· عجبت لكاتب وناشر مرموق يكتب محذراً الحزب الحاكم وحكومته الفاشلة مما وصفه بـ ( ما لا يُحمد عقباه). · دبج رئيس تحرير اليوم التالي مقالاً بدأ فيه بالسؤال " ماذا سيفعل الحزب الحاكم لمواجهة الأزمة الاقتصادية المستفحلة؟" · وهو سؤال يمنحك الإحساس بأن أزمة اقتصادنا وليدة اليوم أو الصدفة. · فما وصلنا له من تردِ غير مسبوق في كل جوانب حياتنا ما هو إلا نتيجة حتمية للعبث الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود والفساد والسرقات والنهب والظلم والطغيان الذي صمتم تجاهه صموت القبور. · وبعد أن استفحلت الأزمة بدأنا نسمع أصواتكم، وليتنا لم نسمعها. · فهي أصوات تجعلنا نتحسر على الحال الذي بلغته صحافتنا. · فحين يستاءل الكاتب وبعض زملائه عما إذا كانت للمجلس القيادي للمؤتمر الوطني الرغبة في إعمال المشرط بجرأة وشجاعة لكي يعالج موضع الالتهاب ويجترح حلولاً ناجعة للأوضاع الكارثية الحالية، بعد أن بلغ السيل الزبى ووصلت روح المواطن العادي الحلقوم، من حقنا أن نتساءل من جانبنا قائلين: هل هذا هو الصدق المطلوب من الصحافة؟! · أين كنتم أيام( الترطيب والترف واستئثار فئة محدودة بأموال البترول)؟! · وعن أي مشرط وأي جرأة وشجاعة يحدثنا رئيس تحرير اليوم التالي! · ألا تعلمون أن سبب أزماتنا المتلاحقة هو السرقات والنهب وسوء تخطيط وطغيان من تخاطبهم؟! · وهل من الممكن أن يكون من تسبب في الأزمة جزءاً من حلها؟! · أما زلتم تصرون على إيهام هذا الشعب بأن مشكلته الاقتصادية بحاجة لبعض القرارات الجريئة؟! · المشكلة لن تُحل إلا بتوقف عمليات النهب المنظمة وإعادة الأموال المسروقة، وعودة بعض من أثروا على حساب هذا الشعب إلى حالتهم الأولى، فهل تؤيدون ذلك؟! · إن كانت الإجابة بنعم، فلما لا تقولون ذلك صراحة؟! · قال الكاتب أن الضيق بلغ مداه، وهذا واقع يعيشه المواطن يومياً ولا يحتاج للمساعدة في عكسه لحكومة تعرف ذلك جيداً. · وأشار لصفوف السيارات التي تمتد لكيلومترات عديدة وشح البنزين والجازولين وغياب مركبات النقل العام وتطاول صفوف الخبر واقتراب النظام المصرفي من الانهيار الكامل، وكلها أمور يتضرر منها المواطن كل ساعة ولا تخفى على الحكومة. · حدثنا أيضاً عن فشل البنوك في توفير الحد الأدنى من الكاش لعملائها لينصرف الناس عنها، وهو أمر لا يفوت على حكومة الجوع أيضاً ولا على رئيس وزرائها الذي أصدر قرارات خاطئة وكارثية أيدها عدد من كبير منكم كصحفيين، ونراكم الآن تتباكون من آثارها المدمرة. · قال أيضاً أن سعر الدولار تجاوز الثمانين جنيها، وليس في الأمر جديد. · وبعد أن أنهى إشاراته لما نعلمه جميعاً حكومة وشعباً ذكر أنهم يضعون الصورة كاملة بلا مساحيق في مواجهة من يحكمون البلاد والعباد ليروا ماذا سيفعلون لمواجهة الأوضاع الكارثية ولينذرهم بأن ينتبهوا ويحذروا من الاستهانة بما يجري هذه الأيام!! · ونقول للكاتب خلاص ما قصرتوا وقلتوا الحقيقة كاملة! · الواضح لا يوضح يا عزيزي والحكومة وكافة أفراد الشعب يعرفون كل ما ذكرته في مقالك، لذلك ليس في الأمر وضعاً للصورة كاملة أو ناقصة. · فالمهم دائماً هو النهايات. · وقد انهيت مقالك بعبارة هي التي استفزتني ودفعتني للتعقيب عليه، حيث قلت " انتبهوا فالأوضاع الحالية باتت تنذر بما لا يُحمد عقباه". · وهنا نريد أن نسألك: هل أنت معنا كشعب مظلوم ومنهوب ومحتقر من حكامه، أم مع هؤلاء الحكام الذين مارسوا كل أنواع الظلم والغطرسة والطغيان؟! · فما تصفه بـ (ما لا يحُمد) عقباه هو ما يتمناه كل من تطأ أقدامهم الجمرة. · إن كنت قد كتبت ما كتبته من أجل سعادة ورفاهية وحق الشعب في العيش الكريم، فلا يمكن أن تختم مقالك بعبارة ( ما لا يُحمد عقباه). · فمع كل ما جرى وحدث ليس هناك من حل جاد إلا برفض الشعب لهذا الظلم وهذه السرقات والعبث بثروات البلد والثورة على من جوعوه وأذاقوه الويل طوال العقود الماضية. · أما إن كنت مع الحكام، وهذا هو الأرجح والمتوقع ممن يحذر وينبه حكومة فعلت كل ما فعلته بأفراد شعبها، فنقول لك ولمن يلف لفك يا للأسف!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست