قد شهدت وسائل التواصل الاجتماعي خبر مفادها عطل فني مقصود علي طائرة رئيس مجلس الوزراء /بكري حسن صالح ، وقد تبعت ردود متباينة من الموالين لنظام الجبهة الاسلامية وحتي بعض قادة المعارضة بين مصدق ومكذب لكن قبل التطرق علي الوقائع يجب علينا جميعياً ان نتسأل من المسؤول عن حادث طائرة النائب الاول السابق /الزبير محمد صالح وايضاً طائرة وزير الدفاع الأسبق /ابراهيم شمس الدين ، وطائرة المفكر د. جون قرنق هؤلا ذهبوا بشماعة الطائرات بدون أي تحقيق لمعرفة الحقيقة المطلقة وماوراءها .
ليس مقارنة بين هؤلا والدكتور /جون قرنق لأي سبب من الأسباب لكن تناولتها من ناحية سقوط طائراتهم كأحداث في ظروف متشابهة من نهاية الجيوسياسي داخل السودان ومعروفة من حيث الاختلاف في الأهداف قتل د.قرنق لتصفية مشروع وطن بسبب الثقل الفكري والتأثير السياسي علي مستوي الشارع السوداني وبالتحديد وسط الغلابة والمهمشين ، النازحين وجميع الشرائح الضعيفة الذين أصيبو بخيبة أمل كبير جداً بعد اغتيال الزعيم التاريخي لمشروع السودان الجديد د..جون قرنق منقذ الشعب السوداني الذي اعتمد عليه جميع مكوناتها جنوباً وشمالاً املاً بذلك الحلم الذي ظل يرواد الشعب منذ فجر خروج المستعمر الخارجي من السودان لكن ألايادي الغذرة رفضت الا وأن تغتال ذلك الأب الروحي ومعه الوطن ، كثيرين منكم لا يعرف متي اغتيل السودان ؟ الإجابة بسيطة في ذلك الليلة التي اغتيل فيها اخلص زعيم سياسي وطني وذلك بتاريخ 30/7/2005 ، لان بعد موتها تجزرت الخريطة التي تعودنا رسمها وفقدنا اعظم واخلص شعوب يتمتعون بالبساطة وكانوا منبع الدرامة السودانية والأكثر حزنا اننا لن نستطيع العيش بسلام دونهم لان الإخوة الجنوبين بجميع مكوناتهم هم مصدر سودنة السودان ويجب علي الشعب السوداني ان لا ينسي بان أنبل ما أنجبته البيت السوداني هو/ علي عبداللطيف ود. جون قرنق هم من الأسر الجنوبية الذين قدموا هداية لشعب السوداني رجال بقامة وطن لان بدونهم لم ولن يبقي هذا التراب له اسماً ولا شاناً سوا كان في القيم ولا التاريخ وربما غيرت حتي الاسم المعني ، أحياناً يتجرأ البعض ويسأل أيهما أصح هل الشعب السوداني غير محظوظ ؟ ام هؤلا القادة غير محظوظين لان افكارهم وحلمهم اصبح في مهب الريح ، ام الوطن الأسموه السودان غير محظوظ لان ذهب منها اخلص من أنجب في ترابها ؟ وبقي فيها انتهازيين وسماسرة لأيهمهم لا تراب ولا أنهارها يشترون اطرافها لكل من يدفع دولاراً لكي يبني بها فلل في ماليزيا !! لتعميرها وأما شعبها يقتل ، يغتصب ، يسجن ،يتهجر ، صالح العام كل من ابي الذل والهوان وبدا يتكلم عن الكرامة . والذي نريد قولها لابد من الدفاع عن كرامتنا وارضنا ، عرضنا حتي وان نموت جمعياً لنلحق بالشرفاء الاشاوس الذين دفعوا بدماءهم مهراً لهذا الوطن المغلوب علي أمره بايادي خائنة وجبانة حتي الوطن اشتكي منهم لكن ليلتهم قصير آجلاً ام عاجلاً سيذهبون .
اما عن اغتيال الزبير محمد صالح وإبراهيم شمس الدين يوجد تشابه شديد من حيث الظروف والاحداث حتي الهدف وهي تصفية أشخاص فقط ، أولاً اغتيال /الزبير نفذت في بداية 1998 في وقت كانت المؤتمر الوطني بدا تجهيزات لترشيح قيادات لتولي المواقع في الجهاز التنفيذي للحكومة المرتقبة ففوجئت الناس باغتياله لكن بعد التسريبات والدلائل يشير الي فعل فاعل لان هذا الرجل في ذلك الوقت اصبح يزاحم راس النظام في الصلاحيات الرئاسية لذلك فكر البشير وتقلص منه بطائرة انتنوف قيمتها تقريباً 200 مليون دولار من حق الشعب السوداني ليس تقليلا من روحه لكن لماذا يدفع الشعب ثمن باحظ بهذا البزخ دون حساب ولا سؤال ، اما ابراهيم شمس قد تم اغتياله في 2001 في حادث طائرة حربية لدي انحرافها مدرج (عدرائيل ) بأعلي النيل اثناء زيارة للقوات المسلحة ، واصطدمت بجدار مبني المطار وانفجرت الطائرة بشكل كامل والغريب ان القوات المسلحة رفضت ان تبين ان قائد الطائرة ليس سوداني كان عراقي الجنسية ولَم يصدر اي توضيح حتي الان هذا يدل إنما يدل علي انه يوجد معآمرة وانتهت المسرحية بزواج /عمر البشير بوداد بابكر ،ًوكل هذا ليس غريباً علي قادة الاسلام السياسي في دمويتهم حتي بين أنفسهم طيب ماذا تتصور ان الذين تم تصفيتهم معظمهم أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين كانوا زملاء البشير من زمن الدراسة والكلية لكن مع السلطة والمال غدر بهم جمعياً ما بالك للآخرين حدث ولا حرج .
اخيراً مسلسل اغتيال بكراً حسن صالح قد تابعتم الوقائع وسط تكتم هائج بالانفجار داخل اروقة الموتمر الوطني السؤال الموضوعي لماذا نفس الامر يتكرر بنفس الخطة لكن المرة دي شخصية مختلفة نوعاً ما والغريب لماذا ؟؟ فقط لأشخاص المقربين من موضع البشير الذي اصبح ديناثور متجبر وطاغية لايقبل النزاع حول الكرسي الذي يجلس فيها خوفاً من الذهاب الي لاهاي ، قبل التطرق علي التحليل يجب النظرة علي الوقائع الموجودة امام قادة المؤتمر الوطني بين فكرة الإصلاح تلبية لمخرجات ذلك الحوار الذي ولدت ولادة قيصرية وتوفي يوم ميلادها ، وتعني الإصلاح هنا الإطاحة / بالمشير عمر البشير وتبديله بشخص اخر بحجة الخروج من العزلة الدولية الذي يعاني منها السودان بسبب الرئيس المطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية وهذا التيار في حالة تساعد مطرد بشكل واضح ولديها داعم إقليمي ودولي وكان السؤال الذي شغل الكثيرين داخل المؤتمر الوطني البديل ورغم وجود قادة سياسين الا ان بكري حسن صالح هو الأقرب بحجة انتمائه للمؤسسة العسكرية وتقربه من البشير نفسه وفِي نفس الوقت هو اخر من فضل من أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ وهنا أتت الصراع الخفي بين هؤلا الطفيلين بسبب تضارب في السباق الي الكرسي بين البشير وبكري في الانتخابات 2020 ،وبالفعل /البشير بدا يدشن حملته بخطابات عديد في جنوب كردفان ودارفور في زيارته الاخيرة هذا يدل علي نيته في الترشح علي الرغم إعلانه في مرات عديدة عدمه. وفي نفس السياق ينظر البشير والمنتفعين معه ان التمسك بالكرسي وسلطته امر مهم جداً ، لحماية نفسه من المطاردات القانونية وحماية شبكات السماسرة والدجالين في السلطة والجاه لكنهم يرون ان هذا الامر لن يكون بهدوء وطمأنينة الا بذهاب بكري الي الجحيم ويبقي المُلا / عمر البشير ليضمن ترشحه في الانتخابات الرئاسية في 2020 ليستمروا هم وإزيالهم في بناء الفلل والعمارات الفارحة وينعموا بمزيداً من الأموال علي جماجم الشعب السوداني الي حين انهيار امبراطورية عمر البشير السياسية والمالية الذي يحكم بالحديد والنار. الذي نريد تأكيدها للقاري ان هنالك تهم موجه الي الأمن الشعبي بتدبير اغتيال بكري لكن الأقرب الي الجزم ان هؤلاء المليشات كلهم يتحركون بتوجيهات مباشرة من البشير ، لذلك بدل العتاب لجهات اخري يجب علي الجميع ان يعلم ان عمر البشير هو الذي يخطط كل صغير وكبير داخل نظام الخرطوم والاغرب من كده انه رجل عديم الضمير فكك السودان وقتل ملايين من أبناء الشعب السوداني وانه يتلذذ كثيراً كلما قتل واغتصب من بني وطنه لذلك يريد ان يواصل في بحر الدماء الي ان يتوفاه الرب .
بقلم/ عبدالرازق محمد إسحاق المملكة المتحدة 26/10/2017
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرازق محمد إسحاق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست