حزب جديد في الساحة السياسية بالرغم من أن بعض الإخوة يقولون ذلك التطور الطبيعي لنشاط الطلاب المستقلين المعروف في الوسط الطلابي منذ الثمانينات ومهما تكن البداية. إن الحزب طرح نفسه للشعب السوداني في الزمن الذي تستخدم الحكومة كل معاول الهدم للاحزاب التي نشأت مع تكوين الدولة السودانية وفي فترة وجيزة نالت الحزب استحسان الكثير عندما استثمرت مأساة طلاب وطالبات دارفور في العاصمة القومية وعلاوة علي ذلك النشاط العلني المنقطع النظير مثل الاحتكاك بالمواطنين بشكل مباشر في الميادين والاماكن العامة فضلا عن الأنشطة الإعلامية المكتوبة و المسموعة في الوسائط الاجتماعية ونحن نعيش هذا الموقف بشئ من الدهشة نعم هناك احزاب كثيرة حتي يصعب تعدادها مسموح لها بالعمل في ظل الإنقاذ لانها متوالية أو مقطورة إلا أن المؤتمر السوداني بدأ معارضا واستمر معارضا وبشكل علني . وبالرغم من علمنا وبالضرورة أن حزب المؤتمر الوطني لا يتحمل المعارضة الجادة الي درجة حبس الشيخ الضرير بسبب خطبة قصيرة قالها امام عدد محدود من الناس في أقاصي غرب دارفور وكادت أن تفتك بالشيخ الضرير لو لا تدخل المنظمات الدولية التي تراقب حقوق الإنسان في السودان أو شعورها بالخجل. وتلاحق الحكومة طلاب دارفور بالقتل في غرفهم وفي الشوارع وبعضهم يتم شنقهم في فروع الأشجار بسبب الخطب في أركان النقاش في الجامعات مع أن ذلك جزء من تقاليد النشئ في الجامعات عبر التاريخ وملاحقة بعض المعارضين من المنطقة الاقليمية بتفهامات سياسية هنا تبدو الحيرة مكانها الطبيعي أن المنسوبين لحزب المؤتمر السوداني يتم اعتقالهم لبعض الوقت ويتم إطلاق سراحهم بعد حملة إعلامية ضخمة وبالطبع لا نتمني السوء لاحد من الناشطين ولكننا لم نسمع أن أحدا من عضوية الحزب تعرض لمخاطر مثل الشيخ مطر أو وجد مقتولا مثل طلاب دارفور .وخاصة أنهم يعملون بمنهج علني وواضح لاسقاط النظام ويتم ذلك في وضح النهار بداخل الخرطوم . ونسمع عن التهم الخطيرة التي توجه لرئيس الحزب ويتم إطلاق سراحه ولم نسمع عن رأي المحاكم في التهم التي وجهت اليه نعم هناك ضحايا من أبناء الهامش في الحزب يتعرضون للتعذيب الوحشي لتأكيد الصورة المعارضة للحزب وهم في ذاتهم ضحايا الطلاء . وتاتينا الأخبار أن بناته تم اعتقالهن من المنزل وأخذن الي جهة غير معلومة وتلك المصادر سكتت عن مصيرهن هل فعلا تم الفعل بهن مثل الأستاذة صفية اسحاق أو الصحفية هندوسة أم أن مازلن في الزنازين .نعم كلها تؤكد حقيقة واحدة إضافة قيمة النضالية لرئيس الحزب وتسمينه ليوم الحاجة هو الذي صمد أمام تحدي مؤتمر الوطني عندما ضعف حتي أمام الانصار. صحيح أن الديموقراطية داخل الأحزاب مشهد غير مالوف في الاحزاب السودانية بالطبع ذلك أمر طيب و جديد حقا ولكن كما يراه بعض المراقبين امرا دعائيا أكثر من كونه أمرا واقعا نعم التغيير تم ولكن كيف ؟ ومن هو البديل لابراهيم ؟ وماهو علاقته مع إبراهيم الشيخ ؟ وما هو دوره الفعلي حتي يستحق أن يكون الرئيس البدليل لابراهيم ؟ نعم الاجوبة لهذه الأسئلة بعضها متاحة والبعض الآخر معنيين بها أهل الحزب ولكن الذي يهمنا معرفته بأن الرئيس القديم والجديد أبناء عمومة وجزورهما من منطقة واحدة في شمال السودان.وهذا بالطبع لا يغير في واقع ديموقراطية الحزب شئيا اذا عرفنا السبب في تغيير قيادة الحزب لايفاء المدة أو العزوف وقد لا نستبعد محاولة لتحسين صورة الحزب المنفرد في التزامه بالديموقراطية وحتي هذه اللحظة أمرا لم يخرج من الطور الظني او القراءة المماثلة للأساليب المتلوية للأحزاب السودانية بعد ستة عقود من ممارسة الديموقراطية والانتخابات تأكد بان القرارات السياسية المصيرية تتخذ في صالونات المنازل و ليس من دور الاحزاب ولا من قبة البرلمان وكل حزب يجهز للانقلاب بعد نهاية الدورة . ولذلك كل شئ في الساحة السياسية السودانية يحتمل أكثر من النظرة و التمهل في قبول العرض او الرفض.
ان إدراك بعض الأشياء لا تحتاج اكثر من أن يكون الانسان صادقا مع نفسه لأن دخول حلبة الصراع عبر الانتخابات الرئاسية مع البشير من المحال أن تكون لدي الحزب العبقرية السياسية تقنع بها الشعب السوداني بجدوي هذه الخطوة للأسباب التالية. اولا الكل يعلم جيدا ان البشير قرر أن يترشح لأنه يريد أن يتحصن من الملاحقة الجنائية بكرسي الرئاسة . وهذا الغاية لابد من الوصول إليها بأية طريقة وبالتالى هنا النية مبينة لتزوير ونتائجها معروفة سلفا ثانيا أن الطريقة التي تجاوز بها موقف الحزب من ترشيحه للفترة القادمة تؤكد أنه يريد الوصول لكرسي الرئاسة بأية طريقة لأن تجاوز الدستور الذي وضعه بنفسه والنظام الأساسي للحزب هو خروج من المباديء الديموقراطية من الآن . وان الطرق التي لجأ اليها لتجاوز هذه العقبات شكل من أشكال التزوير حتي داخل حزبه وذلك الآن وليس الغد. ثالثا البشير يعلم وكذلك حزبه أن الظروف التي تمر بها البلاد والاخفاقات والفشل الزريع والانتقادات لنظام الإنقاذ شملت كل مناحي الحياة وخاصة الفساد الي درجة التي تحول الي استباحة الدولة وبل الخوف مصير الدولة من اساسه هو الاحساس العام لكل الشعوب السودانية كيف يتوقعون فوز مرشحهم؟. نعم يمكن أن يستمروا بالقوة ولكنهم يعلمون تماما من المحال أن يكسبوا التأييد الشعبي عبر الانتخابات الحرة وهذه معلومة بالضرورة لدي أي سوداني إلا منسوبي حزب المؤتمر السوداني واذا كان كذلك لماذا قرر عمر البشير الخوض في انتخابات وهو يعلم أنه خاسر مع التاكيد. الإجابة نعم يعلم أنه خاسر ولكنه فائز في كل الاحوال ببساطة عبر التزوير أو التمهيد لفوز مؤتمر السوداني لأسباب نذكرها لاحقا رابعا والكل يعلم وعلي رأسهم المؤتمر السوداني ,أن النظام الذي لا يتحمل الشفافية في تكوين نقابة المحامين وعضويتهم معروفة بالاسم وبالرغم من انهم أكثر القطاعات علما بحقوقهم والدفاع عنها مع ذلك تم التزوير نهارا جهارا والشهود صبرا .ماهو المنطق الذي يستند إليه المؤتمر السوداني في امكانية الوصول الي ثقة الناس بالنزاهة وهكذا اذا لم يتم تزويرها فإن فوز المؤتمر السوداني ليس بسبب المنافسة الاخوانية بخبرة السنوات من أنواع التزوير بل المؤتمر الوطني هو الذي يمهد من الآن بفوزه. خامسا اذا كان حزب المؤتمر الوطني ليس له الارادة السياسية لمنع البشير من تجاوز الدستور ومن اين ياتي بالقدرة السياسية الكافية لتسليم السلطة لاي حزب فائز في الانتخابات . سادسا ماذا تعني خوض المؤتمر السودان الانتخابات الرئاسية.؟ حزب المؤتمر السوداني يعلم تماما كما للآخرين أن الديموقراطية لا يمكن أن تؤسس علي مؤسسات دولة التمكين وهي مؤسسات القهر عمرها ثلاث عقود ولائها فقط للجهة التي كونتها. ولنفترض انه فاز في الانتخابات الرئاسية بالريئس وكل اعضاء البرلمان وحكام الأقليم هل في مقدوره إجبار الحزب التخلي عن مؤسساته التي تمت بناؤها علي مقاس التنظيم الإسلامي بالمعايير العرقية . والشي المؤكد أنه كلما يستطيع القيام به اجراء بعض التعديلات التي لا تغير في الواقع شئيا أو بعض التحسينات لهذه المؤسسات بالشكل الذي يتم ارضاء المؤتمر الوطني .وطالما من المحال ان تستطيع الرئيس الجديد محاسبة قادة الإنقاذ لأن التسليم اذا تم سوف يكون مشروطا ببقاء هذه المؤسسات بشكل او اخر وبالتالي يمكنهم أن يحتفظوا بالأموال التي نهبوها ويفلتوا من المحاسبة وتبقي مؤسساتهم الإعلامية لأن كل الذي يستطيع الرئيس الجديد عمله التفاهم مع الحزب الحاكم وهم بالقطع لا يهدمون البناية علي رؤسهم هذا هو الدور المطلوب من إبراهيم شيخ الدين أن يلعبه وهي الصيغة المطلوبة لنهاية حكومة عمر البشير عبر حزب تم تلميعه لهذا الغرض هو ما عرف عنه مصطلحا soft landing سابعا من هو إبراهيم شيخ الدين
ينتمي الي منطقة الهنود بغرب السودان ويعود بجزوره الي الأقليم الشمالي وهو من قبيلة الجعلين وقيل عنه أنه شريك تجاري مع بعض رجال الإنقاذ أو ان البيئة التي نشط فيها تجاريا في العهد الانقاذي عندما خرج كل رجال الاعمال غير الانقاذين من السوق العمل. وما هو معلوم بالضرورة أن الإنقاذين من المحال أن يسمحوا لأي شخص غيرهم أن يعمل بشكل مستقل وبنجاح . وحاشا لله لا نقول أنه انقاذي ولكنه شمالي من غرب السودان والآن صار الفرق بين المرتمر الوطني والشمالين خيط رفيع .وخاصة الرجل من اصل جعلي وكذلك الدقير والمعروف ان الجلابة في الاقليم لم ينسوا يوما بأنهم شمالين عندما كان يتبرع الاثرياء منهم لجامعة شندي بثلاثة الف جنيه وجامعات المحلية بثلاثمائة جنيه مع أن وجودهم تعد بالقرون وشاهدناهم عندما خرجوا بالمظاهرة ليلا في الفاشر ضد انتفاضة الفاشر 1981 وهم يقفون ضد مطالب أهل دارفور وقوفا مع حكومتهم في الخرطوم عندما أطلق عليهم أهل دارفور اسم كلاب الليل بسبب المظاهرات الليلية وطالنا الدهشة عندما سمعنا المدعو خالد موتر يتلو بيان وزارة الخارجية ليؤكد أن أهل دارفور وراء الجرائم التي تحدث في ليبيا ولم يشفع لنا ذلك الرجل الذي نشأ عندنا وليدا وتربي في ربوع دارفور ولا نعرف له غير أنه دارفوري وترتب علي ذلك التنكيل بأهل دارفور في ليبيا بسبب ذلك البيان الذي استند إليه الإذاعات -الجزيرة والعربية . وقد كان أكثر الاذية تاتي منهم عندما يقدمون الاستشارات للحكام الشمالين الجدد في الاقاليم أين مداخل الفرقة في الاقليم وتحذير الذي يستوجب للبعض ورسم خارطة الطريق بناء علي معرفتهم للاقليم ويكونوا عيونا لكل حكام جديد ويستفيدوا من وراء ذلك وظائف الثقة والعطاءات والعطايا التجارية الاخري .ومنهم يأتي تمثيل الاقاليم في الوظائف في الجيش والشرطة والأمن اذا أرادوا تحسين صورتهم العنصرية ويطلقون عليهم صفة أهل الهامش وما هم من الهامش في الحقيقة لأن ارتباطهم بالأرض فقط المصالح التجارية وأموالهم تحول لأسواق امدرمان والخرطوم حصتهم في الكليات العسكرية تأتي علي حساب الهامش وهنا يلزم القول ضرورة البعد عن التعميم ولكننا في الحقيقة لم نجد الاذي إلا منهم وفي ساعة الجد ليس هم بأهل الهامش .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست