عرض كتاب (الإنسان بين الاسلام والحضارة الغربية) الحلقة الثالثة والعشرون بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2019, 03:57 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب (الإنسان بين الاسلام والحضارة الغربية) الحلقة الثالثة والعشرون بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق

    02:57 PM February, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الإنسان في الإسلام
    الباب الثاني
    مراحل الإنسانية
    الفصل الثاني
    إنسان ما قبل الذكر

    بعد مسيرة طويلة، من بداية أسفل سافلين، تكونت الأرض، حيث بدأ بروز إنسان الملك، إلى مقامه.. ونالت الأرض شرف أن تكون موطن الإنسان، وهو شرف عظيم به استحقت أن تكون مركز الوجود!!
    لقد كانت الأرض والسموات وحدة، مرتتقة، فتم الفتق، لتبرز الأرض كموطن للإنسان.. يقول تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ".. فبالفتق برز الكون بأجرامه التي لا تحصى.. والكون كونان، انفتق أحدهما عن الآخر، وفق سنة الله تعالى في خلق الأزواج.. الكون الأكبر هو الكون الخارجي، كون المجرات، والشموس.. والكون الداخلي هو كون المجموعة الشمسية، وهو جيب صغير داخل الكون الخارجي، (ولقد كان الكون الخارجي سحابة مرتتقة، فانفتقت، فبرزت من تلك السحابة النجوم، والشموس، والمجرات.. ولقد كان الكون الداخلي سحابة مرتتقة، فانفتقت، فبرزت من تلك السحابة شمسنا المعروفة، وبناتها الكواكب السيارة)..
    يقول الأستاذ محمود "من الناحية المادية فإن مركز الكون الداخلي الشمس.. ولكن، من الناحية الروحية، فإن مركزه الأرض، لأن الأرض هي موطن الإنسان.. والإنسان سيد الأكوان".. ولأهمية الكون الداخلي، بوصفه موطناً للإنسان، فإن الدين ركز عليه كثيراً، في المرحلة..
    في الأرض، بدأت مسيرة الإنسان، في مرحلة جديدة.. ولم يكن الإنسان غائباً عن الأكوان، قبل ظهور الأرض، وإنما كان هو رأس الرمح في حركة هذه الأكوان.. والحقيقة الكبرى، عن وجود الإنسان، تجيء في قول الأستاذ محمود الجامع، الذي سبق أن أوردناه، وفيه يقول: "في الحقيقة ليس في الوجود الحادث غير الإنسان.. وجود الإنسان وجود أزلي _ أبدي _ سرمدي _ فهو ينزل المنازل في البعد من الله _ وفي القرب.. هو مغترب، وراجع من الإغتراب إلى وطنه الأصلي، إلى الله في إطلاقه.. وليس لهذا السير نهاية، وإنما هو سير في السرمد، لأنه سير إلى المطلق: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ".
    ويقول الأستاذ محمود: "البيئة بيئتان: بيئة طبيعية، من العناصر الصماء، في الأرض، وفي السموات، وبيئة إجتماعية، من جميع الأحياء، من لدن حيوان الخلية الواحدة، سواء أكانت خلية حيوان أو خلية نبات.. والبيئة مع ذلك وحدة متحدة، الاختلاف بين أعلاها، وهو الإنسان، وأسفلها وهو ذرة بخار الماء، إنما هو اختلاف مقدار.. وهذا يعني أن أصغر جزيئات المادة، إنما هو الإنسان في طور من أطوار نموه، نحن لا نعرفه، كما أنا لا نعرف الإنسان، وهو في طور الحيوان المنوي".. ونحن لنا لهذا النص عودة، عندما نتحدث عن البيئة والوراثة.
    وعن كون الإنسان هو كل ما في الوجود الحادث، يجيء من أقوال الأستاذ محمود: "التوحيد يطلب إلينا أن ننظر إلى جميع المخلوقات، بله الأحياء، كسلسلة واحدة متصلة الحلقات، وإن كان حجم الحلقات يخلتف أثناء السلسلة.. ولدى هذه النظرة ليس في الوجود الحادث غير الإنسان، وجميع ما نراه، وما لا نراه، من هذا الوجود، إنما هو الإنسان في أطوار مختلفة ومتتالية.. وإلى هذا المعنى المتكامل الإشارة بقوله تعالى: "هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا" ومعنى "هل" هنا "قد"، وهذا الحين من الدهر هو أمد ممدود، ودهر دهير".
    فالوجود الإنساني، في تطوره، في الأرض، ينقسم إلى مرحلتين: مرحلة ما قبل الذكر، وهي المرحلة الأولى، ومرحلة الذكر، وهي المرحلة الثانية.. ومرحلة ما قبل الذكر بدأت مع بداية المادة.. وقد أخذ الإنسان يتطور في المادة العضوية، منذ بروزه في الجسد، وكانت هذه هي المرحلة الأولى في تطوره.
    ثم جاءت المرحلة الثانية ببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية.. أما المرحلة الثالثة، فهي التي نعيش نحن فيها الآن، وهي قد بدأت عندما ظهر آدم النبي في الأرض.. وبظهوره ظهر الإنسان المكلف، وهذه هي البداية الحقيقية للإنسان في الأرض.. وهي بداية (الخلافة)، التي سنتحدث عنها.. وهذا التقسيم الفيصل فيه هو ظهور العقل.. فمرحلة ما قبل ظهور العقل، هي مرحلة إنسان ما قبل الذكر.. ومرحلة ظهور العقل المكلف هي مرحلة ظهور إنسان الذكر.. فقد أتى على الإنسان دهرٌ دهير قبل أن ينزل منزلة العقل، فيكون مذكوراً في ملكوت الله.. فالعقل المكلف، بشرع الحلال والحرام، هو الذي يؤرخ بداية الذكر عند الله.. فالإنسان المذكور، هو الإنسان الذي يعرف الله، وبداية المعرفة هذه، إنما تكون بشريعة الحلال والحرام.. يقول تعالى " يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ".. وملاقاة الله تعالى، لا تكون في الزمان والمكان، وإنما هي معرفته، وهذه المعرفة لا تكون إلا بالعقل..
    ولقد علم الله الإنسان، وهو في مرحلة العناصر، عن طريق مباشر، وهو طريق القهر الإرادي للعناصر، وبالعناصر، وكانت نتيجة هذا التعليم الطاعة المطلقة للإرادة الإلهية "وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ".. ولقد علم الله الإنسان وهو في منزلة المادة العضوية، الحياة البدائية، وفي مرتبة الحياة العليا، دون الإنسان، عن طريق شبه مباشر، وذلك بإرادة الحياة.. وعلم الإنسان، عند بروزه، بطريق غير مباشر، وذلك بإرادة الحرية.. فإرادة الحياة معنى زائد على حياة العناصر قبل ظهور المادة العضوية.. وإرادة الحرية معنى زائد على إرادة الحياة، منذ ظهور المادة العضوية _الحياة السفلى.. إرادة الحرية ظهرت بظهور الإنسان _ ظهور العقل المكلف.. والاختلاف في جميع المستويات إنما هو اختلاف مقدار.. الاختلاف بين الإنسان وهو في (أحسن تقويم) في الملكوت، وبين الإنسان في (أسفل سافلين) _أدنى مستويات التجسيد في الملك_ إنما هو اختلاف مقدار، لا اختلاف نوع، فإن التوحيد _كما ذكرنا_ يمنع اختلاف النوع منعاً تاماً.
    ففي المرحلة الأولى كانت السموات والأرض في حالة رتق، ثم فتقتا، وبرز التعدد من هذه الوحدة.. ولم تكن جرثومة الإنسان غائبة يومئذٍ، وإنما كانت حاضرة في هذا التكوين.. ومنذ ذلك التاريخ بدأ تطور الإنسان العضوي يطرد، تحفزه، وتوجهه، وتسيره وتقهره، وتصهره، الإرادة الإلهية المتفردة بالحكم.. وقد انتهت هذه المرحلة، بعد أمد طويل، بظهور المادة العضوية.. وببروز المادة العضوية من المادة غير العضوية، ظهرت الحياة كما نعرفها نحن.. وإلا فإن جميع المادة، عضوية أو غير عضوية، حية.. وكل ما هناك، أن الحياة بدأت تبرز في المادة العضوية، بعد أن كانت كامنة في المادة غير العضوية.. فهي لم تجئ من خارج المادة!!
    وحسب اصطلاحنا، فإن أدنى درجات الحياة، التي نسميها حياة، هي أن يكون الحي شاعراً بحياته، فيتحرك حركة تلقائية، ويتغذى، ويتناسل.. وقد بدأت هذه الحياة بحيوان الخلية الواحدة.. وكانت هذه البداية خطوة جليلة، وخطيرة، افتتح بها عهد جديد.. عهد عظيم.. عهد الحياة والموت.. يجب ملاحظة أننا ذكرنا الموت مع الحياة، وهذا أمر مقصود، وله دلالة عظيمة جداً، سنفصل فيها لاحقاً، فقط نشير هنا إلى قول الأستاذ محمود، أن العشبة التي تنمو في سفح الجبل، أكمل من الجبل!! "ذلك بأن تلك العشبة الضئيلة، قد دخلت في مرحلة متقدمة من مراحل التطور _مرحلة الحياة والموت_ مما لم يتشرف الجبل بدخولها، وإنما هو يطمع فيها، ويطمح إليها."
    في قوله تعالى: "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا".. فإن النطفة في هذه المرحلة من مراحل النشأة البشرية، تعني الماء الصافي.. والأمشاج، جمع مشيج.. من مشج، يمشج، مشجاً، إذا خلط بين شيئين.. وهما هنا الماء والطين.. فالنطفة الأمشاج، هي الماء المخلوط بالطين.
    المرحلة الثانية من مراحل نشأة البشرية، قد بدأت بحيوان الخلية الواحدة، في القاعدة، وهي تنتهي بأعلى الحيوانات الثديية، في القمة.
    وعندما بدأت المرحلة الثالثة من مراحل النشأة، فإنها بدأت بقفزة عظيمة جديدة _تشبه القفزة التي بدأ بها ظهور المادة العضوية، من المادة غير العضوية_ وبهذه القفزة دخل الإنسان كما نعرفه الآن، في مسرح الحياة.. وبدخوله بدأ بروز العقل عنده، بالصورة التي أعدته للتكليف، وبدأت مسيرة الإنسان، بعد أن أصبح له ذكر في الملكوت.. ولأهمية هذه المرحلة ينبغي أن نفصل فيها بعض الشيء، ونفرد لها فصلاً خاصاً بها.
    لقد رأينا أن نظرية التطور العلمية تركز على الجانب البيولوجي، وهي ترى أن أقرب الحيوانات بيولوجياً، للإنسان هي أكملها تطوراً.. أما معيار الدين، في تصور الكمال، فيختلف تماماً.. فهو يقوم على الأصل _على الروح، على القرب من الله.. فوفقاً لهذا المعيار، القيمة، واللطافة، هما الأساس في الكمال، وفي القرب من مرحلة الإنسان.. فحتى في مرحلة البشرية الحالية، قد يكون هنالك فرد هو من الكثافة، ومن غياب القيمة عنده، ما يجعله أبعد عن الإنسان، من حيوانات دونه، ولذلك قد يرد في سلم التطور إلى ما هو أبعد من هذه الحيوانات!!
    ولكن، بصورةٍ عامة، قد تكون البقرة، أقرب للإنسان من غيرها من الحيوانات.. أما بالنسبة للنبات، فمن المؤكد أن النخلة أقرب رحماً للإنسان من غيرها، ولتحديد هذه العلاقة سماها المعصوم، في حديث له (عمتكم)، فهو قد قال: "أكرموا عمتكم النخلة فإنها خُلقت من فضلة طينة أبيكم آدم"!! علما بأن تصور التطور ليس حكراً على الفكر الغربي، فقد وجدت صور له في الحضارات المختلفة، ونحن هنا نورد بعض أقوال أخوان الصفا التي تدل على تصورهم للتطور، فقد جاء من أقوال الأستاذ العقاد عنهم، ما نصه: "يقول أخوان الصفا في رسالتهم العاشرة: (أعلم يا أخي أن أول مرتبة النباتية أو دونها مما يلي التراب، هي خضراء الدمن، وآخرها وأشرفها مما يلي الحيوانية النخل، وذلك لأن خضراء الدمن ليست بشيء سوى غبار يتلبد على الأرض والصخور والأحجار، ثم يصيبها المطر فتصبح بالغداة خضراء كأنه نبت زرع وحشائش، فإذا أصابها حر الشمس نصف النهار تجف ثم تصبح بالغد مثل ذلك من نداوة الليل وطيب النسيم، ولا تنبت الكماة ولا خضراء الدمن إلا في أيام الربيع في البقاع المتجاورة لتقارب ما بينها.. وأما النخل فهو أخر مرتبة النبات مما يلي الحيوانية، وذلك أن النخل نبات حيواني لأن بعض أحواله وأفعاله مباين لأحوال النباتات وإن كان جسماً نباتياً" (19 ص 78)..

    17/2/2019م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de