|
|
 رباعيات ولد لبّات بقلم سابل سلاطين
|
02:54 AM August, 08 2019 سودانيز اون لاين
سابل سلاطين-USA
مكتبتى
رابط مختصر
بسم الله الرحمن الرحيم
– واشنطون
[email protected]
وإن طرح الاسئلة لا تدل على الانكار ؟!... وإنما هي تحريض على الحركية في الأذهان، ومحاولة للوصول إلى المعرفة . والفيلسوف دائما ينشئ أساس الفكرة على الحركة ، لا السكون، ولأنه لا يصل إلى جواب مقنع لأسئلته. يظل يطرق علي أبواب أذهان الآخرين حتي يخرج له الصخر حبا وزرعا. تلك هي رحلة إعتكاف رسل الوساطة والسلام (الدكتور محمد حسن لبات , والسيد محمد درير ) اللذان دعاهم وازعهما المهني و الإنتماء الإفريقي , وحق أن تكون جارا بارا تتمسك بروح الأصالة والوفاء وحقوق المجاورة والإنتماء الأزلي لوحدة الصف الإفريقي .
الأمل دائما يساعد الأنسان على مواجهة الصعاب والتحديات التي يتعرض لها في حياته كما يمنحة القوة والإرادة الصلبة التي تمكنه من النجاح والوصول إلى أعلى المراكز ويزرع فيه حب الخير ومساعدة الأخرين , وتوجد علاقة وثيقة بين الوفاء والأمل فكلما زاد الوفاء والأخلاص بين البشرية كلما ساعد ذلك في زيادة روح التفاؤل والأمل لدى الأنسان في المستقبل.
يسعدني جدا بأنني مازلت شديد التطرف في حبك يا وطني مثل الآخرين تماما كما كنت في المرات الماضية , أتذكر حينما زرفت دموعي من مقلتي ومقل الآخرين وكنا نجلس أنا وبعض الأصدقاء نتجاذب أطراف الحديث عنك أيها الوطن الجميل الرائع بشعبك الراقي المؤصل والمرصع بدررّ الثقافة والعلم والفكر الراقي . تتدفق المشاعر الجياشة من دواخلنا بنبل وعظمة وتبجيل حينما قرعت طبول الفرح في دواخلنا التواقة لسماع صليل المحاجل وأجراس المدائن تطرق , وأصوات المآذن ترفع خبر مدنية دولتنا العظيمة بتاريخها المتوغل في مفاصل كتب التاريخ , وأعجبتني رباعيات (ولد لبات - عرَاب) مدنيتنا , الرجل الفاضل الذي إعتكف في محراب الوطن , ورفيقة شقيقنا الذي زرفت عيناه ونبض قلبه بحب الوطن الكبير بتاريخة المعتق بالأصالة والنضال , لهم ترفع قبعات الإحترام والوقار إينما وجدوا.
فرباعيات (ولد لبات) كانت كرباعيات (الخيام) والتي تحتوي على أسئلة عن الكينونة والوجود والإنسان والقدر والمصير والاختيار، والتمييز بين الزهد الحقيقي والزهد المزيف، والحث على الصدق والعدل وخدمة الناس التي يعتبرها (الخيام) هي أساس الدين , تتميز رباعيات الخيام بلغة سلسة، سهلة البيان بلا تكلف أو تعقيد ، تمس صميم حياة البشر، دون تمايز بين طبقات المجتمع، من عالمها إلى عاميها، ومن ثريها إلى فقيرها، فالجميع يشتاق إلى معرفة مصيره ومثواه وخالقه وجدوى حياته. فهو إذن يحارب من أجل استقرار العدالة الاجتماعية التي يطمح إليها كل إنسان وطني صادق يحب وطنه . والسبب الرئيسيّ لنجاح (رباعيات الخيام ) أنها كانت فيما تعكسه من فهم (الخيام) للحياة وتجربته فيها، وذلك وفقاً لعقيدة الحاضر وذوق المدنية.
حيث أن (ولد لبات ) أوصي في كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد التوقيع علي الوثيقة الدستورية أوصي بالرباعيات التي لخص بنودها في الاتي :- أولا: الوفاء لروح الثورة المجيدة لكتابة التاريخ الحقيقي في الفترة الإنتقالية (مدنيين وعسكريين) أوصي علي الوفاء لمبادئ الثورة والعمل بإخلاص لإنجاز أهدافها السامية لآن الاخلاص والوفاء هو بطاقة وجدانية تفتح أمامنا المجال الاوسع للشعور بالثقة والأمان والحب تجاه الآخرين وتجعلهم ينشدون المثالية في التعامل بعضهم بعضا , لأن الشعب الذي لا يعرف الوفاء شعب لا يعرف التقدم , وبالشكر تدوم نعم الخالق , وبالإخلاص والوفاء تبقي الأمم وبالمعاصي تبيد وتهلك . و يعد الوفاء هو أحد الصفات البشرية الإيجابية التي تتولد لدى الأنسان منذ الصغر فهو يعتبر صفة إنسانية غريزية أى لا يمكن زرعها في الأنسان دون أن تكون طبيعته البشرية مؤهله لذلك ويعزز الوفاء من حجم وقوة العلاقات البشرية كما يساعد في توطيد أواصر الثقة والتفاهم بين البشر.
ويلعب الأمل والوفاء دوران هامان في حياة الأنسان فهما يعدان بمثابة طاقة نور إيجابية للأنسان وأنه لا يستطيع أن يعيش في الحياة بدون أمل ولا وفاء وإلا ينغرز في بحر الصعوبات والمشاكل , فالأمل والوفاء يمنحان الطاقة الإيجابية اللازمة للتغلب على واقع الصعب كما يعطيان للإنسان القدرة والقوة لمواجهة المشاكل والأزمات التي تعترض طريقة , وكلما زاد الأمل والوفاء في حياة الأنسان كلما تمكن من النهوض بشأنه , والنجاح في حياته وبالتالي ينعكس ذلك على المجتمع بالتقدم والرخاء.
وثانيا:- أوصي (ولد لبات) في رباعاياته المشهورة أن نحيط بالإحترام والوقار للمنظومة الدفاعية والأمنية و عدم التفريط فيها وعدم المساس بها لأن المساس بها يعتبر هو المساس بتراب الوطن وكرامته وأصله , وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق .
قصد بالأدبيات (ولد لبات ) كل تلك السلوكيات التي تظهر الإحترام المتبادل بين الشعوب ومنظوماتها الإدارية والعسكرية والأمنية في البلاد وذلك في رؤيته المستقبلية في أفق مستقبل السودان المشرق والشحن للإحساس الإيجابي والسلوك المرتقب , بالشكر تدوم النعم.
وثالثا:- كذلك أوصي (ولد لبات)في رباعياته الرائعة المحافظة علي الإستقلال , وإستقلال القرار وعدم التدخلات الأجنبية , لذا فإن من أهم الأمور الأساسية للدولة لكي تصبح دولة عظيمة هي أن تكون دولة مستقلة في قرارها السياسي الداخلي والخارجي وتمتلك رسالة تريد نقلها للعالم. إذا توفرت هذه العوامل في أي دولة فإنها ستكون دولة عظيمة بلا شك لأنها ستسعى دائما لمحاولة القيادة والسيادة ؛ تغلب فكرتها فوق الأفكار وشعبها فوق الشعوب وقيمها فوق القيم الأخرى في العالم ، تماما كالتاجر العظيم الذي يسعى أن تسود تجارته وبضاعته فوق كل البضائع ويسعى لنشر ممثليه التجاريين في كل دول العالم. وما أن تصبح الدولة دولة عظيمة حتى يحسب لها حساب دولي.
ورابعا :- أوصي (ولدلبات ) في رباعياته التي كانت تضخ في الروح وتنشر الأمل في نفوس السامعين بأهزوجة الفرح بخبر توقيع الوثيقة ورباعياته التي فندت وشرّحت جراح الوطن وكتبت (روشتة)الدواء علي أحرف رباعيات خالدة في ذاكرة الشعب الجميل الرائع , أوصي في رباعياته بالكنداكات والشباب والعلماء والفقهاء, فما ضاعت أمة إعتنت بجيلها الرائع والرائد , فزخر أمتنا أولد هذا الجمع , ونضالها أتي بهذا المولد الثوري الجميل الذي نارت بوجوده جباه الأمم .
فالشعب الذي تمكن من ولادة هذه الثورة من رحم المعناة لقادر في أن يصون مجدها ويعمق معاني كفاحها ونضالها , ويصون كرامتها ويدافع عنها بروحه ويسطر في كتب التاريخ بدماؤه أحرف ناصعة وساطعة تمجد تاريخ جيل عظيم .
شهداء هذه الثورة المجيدة أرواحهم الطاهرة دائما مثل (كاميرات المراقبة ) تحلق حولنا توقظنا اذا قفونا لحظة من حراسة الثورة , وخيالهم الحائم داخل أفكارنا هو خير دافع في أن نقف مواكب تهتف كصوت (المنبه) لتصحيح المسارات الخاطئة , وذكراهم عبق يعطر أرجاء المكان يجعلنا حضورا نتنسم مسك ذكرياتهم الجميلة . وأمهات وآباء الشهداء الصابرين علي الهوّل يقفون صروحا تصد البأس والشدة وتذود عن حمي الوطن , فقدسية الوطن الكبير تسكن في ديار الشهداء , فالتحية لكل أسر الشهداء . فهؤلاء الشهداء قد رحلوا وخلفوا ورائهم إرثا عظيما , فهم أناسا حملوا هموم الأمة وضحوا من أجلها وبنوا لها إرثا وكانو خير قدوة وقادة . فقد رحلوا جسدا ولكن أفكارهم باقية فالشهداء المفكرون لا يرحلون لأنهم يتركون آثارا تتحدث عنهم طيلة الوقت بعد رحيلهم .
من لا يشكر الناس لا يشكر الله , فعميق الإمتنان والشكر الجميل لكل تفاصيل الثورة العظيمة منذ أن بدأت بأبطالها وشهداؤها وكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة , وستسهر العيون والمهج حامية لها حتي تتمكن من تحقيق أهدافها المنتازل عنها من أجل حقن الدماء وتحقيق الممكن والتوغل في مفاصل الإصلاح ومعالجة وبتر العلل .
إرادة الإنسان هي التي خلقت هذا التغيير الرائع وما خابت قلوب أودعت البارئ أمانيها . فعند الله لا تضيع الأماني . وإياك أن تدع مخاوفك تمنعك من تحقيق أهدافك وأمانيك الطيبة . فنحن جند الله وجند الوطن أن دعا داعي الفداء لم نخن . نتحدي الموت عند المحن نشتري المجد بأغلي ثمن . هذه الأرض لنا فليعش سوداننا علما بين الأمم .
|
|
 
|
|
|
|
سابل سلاطين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست