جدلية الوحدة و الانفصال (2) ..حديث المستقبل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-07-2004, 09:21 PM

بدر الدين أبو القاسم-spla


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جدلية الوحدة و الانفصال (2) ..حديث المستقبل

    جدلية الوحدة و الانفصال (2) ..حديث المستقبل
    تناولت بالنقد والتحليل في المقال رقم واحد كل ما يدور حول مسألة الانفصال مسبباته ونتائجه والآن سوف أنتقل مباشرة للحديث حول مسألة الوحدة و التي آمل أن أوفق في تناولي لها من حيث النقد و التحليل. الوحدة حالت عناصر جمعت لتكون كل . أما الوطنية فهي حب الوطن والانتماء له أي لنظام سياسي يفوق ويتجاوز الانتماء العرقي والديني. و السؤال الجوهري هو هل لدينا وطن بهذه المواصفات ؟أو هل كل السودانيين أو علي الأقل أكثر من 90% منهم لديهم ذات الشعور بالانتماء لوطنهم وعلي استعداد للتفاخر به أمام العالم ؟ أم أن السوداني هو الوحيد الذي يسب ويلعن وطنه في حالة العسر والضيق نهارا جهارا . هذه حقيقة مهما حولنا التهرب منها أو تجاهلها عن قصد أو بغيره . إنه ملف نحيله إلي علماء النفس والاجتماع منا لإيجاد حل له .
    ماذا فعلنا أو ما الذي يجب فعله كي يبقى السودان بلدا موحدا ؟ هذا في إطار مسئولية الكل دون استثناء و لكن بطريقة أكثر تحديدا حتى نكون موضوعيين ماذا فعل ساستنا وصناع قرارنا من أجل أن يبقى السودان موحدا ؟ للأسف كل الدلائل تشير إلي عكس ذلك فما جرى و يجري علي الأرض وما نسمعه من تصريحات وأقوال تبرهن علي أن القضية تسير في مسارات يصعب التكهن بنتائجها الآن ولكن لم يفت الوقت بعد علي تدارك الموضوع و التوصل إلي ما يبعث علي الرضا لو توفرت الإرادة والنية الصادقة لسودان واحد سودان المستقبل الواعد بإذن الله. ما نوع الأزمة التي تعتر ضنا أهي سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أم أنها أزمة ذات أضلاع مختلفة وهي في تقديري أزمة فكرية بالدرجة الأولي و الفكر يحتاج إلي إرادة كي يتحول إلي فعل وهذا بدوره إلي سلوك وتراكم كي يتحول هو الآخر إلي عادات وتقاليد فذلك شأن الدول والشعوب المتقدمة ولا مجال مهما حاولنا غير ذلك إلا إتباع ذات الطريق كي نجد لنا مكانا تحت الشمس . فمثلا الشائع أن الشعب السوداني متسامح والدليل علي ذلك في حالة حدوث نزاع يلجأ الناس إلي الأجواد و مجالس الجوديّة للفصل بين المتنازعين إنه أسلوب عظيم ولكنه يجب ألا يتعارض مع القانون مما يفتح الباب واسعا أمام تعرضه للاستغلال من قبل ضعاف النفوس. كذلك يجب في ذات الوقت استثمار هذا المناخ التسامحي كي يشمل بقية جوانب الحياة المختلفة خاصة السياسي. فحياتنا السياسية أحوج ما تكون لمثل ذلك أم أن حيلها ترفض التسامح طبعا هذا يتوقف علي فهمنا لها وممارستها.فالتسامح هو أحد المباديء الأساسية لممارسة الديمقراطية بصورها المتعددة وينطوي علي مجموعة من الفرضيات الفكرية منها.
    (1) فكرة الخطأ والصواب ، أي احتمال الخطأ والصواب للطرفين وهذا إقرار بمبدأ نسبية المعرفة الذي أوجده سقراط وطوره فولتير وماركس واينشتاين وغيرهم .
    (2) فكرة التفاهم والعقلانية وأهمية الحوار والنقاش لتصحيح وتجاوز الأخطاء دون الإغراق في البحث عن من هو المصيب ومن هو المخطيء مما ينتج إمكانية الاقتراب من الحقيقة عبر الحوار والإقناع.
    (3) فكرة عدم العصمة من الخطأ ، أي أن العلماء والمفكرين يخطئون أيضا.وهذا ما حدى بطاغور إلي القول "إذا سدت كل أبواب الخطأ فإن الحقيقة تبقى خارجها ".
    وهكذا يتبين أن مبدأ التسامح ينطلق من منابع متعددة فكرية ودينية واجتماعية وفلسفية ،فإذا كانت ثقافة التسامح غير سائدة بسبب عوامل الكبح والتعصب والاحتراب والعنف وفرض الرؤية الأحادية والفرقة في المجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة بعد هذا العرض العلمي لفكرة التسامح هل حقيقة نحن متسامحون.
    نحاول كشف جوانب الموضوع من خلال العناوين التالية:-
    (1) السودان القديم ..الرؤية القاصرة.
    (2) السودان الجديد..الرؤية الطموحة.
    (3) متطلبات الوحدة
    السودان القديم ..الرؤية القاصرة
    نعني به كل الحكومات التي حكمت بعد الاستقلال سواء أكانت ديمقراطية أو عسكرية والتي فشلت في حل المشكل السوداني وقدمت رؤى قاصرة مما أدي لخلق نظام حكم عنصري يقوم علي التحكم العرقي والديني والذي يبحث عن تثبيت دعائمه عبر الاستعمار الداخلي وإذابته وتمييع الشعوب المبعدة والمهمشة.فغياب الرؤية الفكرية لمعالجة الواقع الإحتماعي والسياسي أمر لا يحتاج إلي دليل لمعرفته. فالسياسة إرادة وفعل وهي تصرف انتقائي له هدف معين. أعتقد أنها قد تساوت في الآتي بدرجات متفاوتة:-
    (1) السودان بلد عربي إسلامي وتدرجت ما بين الاعتدال والتطرف .
    وهنا يحضرني ما ذكره الأستاذ عفيف البوني في مجلة المستقبل العربي "أن العرب الهامشيون أكثر مركزية ثقافية من غيرهم لشعورهم بخطر الذوبان " . ظلت العلاقة بين العرب وغير العرب تتسم دوما بالمسافة الاثنية رغم أن الإسلام دعا باستمرار إلي أخوة الإسلام علي حساب الدم والقبيلة . فهل بعد كل ذلك نلوم إخوتنا في جنوب السودان علي نظرتهم لنا ونقول لا يوجد مبرر لمخاوفهم إذا كنا نعرض من يشترك معنا حتى في الدين للقيل والقال ونلتو بلا خجل قوائم الشرف والأشراف والتنافس علي من منا أقرب لقريش من غيره.وإذا كنا نبرر ذلك بأنها ردة و أن الإسلام منها براء وهذه حقيقة ولكن ألا يعد ذلك تجنيا حين نطلب منهم أن يدفعوا ثمن ردتنا وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
    (2) تركيز التنمية في العاصمة القومية وعدم مراعاة التوازن في توزيع الفرص بصورة عادلة إلي أرجاء البلاد المختلفة.
    (3) العجز في أيجاد حل لمشكلة الهوية .
    (4) ترجيح الكفة للجانب العربي في السياسة الخارجية وتهميش الجانب الإفريقي وتجاهل حقيقة أن 69% من السودانيين هم أفارقة حسب تعداد 1956م ، 30% في الجنوب و39% في شمال السودان علما بأن العرب يشكلون فقط 30%.
    (5) ضعف النظام الديمقراطي نتيجة لضعف الأحزاب السودانية وذلك من حيث الرؤية السياسية والجوانب التنظيمية وتدثرها بثوب الطائفية أو اعتماد الحلول الجاهزة في تعارض تام مع الواقع السوداني .
    أدي كل ذلك إلي تكريس الواقع المتخلف اقتصاديا واجتماعيا وتفشي الأمراض ومشكلات البيئة والصحة العامة والأمية التعليمية والثقافية . ولنتأمل تقرير حول هذا الموضوع أصدرته منظمة اليونسكو إحدى المنظمات النشطة التابعة للأمم المتحدة سنة 1993م حول الجامعات الجديدة في السودان يقول في مقدمته أن الأمية بين الرجال 66% وبين النساء 85% أي أن معدلها هو 75% كما يروي نفس التقرير أن نسبة الانتظام في المدارس الابتدائية هي 50% (مقابل 20% للمدارس الثانوية و2% للمستويات الجامعية ) . ففي الوقت الذي يتحدث فيه العلم والعلماء عن التنمية البشرية والتطور التكنولوجي فأين نحن من كل ذلك. أما الحديث عن الديمقراطية فلي فيه رأي وهو أن الديمقراطية في ظل واقع متخلف هي وجه آخر للديكتاتورية هذا ما يتجاهله دعاة النهج الديمقراطي في السودان عن قصد أو بدونه وهم يغردون باسمها .وأثبت الواقع أن دعاة الديمقراطية وأكثرهم إلحاحا أبعدهم عنها من الناحية التطبيقية والفعلية.فحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي و أحزاب أخرى لا تقل عنها عراقة في العمل السياسي و التجربة السياسية السودانية كان من المفترض أن تحتفل بأعيادها الذهبية أي مرور أكثر من خمسين عاما علي تكوينها تعاني من الضعف المؤسسي والتنظيمي وغياب شبه تام للميزانيات أليس هذا هو الخطاب الداخلي لديها ذلك الذي برز مؤخرا للعلن. لقد عانى السودان القديم من تسييس الدين وتديين السياسة وسيظل يعاني ما لم يبرز رجال أمثال ابن قيم الجوزية أو من يسير علي ركابهم "السياسة الشرعية هي كل فعل يكون فيه أمر الناس أقرب إلي الصلاح منه إلي الفساد حتى لو لم ينزل بذلك وحي" كما اجتهد في الطرق الحكمية وانتهى إلي" أن الله أرسل رسله ليقوم الناس بالقسط – وهو العدل- الذي قامت به الأرض والسماوات فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه".
    السودان الجديد ..الرؤية الطموحة
    أول نقد يمكن أن يوجه لفكرة السودان الجديد تلك التي تتبناها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان كطرح سياسي وبرنامج قابل للتطبيق هو أنها لم تختبر بعد علي أرض الواقع بصورة فعلية ولكن تصميم وعزم من يقفون ورائها هو الذي يؤهلها للمنافسة وإمكانية التطبيق . ويمكن أن تعرّف علي أنها تغيير سياسي واجتماعي وقفزة نوعية بعيدا عن السودان القديم أي السعي لخلق كيان يدين له كل السودانيين بالولاء بغض النظر عن العرق أو الدين أو النوع.
    منطلقات فكرية سياسية اجتماعية اقتصادية
    1- يستوعب لا يقصي أحدا.
    2- تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة.
    3- ديمقراطي يكون الحكم فيه بخيار الشعب وسلطة القانون.
    4- يفصل فيه الدين عن الدولة دستوريا.
    5- إزالة جميع أنواع الهيمنة والاضطهاد .
    6- يسوده احترام حقوق الإنسان.
    7- يتبع فيه النظام الاقتصادي الحر والمختلط.
    8- السودانوية هي الهوية وهي ليست نتاج عوامل عرقية وثقافية يصطفيها المرء من بين المكونات لشخصيته وفق منطلق ذاتي بل كينونة تولدت عبر التراكم التاريخي تم عن طريق التمازج والتزاوج.
    والمحصلة النهائية هي أنّ السودان الجديد هو السودان الذي يعيش في سلام داخلي ومع جيرانه ومع بقية الإنسانية .
    متطلبات الوحدة
    أول مطلب يتعلق ببناء جدار الثقة وإعادة المياه إلي مجاريها بين الجنوب والشمال وبقية أجزاء السودان المختلفة . تلك التي تعرضت لضرر بالغ طيلة السنوات الماضية لأكثر من خمسين عاما . حيث مر السودان فيها بحربين ضروسين أتت علي الأخضر واليابس وتجافى فيها حتى الإخوة الأشقاء في البيت الواحد بين مؤيد ورافض . فكل سوداني/ية مطالب ومطالبة بوقفة مع الذات للمحاسبة والتأمل فيما مضى وما هو مقبل من الأيام لتصحيح النظرة الخاطئة تجاه الآخر والتخلي نهائيا عن النظرة الاستعلائية وتصفية النفس من ترسبات الماضي البغيض الذي كان السبب في فتح النار وهاهي النتيجة ضياع السودان وتبعثر سكانه في أصقاع الدنيا المختلفة حتى بات أنه من المستحيل أن تكون هناك أسرة سودانية لم تتعرض لفقدان أحد عناصرها لواحدة من هذه الثلاث الموت أو الإعاقة أو الهجرة . وفي نفس الوقت علي المتأثرين بالنظرة الدونية يجب أن يعلموا أنهم لا يقلون عن الآخرين في شيء نادت كل الأديان بذلك وجاء العلم ليثبت أن الناس جميعا متساوون كبشر في آدميتهم والإبداع لا علاقة له البتة بلون أو جنس بعينه والباب مفتوح علي مصراعيه أمام الجميع للتنافس وإبراز القدرات . المطلب الثاني يتعلق برفض ونبذ جميع أنواع التمييز الاجتماعي والديني فالإصرار علي أن يكون للدولة السودانية هوية دينية أحادية كفيل بإعادتنا للمربع الأول الذي نحاول الفكاك منه الآن وبذلك نوصد كل الأبواب علي بقاء السودان موحدا. ويجب أن ندرك بأن الوحدة يمكن أن تتحقق إذا أدرك إخوتنا في الجنوب بأننا كشماليين نمتلك القوة علي تغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا ونصبح ساعتها مؤهلين علي العيش في ظل وطن واحد هو السودان الذي ورثناه عن أجدادنا و أننا عازمون علي تصحيح ما وقعوا فيه من أخطاء . يجب أن تصدر وثيقة اعتذار رسميا من الحكومة السودانية التي تقود المرحلة الانتقالية تتضمن كل الانتهاكات والأخطاء التي لحقت بإخوتنا في جنوب السودان وتطالب كل أهل السودان بالصفح وبدأ مرحلة جديدة لسودان جديد. يجب الالتزام باتفاقية السلام المزمع التوصل إليها قريبا في نيفاشا وعدم تعريضها لأي نوع من الانتهاك . علي الحكومة القومية توفير الدعم اللازم لحكومة الجنوب وتوفير المناخ الملائم لها كي تؤدي مهامها علي أفضل وجه وليس النظر بعين الشكوك والريبة ومحاولة تصيد الأخطاء كحجة عليها . الوحدة مسئولية الجميع حكومة ومعارضة وكل أفراد الشعب السوداني ودول جوار ورأي دولي ولكن الجميع في نهاية المطاف مطالبون بما تسفر عنه نتيجة الاستفتاء حول تقرير المصير والتي نأمل أن تكون لصالح الوحدة ومرجحة لكفتها .
    معا من أجل سودان جديد
    بقلم/ بدر الدين أبو القاسم محمد أحمد
    عضو الحركة الشعبية لتحرير السودان






























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de