رفضت صحيفة البيان نشر مقال عادي جدا للأستاذ المحامي الكبير نبيل أديب بحجة انه لا يتفق وخط الحزب الشيوعي..رغم أن مقالات الأستاذ نبيل معروفة بأنها مقالات مستقلة وحرة ولا تنتمي لأي حزب ، مجرد رأي حر لقامة من قامات العلم والقانون يتم منع نشره لأن المقال لا يتفق وخط الحزب ، رغم انه كان بالامكان للصحيفة أن تقوم بنشر المقال والرد عليه وتفنيد حججه .. لكن كعادة كل الأحزاب العقائدية تجدها لا تعلم من جوهر عقيدتها إلا أماني وان خاصمت فجرت في الخصومة ، كان بالامكان أن تضع الصحيفة رأي الأستاذ نبيل في صفحة الرأي وبالتالي لن يعبر ذلك عن رأي الصحيفة اللهم الا اذا كان الأستاذ نبيل قد اشتهر بانتماء شيوعي لا نعرف عنه شيئا. هذا التصرف الذي يعكس وهم الزعم الديموقراطي لدى الحزب الشيوعي وتعبيره الدائم عن دكتاتورية النظام وتكميم الأفواه وهو يمارس ذات التكميم بل الاقصاء المباشر ورفض حتى محاورة الآخر المختلف او النقاش حول صحة أو عدم صحة أفكاره. منذ ان كنا في الجامعة كان الشيوعيون يستخدمون العنف ويمزقون كل الجرائد الحائطية الطلابية إذا لم تتفق وهواهم ، وكان ذلك يخلق عداءات شخصية. الأستاذ شوقي بدري كتب عن الشخصية الشيوعية السودانية وبين حالة القلق والحدة والبرنويا اي مرض الشعور بالتآمر لدى أعضاء الحزب الشيوعي عندما كانوا يدرسون معه في الخارج والتقارير التي كانوا يكتبونها عن بعضهم البعض . وهذا ليس جديدا ولا حكرا على الشيوعيين السودانيين بل أن الشيوعية تحولت في كل دول العالم الى جهاز استخباراتي دموي وانتقامي وعنيف جدا أشار الى ذلك الخاتم عدلان في مقاله آن أوان التغيير وتساءل عن مدى امكانية أن يحدث ذلك للحزب الشيوعي في السوداني واجاب بالايجاب. النظرية الماركسية اللينينية هي نفسها نظرية معتقة بفكرة التأمر والثورية والدكتاتورية والقمعية ، ولم يترتب عليها سوى قمع شعوب الدول التي تبنتها قمعا صادر على كافة الحقوق والحريات للأفراد والجماعات والاحزاب السياسية الأخرى وعكس الأدب الروائي هذا القمع كما في رواية المزحة لميلان كونديرا ؛ حيث ترتب على مجرد مزحة غير مقصودة عملية اقصاء وتدمير منظم من الحزب الشيوعي الحاكم لصاحب المزحة . هذه الرواية كتبت في أواسط الستينيات على ما اتذكر اثر الحرية القليلة التي توفرت بعد ربيع براغ وقبل الغزو السوفيتي لشيكوسلوفاكيا . الفكر الشيوعي لا يختلف كثيرا في الواقع عن العقل السلفي ، بكل ما يحتويه من حدية وعنف وتقوقع على مفاهيم ماضوية عفا عليها الزمن . ولا يتقبل مثله تماما أي طعن او حتى مجرد نقد لأدبياته مهما كانت هذه الادبيات من الهشاشة والضعف المنطقي . هذا مع استخدام قذر جدا لاغتيال شخصية أي مخالف له . عندما كنت في الجامعة حضرت حلقة او اجتماع مصغر بين بعض قيادات أحد الأحزاب والطلبة المنتمين له .. ودار نقاش قميء جدا حول ضرورة اطلاق اشاعة عن الميول الجنسية لطالب قيادي في أحد الأحزاب الأخرى التي كانت تقاوم مشروع دستور لاتحاد الطلاب. في الواقع استأت جدا من هذا الاتفاق غير الأخلاقي بل والذي لا ينم عن اي ايمان بالديموقراطية. ويبدو أن اغلب الاحزاب السودانية هي الأقل ايمانا بالديموقراطية. أيضا في مصر وابان المعارضة التي كانت تتمركز هناك كتب احد الصحفيين السودانيين مقالا هاجم فيه زعيم أحد الأحزاب .. ورأيت أعضاء الحزب وهم في حالة هياج كبير وقد اتفقوا على ضرب هذا الصحفي ضربا مبرحا وليس مقابلة المقال بمقال آخر ..فلا ايمان بالرأي والرأي الآخر. طبعا لم يفعلوا لأن السلطات المصرية الأمنية كانت تضعهم تحت عينيها دائما وهم يعرفون أن السلطات المصرية لا تقبل ولا تتهاون عند أي فوضى وخاصة من السودانيين. فابتلعوا غضبهم غصة لم تغادر حلاقيمهم .. إن القمع والدكتاتورية والهمجية متأصلة في كل هذه الأحزاب .. ولو كنا منصفين ورتبنا هذه الأحزاب ترتيبا تنازليا من الأكثر للأقل دكتاتورية فسنجد أن المؤتمر الوطني أقل الأحزاب قمعا للرأي. وهذه حقيقة مرة.. فرغم أن النظام هو المسيطر على كل الصحف لكنك لن تفتقر وجود مقال او مقالين في أي صحيفة ينتقد فيها النظام.. بل حتى في صحف كالانتباهة ستجد رأيا مناهضا لخط الانتباهة . وهذا لعمري لشيء عجاب. أعتقد ان هذه الأحزاب العقائدية يجب أن ترتضي نقد منهجها بنفسها قبل نقد الآخرين لها .. والا فإنها ستظل تدور في فلك النظرية الدوغمائي إلى الأبد.. تقبل عدة آراء ومناقشتها هو ما يثري المحتوى الثقافي والسياسي للحزب ويجعله حزبا مرنا مواكبا للصيرورة التاريخية من حوله. لا يمكن ان يكون مقال عادي جدا خطرا على صحيفة كاملة تصدر يوميا بعشرات المواضيع المعبرة عن خط الحزب. وإذا كان الحزب الشيوعي لا يمتلك كوادر قادرة على مقابلة الحجة بالحجة -وهذا ما لا استبعده- فهذه والله لطامة كبرى.
اذا كان منبر الحزب الشيوعي لا يتحمل مقال فهو لن يتحمل احزاب سياسية كاملة تخالفه الرأي..تجارب الشيوعية حول العالم اثبتت ان هذا الفكر الخطير يؤدي الى مصادرة الخريات سواء في روسيا او الصين او كوريا الشمالية او كوبا وخلافه.. كل الفكر الشيوعي انتج قمع عبر الفكرة الشيطانية المسماة دكتاتورية البلوريتاريا التي تدمر جميع الطبقات ليتساوى الجميع في الفقر ... الفكر الشيوعي فكر ثوري عنيف نفس فكر التمكين لدى اخوان سيد قطب .. للأسف قلة من الشيوعيين التفتت الى هذه المخاطر فهجرت هذه الافكار المخيفة لرحاب الحريات .. اعطني فكرة واحدة في الشيوعية لا تصادر على الحقوق والحريات وتؤسس للدكتاتورية .. هذا فكر مريض ..والغريب أن من يزعمون ءنهم جاءوا من ءجل البروليتاريا هم أول من جعلوا من انفسهم نخبة في السودان وتعالوا واستكبروا على البروليتاريا وحصروا الفهم والمعرفة في انفسهم... من من البروليتاريا في السودان بعرف شيئا عن الشيوعية...لا أحد...
الحزب الشيوعي اكبر حزب فاشل وكل من ينتمى له انسان فاشل ومريض وكل الحاصل في البلد من حروب واهلاك للحرث والنسل هو السبب الرئيسي فيه قال حزب شيوعي قال هو اسياده تركوه حزب فاسد فاشل حقير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست