مازلنا نذكر الجميع الحكومة والمعارضة المسلحة وغيرها ان حقوق المواطنة المتساوية غير قابلة للتفاوض وبل الواجب لكل من تصدي المشهد السياسي إقراره بشكل مقنع وعاجل والمطلوب الذي يمكن التفاوض حوله هو التمهيد لاجتماع القوميات السودانية للتوصل حول الصيغة المناسبة لنظام الحكم ودرجة اللامركزية والعلاقة بين الولايات وحركة المواطنين والإقامة والجدول الزمني الذي يمكننا بلوغ هذا الهدف عبر نظام الديموقراطي بدون الرضي من شخص ولا الفضل من احد . والمطلوب اليوم الاتفاق في برنامج الحكومة الإسعافي العاجل تبدأ من معالجة اوضاع النازحين واللاجئين والأطفال المتشردين وقبل ذلك التصفية الكاملة والعاجلة لمؤسسات دولة الشر . فان كل الذي يدور في الخرطوم وجوبا مجرد مضيعة للوقت لان حل المشكلة في الخرطوم وليس في جوبا ومهما احسنا الظن انهم لا يحق لهم طرح القضايا التي تتعلق بالمساواة بين الشعوب لان ذلك حق والحق غير قابل للمساومة إما ان يقرها المعتدي علي حقوق الآخرين، او يرغم عليه ارغاما بكل الوسائل الممكنة .او ان يعجز المتضرر ويقبل الوضع كما هو عليه الحال . لان كل الأطراف في جوبا غير معنين في الكثير من القضايا المطروحة في الاتفاق الاطاري ،لانها تدخل في صميم حقوق المواطنة .فان كل الذي واجب عليهم فعله في جوبا ارغام الظالم علي الاعتراف بهذه الحقوق او العودة للحرب واي شئ اخر بعد ذلك اجراء اداري والحكم فيه للقضاء. فالسودانيون وحدهم الذين لم يتعلموا من تجاربهم السابقة فان رفض النظام الفيدريالي كان السبب وراء حرب التي استمرت نصف القرن واخيرا فقدنا اكثر من ثلث القطر . مازال النظام الطبقي العنصري في الدولة السودانية لم يتحرك من تلك المحطة ومع الجهل المطبق استحالة بقاء الاوضاع كما كانت عليها في عهد إنترنت عندما كانوا يعملون علي تجهيل الأمة ويدفعونهم للحروب وبعدها يجتمعون في صالونات المنازل ليفكروا في اسباب الحرب بعد الوجبة .كما ان من المحال اخفاء امة بكاملها وفرض الهوية المزيفة وإخضاع مقدرات البلاد بمقاس فئة معينة. وعلي الباقين ان يتفاوضوا معهم لمنحهم الفتات ان اردوا ، لقد انتهي عهد الذي كان يتم اختيار السفير او الإعلامي في التلفزيون او البحارة والوزراء بناء علي ألوانهم لايهام أمم الدنيا بان هؤلاء هم السودانيون حتي اضطر السود في اهل السودان البحث عن لون الرضي وان كلفهم تغيير لون جلودهم .ونؤكد بالتكرار ليس هناك اي سوداني يملك الحق ان يمنح او يرفض فالقضايا السودانية تهم الجميع بمقدار واحد فان التفاوض معناه تطلب من شخص او كيان ان يمنحك حقك ولذلك من يضع نفسه في هذا المكان لقد احتقرها، ومن يعطي لنفسه حق المنح او الرفض هو تصرف مساوئ لإعلان الحرب . وعلي الجميع ان يتذكروا ماذا فعله الوتساب بحكومة البشير وان هذه ثورة التقنية يمكن ان تستمر المليونات وليس مليون في قلب الخرطوم من الحزام الأسود اكبر من تلك التي أطاحت بالحكومات السابقة .حتي تعرية الفئة الباغية . ويمكن الوصول لاي جندي في الجيش السوداني والشرطة وإقناعه ليكون جزء من ثورة الحزام او علي الاقل لا يستخدم ضدها ويقتل اهله . فالأخوة الذي تصدروا قيادة هذه الثورة لا يعلمون انهم خلقوا واقعا غير مسبوق من الغبن تجاوز أضعاف أضعاف عما كان عليه في عهد البشير لان الخيبة التي اصابت اهل الهامش من نتائج هذه الثورة اعتقد انها كافية ان تكون بداية لحروب جديدة جادة ومن نوع جديد ومن أماكن مختلفة و بعدو مختلف اكثر الدقة . وعلي حسب قراءتي للساحة السياسية لشعوب الهامش الجميع مستعد لها . عندما وصلوا للقناعة بان القضايا المختلفة حولها لم تبرح مكانها مالم تصل مآسي الحرب الي كل بيت في السودان ،من المحال الوصول الي التوافق بشأن حقوق المواطنة طالما كانت الحروب بالوكالة ،وان استمرت عقودًا لان بعض القوميات لم تطالهم مآسي الحروب لكونهم يحتمون بجهل الاخرين . ولذلك ان الحرب القادمة ستكون حروب ذكية وواجب التخطيط لها بحيث تطال الشرارة اية بقعة في السودان حتي يتذوق الكل مرارة الحرب. مثلما حدثت في العهدي الانقاذي أعلنوا الجهاد أشركوا كل السودان وعندما وصلت لأول مرة اخبار الموت ونصبت صالونات العزاء في كل مناطق السودان اسرعوا ببتر الجنوب لوقف الحرب ولتجنب المزيد من اراقة الدماء هو ما نحتاج اليه اليوم. ولكن في حالة حروب الهامش تلك الوصفة العلاجية غير مجدية ولا ممكنة بل الحل الجلوس معًا وصناعة الاتفاق في الدولة التي نريد نعيش معًا والأفضل من ذلك ان نصل للاتفاق دون نحتاج لحروب جديدة عبر مؤتمر دستوري في اعجل ما يكون . الإخوة في دارالصباح ولا اعلم ان كانت هذه التسمية مقبولة . علي اي حال. كنا معهم في تنظيماتهم ومازلنا بالقرب منهم ونعلم كيف يفكرون والأفضل ان يستمعوا إلينا لاننا حلقة الوصل .واذكر حديثي مع الاخ الكاتب الصحفي محمد فضل علي وهو جعلي مايوي من مدني جمعنا عهد بدايات المعارضة في القاهرة لقد تنبأت في القاء معه عام ١٩٩١ في مجلس السمر بان هناك غضبة دارفور ضد المركز فتوقعوها فقال في شكل مزاح ((والله نرسل لكم شنطة ونشبككم شبكة ما يحلها الا ربنا .)) لقد صدق ما قلته ،وصدق ما قاله ولكن المرة القادمة الشطنة. لو رجعت اليهم بمحتوياتها ولربما معها شط اخري .وسبق ان رفض الجيش السوداني الحرب في دارفور واستعانوا بالدعم السريع وهذا الاخير تم مكافئتهم بجزاء سمنار يا تري ماذا تكون المفاجأة المتوقعة وخاصة شعار البلد كل دارفور لم يعد يحرك شجون احد . اعتقد ان القضايا السودانية تحتاج الي الجدية اكثر من التي أمامنا لانها علي حافة الانهيار .صحيح ليس بالضرورة ان نحب البعض ولكن يفترض علينا كلنا ان نحب السودان مثل حب الامرأة التي تخلت عن نصيبها من قسمة ابنها .لقد توقعناه ذلك في عهد البشير لكنه اختار القسمة واعتقد هناك من يسعي لهذا المصير .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست