هلك قرنق في نهاية يوليو 2005 بعد 21 يوماً من تنصيبه نائباً أول لرئيس جمهورية السودان بموجب تلك الاتفاقية المشؤومة التي أحالت ، ربما لأول مرة في التاريخ ، انتصاراً عسكرياً ساحقاً في ميدان القتال إلى هزيمة سياسية ماحقة في مائدة التفاوض بعد أيام بل سنوات نحسات لطخ آخرها بالعار والشنار .. اتفاقية أبكت علي عبدالفتاح والمعز عبادي وسكران الجنة والجنا المكحل بالشطة عبدالمنعم الطاهر وعشرات الآلاف من أصدق الصادقين في تاريخ السودان قديمه وحديثه .. أبكتهم في قبورهم حين أدخلت قرنق بالتفاوض المهين إلى الخرطوم حاكماً على رقاب أهل السودان في منصب الرجل الثاني وهو الذي كان عاجزاً بسلاحه عن دخول جوبا وتوريت وبور ، حيث ولد . ماذا دهانا حتى ألحقنا بأنفسنا تلك الهزيمة المذلة التي لولا لطف الله القهار ، العليم بما بذله أولئك المجاهدون الأطهار المبغضون لهبل السودان وشيطانه الأكبر (قرنق) الذي ما كان يضمر للسودان غير الكيد العظيم ليحيله إلى مأساة أخرى أبشع وأشنع من مأساة (زنجبار) تبدت فصول رواياتها الحزينة في ذلك اليوم المشؤوم المسمى بأحداث الإثنين الأسود. هلك قرنق حين خر من السماء فتخطفته (الطير) وهوت به في مكان سحيق فالحمد لله رب العالمين. ما هلك قرنق في أرض السودان الشمالي وما كانت طائرته سودانية إنما أوغندية امتطاها من مطار أوغندي وليس من مطار الخرطوم وما كان الطيارون سودانيين ليجد أولئك الأوباش مبرراً لثورتهم العمياء لكن متى كان أولئك الحاقدون يبحثون عن مبرر لتمرداتهم التي فطروا عليها ؟! نعم لقد جُبِلوا على سوء الظن بالشمال وأهله وظلوا يُعملون أحقادهم في إنسان السودان الذي ظل يحتضنهم في مودة ورحمة وقد جاؤوه بأقدامهم بحثاً عمّا يسد رمقهم ويُشبع جوعتهم ولكن هل صنع المثل القاتل للمروءة (اتق شر من أحسنت إليه) إلا للتعبير عن الشر الذي جبل عليه بعض بني الإنسان المجردين من الخلق والقيم العليا؟ هكذا هم ، فعلوا ذات الشيء في يوم الأحد الدامي في ديسمبر عام 1964 حين تأخرت طائرة وزير الداخلية كليمنت أمبورو فظنوا أن (المندكورو) الشمالي قتله فثاروا وقتلوا وأحرقوا في قلب الخرطوم رغم أن عددهم في ذلك الوقت كان قليلاً جداً بالمقارنة مع عددهم عند انفجار أحداث الإثنين الأسود بعد 40 عاماً ولكن هل غيرتهم الأيام والسنون أم ظلوا يحملون ذات الحقد الأعمى الذي فجر تمردهم الأول في عام 1955 قبل أن يغادر الإنجليز السودان الذي لم يعترفوا باستقلاله في الأول من يناير 1956 إنما قالوا في ذلك اليوم (لقد استبدلنا سيداً بسيد) هو الإنسان الشمالي الذي ظل يتغنى بالليل والنهار ، رغم كل تلك الأحقاد التي ظلت تتفجر في وجهه من حين لآخر ، ظل يتغنى بشعر مجنون تقول بعض هرطقاته : (نحن روحان حللنا بدنا منقو قل لا عاش من يفصلنا)! بالرغم من أن أحداث الإثنين الأسود حسمت من قبل شعب الخرطوم الذي أحس بالخطر حين اندلع التمرد الجنوبي في قلب العاصمة التي شهدت نماذج من الحقد لن تنمحي من ذاكرتها فقد انفجر الحقد حتى داخل البيوت من عمال وشغالات ظللن يعملن لسنوات داخل بيوت أفرغن فيها سم حقدهن وفعلن العجائب وخرج الجنوبيون يحرقون كل شيء يرونه أمامهم واستبيحت العاصمة تماماً بدون أي تدخل من السلطات المختصة فما كان من أهل الخرطوم إلا أن انتفضوا ليحموا مدينتهم فأخمدوا ذلك التمرد الذي حصن أهل العاصمة تماماً وجعلهم يتصدون لكل التمردات التي اشتغلت بعد ذلك بما فيها أحداث سبتمبر 2013 التي أعقبت رفع الدعم عن الوقود وقبلها محاولة قوات خليل إبراهيم غزو الخرطوم. كانت الحركة الشعبية منذ تنصيب قرنق بل منذ توقيع اتفاقية نيفاشا تعد العدة لانتفاضة تقيم بها مشروع تحرير السودان الذي سمت به حركتها والذي سماه قرنق بمشروع السودان الجديد وقد أدلى باقان أموم ، كبير أولاد قرنق، بتصريح نشر في جريدة (الصحافة) تحدث فيه عن (انفجار الحزام الأسود حول الخرطوم) وكرر ذات العبارات تقريباً الحاقد الآخر إدوارد لينو لذلك لا غرو أن تحرك الحركة أبناء الجنوب لإحداث انتفاضة إقامة مشروع السودان الجديد بعد أن عبأتهم بأن الشماليين هم الذين قتلوا قرنق ولكن الله سلم فقد أحبطت تلك المؤامرة وهلك قرنق وكان ذلك بداية النهاية لانهيار مشروعه (لتحرير السودان) الذي أراد قرنق أن يحكم به السودان فالحمد لله رب العالمين.
ما زلت تبث سمومك وحدك وكراهيتك حتى وانت قد بلغت من العمر عتيا ماذا تقول عن جريمة العليفون والتي قتل فيها شباب يفع لم يرتكبوا أي جريمة سوى محاولتهم الهروب لقضاء العيد مع اهاليهم بعد أن تم جمعهم من الشارع كالمجرمين لتجنيدهم ومن ثم ارسالهم للحرب في الجنوب .عدد الطلاب الشهداء تجاوز المئتين لم تفتح فمك بكلمة عن هذه الجريمة الجماعية تبا لك أيها العجوز المأفون
1
صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة