(ولئن كنّا قد عرضنا بالأمس الدور المتقدم لوزير الخارجية.. فما زلنا ننتظر تقدم دور وزارة الخارجية.. صحيح أن الأذان قد سمعت بروفيسور غندور يقول لسفير السودان في جوبا.. وبصوت ربما تعمد أن يكون مسموعاً.. إن سفارة جوبا هي أهم سفارات السودان.. ولكن الصحيح أيضاً.. أن (الأهم سفارة) هذه لا تملك فيها الخارجية غير موظفين.. أحدهما السفير عادل إبراهيم.. ثم مساعد له.. مقابل عشرات الدبلوماسيين في سفارة دولة مجاورة.. تنافس السودان في جنوبه.. بل ولَم تتورع في عرض خدماتها على الصعد كافة.. وغني عن القول أن الخارجية إن أرادت أن تلعب دوراً في دولة ما.. خاصة إذا كان هذا الدور إيجابياً.. ومشروع في الأعراف الدبلوماسية.. فسفارتها في تلك الدولة هي ذراعها الذي تنفذ به خططها.. ولكن.. يجب الاعتراف بأن الخارجية إنما تعبّر عن الدولة.. وعن مؤسساتها المختلفة.. فمتى تقتنع مؤسساتنا أن سفارة السودان في جوبا ذراع استراتيجي مهم..!). الفقرة أعلاه كانت خاتمة تحليل كتبناه ضمن خمس حلقات.. عن العلاقات السودانية جنوب سودانية حاضراً ومستقبلاً.. وعن أهمية أن يأخذ السودان مكانه الطبيعي ويلعب دوره الطليعي في ترتيب استقرار الجنوب وتشكيل مستقبله.. ولأهمية دور وزارة الخارجية بشكل عام.. لأهمية الدور المحوري الذي يقوم به حالياً وزير الخارجية شخصياً بروفيسور إبراهيم غندور في إطار مبادرة (إيقاد).. لإيجاد تسوية للأزمة السياسية في جنوب السودان.. وبدأ دور السودان يتقدم في الاتجاه الصحيح.. فقد كان طبيعياً أن نتوقف قليلاً عند دور سفارة السودان في جوبا.. ! أما الجديد فهو أن من أثق به قد نقل لي، قبل أيّام، أن ما كتبته كان محل اهتمام وزارة الخارجية.. وأضاف أن حديثي عن الدور المتقدم للوزير وجد تقديراً كبيراً.. وأن مسؤولي الخارجية قد أخذوا مأخذ الجد ملاحظتي عن محدودية عدد العاملين بالسفارة وضرورة دعم السفارة هناك.. سيما وأنها قد أصبحت السفارة الأهم بين بعثات الخارجية خارج الوطن.. أما بالأمس فقد تحدثت مباشرة مع مسؤول رفيع المستوى في الخارجية.. فضل حجب اسمه.. وَمِمَّا أثلج صدري حديثه الذي عبر عن قناعة كاملة بدور السودان في الشأن الجنوب سوداني في المرحلة المقبلة.. ثم إشارته إلى الأسباب الموضوعية التي كانت تحول دون رفع عدد العاملين في سفارة السودان بجوبا.. وأن الأسباب قد انتفت الآن.. بل ونشأت ظروف جديدة تحتم بالفعل دعم السفارة بكوادر جديدة.. وأن الأمر ليس بعيداً عن قناعة السيد وزير الخارجية شخصياً.. بل والمراجع العليا في الدولة بضرورة أن يلعب السودان دوره الحيوي في دعم جنوب السودان.. ولكي يلعب السودان هذا الدور لا بد من توفير الكادر البشري الذي سيلعب رأس الرمح في هذا الدور.. ولَم يتردد المصدر رفيع المستوى في إبلاغي بأن الخارجية قد شرعت بالفعل في اتخاذ التدابير اللازمة للدفع بكوادر جديدة لسفارة السودان بجوبا..! ولعمري هذا نهج من وزارة الخارجية يستحق أن ترفع له القبعات.. فالصحافة حين تثير قضية فهي لا تبتغي غير الإصلاح والمصلحة العامة.. وحين يتحول ما تكتبه الصحافة إلى برنامج عمل للدولة.. أو حتى محل اهتمام واحدة من أهم الوزارات مثل وزارة الخارجية.. فهذا يعني أن الصحافة قد قامت ببعض مهامها وتصدت لجانب من مسؤولياتها.. مما يعزز من دورها.. بل ويضاعف في الواقع من مسؤولياتها تجاه القضايا الاستراتيجية التي تشغل المواطن وتهم الوطن.. ونظل نردد أن وزارة الخارجية وحدها لن تفعل كل شيء.. وأن الخارجية وبعثاتها إنما يعبرون عن مجمل ما تفرزه السياسات الداخلية والبرامج والخطط التي تنفذها المؤسسات الداخلية.. فهل يتحول كل الداخل إلى أوركسترا تعمل في تنسيق واتساق مع المايسترو الذي هو في حالتنا هذي.. وزارة الخارجية.. حتى يصبح السودان هو الحاضر الأول والفاعل الرئيس في المشهد الجنوب سوداني.. نأمل ذلك ونأمل أن يحل الرئيس سالفا كير ضيفاً على الخرطوم قبل نهاية هذا الشهر.. لنرى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة