أرجو أن أختم بهذا المقال ردي على حيدر إبراهيم.. ذلك الشيوعي الذي يتباهى بانتمائه إلى الملحد ماركس، وبالرغم من ذلك يحكم بأني لستُ مسلماً في إحدى أكبر عجائب الدني . انتظروا.. فإن العجائب لم تنتهِ بعد، ذلك أن (الرفيق) حيدر، بنفس منطق الشنآن والبغضاء يقول عني إنني (عاطِل من الحس الإنساني ومن رحمة المسلم ومن شهامة السوداني)! لو جاء هذا التقويم لشخصي من رجل يبني أحكامه على مرجعيات الإسلام أو من خلق وثقافة الشعب السوداني لفزعتُ وارتعبتُ والله العظيم، ولكن ذلك يأتي من شيوعي يُفاخِر باعتناقه لتخرّصات رجل ملحد معادٍ للإسلام هو كارل ماركس ويترنّم بهرطقات الضال المضِل محمود محمد طه بل ويبدي تعاطفه مع الحركة الشعبية التي يقول إنه لا يعاديها، ويقول إنه لا يختلف في المبادئ والأهداف مع (المتمردين) الذين روعوا هذا الوطن وعطلوا مسيرته وآذوا شعبه الأبي . بدلاً من أن يفرح بإشادتي بتراجعه عن بعض أفكار رفاقه وأعني تحديداً نظرية المركز والهامش التي رفع لواءها قرنق وحلفاؤه المتمردون في دارفورن فقد انتفض غضباً مما قلتُ وهرف بما يأتي: (هل يمكن لشخص لديه ذرة من الإنسانية أن يعلّق على مقال إنسان خارج من المرض بأنها فجة الموت، وأن يشمت في مرض إنسان مثله ويفرح لأن المرض أنهك جسده العليل وأجبره على التوبة)؟ قد أجد العُذر لحيدر لأنه، شأنه شأن رفاقه المراكسة، لا يفهم إلا وفق هواه لا وِفق ما يُمليه عليه خلق أو ضمير وفي سبيل خدمة أجندته يُخرج الكلمات عن سياقها ويجتزئها بما يُحقِّق الهدف الذي يبتغيه، فالكذب والتدليس ليس عيباً عند المراكسة طالما أنه يخدم أجندتهم ويحقّق مرادهم، فالغاية عندهم تبرّر الوسيلة، وأقول ردًا على حيدر إنني كنتُ قد كتبتُ ما يلي: (وصف أحدهم ما صدر من اعترافات مدهشة للشيوعي حيدر إبراهيم بفجة الموت لكني أفضل عبارة عودة الوعي جراء خيبة أمل أصابت الرجل وهو في أضعف حالاته بعد أن أنهك المرض جسده العليل وغيّر من شخصيته التي تُعاني من عناد مرضي أو ربما انتحاري سجنها في قيده الكئيب منذ الصبا وحتى بلغ من العمر عتيا). لا أحتاج إلى أن أقسم بأنني كنتُ أعلق على مداخلة أحد الإخوة في أحد قروبات الواتساب ذكر فيها عبارة (فجة الموت)، وقلت في مداخلتي إني لا آخذ بعبارة (فجة الموت) إنما أعتبر تراجع حيدر عن تأييد نظرية المركز والهامش (عودة وعي) من الرجل، ولكن حيدر مثله مثل رفاقه لا يفكّر بعقله إنما بسخائمه ومراراته، أما قولي بأن المرض أنهك جسده فلا أرى فيه أي بأس أو مشكلة، وهل يفعل المرض بالمريض غير ما ذكرت؟! لو أنصف حيدر لاحتفى وفرح بدعائي له والذي قلتُ فيه : (أسأله تعالى أن يحييه حتى ينثر كل ما ظل مطموراً في كنانته بفعل شيطان العزة بالإثم الذي لطالما طوى كثيراً من الأسرار في صدور الرجال إلى أن واراهم الثرى)! إذن فإني لم أشمت أو أتمنى موت حيدر كما فهم وزعم إنما سألت الله تعالى أن يُحييه حتى يخرج من براثن الماركسية ويتوب إلى الله رب العالمين عن الانقياد لرجل ملحد لا يضمر للإسلام غير الشر والكيد . نعم، لقد احتفيْتُ بتراجعه عن بعض فكره وذكرت ملاحظته العميقة وهو يرد على رفاقه المتشبثين بنظرية المركز والهامش حين أورد في مقاله النص التالي: (إن أبناء الهامش هم الذين حكموا السودان من عام 1885 وحتى عام 1898 فأذاقوا القبائل النيلية صنوفاً من العسف والقمع والظلم)، وضرب أمثلة على أن كثيراً من نُخب الهامش ارتكبت ممارسات شنيعة وحروباً شعواء على الهامش. ذلك ما دفعني ابتداءً للتعليق على مقال حيدر الذي، بدلاً من أن يسعد بإشادتي بمقاله ودعواتي له بطول العمر حتى يتخلّص من بقيه خزعبلات وهرطقات سيده ماركس ورفاقه الشيوعيين، أخذته العزة بالإثم وطفق يهذي بساقط القول وتافِهه محرّفاً ما قلت وناثراً أحقاده الدفينة ومتشبثاً بماركسيته التي أخشى أن تحشره مع ماركس يوم يقوم الناس لرب العالمين. كم أنا حزين أن يقول حيدر: (سأظل ماركسياً حتى فجة الموت القادمة)! أي عناد انتحاري يمسك بخناق ذلك الرجل وأي شيطان يقود خطاه ويصدّه عن الحق المبين؟! تأمل يا حيدر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ). أليس ماركس عدواً لله وقد وصف دين الله بأفيون الشعوب؟! لم تكتفِ يا حيدر بضلالك القديم في أسر الشيوعية حتى بعد أن تركها دهاقنتُها وأهلُها وفروا منها فِرار الصحيح من الأجرب بل رهنتَ مستقبلك له بقولك إنك لن تتخلى عنه ما حييت، بل نسبت نفسك إليه وليس إلى محمد صلى الله عليه وسلم! لو قلت (سأظل محمدياً حتى فجة الموت القادمة) حتى ولو اتبعتها بعبارة (إنني سآخذ ببعض مرئيات ماركس ومنهجه في التحليل لتطور المجتمعات) لالتمست لك العذر ذلك أن الإسلام يتيح أخذ الحكمة من أي مصدر جاءت، ولكن أن تنسب نفسك إليه بالكامل وليس إلى محمد رسول الله، فهذا ما لا أرجوه لك، وقد بلغتَ من العمر ما ينبغي أن يردك إلى الصواب.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة