نعم أكتب بصعوبة ’ فقد كادت مروحة مكيف صحراوي أن ترمي كفي بعيدا بسهو مني وغضب وحماقة وإذا وقع القدر عمي البصر... نزف الدم كالنافورة ... استدعت زوجة ابني أحد الشباب من جيراننا الكرام لأخذ ي لأقرب مستشفى ونادت على ركشة ... وتم اقتيادي للركشة بينما سيارتي ترابط بالمنزل لا من يقودها ’ ووصل سائق الركشة لأقرب مستشفى وعند ل أمره الشرطي بالوقوف فلم يستجب وما زاد على أن قال حالة مستعجلة ...ووصلنا حيث يجب ...وأسرعت للداخل وعلمت أن طبيبة رأت الحالة فأصيبت على ما يبدو بدوار واستفراغ فجاء نائب الأخصائي ومعه فريق لتنظيف الجرح والتخدير والخياطة ’ فالجرح عميق وانسلخ جزء كبير من جلد كفي ...أُجري اللازم ورجعنا للبيت ...وطبعا امتلأ البيت بالزوار من جيران وأهل ولم يتأخر أحد ... هدأت بعض الشيء وأخذت أسأل زوجة ابني عما صرفت من مال ولاأريد الإطالة فقد وصلت إلى سؤالها عما أعطت سائق الركشة وفوجئت بأنه أقسم ألا يأخذ أجرة فالحالة إسعافية ...وفي زحمة الحدث لم تسأله عن اسمه أو تأخذ رقم الركشة ...وهنا تذكرت أنه من بطن الكنداكة ومن صلب بعانخي وترهاقا والأزهري والمحجوب وزروق وحسن عوض الله وعبد الخالق محجوب وحسن محجوب والأمير نقد الله وعلي عبد اللطيف والفضيل الماظ...هو من أمة تصدت للطغاة والبغاة وأسقطت الجبروت في وقفات مشهودة يسجلها التاريخ بأحرف من نور وضياء ...أمتنا ما تزال بخير رغم النكبات واللآلام والمعاناة التي تطول أو تقصر ... نحن أمة أفتخر بها وأفاخر....نحن الشهامة والرجولة والشرف والإنسانية في أبهى صورها ونحن نحن لا يدانينا أحد ولا يضاهينا...لا أملك إلا أن أقول جزاك الله خيرا ابني العزيز وأجزل لك العطاء وفتح لك أبواب الرزق وستظل عملاقا كبيرا أذكرك حتى يوم وفاتي ...المال لا يهمني ولكن المعنى الأخلاقي والمعنوي كبير وعظيم ... ليتني ألقاك لأتخذك صديقا وابنا ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة