حُكم الكفاءات بقلم كوكو موسى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2019, 04:25 PM

كوكو موسى
<aكوكو موسى
تاريخ التسجيل: 08-24-2017
مجموع المشاركات: 24

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حُكم الكفاءات بقلم كوكو موسى

    04:25 PM September, 26 2019

    سودانيز اون لاين
    كوكو موسى-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    الحكومة الوطنية الأولى، خليل بك، حكومة عبود، سرالختم، المحجوب، نميري، الجزولي، الصادق المهدي، البشير، بن عوف، البرهان، ... عيسى بن مريم، المهدي المنتظر (ما بتاع ناس الصادق)، ... القيامة.
    إن القاسم المشترك بين جميع هؤلاء إذا إستثنينا عيسى بن مريم والمهدي والقيامة فإنهم شماليون، أما إذا إستثنينا نميري وعيسى بن مريم فإنهم جميعاً عباسيون أو من بيت النبوة.
    إن البرهان هو الوحيد الذي يحكم في ظرف إستثنائي حيث أنه ليس الحاكم الفعلي، وهذا للمفارقة التاريخية يشبه لحد كبير نهايات الدولة العباسية حيث كان الخليفة العباسي يوضع كستار للحكام الفعليين الذين يحكمون الدولة العباسية بقوتهم العسكرية التي كونتها الدولة نفسها من عناصر غير عربية أو عرب منبوذين أو بعيدين عن معادلة الحكم لحماية حُكمها وحكامها أصحاب الحق التاريخي في الحكم كسلالة مقدسة لها حق حصري في الحكم بفضل قربها للبيت النبوي عن طريق العمومة. إن إصرار الشماليين، خصوصاً نخبة من يدعون الإنتماء للبيت العباسي منهم، وإستماتتهم الشديدة لحكم الآخرين في هذه الرقعة التي تم جمعنا فيها وتسميتها بالسودان (وللمفارقة كان من تسمياته السودان العباسي) قادهم لنفس المصير أو على الأقل لنفس الظروف التي أدت لإضمحلال ومن ثم لإنهيار الدولة العباسية. ولكن بالتأكيد فإن إنهيار دولة العباسيين التاريخية كان في عصور بعيدة تكاد تكون سحيقة عند مقارنتها بالحاضر حيث قد فاتهم الكثير من التطور البشري بما فيه تقنيات الدولة الحديثة، وبالنتيجة فبالتأكيد أن النخبة من أحفادهم الحاليين الذين يحكمون في هذه الرقعة من شرق أفريقيا أكثر تطوراً وذكاءاً وتنظيماً منهم، فهذه النخبة بعد أن قامت بنشر أقوى أسلحتها وهو نظام الإنقاذ لحماية حُكمها وبعد أن إنتهى هذا السلاح بإنهاك صاحبه نفسه وكاد أن يودي به قامت هذه النخبة بالتخلص منه وهي تلعق جراحها المثخنة التي أصيبت بها لأول مرة في تاريخها المعاصر وعقدت أو في طريقها لعقد ترتيبات جديدة لا تخطئها العين لكي تحافظ على إستمرارية دولتها المقدسة. وستكون وسيلتهم هذه المرة وسائل وآليات الدولة الحديثة والتي سيحاولون إقناعنا إفتراضياً بأنها موجودة في السودان وسيستميتون لإقناع الآخرين بأن يلعبوا معهم وفق قواعد ووسائل هذه الدولة ليس لأنهم مؤمنون بها ولكن لأنهم قد إستنفذوا وسيلة جعل الآخرين يقاتلون من أجلهم والتي إنتهت نهاية مؤسفة بالنسبة لهم بإنغراز جسم غريب عنهم عميقاً في جسدهم وشكل لهم مأزق ’’حميدتي‘‘ والدعم السريع والذي يتداعى له جميع الجسد العباسي الآن بالسهر والحمى بعد أن إنزلق من يدهم وإنغرز في جسدهم عن طريق الخطأ .. فحميدتي مجرد خطأ مميت.
    إن النخبة العباسية وحلفائها أو نخبة المركز أو ’’الجاك‘‘ إن شئت، فكلها مسميات لنفس الجسم فهذا من ذاك، تحارب في محورين الآن، أولاً فهي تحارب في محور الدعم السريع وحميدتي، ثانياً فهي تحارب في محور الحركات المسلحة التحررية، والمحورين يندرجون تحت إطار الهامش الكبير وحربها في المحورين هي نفس حربها القديمة المقدسة ضد الهامش. ولا يعوزنا القول بأن الإستراتيجية الرئيسية كانت هي جعل المهمشين العرب، خصوصاً الرحل من غرب السودان، ومعهم المؤلفة قلوبهم والمستأجرين الذين جبرتهم ظروف الحياة من المهمشين الأفارقة في القوات المسلحة وغيرها يقومون بالقتال ضد الأفارقة الذين نهضوا لتحرير أنفسهم من براثن دولة النخبة العباسية هذه. الآن وبعد المعركة الأخيرة المسماة بالإنقاذ والتي أرهقت الجميع لمدة ثلاثين سنة وهي ليست سوى أشرس معركة بين الهامش والمركز في إطار الحرب الكبيرة بينهما فإن تقديرات نهاية المعركة The aftermath بالنسبة للنخبة الشمالية هي أنها على الأقل الآن ليست لديها من يقاتل من أجلها بالوكالة بسبب التعاطف العقائدي والعرقي، وحصرياً هم عرب الغرب، حيث أن هؤلاء حالياً قد تمردوا عليهم وتحدوا سلطتهم، وهذه الخسارة الأولى الملحة لأنها بدورها قادت للخسارة الأكثر خطورة وهي فقدانهم السيطرة على وسيلة عنفهم التي يحكمون بها السودان، وهي القوات المسلحة التي سيطر عليها نفس هؤلاء المقاتلين بالوكالة الذين تحدوا سلطتهم، ولهذا فهم الآن مجردين حرفياً من سلاحهم. لقد أدت ملابسات الصراع إلى دق إسفين عميق بين هذه النخبة وعرب الغرب ومن غير المرجح أن تستطيع هذه النخبة السيطرة على القوات المسلحة مجدداً في الأمد المنظور دون خسائر فادحة في مراكزها بما فيها الخرطوم وهو الأمر الذي لايمكن أن تتحمله هذه النخب وخط أحمر معروف عنها، ولهذا قد يتبقى لها فتن مكونات عرب الغرب مع بعضها كما حدث بين حميدتي وموسى هلال لتستعيد سيطرتها في خضم ذلك، إلا أن هذا أيضاً غير مرجح مع عمق الصدع بين هذه النخب وهؤلاء العرب وحتى إن حدث فإنه قد يكون محدوداً أو ذي عواقب غير مضمونة. وفي مقابل كل هذا يجب أن لا ننسى أن العدو الحقيقي الصريح للمركز مازال موجوداً كما هو هذا إذا لم يزداد قوةً وهو يعلم ذلك جيداً، ولكن يتم تحجيمه إعلامياً وإظهاره بمظهر الحليف والصديق المعاتب - الزعلان زعل الأخوان لأنو ما فهم الموضوع صاح لكن حنصالحوا بأقصى حد في مدة ستة أشهر بعد ما نشرح ليهو الحكاية ونقنعوا لأنو زول وطني وقلبو حادب على الوطن حيرجع ويبطل غلبة ويعيش تحت سقف واحد معانا في بيتنا تحت حُكمنا كالعادة، مالبشير كان مزعلهم وهم ما قدرو عليه ونحن شلناهو ليهم! تاني في شنو؟ - بالتأكيد المقصود هنا حركات التحرر المسلحة في الهامش. وكأن الحرب التحررية قد بدأت بقدوم البشير! يالجاك يالمغفل الحرب بدأت سنة 1955م. إن محاولة نخبة المركز لإظهار الصراع الآن مع حركات التحرر المسلحة بالأسطر السابقة المذكورة بالدارجي هي لأهداف خبيثة ستظهر لاحقاً ناهيك عن الجهل المتعمد وصلف المركز وسنقوم بإلقاء الضوء على بعض هذه الأهداف في ماتبقى من أسطر.
    إذاً كيف ستقوم نخبة المركز الموجودة في الحلبة الآن بالحفاظ على ما تبقى لها من سلطة وإستعادة ما تم فقده في الفترة السابقة مع فقدانهم لوسائل عنف الدولة؟ إن الإجابة على هذا السؤال ببساطة هو عن طريق تفعيل آليات ومفاهيم الدولة الحديثة والترويج لها والحصول على الدعم المعنوي والمادي والتأييد من المجتمع الدولي لهذا الغرض لإحراج خصومهم الداخليين دولياً وإظهارهم كهمج يريدون الإنقضاض على منجزاتهم الحضارية ومنها الثورة الأخيرة والتي لم يكن دعم جمهور الهامش وحركاته بعيداً عنها هذا غير إيقاف حركاته التحررية المسلحة بندقيتها لفترة طويلة نسبياً وإعارتها للثورة جزء من جمهورها ودعمها معنوياً على وعد بأنه سوف يتم إسقاط البشير سلمياً ووفقاً لذلك ستتعامل النخب الجديدة المتجاوزة للمفاهيم القديمة مع المشكل السوداني من منطلق جديد تماماً سيكفل على الأقل حل المشكلة سلمياً، ورغم أن الكثيرين كانوا يعتقدون بأن نخب المركز هي نخب المركز وأنه لايوجد شيء ملح أو تبدل في ثقافتها يجبرها على التغيير إلا أن المفاجأة الحقيقية ليست في أنها لم تتغير بل في أن إنحطاطها في نفس زخمه القديم هذا إذا لم يكن أسوأ وفي الحقيقة فإننا إذا رجعنا للتاريخ القريب مثلاً فإنه لايمكن مقارنة هذه النخب بالنخب التي ظهرت في ثورة أبريل التي أطاحت بنميري - رغم أن الثورة الحالية من حيث الكم والنوع أكبر من سابقتيها أكتوبر وأبريل بما لايدع مجال للمقارنة - وهذا أمر محير بما أن هذه النخب أكثر شباباً بكثير وأتيحت لها إمكانيات أكبر كما أنها ترعرت في فترة معقدة من المفترض أن تنتج نخباً أكثر وعياً من سابقاتها. كما قلنا فإن هذه النخبة لتستعيد سيطرتها الكاملة على الدولة ستحاول تفعيل آليات الدولة الحديثة بطريقة حقيقية مع دعم وشهود دوليين بغرض الإقصاء وهو نفس الذي حدث في الديموقراطية السابقة ولكن هذه المرة بطريقة أكثر تعمداً، وقد يقول البعض بأن هذا أمر عادل وشرعي فإذا تمكنوا منه فهو من حقهم الكامل ويعطيهم الشرعية الكاملة، وينسى هذا البعض بإن هذا الأمر إذا كان صحيحاً فلماذا تمرد الجنوبيين حتى قبل الإستقلال ولم يرضوا بأن ينتظروا ويلعبوا مع الشماليين وفقاً لقواعد الدولة الحديثة والديموقراطية؟ إن الأسباب هي نفسها لا زالت قائمة الآن:-
    أولاً: إن الدولة نفسها منذ ما قبل الإستقلال يسيطر عليها الشماليون تماماً خصوصاً النخب النيلية ككمبرادور (النخب الوطنية التي يحكم عن طريقها المستعمر وترثه في النهاية) تاريخي تسلم السلطة من الإنجليز وتعاون معهم لأسباب تاريخية معروفة لايسع المجال لذكرها هنا ومنها أن نخب الحاضنة الإجتماعية لهذا الكمبرادور هي نفسها التي إستدعت الحكم الثنائي ولهذ فإن العلاقة كانت وطيدة بين الإثنين وبهذا فإن وراثة الدولة من المستعمر كانت إمتداد ليس أكثر ولا أقل، وما يهمنا هو النتيجة وهي أن الدولة السودانية هي الشماليين أنفسهم حيث أنهم يسيطرون على جميع مفاصلها وأوجهها سياسياً وإقتصادياً وتعليمياً وإعلامياً وثقافياً .. إلخ.
    ثانياً: نتج عن ذلك أن الشماليين هم أكثر الفئات تعلماً وبعد سيطرتهم على جميع أوجه الحياة عن طريق الدولة تمكنوا من نشر ثقافتهم والأخطر من ذلك أجندتهم في جميع المناحي والإتجاهات عن طريق التعليم والإعلام الرسمي والشعبي والذي لهم عليه كامل السيطرة والسيادة، والذي كامل جوهره كيف تركع لهم لتنجلد دون أن تئن، ولا داعي للغلاط لأنه بوسع المرء أن يكتب كتاباً كاملاً عن التعليم والإعلام الشمالي الذي فرضته النخبة النيلية. إنه التعليم الذي يجعلك في كثير من الدروس تتفصد عرقاً من الحرج بينما يستمع رفقاؤك الشمالييون للدرس بفخر وإعتزاز!
    ثالثاً: فضلاً عن السيطرة الإدارية الشمالية على كل شبر من رقعة الدولة لم يحرره الثوار فإن سيطرة الشماليين على الإقتصاد والتعليم والإعلام والآداب والفنون والثقافة عموماً مكنهم من تكوين طبقة وسطى ضخمة متماسكة وجدانياً ومنتشرة حرفياً وبعناية في كل مكان وتبتلع وتسيطر على كل شيء (هذا هو المركز بعينه إذا لم تقابله من قبل) ويذوب فيها كل من يتعلم ويرتقي إقتصادياً من الفئات الأخرى غير الشمالية دون حتى أن يكون في وسعه التفكير في المقاومة حتى إذا كان هذا في موطنه الأصلي الذي يقيم فيه، وعملياً لايتركون له مجال للمقاومة سوى الإتجاه للغابة مباشرة للحاق به وقتله هناك، أما إذا خرج العدد عن سيطرتهم وأصبح خطراً فإنهم يدعونهم للمفاوضات لإبتلاعهم مرة أخرى. حيث إنه يدعوهم إلى قنه الذي بناه بنفسه وشكله بالطريقة التي تناسبه هو، بحيث لايستطيع أحد أن يرتاح أو يتحرك فيه أو يضع الكمائن والفخاخ غيرهم. ولهذا فإن قبول الدعوة لهذا القن هي إنتحار ليس إلا ولايجدي معه إلا تدمير هذا القن تماماً وتكوين مأوى آخر يبنيه الآخرون لوحدهم أو مع المتعاونين المتجاوزين من أصحاب القن القديم.
    إن ما نخلص إليه من النقاط الثلاث السابقة أنه ليس من العدالة اللعب مع الجاك أو المركز في الملعب الذي هيئه هو لنفسه ووفقاً لقواعد هو الأقدر عملياً على اللعب معها مع إحتفاظه بكامل حقه في ’’الخرخرة‘‘ كما شهدنا في أكثر من لحظة مفصلية في تاريخ هذه الدولة لأنه هو نفسه ليس مؤمناً بهذه القواعد ولكنها مجرد وسائل بالنسبة له ليبسط سيطرته على الآخرين.
    الآن فإذا تحدثنا عن لحظاتنا التاريخية هذه فإن خطة نخبة المركز لترميم هذا المركز ليست معقدة وستكون بمساندة معنوية ومادية دولية بشرعية خلع أحد أسوأ الدكتاتوريين صيتاً في الزمن المعاصر الذي نعيشه الآن وسترتكز هذه الخطة على السيطرة على الجهاز المركزي للدولة المدنية عن طريق هذه النخبة مع بعض الحلفاء والأتباع من الهامش كترميز تضليلي كالعادة، وسيكون الحجر الذي سيلقموه لأي فوه يتفوه بما لايريدون من حجج بأن الحكم الآن يجب أن يكون ’’للكفاءات‘‘ ولا مجال للمحاصصات والمجاملات التي كانت تحدث في عهد النظام السابق، وبالطبع فإن معظم هذه الكفاءات ستكون من أبناء الشمال والوسط النيلي، فكما قلنا فهم الأكثر تعلماً وخبرة وإستقراراً وبالتالي فمعظم ’’الكفاءات‘‘ ستكون منهم، وحتى من تم فصله منهم مبكراً كما سيدعون فيكفي أنه قد أخذ معه مايكفي من خبرة وتعليم ليواصل مشواره خارج السودان بأفضل من ما كان سيحدث إذا كان داخله ليعود ويصبح خبيراً دولياً بعد أن سقط من فصله، وتسبب له في هذا المصير الرائع، من الحكم، ليأتي هو ويحكم بدوره هذه المرة بلافتة ’’الكفاءات‘‘ وكلهم شمالييون! (لا نقصد حمدوك فهو شخص محترم أتى به الجاك الغير محترم). ألا يوجد كفاءات من الفئات الأخرى غير الشمالية؟ بالتأكيد يوجد ولكن سيتم إغفالهم أو على الأقل عند مقارنتهم مع نظرائهم الشماليين ففي الغالب سيتفوق عليهم الشماليين لأن الدولة مفتوحة لهم منذ إنشائها ليستقوا منها من الخبرة ما شاؤوا ثم الإنتقال لإكمالها في الخارج. أما من ساواهم في الخبرة والكفاءة فإما أن يكون تابعاً أميناً لهم أو سيتم إقصائه ليتخذ ركناً قصياً ويريح ويستريح أو يتسرب للحركات المسلحة كما يسمونها ويتم التعامل معه وفقاً لملف السلام والذي هدفه الرئيسي الإحتواء والتفتيت.
    إذاً سيحاول الجاك البداية بالدولة المدنية ثم الزحف رويداً رويداً لإستعادة السيطرة على القوات المسلحة ووسائل عنف الدولة عن طريق القوانين والأعراف السليمة والمتعارف عليها دولياً ومحاصرة حميدتي بهذه القوانين والتشريعات والضغوط الدولية والداخلية حتى ينهار هو وقومه ويفتتنون ثم يتفتتون فيتلاومون ويتفرقون ومن بعدهم الشمالية يحكمون وهم من بعدهم ظالمون فإنظر إلى أي منقلب نحن منقلبون! كما إنه سيحاول خلق ربكة لن يعرف فيها محتكري وسائل عنف الهامش كوعهم من بوعهم بخلط ملف المليشيات وهيكلة القوات المسلحة مع ملف السلام والترتيبات الأمنية لتوريط حركات التحرر المسلحة والدعم السريع والمليشيات في منافسة لنيل الشرعية في الدولة الجديدة التي سيقوم بترتيبها عن طريق ’’الكفاءات‘‘ وبمساعدة وشهادة الخبراء الدوليين على أمل أن تنتهي هذه الربكة بأن يطبز كل واحد من هذه الأجسام الغير مرغوب فيها عين الآخر ليقودهم الجاك في النهاية إلى الطريق القويم نحو كَرشِه العظيم.
    إن الجاك وقبيله قطعاً سيقومون بإعمال سلاح الديموقراطية والإنتخابات كالعادة لصالحهم عن طريق آلتهم الإعلامية واللوجستية الضخمة مع لعبة فرق تسد المعروفة وترتيب الدوائر الإنتخابية بما يناسبهم وإعداد السجل الإنتخابي بأكبر عدد ممكن منهم وإقصاء الآخرين عن طريق السجل المدني، الذي يبدو أن وظيفته الوحيدة تقليل أعداد المهمشين الذين يحوزون أوراق رسمية، واللعب على تناقضات الهامش وإنتشار الجهل والفقر والتمزق الإجتماعي في أوساطه للفوز بالإنتخابات وإستعادة السيادة الكاملة على الدولة بشرعية داخلية ومباركة دولية. وبالمناسبة لا تندهش حتى يغمى عليك إذا قام الجاك بتنصيب رأس للدولة من الهامش الأسود اللون لأنه بالتأكيد سيكون متعصباً لثقافتهم أكثر منهم فهو قطعاً سيكون من النوعية التي ينطبق عليها المثل (الباشا ولا الخولي) وكما نقول عندنا (التُركاي ولا المتورك) وقد قام الجاك فعلاً بمناورة بالذخيرة الحية من هذا النوع في مجلس السيادة أثارت غضب وذهول قطاع أصيل من الهامش الأسود اللون ويمكنه التمادي وجعل شخصية كهذه رئيساً للبلاد نكاية ليقوم بإبادة هذا القطاع الأصيل عن بكرة أبيه بالسكتة القلبية.
    إننا في الختام نود أن نقول بأن الجاك رغم الضربات الموجعة التي تلقاها بأنه لازال في وسعه خنق مساعي الهامش للتحرر بنفس الكفاءة القديمة والسبب ليس في براعة مناورات الجاك ولكن في الجرثومة التي زرعها في دواخلنا عميقاً هناك في نفوسنا بوسائله التعليمية والإعلامية والدعائية وهي الجرثومة التي تتسبب في نجاح مناورات الجاك. إن هذه الجرثومة تتسبب في غباش الرؤية والإرتباك للمهمشين ومعظم حركاتهم التحررية، هذه الجرثومة هي تقديس المركز نفسه الذي يسعون لتحطيمه وسحقه حتى بعد أن قاموا بحمل السلاح عليه، هذه الجرثومة هي الخضوع لإبتزاز المركز بعدم الوطنية والتسبب في ضياع الوطن وهو منطق سفيه لأن الوطن الذي يتحدث عنه الجاك هو وطن قد قام بتكوينه لوحده ولنفسه فقط، وبالتالي فهو لايعنينا في شيء والحفاظ عليه شأن يخص الجاك حصرياً، فنحن لم نسمع من قبل أن شعباً مُستعمَراً قد قام بالدفاع عن وطن مستعمريه. إنه حتى من حق الشعوب التي يحكمها الجاك أن تقوم بالإستعانة بالخارج والجيوش الأجنبية الحليفة لتجتاح هذا الوطن لتقوم بحكمه في إطار موحد بعد أن يتم قهر الجاك تماماً وتحجيمه إلى فرد عادي يتساوى مع الجميع ولا يمكن حتى تمييزه عن غيره، أو أن تقوم هذه الشعوب بعد قهر الجاك بإنتزاع أو طانها الأصلية لتحكم نفسها بنفسها وتترك للجاك وطنه ليفعل فيه ما يشاء بعد ضمان أنه لن يشكل خطراً على أحد بعد ذلك. وهذا ليس شططاً لأن نظرة بسيطة على تاريخ تكون الشعوب والأمم وتحول موازين القوة فيها توضح ذلك، كما أن التاريخ الأفريقي الحديث والمعاصر حافل بهذه الأمثلة التي قامت عن طريقها القارة بشفاء ومعالجة الأوضاع الإجتماعية الشاذة التي تركها المستعمر إبان رحيله بعد تكوينه للدولة الحديثة في إفريقيا، وبما أن هذه التفاعلات كانت مثار تشاؤم ويأس في البداية على مصير القارة لدي المراقبين إلا أنها للمفارقة أثبتت في ما بعد أنها كانت العلاج الناجع المُر الذي تقوم عليه أسس النهضة الأفريقية الحالية، إلا أن الجاك لا يحكي لنا الإحاجي الأفريقية، هذا إذا كان يعرف عنها شيئاً، لكنه مولع بأحاجي أسيادِه والتي يحكيها لنا تحت جلد السياط لكي لا ننسى عنها شيئاً ولا نستمع لغيرها، وأحاجي أسيادِه هي الحاضنة البيلوجية التي تترعرع فيها الجرثومة التي نتحدث عنها. إن الجرثومة هي الخوف من الرأي العام لحاضنة الجاك الإجتماعية رغم أن سياسيي وثوريي الهامش يعلمون يقيناً أن من المستحيل عليهم حصد أصوات إنتخابية أو حصد رأي عام إيجابي داخل هذه الحاضنة مهما فعلوا كما أنهم يعلمون أن هذه الحاضنة لا تمثل أغلبية حتى بعد إنفصال الجنوب، ولا تفسير لهذا الخوف سوى أنها الجرثومة والجري وراء السراب. إن الجرثومة هي الرضوخ لإرهاب الجاك الفكري الذي يرتكز على مسلماته هو أو مسلماته المشتركة مع قطاع كبير من الهامش وخصوصاً الدين. إن الإنعتاق من ثقافة الجاك ومسلماته هو أول الطريق لقهر الجاك والوقوف أمامه كعملاق وليس كصغير يرتجف خوفاً ولا يدري أين سيوجه إليه الجاك ضربته القادمة.

    كوكو موسى























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de