من يعتقد الأمر يفضي الي الانفصال في كل الاحوال ويري ضرورة مقاومة الفكرة من اساسها فإنه علي خطأ كبير مع التاكيد بانه يدفع القضايا عكس اتجاه الوحدة . والسبب ليس هناك شخص أحب للسودان واحرص علي الوحدة من عبدالعزيز الحلو أو من أي سوداني آخر ومتي ما توفرت هذا الاحساس بأن شخصا احرص منه علي الوحدة فاعلم تلك هي المشكلة السودان بل المبرر الكافي للبحث عن حق تقرير المصير . نعم هذه الحقيقة أن بعض السودانين ينصبون أنفسهم اوصياء علي السودان وما دونهم هم خونة وعملاء وينتهزون الفرص لتمزيق السودان هذه هي كل المشكلة السودانية لا أكثر ولا أقل . فإن حق تقرير المصير معادلة بديل للدولة العادلة تسع الجميع ومبدأ دولي متفق عليه كحق لكل الشعوب . ان كثير من الدول تقر دساتيرها بهذا المبدأ ولكن الشعوب لم تلجأ الي استخدام هذا الحق لأنه مشروط بعدم المساواة في حقوق المواطنة . فإن جنوب السودان السابق تم فصله لأن لاخوه الحكام في السودان الشمالي توصلوا لقناعة من المحال استمرارهم في الحكم بدون إقرار العدالة والحقوق المتساوية للمواطنة والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالطرق الديموقراطية ولما كانوا هم في خانة الأقلية رأوا فصل الجنوب الفرصة الوحيدة لاستمرارهم في السلطة وقد كان . فإن إعلان الحرب علي الموطنين وقتل الابرياء ومحاولات تدمير الأمة بحالها واستبدالهم بشعوب اخري احيانا كلها اساليب المتبعة من السلطة في الخرطوم كاجراءات العملية لفصل جديد لمناطق الحرب بعمل مخطط ومؤسس و مدروس ولكنها لا تريد أن تتحمل المسؤلية وتبادر بها واذا كانت السلطة بالفعل ترفض مبدأ تقرير المصير لهذه المناطق لاقرت مشروع الدولة العادلة ولا تحتاج أن تتفاوض احدا في الإقرار بحكم القانون و القبول بالتبادل السلمي للسلطة بناء علي الأسس الديموقراطية المتعارفة عليها والتخلي عن احتكار مؤسسات الدولة السياسية منها و المدنية والامنية والذي هو السبيل الوحيد للحفاظ علي الوحدة , وجعل السودان للجميع في الحقوق والواجبات. فالمطلوب من أي شخص حريص علي الوحدة واجب عليه رفض سياسات النظام الحاكم باعتبارها الجهه التي تستحق الإدانة وتحميلها المسؤلية لا علي الضحايا فان عبد العزيز الحلو لا يعبر عن رايه او رغباته بل راي الشعوب النوبية والفونج وغيرهم عبر مؤسسة الحركة والا سوف يكون مصيره مصير عرمان وعقار . فالذين يتوجسون من حق تقرير المصير كما لو انهم يريدون القول ليس مهما أن تموتوا أو تحيوا في الكهوف أو كيفما تعاملوا ولكن المهم الوحدة . فان الحق والضرورة والمنطق تدفعنا جميعا للوقوف بجانب هذه المناطق لدعم حقهم في المطالبة بتقرير المصير ويفترض تقديم الدعم اللازم للحصول عليه لأن دولة السودان من المحال أن تكون موحدة بدون أن تكون كل الشعوب الحق في البقاء في الحظيرة أو المغادرة لان ذلك الشئ الوحيد يعمل علي صيانة العدالة فإن الارغام يصلح فقط في حالة إشراك الجميع لترتيب الأوضاع في البلاد ولا أحد يدعي الملكية ويعطي القدر الذي يريد ان يعطي ويمنع لمن شاء بمقدار الذي يريده ثم إن المطالبة بحق تقرير المصير ليس في كل الاحوال الخطوة الأولي للانفصال مع أن حالة الجنوب الجديد هي الخطوة الأخيرة للوحدة لأن الواقع الحالي للمنطقة فان سكان تلك المناطق لم تتوفر لديهم احساس بان هناك شئ تربطهم مع بقية اهل السودان الذين لا يبالون بماسأتهم ولم تبق من الإفصال الا اكتمال السيطرة الكاملة علي اراضيهم ووقته يبقي الاعتراف الدولي وذلك الامر سوف يكون مرهون لعامل الزمن اذا ظلت معاناة الإنسانية بهذه الصورة .وتتبعها إقاليم الاخري وتتجمع وتوحد فيما بعد إلي أن يبق الاشراف وابناء الصحابة في دولتهم ولكن بالقطع ليس في حدود مثلث حمدي لأن التقسيم لو تم بالكسر لا احد يستطيع التحكم في نصيبه . وهكذا أن الحرص علي الوحدة لا يمكن أن تكون بالرفض في المحادثات ولا بالعمل العسكري ولا بالتخوين والحصار والتجويع كل تلك أدوات تمت تجريبها في الجنوب القديم لمدة نصف قرن ولذلك من يكرر استعمال هذه الأدوات يريد الحصول علي ذات النتيجة مع سبق الإصرار هي الجهة التي تستحق اللوم عندما يرهنون مصير الوحدة ببقائهم في كراسي الحكم. ولكن الشئ المؤكد أن استمرار هذا النظام سوف يدفع جميع الشعوب السودانية في البحث عن هذا الحق بدون استثناء لاحد , لأن هؤلاء الحكام باتوا يهتمون فقط بالأجندة الدولية مقابل استمراهم في السلطة ولذلك اذا بات الانفصال رغبة الإقليمية أو الدولية فإنهم يفاجأون حتي عبد العزيز الحلو في اتخاذ قرار الفصل هنا المصدر الحقيقي للقلق لكل مشفق لحال السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست