الموت تحت سياط التعذيب/منى بكري أبوعاقلة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-26-2013, 05:06 PM

منى بكري أبوعاقلة
<aمنى بكري أبوعاقلة
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 10

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت تحت سياط التعذيب/منى بكري أبوعاقلة

    الموت تحت سياط التعذيب
    كُثرت عليهم المصائب والابتلاءات، وزادت الحروب من ويلاتهم ويلاً، لم يكن لهم فيها خيار، سوى أنهم مواطنون صالحون، متيمون بحب الوطن وعشقه اللامنتهي، لم يرحلوا من مناطقهم، بل علموا أنفسهم وتعلموا معنى الصبر والتعايش مع الإحن، بعد أن أحالت الحروب منطقتهم الوادعة الخضراء الجميلة إلى معترك لا تفتر همته.
    وكغيره من مواطني كادقلي الصابرين، كان عبدالجليل محي الدين عبدالجليل، يباشر عمله المعتاد، بدكانه الصغير، راضياً بقدره، يطلق الضحكات لزبائنه، رغم قلبه المثقل بالجراح، ويرسل القفشات، رغم الهموم والكدر التي علت وجه المدينة وسرقت البسمات من أفواه الكثيرين.
    في يوم 14 ديسمبر 2013م، فجأة، ودون سابق إنذار، داهمت قوة مسلحة من الاستخبارات العسكرية الدكان، وأقتادت عبدالجليل بالقوة، وسط دهشة الزبائن والمارة، أذعن عبدالجليل لأمرهم، وذهب معهم دون أن يدري أحد إلى أين!!!. حارت حائرة أسرته، حين سمعوا النبأ، ولم يملكوا سوى أن يسلموا أمرهم لله!!.
    في يوم 17 ديسمبر 2013م، نعى الناعي إلى أهل عبدالجليل بأن يذهبوا لمستشفى كادقلي العسكري ليتسلموا جثته، أصابتهم الصدمة في مقتل، وزلزلتهم الفاجعة، وتساءلوا: ماذا حدث؟؟ وكيف حدث؟؟ ولما حدث؟؟ ومن المسؤول؟؟ لم يجدوا إجابات تشفي غليلهم، وزادت حيرتهم، هل يذهبوا ليستلموا جثمانه ويقيموا سرادق العزاء؟؟ هل يتظلموا لمعرفة السبب وراء قتله؟؟ هل...؟؟ وهل....؟؟.
    في نهاية المطاف، استسلم الأهل وتقبلوا العزاء في مقتل ابنهم دون أن يعرفوا الخلفيات التي دعت لقتله، وحاولوا أن يتلمسوا إجابات، عسى أن تخفف من لوعتهم، لمعرفة كيف تم قتله، وقدموا تظلم وشكوى، تم نشرها في الإصدارة الرابعة، لمجلة (Sudan Human Rights and Humanitarian) وفيه أن الاستخبارات العسكرية اعتقلت عبدالجليل، دون أن يكون بمعيتهم أمر قانوني بالقبض أو الاعتقال، ويعزون سبب وفاة عبدالجليل متأثراً بجراحه نتيجة للتعذيب الذي تعرض له، الأمر الذي فاقم حالته الصحية، وعندها اضطرت الاستخبارات العسكرية لنقله للمستشفى العسكري بكادقلي، ومكث بها ساعات قليلة وفارقت روحه الطاهرة إلى ربها.
    كما ذكر (مركز دارفور للإغاثة والتوثيق)، أن عبدالجليل تم اتهامه من المخابرات العسكرية بأنه متعاون مع الحركة الشعبية – قطاع الشمال، وأنه توفي على إثر التعذيب الوحشي الذي تعرض له في معتقلاتهم.
    حادثة (عبدالجليل) وغيرها من حوادث التعذيب اليومية، تشير وتؤكد على ممارسة التعذيب على نطاق ممنهج ومنظم من المسؤوليين الحكوميين الذين تشملهم الحصانات ولا يتعرضون لأى محاسبة أو مساءلة، فهم يمثلون القانون، أو بالأحرى هم فوق القانون، وليس أسهل عليهم من تنصيب أنفسهم خصماً وحكماً ليقتصون ويقيمون عدلهم كيفما اتفق، ولهم سلطات واسعة تخولهم القبض والاعتقال وحتى القتل.
    وكيف لنا أن نتوقع محاسبتهم ومساءلتهم وقد أمرهم أحد المسؤولين وعلى رؤوس الأشهاد (اكنسوا، قشوا، ما تجيبوا حي)، وهو يحثهم على ارتكاب جرائم القتل بدم بارد ويعطيهم كل مشروعية ودافع لقتل الأبرياء. فلماذا لا يُقتل عبدالجليل تحت التعذيب؟؟ ولماذا لا يطلقون الاتهامات بالانتساب للحركة الشعبية – قطاع الشمال أو للجبهة الثورية أو غيرها. وفي قناعتهم أن مجرد شبهة الانتماء السياسي لأياً كان، لهي سبب كافي للاعتقال والتعذيب والقتل.
    وما نعرفه، أن المجتمع السوداني مجتمع متسامح بكل أطيافه التي تتعايش مع حالة الاختلاف الديني والسياسي والعرقي وغيره، والمؤسف أن حكومة الإنقاذ ضربت بكل ذلك عرض الحائط، ولم تجد أفضل من سياسة الانتقام والحرب ضد الأخر، بإحكام السيطرة الأمنية والعسكرية، وتوجيهها إلى المواطن السوداني العادي الذي يكدح من الصبح إلى المساء.
    في ظل الوضع الطبيعي للدول المحترمة، فإن مثل هذه الحادثة لكافية لأن يستقيل وزير الدفاع ويحال هو والجاني للمحاكمة، ولكن في ظل التنصل من المسؤوليات القانونية الوطنية والدولية، لا تملك حكومة الإنقاذ إلا وأن تزيد من حوادث القتل تحت التعذيب، ولا رقيب أو حسيب.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de