قبل شهرين كنت محتجزاً في مطار القاهرة لنحو أربع ساعات.. ثم سمحوا لي بالدخول.. بعد أن كان القرار أن أعود أدراجي من حيث أتيت.. ثم لاحقاً علمت من مصادري في المخابرات المصرية.. أن مشكلتي الأساسية.. رغم اعتقادي بموضوعيتي في معالجة أزمة العلاقات السودانية المصرية.. تُقرأ عند البعض عمالة طبعاً.. هي تأييدي المطلق لمشروع سد النهضة.. من زاوية المصالح السودانية.. ثم تحذيري المستمر من النشاط المصري في جنوب السودان..! والأخيرة هذه هي مدار حديثي اليوم.. لقد كتبت في هذا الأمر.. حتى جف مدادي.. ومن عدة زوايا.. وبدءاً دعونا نثبت أن الوجود المصري في جنوب السودان شأن يخص الدولتين.. فلسنا أوصياء على أحد.. ولكن ما يعنينا أن يكون هذا الوجود على حساب وجود سوداني.. كان ولا يزال مرغوباً ومطلوباً.. وقد كتبت وكتب غيري كثيرون.. عن الفرص المتاحة للسودان.. بل والمطلوبة.. وحين تكتشف أن المسؤولين في الخرطوم.. لم يتحمسوا قط.. لدور يمكن أن يلعبوه لتكون للسودان بصمته ووجوده وإسهامه هناك.. تجد العذر للآخرين ولا تلومهم.. كتبنا عن رغبة القادة الجنوبيين في دور سوداني.. كتبنا عن دور يمكن أن يلعبه السودان من خلال (إيغاد) على سبيل المثال.. كتبنا عن ضعف الوجود الدبلوماسي السوداني في جوبا.. في مواجهة جيش جرار من الدبلوماسيين والمستشارين وعناصر المخابرات المصرية هناك.. وما كتبناه أغضب علينا المصريين.. فكانت نصيحتهم ألا (أهوب) ناحية القاهرة قريباً.. وللأسف لم يرض عنا أحد هنا..! أما ما لم نكتبه لاعتبارات كنا نعتقد في الأخذ بها.. أما وقد بلغ السيل الزبى فنجحت المخابرات المصرية في بلوغ مرماها بالخوض عميقاً في بحيرة أزمة جنوب السودان.. فلا ضير أن نكتب اليوم طرفاً من قصة مدهشة تعكس كيف يفكر الساسة عندنا.. والقصة المدهشة تقول إن أحد رموز (انتقالية ما بعد نيفاشا) من قيادات الحركة الشعبية يومها.. والمقيمين خارج جوبا الآن بسبب الأزمة السياسية التي ضربت الحركة الشعبية هناك.. قد تلقى دعوة من (جهة ما) في السودان لحضور منشط إقليمي في الخرطوم.. سعد الرجل بالدعوة وبفرصة كان يبحث عنها بالعودة إلى الخرطوم.. لقناعته.. وبعض رهطه.. أن بعض حلول مشكلاتهم عند الخرطوم.. فسارع في اليوم التالي بتقديم جواز سفره مشفوعاً بالدعوة لسفارة السودان حيث يقيم.. للحصول على إذن بالدخول.. كانت المفاجأة التي في انتظاره اعتذار رقيق من السفارة.. أسقط في يد الرجل.. ولأن بعض ما بقي من السودان الكبير صداقات هنا وهناك.. فقد استعان الرجل بصديق.. وكانت في انتظار الصديق أيضاً مفاجأة.. فقد اتضح أن توصية من الخرطوم هي ما حالت دون منح الرجل تأشيرة الدخول.. أما المفاجأة التي صعقت الصديق وعجز حتى عن الإفصاح عنها للرجل.. فهي أن التوصية صادرة من ذات الجهة الداعية..! ولم تكن هذه نهاية المفاجآت.. بل المفاجأة الكبرى.. أن المخابرات المصرية التي.. فيما يبدو تحصي علينا أنفاسنا.. ولا أدري إن كنا ندري أو لا ندري.. قد كانت بالمرصاد.. فقدمت الدعوة للرجل.. للمرة الثالثة.. وكان قد اعتذر مرتين قبل ذلك.. فقبلها هذه المرة.. ونزل القاهرة في إطار التحضير لاجتماعات مجموعة العشرة التي يمثل الرجل واحداً من أبرز رموزها مع وفد حكومة الجنوب.. وهي الاجتماعات التي لم تجد المخابرات المصرية حرجاً في الإعلان عن تبنيها.. بل وتقول وهي تمد لسانها للخرطوم.. إنها سترعى تنفيذ الاتفاق.. والقصص لا تنتهي..!.
الفاضل الكريم محمد لطيف ان يقوم المصريين باحتجازك لهذه الفترة في المطار فهذا يعني ان متغير كبير قد حدث في توجهات صحفي مثلكم واخر عهدنا بكم منذ منتصف الثمانينات وحتي قيام الانقلاب الاخواني انكم كنتم وعلي كل الاصعدة في مقدمة الصفوف للمعارضين لنفس المتاسلمين الذين يحكمون السودان اليوم ولا انسي اسهامكم في حملات التعبئة والاجتماعات التي سبقت انتخابات اخر مجلس منتخب لنقابة الصحفيين السودانيين في مواجهة المحاولات البائسة للاخوان للفوز بتلك الانتخابات.. عزيزي الفاضل الكريم لا اعتقد ان اخوتنا في الجوار المصري محقين في توقيف واعادة بعض الصحفيين الموالين لنظام الخرطوم خاصة عندما يقومون بزيارة مصر بصحبة اسرهم وعوائلهم الذين لاذنب لهم في مجريات الامور والخصومات السياسية واشياء من هذا القبيل .. لكن ومع ذلك قصة ان المخابرات المصرية تحصي انفاس حكام الخرطوم فلا اعتقد ان من يحكمون الخرطوم احرص علي امن بلادهم وامن المنطقة بالصورة التي يخاف منها الناس عليهم من المصريين .. المخابرات المصرية مؤسسة في دولة قديمة في المحيط الجغرافي والتاريخي لوادي النيل ولا اعتقد ان في نشاطهم في جنوب السودان السابق اي ضرر محتمل حتي علي جنوب السودان الجزء التاريخي الاصيل في خريطة الدولة السودانية الذي تم انفصاله برعاية قوي دولية معروفة بعد خضوع المجموعة الاخوانية الحاكمة في الخرطوم للصفقة الغربية مع المجموعة الانفصالية الجنوبية من الذين اسكرتهم رائحة النفط وانتهي بهم عدم الواقعية الي ما انتهي اليه شعب جنوب السودان الذي يسدد اليوم ثمن الصفقات المشار اليها ولا اعتقد ان المصريين لديهم علاقة بما جري علي الرغم من حالة عدم الرضا وقيامهم بتنوير مؤسسات دولتهم عن طريق نفس جهاز المخابرات المصرية من المخاطر المحتملة لانفصال جنوب السودان وقاموا بنشر العناوين الرئيسية لهذه المخاوف في بعض الاصدارات الاعلامية الرسمية في مصر وقد تحققت توقعاتهم بصورة تتطابق مع مايحدث في جنوب السودان السابق وشعبه المشرد في حدود الجوار وحتي عاصمته القومية السابقة . اخانا الفاضل الكريم لسنا من انصار خلط الاوراق والخاص بالعام لتجريم الاخرين لكن اني لك من الناصحين عد ادراجك وانت صحفي محترف للمساهمة مع الاخرين في تخليص شعبنا وبلادنا ومنع المخاطر المحتملة والمصريين ومخابراتهم وفريقهم القومي ليسوا مسؤولين عن مانحن عليه اليوم من حال وعما سيحدث غدا من احتمالات مخيفة قد تنتهي بانهيار المتبقي من الدولة السودانية واذدحام شعبها في مطارات ومؤاني وحدود الاخرين. لك خالص الود والتحية والتقدير. sudandailypress.net
ليس هنالك عدو اضر بالسودان اكتر من الانقاذ مخابرات مصر طيلة عقود لم تضر بالسودان كما تسبب النظام الذي تواليه انت يا محمد لطيف الان هذه الحملة التي تديرونها هي فقط لاثبات ان فشلكم في ادارة البلاد سببه مصر ومخابراتها بعد ان سقطت شماعة امريكا واذا مد الله في اجل البلاد ولم تلفظ انفساها الاخيرة تحت حكمكم او لم تقم ثورة تقتلعكم سنرى شماعة اخرى جديدة غير امريكا ومصر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة