عرض كتاب (الوجود بين الاسلام والحضارة الغربية) بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 03:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-14-2018, 07:47 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب (الوجود بين الاسلام والحضارة الغربية) بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

    07:47 PM September, 14 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سأحاول هنا، عرض كتاب الوجود بين الاسلام والحضارة الغربية للأخ خالد الحاج عبدالمحمود.. وهو كتاب يفترع ىسلسلة من الكتب في المقارنة بين الاسلام ، كما تمثله دعوة الأستاذ محمود محمد طه، والحضارة الغربية.. والسلسلة تتكون من ستة كتب هي:
    1. الوجود
    2. الإنسان
    3. الحياة
    4. الفكر
    5. الحرية
    6. الأخلاق
    وهذه الكتب فيما بينها تتناول جميع الأسس الحضارية التي تبنى عليها أي حضارة.. يتناول المؤلف هذه الأسس، كما هي في الحضارة الغربية، وكما هي في الاسلام، ويقارن بينهما مقارنة موضوعية، تهدف الى بيان تميّز الاسلام على الحضارة الغربية، في جميع هذه المجالات بصورة موضوعية تحترم العقول.. وسيتضح هذا الأمر من متن الكتب..
    محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله




    الحلقة الأولى
    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    المقدمة
    هذا الكتاب، هو محاولة لتوكيد ضرورة الحوار العالمي، وتوكيد أن هذا الحوار، لن يكون مجدياً، إلا إذا ارتفع إلى مستوى الأصول.. فأي حوار يقتصر على تناول القضايا الفرعية، لا معنى له، ولا جدوى منه، وسيكون حوار طُرشان.. الأزمة أزمة حضارة، وتقتضي تحولاً جذرياً في إطار التوجيه.. فارتفاعُ الحوار إلى مستوى الأصول أمرٌ لازم لمواجهة التحدي الذي يفرضه الواقع الكوكبي المعاصر، بما أوجده من مشكلات، ينبغي على الفكر الذي يتصدى للتغيير أن يتوفر على حلها.
    يقول الأستاذ محمود عن التحدي الذي يفرضه الواقع الحضاري: (نحن اليوم، وفي حضارة القرن العشرين، نقف في مفترق الطرق.. فإن هذه البيئة الجديدة، التي طورها تقدم الآلة، تطويراً أشبه بالقفزة، تواجهنا بتحد حاسم.. هذا التحدي يفرض علينا إحدى خصلتين: إما أن نرتفع إلى مستوى المواءمة بين حياتنا، وبين بيئتنا، وإما أن ننحدر إلى الهاوية، فيكون مصيرنا مصير الأحياء التي عجزت عن المقدرة على المواءمة بين حياتها وبين البيئة.. إننا بفضل الله، ثم بفضل هذا التقدم (التكنولوجي) قد أصبحنا نعيش في كوكب موحد جغرافياً، وأصبحنا بفضل هذا التقدم (التكنولوجي)، جيراناً متقاربين، مهما بعدت أقطارنا، في أطراف هذا الكوكب الصغير.. وأصبح علينا أن نتحلى بالأخلاق التي تليق بحسن الجوار.. أصبح علينا أن نتوحد أخلاقياً كما توحدنا مادياً.. وبفضل الله، ثم بفضل العلم المادي، الذي هو سمة هذه الحضارة، وضحت لنا الوحدة التي تنتظم المظاهر المختلفة)..
    القضية كلها، إذن، تدور حول الوحدة، ومقتضياتها.. فالكون، أظهر لنا العلم، أنه واحد، في طبيعته.. والكوكب الأرضي توحد جغرافياً.. فأصبحنا نعيش في بيئة طبيعية واحدة، في كونٍ نتحدث عن بدايته _الانفجار العظيم_ وننظر له كزمولوجياً، كوحدة.. وعندما وصلنا، إلى جزيئات الذرة، أصبحنا نتحدث عن الطبيعة الواحدة لكوننا.. وهكذا، أصبحت البيئة الطبيعية، كما نتصورها، تقوم على الوحدة في مستوى من المستويات.. وكذلك الحال بالنسبة للبيئة الاجتماعية، على مستوى الكوكب الأرضي.. وهذا يقتضي مستوىً جديداً من التواءم مع بيئتنا هذه الموحدة، حتى يتم الانسجام معها.. فالتحدي الأساسي، هو ضرورة أن نرتفع إلى وحدة فكرية، ترد الأمور إلى أصولها، في طبيعة الوجود والطبيعة البشرية، وترد الأخلاق إلى أصلها الأصيل، الذي ينبع من الطبيعتين، فنتوحد أخلاقياً.. وتقوم الأخلاق عندنا، على أرض ثابتة، مبنية على طبيعة الوجود، والطبيعة الإنسانية.. إن الوحدة الأخلاقية، يفرضها واقع توحد الكوكب الأرضي.. فهذه الوحدة جعلت سكان الأرض جميعاً جيراناً، بينهم من علائق الجوار ما لم يتوفر للقرية الواحدة، في حقب التاريخ السابقة.. فأصبح بذلك لزاماً على البشر الذين يعمرون الأرض، أن يعيشوا وفق القيم التي يقتضيها الجوار.. قيم السلام.. فعلى البشر اليوم أن يعيشوا في سلام _على اختلاف ألوانهم، ولغاتهم، وعاداتهم، وعقائدهم_ فإن عجزوا عن ذلك فسيكون مصيرهم هو مصير الأحياء الذين عجزوا عن أن يوائموا بين حياتهم وبين بيئتهم، وقد جرت بذلك سنة الله في خلقه..
    ولن يكون هنالك سلام حقيقي، إلا إذا قام في عقول وقلوب الرجال والنساء كأفراد أولاً، وقبل كل شيء، وهذا لن يتم، بصورة ثابتة، إلا إذا انبنى على معرفة بالطبيعة البشرية، تردها إلى أصل واحد مشترك بين البشر جميعاً.. وهكذا، ارتفع سقف التحدي، إلى ضرورة رد الأمور إلى أصولها، في طبيعة الوجود، والطبيعة البشرية.
    ومما يزيد من أهمية هذا الحوار العالمي وجود وعي كبير بأزمة الأخلاق التي أفرزتها الحضارة الغربية الراهنة، حتى أن أكبر المتعصبين للحضارة الغربية، يتحدثون عنها.. فمثلاً فرانسيس فوكوياما يقول: (ما من شك في أن الديمقراطيات المعاصرة تجابه عدداً من المشكلات كالمخدرات، والتشرد، والجريمة، وتدمير البيئة، وتفاهة المجتمع الذي تسوده النزعة الاستهلاكية..).. ويقول: (من المؤكد أن ما يصفه هافيل بالعزوف العام لدى المهتمين بالاستهلاك عن التضحية ببعض الماديات المتيقن منها في سبيل نزاهتهم الروحية والأخلاقية، هو ظاهرة لا تنفرد بها المجتمعات الشيوعية، فالروح الاستهلاكية في الغرب تدفع الناس يومياً إلى التنازل عن قيم أخلاقية، وهم يكذبون على أنفسهم، لا باسم الاشتراكية، وإنما باسم أفكار مثل "تحقيق الذات" أو "نمو الشخصية"..).. ويقول: (ومن ثم فإن تجاربنا في القرن العشرين، قد أثارت مشكلة ضخمة حول دعوى التقدم على أساس من العلم والتكنلوجيا، ذلك أن قدرة التكنلوجيا على الارتقاء بالحياة البشرية تتوقف بشكل حاسم على حدوث تقدم مواز في الأخلاق عند البشر، إذ أنه بدون هذا التقدم الثاني يمكن القول بأن قوة التكنلوجيا ستستخدم بكل بساطة لتحقيق أهداف شريرة، وستتدهور أحوال الإنسانية عما كانت عليه من قبل).. راجع كتابنا (العصر الذهبي للإسلام أمامنا)..
    وعلى الرغم من هذه الرؤية الواضحة، إلا أن التعصب للحضارة الغربية، يجعل فوكوياما، وأمثاله، يعجزون عن رؤية أن السبب في أزمة الأخلاق، هو قيم الحضارة نفسها، وقصورها.. وهي قيم، وهو قصور، في أصل طبيعة الحضارة، وإطار التوجيه الذي تقوم عليه، ولا يمكن تصحيح هذه القيم، ولا معالجة هذا القصور، في حدود نفس إطار التوجيه الذي نتجت عنه.. وعلى كلٍّ، هذا هو الأمر الذي ينبغي الحوار حوله، ولا يجوز تجاوزه لمجرد أن أصحاب الحضارة الغربية لديهم عقيدة في أن حضارتهم قادرة على الاستجابة للتحديات التي يفرضها الواقع.. فهي، عملياً، عاجزة تماماً عن ذلك، والمشكلات الناتجة عنها، تتفاقم كلّ يوم.. ونظرياً، فإن إطار التوجيه الذي تقوم عليه هذه الحضارة الغربية _وهو العلمانية_ عاجزٌ تماماً، عن الارتفاع لمستوى التحدي.. فعلينا نحن، إذن، أن نبرهن برهاناً واضحاً على عجز الحضارة الغربية هذا.. وعلى أنصار الحضارة الغربية، أن يبرهنوا، من جانبهم، على مقدرة حضارتهم على الارتفاع إلى مستوى الاستجابة للتحديات، التي نجمت عن هذه الحضارة.. عليهم التدليل على أن أزمة الحضارة يمكن معالجتها، في إطار المسلمات التي تقوم عليها، دون حاجة إلى عنصر من خارجها، أو تحول أساسي في إطار التوجيه الذي تقوم عليه.. فالثابت والمشاهد، الآن، أن الواقع العملي يكذّب دعواهم، بصورة صارخة..
    ومن أكثر المتعصبين للحضارة الغربية، نيوت جنجريتش _المتحدث باسم مجلس النواب الأمريكي_ وقد أوردنا أقواله، مع أقوال فوكوياما في كتابنا (العصر الذهبي للإسلام أمامنا)، فليراجعها من شاء، في هذا المصدر.. ومع ما هو عليه من تعصب لحضارته الغربية، إلا أن جنجريتش هذا، على وعي تام بأزمتها الأخلاقية الطاحنة، فقد نقل عنه باترسون، في كتابه (الحضارة الغربية الفكرة والتاريخ) ما يلي: (ويرى جنجريتش أن ثقافة العنف والفقر تهددان مستقبل الحضارة الأمريكية، لأنهما يجسدان عادات وقيم هي نقيض العادات والقيم اللازمة، إذا ما أردنا لحضارة المعلومات للقرن الواحد وعشرين أن تزدهر. وعبر عن هذا صراحة بقوله: "يستحيل الحفاظ على حضارة أبناؤها ينجبون أطفالاً وهم في الثامنة من العمر، ومن هم في الخامسة عشر يقتل بعضهم بعضاً، ومن هم في السابعة عشر يموتون بمرض الإيدز، ومن هم في الثامنة عشر يحصلون على دبلومات لا يستطيعون قراءتها إلا بالكاد"..).. ورغم هذا، يرى جنجريتش، أنه لا بديل للحضارة الغربية!! أما صمويل هنتنغتون، فيرى، من كتابه (صراع الحضارات) أن الصراع بين الحضارة الإسلامية، والكونفوشيوسية، من جانب، والحضارة الغربية، أمر حتمي!! مع أنه لا توجد اليوم أي حضارة اسمها الحضارة الإسلامية، أو الحضارة الكونفوشيوسية!! بل إنما هي دعوة للمزيد من (غربنة) العالم، والمزيد من هيمنة الغرب، عن طريق الحرب والسياسة، ومحاولة إيجاد بديل للمعسكر الاشتراكي، الذي انهار، حتى يستمر الصراع بين المعسكرين في صورة جديدة، يمكن أن تصرف الناس عن أزمة الحضارة الغربية.
    ولقد سبق أن لاحظنا، في نفس كتابنا (العصر الذهبي للإسلام أمامنا) أن دعاة (حوار الحضارات) قد جازت عليهم خدعة هنتنغتون، فبدل (صراع) أصبحوا يتحدثون عن (حوار) الحضارات، مع علمهم التام أنه لا توجد اليوم، سوى حضارة واحدة، هي الحضارة الغربية السائدة.. ولا يمكن أن يكون الحوار، حول المستقبل، بين حضارة سائدة وحضارات سابقة.. بل حتى (حوار الأديان)، أمر لا مكان له، لأنه عملياً، لا يوجد، سوى دين واحد، هو السائد الآن، وهو دين المادية العلمانية.. وفوق ذلك، لا يوجد أي دين أصحابه لم يتفرقوا إلى فرق ومذاهب، متفرقة ومتنافرة، إلى حد التقاتل فيما بينها.. فالحوار، والحوار الجاد، لابد منه، ولكن لا يمكن أن يكون إلا بين أفكار ومذهبيات، تشمل الأديان وغير الأديان.. وأهم من الحوار نفسه، موضوعُ الحوار وأدب الحوار.. فموضوع الحوار لابد أن ينطلق من الواقع الفعلي للحضارة البشرية، وما يفرضه من تحديات، وما يكتنفه من مشكلات.. وبحكم هذا الواقع، فإن أيّ حوار يجب أن يعمل على رد الأمور إلى أصولها، والانطلاق من هذه الأصول لمعالجة الأمور الفرعية، بالصورة التي تقوم على الأصول، وتستجيب لتحديات الواقع.. ودون هذا المستوى يكون الحوار بلا معنى، ولا جدوى منه.
    ففي الحوار ينبغي أن يعمل صاحب كل دعوة، على إبراز تميز دعوته، ومقدراتها على الاستجابة لتحديات الواقع، مقارنة بالدعوات الأخرى.. وهذا ما ظل الأستاذ محمود يدعو له، ويعمل به في إطار دعوته للإسلام، وتبشيره به، فهو يقول: (والتبشير بالإسلام أمر يتطلب أن يكون المبشِّر، من سعة العلم بدقائق الإسلام، وبدقائق الأديان، والأفكار، والفلسفات المعاصرة، بحيث يستطيع أن يجري مقارنة تبرز امتياز الإسلام على كل فلسفة اجتماعية معاصرة، وعلى كل دين، بصورة تقنع العقول الذكية.. وأن يكون من سعة الصدر بحيث لا ينكر على الآخرين حقهم في الرأي.. وأن يكون من حلاوة الشمائل بحيث يألف، ويؤلف، من الذين يخالفونه الرأي.. وهذه من الصفات التي لا تكتسب إلا بالممارسة.. أعني _أن يمارس الداعي دعوته في نفسه، وأن يعيشها_ أعني أن يدعو نفسه أولاً، فإن استجابت نفسه للدعوة، دعا الآخرين.. فإن شر الدعاة هم الوعاظ الذين يقولون مالا يفعلون..)..

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de