قديما قال المفكر الساخر ج ب شو( احذر ممن لا يبادلك الصفعة التي وجهتها اليه فهو لن يسامحك ولن يدعك تسامح نفسك).
# بغض النظر عن صحة ما أوردته مشاهدة الفيديوهات التي أتت من مكان الحدث في الميدان الذي كانت قوى الحرية والتغيير تريد أن تقيم ندوتها فيه. وبعيداً عما أورده بيان قوى الحرية و التغيير بأنه "حادث شخصي" وتأسف له. ولكن من الواضح و بعيداً عن المغالطات السفسطائية بأن قراءة قحت الأولية للثورة منذ اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة كانت خاطئة و تتلخص في احتكار القرارات لنخبها وحدها بوضع اليد دون مشاركة الآخرين "صناع الثورة في الواقع" من شباب وشابات ونساء ، بل ذهبت أبعد من ذلك داخل تحالفها فقامت بإقصاء أحزاب وكيانات كان لها دور أساسي في التحالف. وتوهمت بأن الثورة السودانية في مطلعها ضد نظام الإسلام السياسي الظلامي سطرت بداياتها من ديسمبر 2018 وأغفلت الدور الكبير الذي لعبته مجموعة كبيرة من الوطنيين بما يسمى بالمقاومة المسلحة مبكرا منذ 89 م
# أما تجمع المهنيين السودانيين الذي التفّ حوله السودانيين منفذين جداوله المعلنة بالمسطرة دون معرفة أسماء قياداته. فهو قد ظلّ يقلِّص مكوناته التي تقوم بدورها في تقاسم اتخاذ القرارات المهمة إلى أن وصل لحدود أفراد ونجوم يرسمون وحدهم قرارات مهمة مصيرية لها أبعاد مؤثرة في حياكة مستقبل الثورة والوطن والتي كان واجباً أن يشارك فيها الجميع . فالثورة التي اجتاحت السودان لم تبدأ في المركز 'الخرطوم' بل بدأت شرارتها في الدمازين وعطبرة ودمدني ثم انتقلت إلي العاصمة هذه الثورة التي بدأت المقاومة مع انقلاب الإنقاذ وواصلت نموها حتى الانفجار الكبير في ديسمبر بجهود ومشاركة كل الناس.
# اتضح جلياً أن منظومة قحت وتجمع المهنيين يديرها و يسيطر عليها أفراد وأحزاب لا تسندها قواعد جماهيرية ومنها ايضاً ما تتعارض تصريحات قادتها مع أهداف الثورة .وهكذا ظلت نخب قحت والمهنيين مجتمعة تدير دولاب العمل اليومي وكأنه (رزق اليوم باليوم ) مسفّهةً لكل النصائح والتحذيرات التي ارسلت لهم وتم نشرها في الميديا وحتى الاستفسارات وطلب التوضيحات من لجان الأحياء في العاصمة والأقاليم أدارت قحت لها ظهرها بصورة استعلائية غبية وتكبّر تحسد عليه ، بالرغم من أن لجان الأحياء في كل الوطن لم تبخل ولم تتهاون ونفذت كل ما عليها وأكثر من المقاومة بكل إصرار واقتدار في الأطراف والهامش ضد نظام الإقصاء وإهدار الكرامة الإنسانية ودفع ثمنها الآلاف من الشهداء المقاومين الطليعيين ليس فقط من أجل لقمة العيش والكهرباء والاحتياجات الإنسانية بل من أجل الحياة الكريمة وتمسكهم بهويتهم وأرضهم، ورغماً عن ذلك خذلتها تلك النخب بالتفاوض مع مجلس القتل والسحل من العسكريين والذي رفضته تلك الجماهير وقبلت به على مضض فلعله يكون وميض ضوء يصل بها إلي إنهاء نظام فاشي جثم على صدرها 30 عام .
# بلا تخوين او تشكيك ظل الخلل الموضوعي والظاهر في وثيقة الإعلان السياسي وتبعه ايضاً الخطأ في الوثيقة الدستورية التي أغفلت قضايا أساسية يعلمها الجميع من مسألة تعيين رئيس القضاء والنائب العام قبل التوقيع على الوثيقة الدستورية مع العسكر فقد أسندت الوثيقة إلى مجلس القضاء الأعلى تعيين رئيس القضاء مع علمها بعدم وجود هذا المجلس في الواقع ويتطلب الأمر وقتاً حتى يقوم هذا المجلس وايضاً قضاة المحكمة الدستورية والمحكمة العليا. وكذلك النائب العام الذي ترك لمجلس النيابة الأعلي ايضاً هذه الوثيقة التي تعرضت لمغالطات وجدل كثير وذلك لعدم عرضها على الجماهير بنسختها الأصلية مما جعل الباب مفتوحا لجملة اتفاقات غير معلنة وتكاد تكون سرية ولربما تكون قد تمت شفوياً كاتفاق بين نخب قحت والعسكر مما يعكس بؤس العقل النخبوي المركزي وتغييب اطراف كثيرة بما فيها الهامش.
# من المحزن الذي جعلنا ندق ناقوس خطر النخبوية وخطأ الأداء السياسي البائس وهو ان بعض احزاب قحت أتت وفِي خيالها خطة سابقة تمّ وضعها مسبقاً في العهد البائد للسيطرة على الواقع السياسي في السودان ولأنها تفاجأت بالثورة كما تفاجأ بها النظام الهالك فهي لم تتاح لها الفرصة لوضع خطة معاصرة للأحداث خاصةً وأنها لم تكن لها ثقة بنجاح الثورة فتباطأت في خلق حلول جديدة للبقاء حتى وجدت نفسها في موضع يجب عليها فيه أن تتشارك القرار مع قوى أخرى حديثة لا تخضع لمقاييسها وتتحرك بسرعة ووعي لا يتفق مع الخطة المرسومة مسبقاً ولم تستطع ان تحوّل نظرها عن المكاسب التي كانت تأمل فيها وتراجعت خطواتها عن تيار الثورة وتقاربت مع التيار العسكري في إقصاءٍ واضح حتى لحلفائها كما في حال الجبهة الثورية التي لم تستطع حتى ان تناور معهم فالمكسب اضعف من أن تترك لهم فيه مساحة. و تجاهلت ايضاً كل المسامير السابقة التي دقتها المقاومة بمختلف اشكالها ومسمياتها لإنتاج خطة بديلة تشابه تلك الخطة المرسومة سابقاً مما خلق ربكة وأضاع الكثير من التفاصيل والنقاط التي كانت سوف تعيد الخارطة الصحيحة والقوية لوجه الوطن. و تعيد الوطن إلي منصته الصحيحة التي هي اصلا مختلّة وبناء سودان جديد لأجيال قادمة تسود فيه قيم الحرية والعدالة والمواطنة الحقيقية . [email protected] سبتمبر 2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالعزيز ابوعاقلة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست