|
حكاوي القصيد (حرامي القلوب) د.أمنة نوري
|
او ليس اجمل مافي الدنيا ان يسرق الحب انفاسنا فيحبسها عنده بلا جرم و بلا محاكمة و الى الابد !!! حرامي القلوب ... اغنيه شهيرة و لكنها ايضا قصة واقعية شهيرة من قصص العشق في عهد امير البصرة خالد بن عبد الله القسري عزيزي القارىء ... يحكى فيما يحكى في ذلك العهد و ذلك العصر و ذلك الاوان انه تم القبض على لص ذي جمال باهر و ادب ظاهر و عقل وافر و هو حسن الصورة , طيب الرائحة و عليه سكينة و وقار و كانت التهمة هي سرقة بعض قطع الملابس ليس الا . و اعترف ذلك اللص على الفور بجرمه بل و اصر على اعترافه رغم تشكك الامير خالد بذلك فلما جن الليل به في السجن انشد يقول : هددني خالد بقطع يدي اذ لم ابح عنده بقصتها فقلت هيهات ان ابوح بما تضمن القلب من محبتها قطع يدي بالذي اعترفت به اهون للقلب من فضيحتها
فلما جاء الصبح و حضر القاضي و اصر الحرامي على اعترافه ذاك أمر القاضي بقطع يده و لما دنا منه السياف صرخت امرأة من اهل البصرة الحضور و رمت بنفسها عليه فهاج الناس و ماجوا ثم تقدمت للامير بمكتوب فيه مايلي :
اقر بما لم يقترفه كأنه رأى ذاك خيرا من هتيكة عاشق فمهلا عن الصب الكئيب فأنه كريم السجايا في الورى غير سارق
ثم تحدثت الى الامير على انفراد و اقرت بأن هذا اللص هو حبيبها جاء يزورها فلما اكتشفه اهل الدار لملم بيديه بعض الملابس كي يظنوه سارقا و لا يفتضح امرها و هكذا امر الامير بأيقاف امر القطع و تزويجهما و بعشرة الاف درهم لكل منهما اخيرا عزيزي القارىء ... هل تظن بأن في هذا الزمان و في هذا العصر و الاوان قد يوجد لص للقلوب بهذه الشهامة و ذلك النبل ام ان اغنية حرامي القلوب قد جاءت سابقة ... عفوا اقصد متأخرة لعصرها ?!! و ان الحب نفسه لربما اعتزل مهنة السرقة فتاب و اصلح منذ زمن بعيد ?!!!
|
|
|
|
|
|