو صواب، وما هو خطأ، وما هو حق وما هو باطل، وما هو خير وما هو شر.. فحسب هذا التمييز، يتم التزام ما هو صحيح، فتتم بذلك الزيادة في الحرية، والتطور في مراقيها. وإذا وقع الخطأ، يجري الجزاء معاوضة له، بما يعين على تصحيحه، ومواصلة مسيرة الحرية.. والعمل كله، هو محاولة، لجعل إرادتنا تتسق مع الإرادة الإلهية، التي هي القانون الطبيعي الذي يسيّر الوجود كله، وبهذا الاتساق، تكون إرادتنا من إرادة الله، فتكون حرة ونافذة.. وهذا، الصنيع، هو جوهر التجربة الدينية.. ووسيلة هذه التجربة، هي التخلق بأخلاق القرآن، وفق منهاج طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وغرض هذا العمل، هو تحرير الفكر من الآفات، وترويضه، حتى يكون فكراً مستقيماً، متواضعاً، ومحايداً، ويملك الموازين التي يزن بها قيم الأشياء، فيستطيع أن يسوس النفس، سياسة رشيدة، تعدل بين قواها، وتعدل بينها وبين الآخرين، في الحياة، وفي الطبيعة، وبذلك يتم الانسجام مع البيئة، وتتم المعرفة التي تعين على وضع الأشياء في مواضعها، والتعامل مع خلق الله وفق مرضاته تعالى.. وهذا هو السير إلى الله، وهو ارتقاء في معارج العلم، والحياة، والحرية، في تسامي، يطلب أصلها وهو الإطلاق كما ذكرنا.
    فالحرية حق طبيعي، ولكنها لا تنال إلا بأداء واجبها، وهو حسن التصرف فيها.. ولذلك حسن التصرف في الحرية، من الناحية العملية، هو السبيل الوحيد لتحقيقها وتحقيق كرامة الإنسان، وإنسانيته، من خلالها.. فالحرية إذن هي بنت حسن التصرف فيها، فهو وحده الذي يجعلها حقاً، فيحققها، ويتسامى بها من المحدود نحو المطلق.. فالقيد في الحرية ليس أصلاً، وإنما الأصل الإطلاق.. وما القيد سوى لازمة مرحلية يستوجبها القصور في الوفاء بحسن التصرف في الحرية، ويزول بزوال هذا القصور.. فالحرية، هي صيرورة من المحدود إلى المطلق، ولما كان المطلق ليس له نهاية فتبلغ، فإن هذه الصيرورة مطلقة هي الأخرى، ولن يأتي يوم يتم فيه استنفادها.
    الذي يفنى أو يموت، من الأحياء والأشياء، هو الوجه البعيد من الله، والذي يبقى هو الوجه القريب من الله، وقد سبقت إلى ذلك الإشارة.. فالموت، والفناء، هما تطور من النقص إلى الكمال، ولذلك هما مزيد من الحياة.. الحياة خالدة، بطبيعتها، وإنما تفنى صور النقص في الحياة، طلباً لأن تكون الحياة كاملة في الصور كما هي كاملة في الجوهر.. وهيهات!! فهذا سير لا نهاية له.. خلاصة الأمر، الحياة في حقيقتها، هي قرب من الله، والموت _الغفلة_ بعد.. وكذلك المعرفة والحرية.. وبذلك تكون قضية الكمال الإنساني كلها، محصورة، في التخلق بأخلاق الله، التي أشرنا لها عديد المرات.

    1/11/18م
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de