ربما هناك شخصان أكثر ترقبا لفك الحظر واخراج السودان من لائحة الارهاب السوداء ؛:هما أكثر اهتماما من حمدوك بل وحتى من القحاطة الذان يبحثان عن نصر يخفيان به الفشل المستمر لحكومة عسكرقحوطة ذلك الفشل المستمر عبر وزرائه (الحمام الغمران). فمن هما هذا الشخصان يا ترى؟ انهما البرهان وحميدتي. فبمجرد فك الحظر الشامل عن السودان سيعتبر ذلك نهاية أي احلام بتسليم البشير للجنائية أو تعامل العسكر مع قضية دارفور بجدية. في الواقع المنظومة المجتمعية الشمالية برمتها ستحاول اطلاق صراخها وضجيجها فرحا بفك الحظر واعتبار ذلك ميلاد دولة جديدة وسيبدأ بعد ذلك النداء نحو السلام وتناسي جراحات الماضي لتفكيك قضايا الهامش ثم نثرها في الهواء لتختفي كقاعات الصابون. عندما تستلم المنظومة الشمالية السلطة بكامل دسمها سيضعف الطرف الآخر الذي ظل يقاوم محاولا إضعافها ليتمكن من التفاوض كتفا بكتف وعلى قدم المساواة. ستعود الكفة لترجح مرة أخرى لمصلحة البرهان وقبيله ، فحتى لو لم يتدفق اليه السلاح الكافي فهو سيضمن استقرار الوضع الاقتصاد للشمال والأهم (الخرطوم) ، فالخرطوم هي منطقة السيطرة المركزية على باقي الأقاليم. وباستقرار الخرطوم ومع سيطرة العسكرقحوطة على الاعلام (وهو الحاصل الآن) ستخضع قضايا دارفور والنيل الأورق لتمويه عالي الدقة وبشراء ذمم بعض القياديين أمثال عقار ومناوي (وهم كانوا من قبل تبعا للنظام السابق) ، فستنتهي كل قضايا الهامش. سيبدأ الشيوعيون (وهم أغلبهم) من قبائل تتشارك هم السيطرة المستدامة للاعراق الشمالية ؛ سيعملوا على تشويه وشيطنة كل محاولة لمهمشين للهروب من سيطرتهم ، سنشاهد فيديوهات مفبركة لعبد الواحد تحض على الكراهية والقتل والارهاب ، وفيديوهات لجبريل ابراهيم ، وفيديوهات لعبد العزيز الحلو ، وفيديوهات لقيادات البجا (الحقيقية وليست المزورة التي جيء بهم إلى جوبا) ، وهكذا فإن فكرة اللا مركزية والتعدد والتنوع ستنتهي تماما. إن فك الحظر هو أنبوبة الأوكسجين التي يبحث عنها المركز الذي يحاول تفتيت القضايا المصيرية للهامش عبر المحاصصات الهزيلة كما حدث ابان نظام البشير. ففي النهاية لم يعترف نظام عسكرقحوط باسم أي شهيد مات في الدمازين أو في الفاشر أو نيالا أو غيره بل جعل شهداءه هم ايقونات الثورة رغم أن الثورة انطلقت قبل خمسة عشر عاما من تلك المناطق ولم يحاول المركز (بحكومته ومعارضيه) من اعتبار القتلى هنالك شهداء بل ولم يعرهم أي التفات. لقد حاولت محاولات حثيثة لتنبيه المركز لهذا السلوك الخبيث تجاه قضايا الهامس ولدي مقالات عديدة ولكنهم اعتبروني مؤججا للفتنة ولا اعرف هل النصح بالسلوك الصائب تأجيجا للفتنة أم الفعل الخاطئ بل والمتعمد. واعتقد أن رفع الحظر سيمنح هذا التحالف الشمالي العسكرقحوطي سانحة شاسعة وواسعة لبدء ابادة جماعية معززة بإعلام غير نزيه..يخفي كل شيء كما كانوا يفعلون طوال حربهم مع الجنوب وحتى اليوم..حيث كنا نعتقد جميعنا أن جون قرنق عب كافر حاقد على الإسلام والمسلمين والعرب...ثم طلع الموضوع مختلف تماما عن ما تم تصويره لنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست