عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الخامسة عشر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-23-2018, 11:25 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الخامسة عشر

    11:25 PM October, 23 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    الوجود في الإسلام
    الفصل الخامس
    الحركة والزمن
    الحركة خاصية أساسية من خواص الوجود الحادث.. وقد ذكرنا أن الحركة بدأت عندما تنزلت الذات إلى مقام الاسم، ومعها بدأ الزمان.. فالوجود الحادث ليس كائناً، وإنما هو مستمر التكوين.. والحركة هي المادة، في أعلى صورها المحسوسة!! ذلك أنه (عندما تتمركز هذه الطاقة المتحركة في نقطة معينة منها، وتتحرك حولها بسرعة تختلف عما حولها، يبرز لها تجسيد بصورة تلفت الانتباه، وتتكون، حينئذ، المادة المألوفة عندنا).. ولقد أصبح معلوماً، اليوم، أنه لا يوجد زمان مطلق، ولا مكان مطلق، كما كان يقول نيوتن.. فقد برهن العلم الحديث، أن الزمان نسبي، والمكان نسبي، وأنه لا يمكن الفصل بين الزمان والمكان، فهما يمثلان وحدة، أصبحت تعرف في العلم، بالزمكان.
    الوجود الحادث حركة، لا تنقطع على الإطلاق.. وهي حركة تتجه نحو غاية، لن تبلغها، لأن الغاية هي الإطلاق.. ولقد سبق لنا أن ذكرنا، أن جميع الأشياء، في الوجود الحادث، من أدقها إلى أعظمها، جمادها وحيها، كل منها ذو شكل هرمي، له قمة، وله قاعدة.. القمة تمثل الروح، والقاعدة تمثل الجسد.. والاختلاف بين القاعدة والقمة اختلاف مقدار.. والقاعدة متحركة، في تطور مستمر، تطلب القمة.. والقمة ليست باقية على صورة واحدة، ولكنها متحركة، في تطور مستمر، تطلب نقطة مركز الوجود، وهي الله.. فالحركة، حركة تطورية!! وهي في تطورها، بما أنها تطلب الله، فهي إذن تطلب الكمال.. هي حركة من النقص إلى الكمال، وغايتها الكمال المطلق.. يقول تعالى، عن نفسه: (كل يوم هو في شأن).. اليوم، هنا، هو وحدة زمنية التجلي، وهي وحدة تدق حتى تخرج عن الزمن.. وشأنه تعالى، هو إبداء ذاته لخلقه، وهو إبداء يمتنع فيه التكرار.. ولذلك، ما من شيء يمكن أن يكون هو نفسه، في لحظتين مختلفتين.. فالله تعالى لا يتجلى لشيئين تجل واحد، فالتكرار في حقه تعالى، نقص وعجز، يتنزه عنه تبارك وتعالى.. من هنا، تأتي قاعدة توحيدية، هامة جداً، هي أن التكرار في الوجود يمتنع امتناعاً تاماً.. وهذه القاعدة، ينبغي أن تضاف للقاعدة، التي سبق أن ذكرناها، وهي أنه في التوحيد، لا وجود لاختلاف النوع، وإنما كل اختلاف هو اختلاف في الدرجة..
    والحركة الحسية في الوجود الحادث، هي حركة في جميع الجهات، وقد عبر عنها تعالى، بقوله: (وترى الجبال، تحسبها جامدة، وهي تمر مر السحاب، صنع الله الذي أتقن كل شيء، إنه خبير بما تعملون).. يجب ملاحظة أنه لم يقل: وترى الجبال تحسبها (ثابتة)، وإنما قال: (تحسبها جامدة).. فحركة الوجود الحادث، هذه، ليست حركة في خط مستقيم، ولا هي حركة دائرية، كما يتبادر للأذهان حسب الظاهر، وإنما هي حركة لولبية.. الحركة الحسية لولبية، والحركة المعنوية لولبية، وهذا ما يقتضيه التوحيد.. يقول تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده، وعداً علينا إنا كنا فاعلين).. فالنهاية دائماً، تشبه البداية، ولكن لما كان الله تعالى (كل يوم هو في شأن)، فالتكرار، كما ذكرنا، يمتنع امتناعاً باتاً، ومن ثم أصبحت النهاية تشبه البداية، من وجوه، وتختلف عنها من وجوه.. فالنهاية تشبه البداية، ولا تشبهها.. الآيات، مثل قوله تعالى: (وأنّ إلى ربك المنتهى).. والآية: (يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك، كدحاً، فملاقيه).. وأخواتها، وهي كثيرة.. تلك الآيات التي تفيد السير إلى الله، والعودة إليه تعالى، تحدّد طبيعة الحركة، وغايتها.. فهي حركة من المحدود إلى المطلق، وعلى ذلك، هي حركة سرمدية، فالمطلق لن يأتي يوم يُبلغ فيه، وإلا أصبح محدوداً.. وهي حركة من الكثافة إلى اللطافة، ومن الجهل إلى العلم، ومن الشرّ إلى الخير، ومن الموت إلى الحياة.. ولما كانت غاية الحركة هي الله، فهي إذن حركة نحو الكمال، والكمال المطلق.
    الحركة، بهذا المعنى، إنما هي سير إلى الله، والسير إلى الله ليس بقطع المسافات، لأن الله تعالى، لا يحويه الزمان، ولا المكان.. فالسير إذن إنما هو قرب معنوي.. قرب الصفات من الصفات.. قرب صفات العبد من صفات الرب.. وهذا القرب هو أن يأخذ العبد ما هو له، ويترك للرب ما هو له.. وما للعبد هو العبودية، وما للرب هو الربوبية.. فبالعبودية، تتحقق كمالات العبد، إذ يصبح موجوداً بربه، لا بذاته، وصفاته من صفات ربه.. فهو يعلم، بعلم الله، ويريد بإرادة الله، ويقدر بقدرة الله، ويحيا بحياة الله.. والعبودية المعنية هنا، هي العبودية الخاصة، التي يجعلها الله تعالى، لأهل قرباه.. أما العبودية العامة، عبودية الأمر التكويني، فلا يخرج منها شيء في الوجود.
    ولتقريب صورة الحركة اللولبية، للإدراك، يمكن أن نتصور لولباً معدنياً، ففي هذا اللولب تكون هنالك نقطة من أسفل تقابلها نقطة مشابهة لها من أعلى، فعندما نتم دورة حول اللولب، لكأننا نرجع إلى نفس النقطة التي بدأنا منها _وههنا التشابه_، ولكن، لن تكون النقطة هي نفسها التي انطلقنا منها، لأنها أعلى منها _ههنا الاختلاف_، وهي لذلك لا تمثل تكراراً فالتكرار في الوجود يمتنع امتناعاً باتاً، كما سبق أن ذكرنا.. ولولب الوجود ليس لولباً دائرياً، حلقاته متساوية، وإنما هو لولب ينضم نحو مركزه كلما ارتفع درجة.. فالزمان والمكان ليسا دائريين أو كرويين، وإنما هما لولبيان، بهذا المعنى الذي حاولنا إيضاحه.. وحركة الوجود، هذه التطورية، اللولبية، جعلها الله ذات سلم سباعي، تكتمل فيها الدورة بعد كل سبع درجات، لتبدأ دورة سباعية جديدة، وهكذا دواليك، إلى ما لا نهاية.. وإلى هذا السلم السباعي، تجيء الإشارات برقم السبعة، الذي نجده كثيراً في القرآن.. فالسموات سبع وكذلك الأراضين، والأيام، وأطوار الجنين، وأطوار الخلق، ودرجات النفوس...الخ..
    ومن أهم خصائص الحركة في الوجود، أنها حركة من الفناء إلى البقاء.. وهذا أمر يمكن أن يكون واضحاً، من مجرد قولنا إن الحركة تطلب الله.. والفناء والبقاء لهما صورة أخرى، هي الحياة والموت.. وقد ذكرنا، قبل قليل، الشكل الهرمي، للأشياء في الوجود، وقلنا أن قمة الهرم متحركة، وقاعدته متحركة.. والقمة هي الروح، والقاعدة الجسد.. والاختلاف بين القاعدة والقمة اختلاف مقدار.. يقول تعالى: (كل من عليها فان* ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).. وفي آية أخرى، يقول: (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).. قوله (ويبقى وجه ربك)، يعني، يبقى البقاء النسبي، الوجه الذي يلي الله من الأشياء.. وهو قمة هرم كل شيء.. ولما كانت هذه القمة متحركة، فإن بقاءها هو بقاء نسبي _هي باقية بالنسبة لقاعدتها_ ويبقى البقاء المطلق، وجه الله المطلق، الذي تطلب المتحركات أن تكون باقية بقائه، وهيهات!!
    الحركة، المعنوية، كما أنها من الجهل إلى العلم، فهي كذلك من الباطل إلى الحق، ومن الحق إلى الحقيقة.. وكل باطل، هو حق بالنسبة لما هو دونه، وباطل بالنسبة لما هو أعلى منه.. والحق، ليس ثابتاً، وإنما هو متغير، يطلب الحقيقة، يطلب أن ينطبق عليها، انطباقاً تاماً، وهيهات!! فما هو حق اليوم، يصبح باطلاً غداً، عندما يجيء الحق الذي هو أكمل منه.. فما يحدّد الباطل والحق، هو حكم الوقت.. والقاعدة هي قوله تعالى: (جاء الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً).. فكل حق، عندما يجيء الحق الذي هو أكمل منه، يصبح باطلاً، ويزهق، يفنى.. فالباطل فانٍ، والحق فانٍ، ولكن الحق أبقى من الباطل، لأنه الوجه الذي يلي الله، في الوقت المعين.. ولا يفنى الباطل، إلا بعد مجيء الحق، الذي هو بديل له.. ولذلك فناء الباطل، مرتبط بمجيء الحق (جاء الحق وزهق الباطل)، ولا يمكن أن يزهق الباطل قبل مجيء الحق.
    لابد من وقفة مع موضوع الموت، لأهميته، للمقارنة بين الإسلام، والحضارة الغربية.. الموت، في الإسلام كما هو الحال بالنسبة لجميع الأزواج، وجهٌ من وجوه الحياة!! الموت حياة!! ولنتذكّر: لا يوجد اختلاف نوع!! الموت الحسي، هو حياة أكمل من الحياة الدنيا.. يقول المعصوم: (الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا).. ويقول تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك اليوم حديد).. فبالموت، ينكشف الغطاء، مما يؤدي لحدة البصر.. الموت الحسي، هو حياة جديدة، في حيز جديد، نسبتها للحياة الدنيا، مثل نسبة حياة الجنين وهو في بطن أمه، لحياته بعد أن يولد، ويبرز إلى الحياة الدنيا الواسعة، بالنسبة لما كان عليه.. القاعدة الأساسية، هنا، هي أن الحياة لا تفنى، لأنها قائمة على ما هو أصل في الوجود _حياة الله.. الذي يفنى، هو صور حياة الأحياء.. الذي يفنى هو نقص الحياة!! وفناؤه، هنا، يعني، المزيد، من الحياة.. الموت هو عنصر مكمّل للحياة، وهام جداً، بالنسبة لها.. وهذا ينطبق حتى على حياتنا، والحياة البيولوجية التي تعيشها الأحياء اليوم.. ولأهمية الموضوع نحن سنعود إليه بعد قليل، عندما نتحدث عن الزمان.. ولكن نحب أن نثبت هنا، القاعدة التوحيدية الهامة جداً، في أمر البقاء والفناء، بالنسبة للوجود.. يقول الأستاذ: (في القرآن الوجود لولبي، وهو، على كل حال وجود ليس له بداية، ولن تكون له نهاية.. وكل الذي بدأ، وكل الذي ينتهي هو مظهر الصور الغليظة..).. فاللطيف باقٍ سرمداً.. كل ما هناك، أن ما هو أقل لطفاً، يصير دائماً، ألطف مما هو عليه.. ونلاحظ هنا الاختلاف الأساسي، بين الإسلام والعلمانية في موضوع بداية الوجود ونهايته.
    الزمان:
    ما يعنينا من الزمان، هنا، هو حقيقة وجوده، وعلاقته بمستويات الوجود الأخرى.. أما من حيث حقيقة وجوده، فهو، كبقية صور الوجود الحادث، مظهر لإرادة الله، والإرادة، كما سبق أن ذكرنا، ليست سوى الذات.. فالزمان هو أكبر خلق الله، وهو بالنسبة للوجود الحادث، بمثابة الوعاء، فما من شيء في الوجود الحادث، إلا ووجوده، وجود زماني، ولن ينفك.. وهذا يشكل واحدة من أهم صور التمييز، بين الوجود المطلق _وجود الحقيقة_ والوجود الحادث _وجود الحق.. ولمكانة الزمان هذه، أشركه السابقون، مع الله، فقالوا كما يحكي عنهم القرآن: (وَقَالُوا۟ مَا هِىَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا، نَمُوتُ وَنَحْيَا، وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَ‌ٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)..
    يقول تعالى، في الحديث القدسي: (لا تسبُّوا الدهر.. فأنا الدهر.. بيدي الليل والنهار أقلبهما كيف أشاء).. فالله تعالى هو الزمان _الدهر_ هذا من جانب وجهة نظر الذات.. فهي لا ترى معها غيرها.. أما من جانب المخلوقات _جانب التنزل_ فالمخلوقات هي الله، الدهر هو الله، لكن الله ليس هو الدهر!! وذلك لأن المخلوقات هي مظهر قدرة الله _هي القدرة مجسدة_ وقدرته تعالى، عند التناهي، ليست غيره.. الاختلاف بين الأمرين، هو، أنّ من يقل الله هو الدهر، ينسب المطلق للمحدودية.. ويحدّه بمحدودية المظاهر، وعن ذلك تعالى الله علواً كبيراً.. ومن يقول أنّ الدهر هو الله، يرد المحدود إلى مصدره _الله.. (بيدي الليل والنهار، أقلبهما كيف أشاء)، هذه إشارة إلى القدر، وهو بروز القضاء، في الزمان والمكان.. أما القضاء، فهو في قمته خارج الزمان عند الذات، فإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ* وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)، وقد سبق عن ذلك الحديث.. فالأمر الواحد هو القضاء، وهو في قمته (في أم الكتاب، عند الذات)، خارج الزمان، وفي تنزله جاءت بداية الزمن، والى ذلك الإشارة بعبارة (كلمح بالبصر).. فبداية الزمن، كما سبق أن ذكرنا، هي بروز المحدود من المطلق _بروز الاسم من الذات.. فالزمن بالمعنى المتعارف عليه، ليس مطلقاً، وإنما هو نسبي.. وهذا أمر أصبح يعتبر من البداهات العلمية، على خلاف الحال، على عهد نيوتن.
    بالنسبة للأبعاد الزمانية، هنالك: الماضي، والحاضر، والمستقبل.. وهذه تشكل تصورنا الفعلي للزمان، وتعاملنا معه.. فما هي حقيقة وجود هذه الأبعاد، حسب الإسلام؟
    ما يقرره الإسلام، هو أن اللحظة الحاضرة، وحدها، هي أصل الزمان، وهي وحدها صاحبة الوجود الحقيقي.. واللحظة الحاضرة تدق حتى تكاد تخرج من الزمان، فإذا خرجت من الزمان التقت بالإطلاق فكانت إياه.. ولذلك هي وحدها الزمان الحقيقي.. أما الماضي والمستقبل، فكلاهما وهم، ووجودهما ليس وجود حقيقة.. فالله تعالى، ليس في الماضي، ولا في المستقبل، وإنما هو حضور مطلق، لا يتوزعه الزمان، كما لا يحويه المكان، ولا يغيب عن علمه شيء، مما هو _حسب تصورنا_ في الماضي أو المستقبل.. فهو تعالى: (عالم الغيب والشهادة)، فما هو بالنسبة لنا (غيب)، عنده هو شهادة.. فليس الماضي زمان، ولا المستقبل زمان، باعتبار الحقيقة، وإنما هما زمانان باعتبار الحكمة.. هما زمانان، في مستوى الحق.. وقد سبق أن ذكرنا، أن منهج القرآن، يقوم على اعتماد الأوهام، والتعامل معها، ريثما يتم التخلص منها.
    بالنسبة للوجود الإنساني، يشكل الزمان بعداً أساسيا، من أبعاد هذا الوجود، ويؤثر عليه في جميع مجالاته، كما هو الحال بالنسبة لجميع مجالات الوجود الحادث.. وبروز الانسان، إلى مقامات إنسانيته، إنما هو بروز، في الزمان _وعندما نتحدث عن الزمان، المكان دائما موجود.. هذا، من أسفل سافلين، والى أن يبرز إلى مقامه، في أحسن تقويم.. وهذا، ينطبق على المجتمع البشري، وعلى الفرد البشري.. والحياة البشرية، في جميع مجالاتها، أطوار: (مالكم لا ترجون لله وقاراً* وقد خلقكم أطوارا).. وكل طور، محكوم بالزمن.. ومن هنا جاء مصطلح (حكم الوقت) ومصطلح (أدب الوقت).. وكل الأشياء، في الوجود الحادث، موقوتة _أي لها وقتها، الذي لا يمكن أن تحدث قبله، كما لا يمكن أن تحدث بعده.. فكل شيء إنما يكون، حسب حكم وقته.. فمستوى الحياة الذي يتحقق عندنا نحن البشر، ومستوى العلم، محكومان، بحكم الوقت.. فلما كان السير كله، المقصود منه، ملاقاة الله، ولما كان الله، ليس في الماضي، ولا في المستقبل، أصبحت الملاقاة لا تكون إلا في اللحظة الحاضرة.. فالعيش في اللحظة الحاضرة هو أدب الوقت.. وعمل العبادة في الدين، كلّه، عمل في المران على العيش في اللحظة الحاضرة، وهو على ذلك، عمل في التخلص من وهم الماضي والمستقبل المسيطر علينا.
    فاللحظة الحاضرة، بالنسبة للإنسان، تمثل القلب _العقل الباطن_، والماضي والمستقبل، يمثلان الدماغ.. والفضل في بروز الجسد أولا، ثم العقل ثانياً، من القلب، يرجع إلى الله، ثم إلى الماضي والمستقبل.. وذلك بأن الخوف أزعجنا عن العيش في اللحظة الحاضرة، وشدّنا إلى المستقبل، وبنفس القدر، ولنفس السبب، شدّنا إلى الماضي، فأصبحت حياتنا مزجاً بين الماضي والمستقبل، وكليهما وهم.. فنحن لا ننتظر في اللحظة الحاضرة إلا ريثما نتحول منها.. ونحن، أثناء مرورنا باللحظة الحاضرة، إنما نتلقى الحياة التي نطيقها، ولولا أننا مشدودون إلى الماضي والمستقبل، فلا نلبث في اللحظة الحاضرة إلا ريثما نتحول، لاحترقت حياتنا، هذه الناقصة، ذلك بأن اللحظة الحاضرة، عندما تتناهى، فيها الحياة المطلقة، ونحن بعد، لم يستعد المكان فينا ليتلقى من المطلق إلا بالقدر القليل جداً، وهو قدر يزيد بمحض الفضل، كل حين.. فالماضي والمستقبل، حجابان يحولان بيننا وبين اللحظة الحاضرة، فلا نعيش فيها إلا بالقدر الذي تطيقه حياتنا الناقصة، والتي تسير إلى الكمال، كل حين، ولكن (بقدر معلوم).
    الحياة بالنسبة لنا تقع في مستويين: مستوى إرادة الحياة، ومستوى إرادة الحرية.. إرادة الحياة تمثل النفس، كما تمثل الذاكرة من قوى العقل.. والذاكرة هي حصيلة التجارب السوالف، وهي تمثل الماضي.. هذا، في حين أن إرادة الحرية تمثل الروح، وهي تمثل الخيال من قوى العقل وهو طرف المستقبل، بالنسبة للزمن.. والتخيل هو اسم آخر للذكاء، وهو القوة الدراكة والإرادة الكابتة لرغائب النفس التي لا يرضى عنها العرف والمجتمع والقانون.
    وإدراكات العقل الواعي، وهي مقيدة بالزمان والمكان، تحاول دائماً أن تتحلل وتتحرر، من هذا القيد، وتتجاوزه.. ومهما تطورت قدرات العقل الواعي، فستظل مقيدة بالزمان، والمكان، بصورة من الصور، ومستوى من المستويات.. وهي لذلك، لا تملك أن تعرف الله، إلا في المستوى الأسمائي _مستوى الحق.. ولكن العقل الباطن _القلب_ لا تتقيد إدراكاته بالزمان والمكان، وإنما هي منفتحة على المطلق.. ولما كان القلب مهيئاً لتخطي حدود الزمان والمكان، أصبح هو وحده المهيأ لمعرفة من لا يحويه الزمان، ولا المكان _الوجود المطلق_، الله في ذاته.. وهذا يشكل الفرق الأساسي بين معرفة العقل لله، ومعرفة القلب له.
    يقول الأستاذ محمود: (والماضي، والمستقبل حجابان يحولان بيننا وبين اللحظة الحاضرة، فلا نعيش فيها إلا بالقدر الذي تطيقه حياتنا الناقصة، والتي تسير إلى الكمال، كل حين، ولكن (بقدر معلوم) وأصحابنا الصوفية يقولون (الحجاب رحمة).. وهم إنما يعنونه في هذا المقام بالذات.. فإن التعرض لتجلي الحقيقة الكبرى على أوان ناقصة يحصل منه (السحق)، وهو ذهاب العقل، وإذا ذهب العقل فقد انقطعت الزيادة.. وإلى هذين الحجابين، في المكان الأول، الإشارة بقوله تعالى: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ، وَمَنْ جَهَرَ بِهِ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ، وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ* لَهُ مُعَقِّبَاتٌ، مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.. إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ، وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ).. عنى بقوله (من أسر القول) المادة غير العضوية، وعنى بقوله (ومن جهر به) المادة العضوية، وهي تشمل جميع درجات الأحياء. قوله (له معقبات) يعني حجبا.. (يحفظونه من أمر الله) يعني من التجلي الوتري، فلا ينمحق تحت هيبته.. قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) يعني، فيما يعني، لا يتجلى وتريا على مكان قبل استعداد ذلك المكان لتلقي الأمر الجلل.. وهو، تقدست أسماؤه، فيما هو دون التجلي الوتري، لم ينزل كلامه على حبيبه إلا بعد أن أعد المكان بطول التحنث.. ثم قال، زيادة في ذلك: (يا أيها المزمل∗ قم الليل إلا قليلا∗ نصفه، أو انقص منه قليلا∗ أو زد عليه.. ورتل القرآن ترتيلا∗ إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا)..)..
    الصوت والنطق:
    الوجود الحادث كله متحرك.. وكل متحرك مصوِّت _له صوت_ وتتفاوت الأصوات، في خفوتها وارتفاعها، بتفاوت حجم المتحركات، وسرعة حركتها.. وبفضل الله علينا، نحن لا نسمع الأصوات، إلا في مدى معين.. فهنالك أصوات، أعلى من أن نسمعها، وهنالك أصوات أضعف من أن نسمعها.. هذا ما يكاد يعرفه الجميع.. ولكن، ما لا يعرفه الجميع، وما هو غائب تماماً، في الحضارة الغربية، هو أن هذه الأصوات (نطق).. والفرق بين الصوت والنطق، هو أن الصوت ليس كلاماً له دلالة، في حين أن النطق متعلق بالكلام، وله دلالة.
    بهذا الحديث نود أن ندخل على الحروف في القرآن، فقد جاء في هذا الموضوع من أقوال الأستاذ محمود، من كتاب (القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري)، قوله: (ولمرحلة الإشارة بالحروف قاعدة، ولها قمة.. فأما قاعدتها فهي الحروف الرقمية.. وأما قمتها فهي الحروف الفكرية.. وتقع بين هذه القمة، وتلك القاعدة، الحروف الصوتية.. فكأن الحروف على ثلاث مراتب: رقمية، وهي تتكون من الثمانية والعشرين حرفا، التي تشتمل عليها الأبجدية في اللغة العربية.. أولها الألف، وآخرها الغين.. وهذه الحروف الثمانية والعشرون وهي بعدد منازل القمر، منها أربعة عشر حرفا نورانية، وهي: أ - ل - ر- ك - هـ – ي –ع – ص- ط – س – ح – م – ق – ن، وقيدها في افتتاحيات السور: ألر.. كهيعص.. طس.. حم.. ق.. ن، ومن هذه الحروف النورانية، الأربع عشر، افتتحت تسع وعشرون سورة، على أربع عشر تشكيلة، هي: (ألم).. (ألمص).. (ألر).. (ألمر).. (كهيعص).. (طه).. (طسم).. (طس).. (يس).. (ص).. (حم).. (حم – عسق).. (ق).. (ن)..
    ومنها أربعة عشر حرفا، ظلمانية، هي بقية حروف الهجاء الثمانية والعشرين.. ومن هذه الحروف الرقمية، النورانية منها والظلمانية، يتألف الكلام الظاهر.. والكلام الظاهر هو لغة العقل.. ولغة العقل ابتدأت بالكلمات الصوتية _الكلمات التي تحكي الصوت_ ثم تطورت هذه الكلمات في المعاني، حتى أصبحت تعبر عن دقائق خلجات النفس البشرية.
    وأما الحروف الصوتية، فهي لا حصر لها، وذلك لأنها تنتج عن حركات المتحركات، وكل ذرات المادة في حركة ما تنقطع.. ويقابل عددها في الخارج عدد مماثل في داخل النفس البشرية.. وهي، في ذلك، المسموع منها، وغير المسموع، تؤلف الخواطر التي تجيش في العقل الواعي، وفي طرف العقل الباطن، مما يلي العقل الواعي، مما تصح تسميته بالعقل شبه الواعي ..
    وأما الحروف الفكرية، فهي ملكوت كل شيء.. وهي كلمات الله التي قال عنها، جل من قائل: (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا).. ومن هذه الحروف الفكرية، تتكون الخواطر المستكنة في العقل الباطن.. وفي سويدائه الحقيقة الأزلية، وعلى حواشيه الدين.. والحقيقة الأزلية (وترية)، وإلى الدين تنتهي الحقيقة (الشفعية)، وهذه نهاية إدراكات العقول، وهي ، من ثم، نهاية الحروف الفكرية..
    وإلى الحروف الرقمية، والحروف الصوتية، والحروف الفكرية، وردت الإشارة بقوله تعالى (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر، وأخفى) فالقول المجهور به يقابل الحروف الرقمية، والسر، المنطوي عليه الضمير يقابل الحروف الصوتية.. وأما الحروف الفكرية، فيقابلها سر السر)..
    ومن الحروف الفكرية ما لا يسمع إلا بالحاسة السابعة. وعند دقة الحروف الفكرية، ولطفها، يحصل، الفينة بعد الفينة، عجز العقل عن التفكير.. وعندئذ يقع الشهود الذاتي، إذ تباشر الذات المحدثة، الذات القديمة، بغير حجاب بينهما.. وهذا (الشهود)، هو الذي به إدراك الوجود، في حقيقته.. ولكن الشهود، ليس مقاماً، وإنما هو إلمامة، يتم الرجوع عنها.
    نخلص من كل ذلك، إلى أنه، ما من شيء في الوجود الحادث، إلا وهو، من كلام الله.. فالوجود (كله) في كل تفاصيله، ناطق، ومعبر عن الله، ودال عليه.. يقول تعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)..

    23/10/18م





























                  

10-24-2018, 08:19 AM

ATIF OMER


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغر (Re: محمد الفاتح عبدالرزاق)

    بشاشا:
    Quote: وبما انو الفكر الجمهوري، هو الابن المدلل لعقيدة التوحيد المروية مهد الاديان جميعا،
    ابتداءا باليهودية نفسها، مرورا بالاسلام، وانتهاءا بالبوذية يا قصي، فمكان ماتصب سحابة "عودة المسيح"،
    فالخراج مدفوع للفكر الجمهوري، الوريث الشرعي للمفهوم، باعتباره ركن اساسي، من اركان عقيدة التوحيد المروية.


    ياسادتي، Ausir السوداني او Osiris بالاغريقي، الانسان الكامل، الحيحاسب البشرية يوم القيامة،
    هو اول من جسد فكرة عودة المسيح. بمساعدة Aust او Isis، مما يؤكد دور مرتقب للمرأة، في
    البعث القادم علي مستوي السودان.


    ههههههههههههههه
    معليش يا خالد الحاج
    في منافس(قديم) لي ربكم محمود في محاسبة العباد
    فحقوا تفضوا لينا الاشتباك دا
    عشان عزيزكم القارئ يعرف (سيدوا) منو في الأسياد دييييل
    ههههههههههههههه
    جهجهتوا الشيوعيين والشيوعيات
    خازن الجنان عبد الله عثمان
    طمن الشيوعيين (المبوزين)
    بأنو حسابهم عند ربهم محمود
    ودالي شخشياً هو المساعد (الرسمي)
    للرب محمود في الحساب والعقاب يوم القيامة!!!!
    هههههههههههههه
    تابعونا قبل أن يطبلونا
    القادم بمشيئة الله :
    1/
    سؤال المشرف لي بشاشا عن الفروقات الجلية بين الإسلام والكوشية
    2/
    نصوص الرب محمود وتلاميذه من جمهوريي المنبر عن:
    الحساب والعقاب والذات الساذجة و صكوك الغفران
    المصروفة من طرف الجمهوريان دالي وود عثمان!!
    3/
    ملف كامل عن اعتقاد الجمهوريين في الله
    تجسيداً وتجريداً
    وماذا يعني الفكر الجمهوري حين تسمع أو تقرأ كلمة الله!!
    والبداية لهذا الملف ستكون بين الجمهوري خالد الحاج صاحب هذا المقال وبين
    الأروشي الجمهوري الدكتور النور حمد!!!!





                  

10-24-2018, 12:23 PM

ATIF OMER


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغر (Re: ATIF OMER)

    فرد صمد:
    Quote: الإهـــداء
    إلي الإنسانية !

    بشرى .. وتحية .

    بشرى بأن الله ادخر لها من كمال حياة

    الفكر، وحياة الشعور، ما لا عين رأت،

    ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

    وتحيةللرجل وهو يمتخض، اليوم، في

    أحشائها، وقد اشتد بها الطلق، وتنفس صبح

    الميلاد.


    إذا غاب منا سيدُ :
    بشاشا:
    Quote: ياسادتي، Ausir السوداني او Osiris بالاغريقي،
    الانسان الكامل، الحيحاسب البشرية يوم القيامة،
    هو اول من جسد فكرة عودة المسيح. بمساعدة Aust او Isis،
    مما يؤكد دور مرتقب للمرأة، في
    البعث القادم علي مستوي السودان.


    ههههههههه
    الأستاذ خالد الحاج
    نهديك هذه الطُرفة:
    تم عمل سباق تجديف بين فريقين (سودانى) و (ياباني)
    كل قارب يحمل على متنه تسعة أشخاص وفي نهاية السباق
    وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً وبتحليل النتيجة
    وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من1 مدير قارب و 8 مجدفين الفريق
    السودانى يتكون من 8 مديرين و 1مجدف حاول الفريق السودانى تعديل التشكيل
    ليتكون من مدير واحد مثل الفريق الياباني وتمت إعادة السباق مرة أخرى وفي نهاية السباق
    وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً تماماً مثل المرة السابقة وبتحليل النتيجة وجدوا
    أن الفريق الياباني يتكون من 1 مدير قارب ,و8 مجدفين والفريق السودانى يتكون من1 مدير عام و3مديري
    ادارات و4 رؤساء اقسام و1 مجدف فقرر الفريق السودانى محاسبة المخطئ فتم فصل المجـــدّف!!!!
    ههههههههههههههههههههههههههههه

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de