عرض كتاب (الإنسان بين الاسلام والحضارة الغربية)-الحلقة الرابعة عشر بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 05:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-08-2019, 02:01 AM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب (الإنسان بين الاسلام والحضارة الغربية)-الحلقة الرابعة عشر بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

    01:01 AM January, 07 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الإنسان في الحضارة الغربية
    الباب الرابع
    الطبيعة البشرية
    الفصل الثالث
    الطبيعة المادية

    أهم نقطة، في تصور الحضارة الغربية للإنسان، هي أنها ترى أن طبيعته الأساسية طبيعة مادية.. وهذا بالطبع، هو ما ينسجم مع منهجها العلماني، الذي يعتمد بصورةٍ كلية على الفصل بين الأشياء، وعلى التفكير الذي يقوم عليه منهج العلوم الطبيعية.. وهما لا يعطيان إلا المادية.. وحسب التصور الذي أوردناه، عن التطور من البق بانق وحتى الإنسان، لا مجال في هذا التصور، لغير أولية المادة، بالنسبة للكون، وبالنسبة للإنسان.. فكما رأينا، بالنسبة للإنسان، التركيز كله على الجانب البيولوجي: التشريح ووظائف الأعضاء.. فحتى عندما وصلوا إلى أن الحياة معلومات، ردوا هذه المعلومات إلى البيئة ـ الكون.. والتي هي بيئة مادية.. فالإنسان كائن بيولوجي، وبما أنه كذلك فإن حياته تنتهي بالموت.
    وحتى إذا اعتبرنا الذين يؤمنون بالله في الغرب، واعتبرنا نظرية (التصميم الذكي)، فإن هذا لا يغير شيئاً، في أولية المادة، في الطبيعة الإنسانية.. فالله حسب تصورهم، صنع العالم، وصنع له قوانينه، وترك هذه القوانين تسيره.. وهذه القوانين هي قوانين الطبيعة.. فحسب هذه النظرة، صنع الله الإنسان من المادة، وجعل قوانين المادة تحكمه.
    إذن لا مجال بأية حال من الأحوال، للتصور الغربي للطبيعة الإنسانية، أن تكون الأولوية فيه للروح، طالما أنه يعتمد على العلوم الطبيعية ومنهجها.
    وبالطبع الماركسية، بحكم فلسفتها، هي أوضح الفلسفات الغربية في توكيد الجانب المادي، للطبيعة الإنسانية، ولكنها من حيث المبدأ، لا تختلف عن الفلسفات الأخرى، التي تعتمد على العلوم الطبيعية.. ومن مفاهيم ماركس الهامة جداً، مفهوم (الطبيعة المعدلة تاريخياً)!! فطبيعة الإنسان، في كل عصر من العصور، ليست هي الطبيعة الإنسانية الأساسية، إذ أنها معدلة تاريخياً، بحكم تأثير البيئة عليها.. يقول إريك فروم: "فإذا سلم ماركس بطبيعة الإنسان، فإنه لم يقع في الخطأ الشائع بأن يخلط بينها وبين مظاهرها وتجلياتها الخاصة.. فقد ميّز (الطبيعة بعامة) من طبيعة الإنسان المعدلة تاريخياً في كل عصر.. وطبيعي أن عيوننا لا تقع أبداً على الطبيعة الإنسانية بعامة، لأن ما نراه هو دائماً التجليات والمظاهر النوعية للطبيعة الإنسانية في مختلف الحضارات.. على أننا نستطيع أن نستدل من هذه المظاهر والتجليات على (الطبيعة الإنسانية بعامة) وعلى نوعية القوانين التي تتحكم بها، ونوعية الشيء الذي يحتاج إليه الإنسان كإنسان" (7 ص 38)..
    فماركس يعرف الطبيعة الإنسانية من خلال مظاهرها وتجلياتها، وهي بالضرورة متغيرة تاريخياً، فمن أين يأتي بما هو ثابت في الطبيعة الإنسانية، وهو يعتمد على ما هو متغير _المظاهر والتجليات!؟ خصوصاً أن ماركس يعترض على وجود جوهر للطبيعة الإنسانية كان موجوداً منذ بداية التاريخ.. يقول إريك فروم: "لقد اعترض ماركس على موقفين، مرة على الموقف اللا تاريخي، ومرة على أن المسألة في حالة طبيعة الإنسان هي مسألة جوهر سبق أن كان موجوداً منذ بداية التاريخ.. على أنه عارض أيضاً المفهوم النسبي المتمثل في أن طبيعة الإنسان، ليس لها في ذاتها أية نوعية، وليست إلا صورة منعكسة لظروف اجتماعية، على أن ماركس لم يتوصل قط إلى أن يطور نظريته حول طبيعة الإنسان تطويراً كاملاً، ولا إلى أن يتجاوز الموقف اللا تاريخي والنسبي" (7 ص 39)..
    عندما نتحدث عن طبيعة الإنسان الثابتة، بالضرورة نحن نتحدث عن "جوهر سبق أن كان موجوداً منذ بداية التاريخ" كما يعبر ماركس.. وأهم من ذلك، أن هذا الجوهر ظل موجوداً عبر جميع مراحل التاريخ، وسيظل كذلك!! وأي حديث خلاف هذا، هو حديث عن طبيعة معدلة تاريخياً، وليس عن طبيعة أصيلة، ثابتة، ومتجاوزة لما هو تاريخي.. إن التفكير المادي، في إطار ما يقوم عليه العالم، في كل أجزائه، من حركة لا تهدأ، وتغير دائم، لا يمكن أن يؤدي إلى وجود طبيعة إنسانية ثابتة، لا تتغير.
    النظرة العلمية الآلية:
    تحدث ولتر ستيتس، في كتابه: (الدين والعقل الحديث)، عن ما اسماه (صورة العالم).. وقد أثار قضية هامة جداً، عن تصور الناس للعالم، ومكان الإنسان فيه.. وتناول نظرة الحضارة الغربية، من خلال هذا المنظور للعالم، وللإنسان، فهو يقول: "تميل أفعال الناس وأفكارهم إلى أن يحكمها _أو يؤثر فيها على الأقل_ مجموعة من الأفكار العامة عن طبيعة العالم، ومكان الإنسان فيه.. ويمكن أن نطلق على الأفكار العامة من هذا القبيل اسم (صورة العالم)، أو وجهة نظر الإنسان عن العالم.. وتكون صورة العالم هذه، عند العلماء والباحثين والفلاسفة متناسقة إلى حدٍ ما، وإن كانت تعمل عند الغالبية العظمى من الناس بطريقة خفية بوصفها الخلفية المعتمة لأذهانهم، لأنهم لا يلاحظونها بأنفسهم بل يسلمون بها تسليماً.. ويكون في العادة، لحقبة معينة، في ثقافة معينة مثل هذه المجموعة من الأفكار الخاصة بها، حيث تتغلغل في ثقافة ذلك العصر ككل.. وتتغير مجموعة الأفكار العامة خلال مجرى التاريخ بتأثير ظهور تجارب جديدة، وخبرات جديدة للجنس البشري" (8 ص23)..
    ويرى ستيس أنه توجد نظرتان للعالم: النظرة الأولى دينية، وهذه سيطرت على أوربا، في العصر الوسيط.. أما النظرة الثانية، فعلمية أو آلية، وهذه سيطرت على أوربا والعالم، في العصر الحديث، منذ عصر النهضة وإلى اليوم.
    إنسان العصر الوسيط يرى أن الله عندما خلق العالم، جعل لكل شيء غرضاً أو غاية، ومن هنا سيطر التفكير الغائي للظواهر _الذي يفسرها من منظور الغرضية_ على إنسان العصر الوسيط.. وهذا التفسير، يعارض في العادة، التفسير العلمي أي التفسير الآلي أو الميكانيكي، الذي يفسر الأشياء بتحديد أسبابها لا أغراضها.. ويمكن القول بأن التفسير العلمي أو الآلي هو نفس تفسير الظواهر عن طريق قوانين الطبيعة، لأن التفسير بالقوانين، يعني التفسير بالأسباب.. ويرى ستيس أن التمييز بين التفسير الغائي والتفسير الآلي، على جانب كبير من الأهمية لفهم الفكر البشري.. والعقل في العصر الوسيط سيطر عليه الدين، الذي ارتبط بالغائية.. بينما سيطر العلم، الذي ارتبط بالآلية، على عقل إنسان العصر الحديث.
    يقول ستيس: "وهكذا تظهر فكرة (نيوتن) القائلة بأن (العالم آلة).. ولقد انتشرت هذه الفكرة في أوربا انتشار النار في الهشيم.. ليس فقط العالم ككل آلة، بل أن كل شيء فيه هو أيضاً آلة.. قارن (هوبز) بين الجسم البشري وبين الآلة، وكتب يقول: (ماذا يكون القلب سوى نابض زنبرك، والأعصاب سوى مجموعة من الأوتار، والمفاصل سوى مجموعة من العجلات التي تعطي الحركة للجسم كله؟) لقد عاش هوبز قبل أن يكتشف نيوتن قانون الجاذبية، لكن وجهة النظر الآلية عن العالم كانت جاهزة، بالفعل، في الجو الثقافي.. ولم يكن على الساعة الشمسية عند نيوتن سوى أن تثبتها.. ولقد كتب هيوم في القرن الثامن عشر يقول: (أنظر إلى العالم من حولك، وسوف تكتشف أنه ليس شيئاً سوى أنه آلة عظيمة، تنقسم إلى عدد لا نهاية له من الآلات الفرعية الصغيرة).." (8 ص117).. ويواصل ستيس فيقول: "والآن لو أن كل شيء في العالم آلة، عندئذ يكون كل ما يحدث فيه، يمكن تفسيره بطريقة آلية، ومن ثم يستبعد التفسير الغائي" (8 ص 117)..
    ويرى ستيس أن النجاح المطلق، الذي يقدمه التفسير الآلي، منذ عصر نيوتن وحتى عصرنا الراهن، أدى إلى هجر الغائية.
    وقد أدى التفكير العلمي الآلي، إلى جعل القيم الأخلاقية، قيم نسبية، وترتبط بالمصلحة الدنيوية.. ولغياب غائية العالم، غاب أيضاً المعنى الكلي فيه.. وعند ستيس القيم تكون موضوعية عندما تكون من نظام العالم، وتكون ذاتية إذا خضعت لرغائب البشر ومشاعرهم، دون موجهات خارجية.. ويرى ستيس أنه بعد فقدان الإيمان الديني، كان من الطبيعي أن تحل الأخلاق الدنيوية التي تقوم على أغراض البشر محل الأخلاق التي تتأسس على التصورات الدينية، يقول ستيس: "إن ذاتية الأخلاق التي ظهرت أول ما ظهرت عند هوبز، صارت الجزء الرئيسي من النظرة الحديثة للعالم عند جميع أولئك الفلاسفة الذين عاشوا من عصره حتى يومنا الراهن.. فأكدوا بهذه الصيغة أو تلك، بأن العالم ليس نظاماً أخلاقياً" (8 ص 131)..
    يقول فوكياما عن بول أيرليخ: "فهذا بول إيرليخ، البيئي، يعرب مؤخراً عن أمله في أن يهجر الناس تماماً، الحديث عن الطبيعة البشرية، بتةً واحدة، لأنها مفهوم بلا معنى" (9 ص 188).
    ما نريد أن نخلص اليه هنا، هو أن التفكير المادي، وصورة العالم التي يعطيها العلم، يلعبان دوراً هاماً جداً في تصور الحضارة الغربية للإنسان، والقيم عنده.. وأهم ما يؤدي إليه هذا التصور، هو جعل الأخلاق ذاتية ونسبية، بمعنى أنها ليست مطلقة.. وهذا ما يجعل أزمة الأخلاق، في عالم اليوم، تقوم بصورة مبدئية، على تصورات الحضارة الغربية للإنسان.. ونحن لنا عودة إلى الغائية وغياب المعنى.
    7/1/18م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de