شن المجرم الهارب من العدالة الجنائية والي شمال كردفان، المدعو أحمد هارون هجوماً عنيفاً على الحزب الشيوعي ووصفه بالعاجز عن بث أفكاره وسط المواطنين وتصالحه معهم. وأكد المجرم أن مواطني الخرطوم لن يقرروا مصير الشعب السوداني “لأن الإنقاذ وحدت الشعب وجمعت صفه في حزمة واحدة تحكم نفسها بنفسها عبر نظام الحكم الاتحادي”، وقال هارون وهو يخاطب احتفالات تجمع مريدي ورجال الطرق الصوفية في خلاوي نور الهدى بمحلية بارا بافتتاح طريق الصادرات أم درمان، جبرة الشيخ/ بارا يوم 3 فبراير 2019. وقال إن احتفالات المواطنين بإنجاز المشروع في خلاوي القرآن الكريم رسالة عملية بأنه لا يمكن لأي قوة تستطيع (أن تقلع الدين وتجدعوا بعيد)، وزاد في لهجة حاسمة “سودان علماني ده كلام بعيد بعزم الجماهير وإرادتها لأن الشيوعية لا تشبهنا في السودان. ونبه هارون أن الشيوعيين يندسون وراء الواجهات ويشتغلوا أوانطة، وأكد أن الشعب السوداني واعٍ ومدرك لهذه الأساليب بشبابه الذين وصفهم بأنهم متعلمون “وشفوت وما بدقسوا”، وزاد وبحسب صحيفة آخر لحظة نقول: “للعجزة أرجعوا جحوركم ومهما اتلونتوا نهجكم غير مقبول.” عزيزي القارئ.. ولمن لا يعرف المجرم أحمد هارون، فهو كادر إسلامي خطير جدا متهم من قبل محكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم في إقليم دارفور غرب السودان وصدرت مذكرة اعتقال بحقه وآخرين في عام 2009، لكنه رفض تسليم نفسه لعدم تعاون النظام السوداني مع الجنائية الدولية وما زال حراً طليقا يعربد ويقتل المواطنين الأبرياء لمجرد معارضتهم لسياساته في شمال كردفان. ولأن الرجل مجرم وقاتل محترف، فقد استعان به السفاح الآخر المطلوب لدى محكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر البشير لنقل تجربة دارفور في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي إلى إقليم جبال النوبة/جنوب كردفان، وذلك عندما تم تعيينه واليا عليه، لكن الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال التي تقاتل قواتها جيش عمر البشير وميلشياته وقفت عائقا أمام تحقيق هذا الهدف العنصري، بل اضطررته لمغادرة جبال النوبة/جنوب كردفان ليتم تعيينه واليا على شمال كردفان. عنما انطلقت الانتفاضة الشعبية التي عمت انحاء السودان، نظمت مظاهرات شعبية عارمة في مدينة الأبيض استهدفت مقر حكومة المجرم أحمد هارون لتسلمه مذكرة تطالب بتنحي عمر البشير، إلآ أن المتظاهرين لم يجدوه. بحثوا عنه في كل مكان ولم يجدوه، واتضح لاحقا أن الرجل هرب خارج الأبيض وهو يرتعد خوفا من الانتفاضة. إذن أحمد هارون الذي ساهم في قتل مئات الآلاف من مواطني دارفور، لم يستطع الصمود أمام الزحف الجماهيري على قصره ومنزله، وهرب كالفأر المذعور المسعور. قِيل انه هرب تجاه غرب السودان ليكون قريبا من الحدود التشادية الليبية افريقيا الوسطى. وقِيل انه هرب الى الخرطوم ليكون بجوار البشير وبقية المطلوبين لدى الجنائية الدولية. وقِيل انه اختفى بسيارات رباعية الدفع في رمال صحراء شمال كردفان. وقِيل انه اختبأ في منزل أحد شيوخه بمدينة الأبيض. لكن رغم كثرة التأويلات عن جهة الهروب واللجوء، فالمؤكد أن الرجل اختفى عن الأنظار لأكثر من أسبوعين حتى قامت مجموعة من أبناء بقارة المسيرية بتأليف أغنية شعبية تتحدث عن جُبن الرجل وهروبه التاريخي من الأبيض. وفي الوقت الذي اختفى فيه أحمد هارون الأنظار، قامت أجهزة أمن النظام ومليشيات الهارب هارون بقتل واعتقال آلاف المتظاهرين، واستخدمت المدرعات الحربية والذخيرة الحية لوقف الزحف الجماهير الذي ردد شعارات -حرية، سلام، عدالة، الثورة خيار الشعب، وسلمية سلمية ضد الحرامية، وتسقط بس. بعد أن خفت حدة الاحتجاجات الشعبية بالأبيض، عاد إليها الهارب هارون في ليلة ظلماء بعيدة عن أعين المنتفضين على رأس مليشيا خاصة به مكونة من أبناء الرزيقات والحوازمة والمسيرية. نعم، عاد الى الأبيض بعد أكثر من أسبوعين قضاها في الاختباء الإجباري، فبدل أن يخجل هارون من هروبه المخزي، شن هجوماً عنيفاً على الحزب الشيوعي ووصفه بالعاجز عن بث أفكاره وسط المواطنين وتصالحه معهم. الشيوعيون في السودان دائما هم الشماعة التي يعلق عليها الإسلاميين اخفاقاتهم وأزماتهم ومشاكلهم، ويا له من موقف ساذج يعبر عن حقيقة هؤلاء من الآخر المختلف معهم في الرأي. الانتفاضة التي انتظمت في كل أنحاء السودان، كانت عفوية ولم تقدها جهة سياسية بعينها، ذلك أن الأسباب الموضوعية توفرت لها ولا علاقة للحزب الشيوعي بالموضوع. لكن لنفترض جدلا أن الحزب الشيوعي السوداني هو من يقف وراء الاحتجاجات الشعبية، فالسؤال هو: ما العيب في ذلك لطالما استجابت الناس لدعوته؟ لكن لنسأل! ماذا فعل لهم الحزب الشيوعي حتى يستحق منهم كل هذه الحساسية في الكره؟ ألا يوجد من هم أحق بالكره من الشيوعيين في السودان؟ أجزم بأن الحزب الشيوعي السوداني لم يفعل شيئا ضد الشعب السُّوداني ليستحق اللعنة والكراهية.. إن ما عاناه السودانيين ولثلاثين عاما من حكم الإسلاميين لا يضاهي ما تعانيه الشعوب التي تحكمها الأنظمة الشيوعية، ومع ذلك لو سالت أي مسلم مسكين عن رأيه في الشيوعيين، سيجيبك بكل سخف وسذاجة ويقول لك :(اعوذ بالله.. ديل كُفار يا أخي ديل ما بعرفوا الله!)، في حين أن مبلغ أحلامه هو الدراسة والعمل في الصين، كما أنه يعشق روسيا ولا يجد مانعا في التعامل مع فنزويلا. إنه موقف سخيف. فعلا كما قالوا.. إذا لم تستح فأفعل ما شئت. فأحمد هارون الذي عاد لتو من اختباءه، بدل أن يحكي لأنصاره عن مكان وظروف اختفاءه واختباءه وعن حجم الجُحر الذي مكث فيه لأكثر من أسبوعين خوفا من زحف الجماهير، خرج دون خجل وحياء ليحدثهم عن الشيوعيين.. قائلا: (أن الشيوعيين يندسون وراء الواجهات ويشتغلوا أوانطة، وأكد أن الشعب السوداني واعٍ ومدرك لهذه الأساليب بشبابه الذين وصفهم بأنهم متعلمون “وشفوت وما بدقسوا”، وزاد نقول: “للعجزة أرجعوا جحوركم ومهما اتلونتوا نهجكم غير مقبول"). على كل حال. الانتفاضة الشعبية في السودانية ماضية بخطىً ثابتة لتحقيق هدفها الأساسي وهو اسقاط الديكتاتور واسقاط النظام بكل مؤسساته وهيئاته ورموزه، ولم تستطع أجهزة أمن النظام وكتائبه الدينية في كسر إرادة المنتفضين في الصمود والمقاومة وتسقط بس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالغني بريش فيوف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست