أستاذي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، استفزني مقالك بصحيفة آخر لحظة الصادرة يوم الخميس 21/9/2017م، بعنوان (الاخصائي مرق)، ما حدا بي أن أشاركك مأساة شبيهة بما سطرته وأنت تسرد فاجعة عن وفاة المغفور له بإذن الله، عادل عبد القادر بلال، وألم أسرته وأيتامه، وأنهم والله يوم القيامة في رقاب المسؤولين. أكتب قصتي عسى يبرأ جرح قلبي.. ذهبت لمستشفى شرق النيل لإسعاف زوجتي التي أصيبت بتسمم حاد، تفاعل قسم الطوارئ من أفراد أمن وطبيبات وممرضات معها، ما أرجع ثقتي في كوادر العلاج ببلادي التي تغربت عنها كثيراً. ولكن حدث خطأ طبي حاولت تداركه، إذ أخبرت الطبيبة أني أشك أن زوجتي حامل، وذلك لكي تحرص على عدم إعطائها أي علاج قد يؤثر على الجنين، لكنها كانت قد أصدرت روشتة العلاج من صيدلية المستشفى، فما كان منها إلا أن أسرعت بتحويلنا لطوارئ النساء والتوليد لتدارك الأمر.. وصلنا قسم الطوارئ الخاص بالنساء والتوليد، بذات المستشفى ووجدنا مريضة تتقطع من الألم.. كانت تلهج بـ(حسبي الله ونعم الوكيل).. لا يوجد أي معين.. لا طبيب ولا ممرض.. تفاعل رجل من رجال الأمن مع صراخها وآلامها، وبدأ يطرق الباب لاستجلاب العون، لكن هيهات، فالمريضة الأولى كانت تنتظر قبلها منذ ساعات.. وجلسنا نحن كذلك في الانتظار.عندما علا صوتنا حضرت ممرضة ومهرت ورقة تطالبنا فيها بالذهاب للخزنة أولاً.. وعندما أصررنا على حضور الطبيبة أولاً.. تلاشت الممرضة داخل مبنى المستشفى.. كنا ننادي، نصرخ، نستنجد، وأخيراً حضرت الممرضة وقالت إن الطبيبة تقول إنها لن تحضر إلا بعد أن ترى كل فواتير السداد لكل المرضى بالطوارئ. ركضنا بحثاً عن المدير المسؤول، حضر رجل خلوق واستدعى الطبيبة لمكتبه لمحاسبتها.. لمحنا وجهها لبرهة وهي تحمل الواتس الذي تستأنس به.. كانت طفلة في الشكل والفعل.. لا نعلم ماذا دار بينهما، لكن خرج لنا ذلك المدير المهذب، وهي بعده لتباشر عملها.. قال لنا إنها مجرد موظفة، وإن الإدارة وضعت لوائح صارمة بألا يجري الطبيب أية إسعافات، ما لم يستلم الفاتورة، وإن كان الطبيب يتمتع بخلق المسلم وخلق الطبيب فسيخصم قيمة علاجه للمريض من راتبه! رفضت أن أعرض زوجتي على تلك الطفلة التي ترتدي الزي الأبيض، وذهبنا بإسعاف سريع إلى مستشفى خاص لندفع فاتورة ضخمة، ومع ذلك، وللأسف فقدت زوجتي الجنين الذي كان في بطنها خلال ساعات الانتظار، بعد التشخيص الخاطئ وتناولها ذاك العلاج. أستاذي الفاضل: لم أتوجه لمقاضاة المستشفى أو أطالب بمحاسبة من يستهتر وينشغل بالواتس أثناء العمل، هل تعلم لماذا؟.. لأننا رفعنا قضيتنا إليه، وقلنا: (حسبنا الله ونعم الوكيل). الحمد لله، أنا من الفئة التي منّ الله عليها بالمال والرزق الوفير، يمكنني دفع قيمة العلاج بالمستشفى، وأكثر.. أقول هذا للتأكيد أنني لست عاجزاً عن دفع فاتورة العلاج مهما بلغت، لكنني أفكر في أبناء بلدي الذين لا يملكون شيئاً.. هل هي سياسة لتقليل عدد السكان، أم هي تجارة في أرواح البشر؟ ما العمل إن كانت جل أموالي بالبنك ولا أملك سيولة في الليل، والصراف الآلي لا يسحب إلا ألفين فقط؟ هذه الواقعة جعلتني أفكر في سحب أموالي من البنوك وأضعها معي بالدار تحسباً لهذه الطوارئ، وأخيراً قررت أن أعود للغربة وأوقف كل مشاريعي في الإنتاج والتصنيع، والتي كانت تهدف إلى تشغيل أعداد محترمة من العطالة والخريجين.. إن كنت بمالي لا أستطيع أن أضمن حياة سليمة لأسرتي.. فلماذا أبقى هنا؟أستاذي الفاضل: أنا رامي أحمد / عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected] أكتب إليك الآن وأنا أحزم حقائبي أنا وأسرتي لهجرة أبدية إلى بلاد الكفار، أدعو الله أن يكون عمودك نافذة لمسؤول يقوم بتكليف لجان مراقبة ورصد مثل هذه العمايل... فقط لجنة أهلية يكون هدفها رصد التقصير والفساد، وأبلغكم استعدادي لدعم مثل هذه التوجهات مالياً، بل جلب الدعم لها من رجال الأعمال ومن السودانيين في الداخل والخارج بإذن الله.. مع احترامي وتقديري.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبد الله الشيخ
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست