صالح يعقوب كغيره من ابناء الوطن الحالمين بالوطن التي يحتويهم كمواطنين في هذا البلد التي اصبح ليس وطنا للجميع بل لفئة قليلة منتفعة من السلطة والثروة، والتي احكم سيطرته علي كل مفاصل الدولة، وفي سبيل بقاء تلك التخمة في السيطرة علي مفاصل الدولة، فان كل من يعترض طريقهم فمصيره اما ان يكون ميتا، او لاجئا، او نازحا، او يفقد عقله اثناء التعذيب في بيوت الاشباح، وصالح لم يكن الا واحدا من الاف من بنات وابناء بلادي الذين فقدوا ارواحههم علي يد هذا النظام الاسلاموي، الذي سيطرة علي مفاصل الدولة كالسرطان، حيث لا احد يستطيع التفريق او التمييز ما بين الدولة الحزب الحاكم. وبالرجوع الي خلفية صالح يعقوب، انه من مواليد ولاية غرب دارفور محلية كرينيك، في منطقة تسمي بـ (النوري)، والقرية تسمي (جولوا)، وهذه المنطقة ناعية من عاصمة الولاية، وعدد سكان المنطقة لا يتجاوزن الفي نسمة، ويعتمدون علي الزراعة كمصدر اساسي علي معاشهم، وهذه المنطقة غنية بالاراضي الزراعية، والمياه الوفيرة، وانسان هذه المنطقة كغيره من انسان دافور انذاك بسيط جدا في نمط حياته، وليس له ادني معرفة بالدولة، ولا يعتمدون علي الدولة في اي شئ، ولكن الحكومة لم تترك انسان المنطقة علي حاله، حيث عمل زعزعة المنطقة منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، عن طريق النهب والسرقات المنظمة للثروة الحيوانية للمواطنين، بل اكثر من ذلك دعم وتسليح قبائل بعينها للاغارة علي قري المنطقة، حرقا، قتلا، نهبا، اغتصابا، ومعظم ابناء تلك ولدوا ونشاوا في مثل هذا الجو التي ينعدم فيه ابسط انواع الامن والاستقرار. في نهاية عام 2002م وبداية 2003م، تم الهجوم علي المنطقة من قبل قوات الحكومة ومليشياته المسماه بالجنجويد، مستخدمين في ذلك كافة انواع الاسلحة بما في ذلك سلاح الطيران، حيث تم حرق قري المنطقة بالكامل، والقري المحروقة خلال تلك الهجوم هي: (نوري كوما، حرازة، 2 هجليجة، مكوت، كتري، جولو، 2 بيضة، اوسطاني، خضيرة، توندسة، كربوا، سيسي، دوفور، جديدة، ابورتجنق، وقري صغيرة كتيرة في المنطقة) وتم قتل اكثر 500 مواطن اعزل في غضون ساعات، حيث قتل في تلك الهجوم الغاشم من قبل الحكومة ومليشياته، والد صالح يعقوب ، يعقوب عمر المشهور بـ ( الدوقي )، وزوج اخته استاذ/ زكريا يحي سليمان، الذي كان يعمل مدرسا في مدرسة نوري الاساسية، بالاضافة الي عدد كبير من افراد اسرته لا يسعني المساحة الي ذكره، وتحول انسان المنطقة ما بين الليلة وعشيها ما بين قتيل، ومشرد لا يملك قوة يومه، حيث نجي بعضهم من المحرقة باعجوبة، وتحول انسان المنطقة اما نازحا في معسرات النزوح ( سيسي، مورني، كرينيك، كريندينق، اباذر، الرياض)، والبعض الاخر اصبحوا لاجئين في دولة تشاد المجاورة، ونزح صالح واسرته الي معسكر كرينديق للنازحين، وهناك عاش حياة اقل ما توصف بانه لا حياة، ولكن كغيره ابناء جيله لم ينكسر للبطش والتنكيل التي مارسه الحكومة ومليشياته، واصل دراسته في المدرسة متحديا كل ظروف حتي دخل جامعة الزعيم الازهري حاملا معه امال مئات الامهات والاباء الذين عملوا بكل جهد ليعلموا ابناءهم حتي يستردوا حقوقهم التي تم سلبها ونهبها في وضع النهار، ولكن وجد اجهزة النظام العنصرية في انتظاره، بعد انطلاق المظاهرات في السودان نتيجة للاوضاع السياسية، والعنف المفرد في استخدام في التعامل مع المتظاهرين، لم يجد الحكومة شماعة يعلق فيه جرائمه الا في ابناء دارفور، عن طريق مداهمة منازلهم ليلا واعتقالهم وضربهم وعرضهم في التلفزيون الرسمي بانهم خلايا اجنبية تقوم بضرب المتظاهرين في مسرحية لا يمكن يصدق حتي مخرجيه. صالح يعقوب كان يسكن مع مجموعة من اصدقاءه في الجامعة في حي دورالشاب في مدينة بحري، وفي يوم 28/12/2018م، تم هجوم علي منزل صالح واصدقاءه عند الساعة الثانية منتصف الليل، مع اطلاق كثيف للنار في الحي حتي الساعات الاولي من الصباح، منذ ذلك التاريخ اسرة صالح لم يعرف مكان احتجازه، حتي وجدوه مقتولا في مشرحة مستشفي ام درمان مع فتح بلاغ ضد مجهول في استخفاف تام حتي لعقولهم، وفقا لعمه انه تم تعذيبه بوحشية، حيث وجد في جسده اثار ضرب بمؤخرة سلاح في وجهه، وثلاثة طلق نارية في صدره، وان اغتياله تم داخل معتقلات جهاز الامن، ليكذب الرواية الحكومية التي قال فيها ان الخلية كانت مسلحة وانه اشتبك معهم بالاسلحة. ان المسرحية التي قام به الحكومة واجهزته الامنية في اغتيال وتصفية صالح يعقوب، هي استمرار في نهج الحكومة العنصري في استهداف انسان وطلاب دارفور في الجامعات السودانية، حيث قتل الاجهزة الامنية خلال عشرة السنين الاخيرة عشرات الطلاب من دارفور في الجامعات السودانية، ابتداءا من الطالب محمد موسي بحرالدين، محمدين، عبدالحكم، طلاب جامعة الجزيرة الاربعة، بالاضافة الي قتل الطلاب امتهن النظام اعتقال طلاب درافور والصاق التهم اليهم زورا وبهتانا، والفصل من الجامعات بصورة جماعية كما حدث في جامعة بخت الرضا، ليواصل نظام هوايته المفضلة التي ادمن عليه في استهداف انسان دارفور، ظنا منها ان التنكيل والبطش يمكم ان يكسر عزيمة انسان دارفور ولكن هيهات، ان انسان دارفور اخر من يستسلم للبطش والتنكيل وليعلم منسوبوا النظام وعلي راسهم المجرم الهارب من العدالة ( البشير) ان جرائمه لن تروح سدي، وان الحساب قادم لا محالة، وان الشعب السوداني وعي الاعبيه العنصرية، كما ردد ثوار ثورة ديسمبر ( يا عنصري يا مغرور كل الشعب دارفور). ولنا عودة [email protected] 16-1-2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد داؤد سليمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست