لقد كان اكبر خطأ يرتكبه النخب السودانية واعني ابناء النيل عندما كان الإعلام بيدهم منفردين قبل التواصل الاجتماعي مرت علي الدولة فترات فيها حرية التعبير كان هناك فرصة كبيرة وبل حتي الان ان ينتقدوا الشكل العنصري لبناء الجيش السوداني لانه من المؤكد موضوع الاختلاف بين المكونات السودانية وخاصة يمكن مشاهدته بالعين المجردة وليس هناك فرصة لاي شخص من النخب ادعاء عدم المعرفة او نكران فرضية العنصرية وكل المنطق للدفاع عن هذا الموقف هو السكوت ولذلك تأتي الحقيقة بان النخب السودانية من أقصي اليمين الي أقصي اليسار وما بينهما لا يرون حرجا في موافقتهم لهذا الواقع . وفي الواقع كل المؤسسات الاخري لا تقل العنصرية من الجيش وبل أسوأ بكثير ولكننا لم نري الشكل الوظيفي داخل بنك السودان وبل كل وزارة المالية والخارجية والبترول والتجارة والصناعة ومؤسسات اخري لو أمكن التعرف علي انها خالصة لبعض الجهات السودانية كما هو عليها الحال اليوم لانفجرت السودان وتصاعدت الدخاخين في كل ركن أركان السودان . وحتما الوصول الي هذه النقطة مسالة الوقت فحسب .لان من المحال اخفاء القضايا المشاهدة بالعين المجردة .وما يمكن ان يكشفه التواصل الاجتماعي . وخاصة احتكار التلفزيون والإذاعة وحتي الصحف امر غير مجدي في هذا العصر اذا كان هنالك من يريد ان يصور واقعا غير حقيقية . لقد كان هذا الموقف معيب جدا من النخب صمتهم علي الجيش السوداني ليس فقط في بنائها العنصري العلني وبل وسلوكه العام مثل قتل الاسري حتي في تدخله في السياسية والتعامل مع المواطنين كالاعداء وقتلهم بدل حمايتهم .والتقاعس في مهمة الدفاع عن الوطن بشكل مريب وتكون طرفا في الصراعات العرقية والحزبية في الدولة .مع ذلك يري النخب وجوب الانتقاد فقط اذا كانت هناك ضرورة في تدخله في الصراعات الحزبية كما جاء في الانتقاد اللاذع للجيش السوداني بقلم المفكر حيدر ابراهيم ولربما يكون هو الوحيد ولكن مع ذلك لم يجد حرجا في الشكل العنصري لبناء الجيش وسكت عليه مع ان ذلك السبب الأساسي لكل المسائل التي ترتبت عليها في سلوك الجيش لان البناء العنصري لا يمكن الحفاظ عليه الا بالعنصرية وهي نقطة التوافق مع النخب النيلية لان الجيش في يد النخب وبالتالي كل العيوب موضوع التوافق بينهما .. وكلنا نعلم جيدا ان هذه المؤسسة ،بداية تأسيسها كانت مبنية علي حطام صراعات الماضي ولذلك القيادة الموروثة الحالية ورثت معها أدب الانتقام وجعلت ذلك هو المهمة التي اوجدت من اجلها الجيش هي حراسة مجموعة عرقية محددة وتحقيق اسباب التفوق ولم تستطيع قيادة الجيش السوداني ومن بعدها النخب السودانية بمفكريهم لم يبرحوا محطة عشية ليلة المتمة ويتصرفون كما لو ان خيول محمود لم تبرح المدينة. والمشكلة الكبري انهم حكام السودان وكل الذي حققوه الظلم والفشل وكلاهما من المحال تحمله والسبب لانهم يعملون بعقلية القرن الماضي حاملين معهم كل مآسيه ولم يلتفتوا الي مآسي الاخرين حتي ان كانت ذلك كرري ومئات المجازر وملايين القتلي بل حتي الابادة لم يشف الغليل ولا ينسيهم الماضي ،ليلتفتوا الي الحظيرة البشرية التي تضم الخصوم بجهد الاستعمار ، وتحويلها الي الوطن مع الاخرين والمشكلة الكبري لم يوجد من بينهم عاقلا واحدا ليقول آن الأوان ان نبرح هذه المحطة ووقف صناعة الأعداء من العدم . ونبذل جهدا لحربهم وبسبب الهواجس ان نكونوا مستعدين كل يوم بتر جزء من البلاد. واحسب ان العاقل وحده يدرك ان الأشياء تتغير بعامل الزمن . هناك إمبراطوريات انهارت ودولا اختفت ، كلها وصلت القمة بجيوشها وتنهار بانهيار جيشها فالعربان الصديقة عليهم ان يتحسسوا ان جيشهم قد بدأ بانهيار ان لم يكن قد انهار فعلا عندما تقتل الشباب في ربيع عمرهم وبل تغتصب امام القيادة العامة والجيش يغلق الأبواب أمامهم ويشاهدون المشهد من النوافذ ،وقته لم يبق شئ يمكن الاعتماد عليه في التفوق . ولم يكن ذلك هو الدليل الوحيد فان الدعم السريع كان اكبر دليل علي انهيار الجيش. وبل الواقع ان المؤسسة جيش السوداني هي نفسها أتت بالدعم السريع ليحل محلها بعد ان ايقنت انها فشلت منذ ان قدمت الدعوة لقائد التمرد جون قرنق لتسليم توريت للحركة الشعبية،ومنذ ان احتمت بالمليشيات ويهان قادتها بالجلد علي روؤس الإشهاد والشهود صبرا والعميد يعري جسده ليري الناس كيف تم ضربه ما هو الشعور المتبقي من المواطن الذي ينتظر منه الحماية ،وهو لا يستطيع حتي حماية نفسه وتبقي المصيبة في الضابط العظيم الذي اقسم علي ان يفدي الوطن والمواطن بروحه يشكي للمواطنين اثر السياط علي ظهره . وقناعتي بخلفيتي العسكرية لو كان حائزا علي احترام جنوده لما تعرض الضابط العظيم للضرب والإهانة فقد كانت ايضا احدي معالم الانهيار. وفشلت محاولة اخري لصلاح قوش لبناء جيش جديد باسم جيش الأمن وان نجح في التصدي لعملية الذراع الطويل ومع ذلك الجهل وحده مسؤل من يعتقد بناء جيش علي طراز بازنقر فان كل شخص في السودان يعلم ما له وما عليه من المحال ان يحاربوا تحت قيادة من يقول علنا في الإعلام المصور اقتلوا العبيد ويقصد اسري حركة العدل والمساواة بينما كل الذين يأمرهم هم ايضا عبيد علي ذلك المقاس . والانهيار لا يعني كم عدد المتبقين بعد الهروب بل مدي استعداد الجنود في استمرار الطاعة لقادتهم ومدي رغبتهم لآداء مهمة العسكرية ومدي إمكانية القائد في الجيش السوداني فرض احترامه للجنود كل ذلك في محل شك كبير، نواصل
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست