العلمانية تجمع ولا تفرق بقلم خالد حسن يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2020, 06:29 PM

خالد حسن يوسف
<aخالد حسن يوسف
تاريخ التسجيل: 01-20-2020
مجموع المشاركات: 75

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العلمانية تجمع ولا تفرق بقلم خالد حسن يوسف

    05:29 PM January, 28 2020

    سودانيز اون لاين
    خالد حسن يوسف-الصومال
    مكتبتى
    رابط مختصر



    جاء في القرآن "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, والعلمانية تقول أن حرية العبادة شأن شخصي وتلك مساحة شبه هامة جدا ولا يمكن اغفالها، وبطبيعة الحال فهي لا تزكي هذا أو ذاك، بل تضع ذاتها كمسار جامع بين الأطراف المختلفة، ولأجل تحقيق صيغة تلاقي فكري بينهم كمرجعيات دينية وإنسانية.

    وبذلك تؤكد العلمانية أنها أقرب إلى الله مقارنة مع الكثير من المسلمين المتطرفين، فهي حريصة على خلاص المجموع الانساني، بينما خصومها حريصين على خلاصهم الخاص أو منظومتهم الايديولوجية المحدودة، فمعتقدي كل دين حريصين على خلاصهم الذاتي، وهكذا هو الأمر بالنسبة للمعتقدين في إطار داخل كل دين ومذهب، فالفارق ما بين العلمانية وغيرها، أنها لا تتعاطى الحزبية وتنحاز إلى الأفق الأوسع إنسانيا.

    وفي حين أن الدين حريص على خلاص الانسان في الدنيا والآخرة، فإن العلمانية حريصة على خلاصه الدنيوي أولا وأخيرا, ولكونها ليست ذات صلة مع الميتافيزيقيا بل مع الواقع الانساني، لدى فإن الإيمان والتدين، لا يعنيان العلمانية، كما أنهما لا يمثلان باشكالية بالنسبة لها، أما تركيزها فينصب على طبيعة تعاطي ممثلي الدين والسلطة مع المجتمع، وكيفية إنزال العلاقة بين البنى الفوقية والتحثية.

    العلمانية لا يعنيها أن يكون ولائك لله والأنبياء, بل يهمها أن يكون ولائك لمجتمعك الانساني، خاصة وأنها قد تركت ما له صلة بالضمير الفردي للأفراد، وصياغته مسألة متروكة لتصوراتهم، إلا أنها غارقة في ظل منظومة العلاقات القائمة فيما بينهم، وحرصها على هذا التوفيق، كما أنها لا تتبنى أي ولاءات أخرى أكانت ايديولوجية أو اجتماعية غير منسجمة مع الولاء الأفراد الجمعي.

    الله يحاسبك على ما يخفي صدرك, بينما العلمانية تهتم بممارستك العلنية فقط، على مستوى الإطار العام، وهي هنا تتميز حتى في صدد كيفية تعاطي المتدينين فيما بينهم، والذي لا يخلو من تباين وتطرف، وبذلك يمكنها أن تكون الآلية المنظمة لطبيعة العلاقات بين هؤلاء، وبذلك تتجاوز التفتيش عن المعتقد والأفكار، وتنحاز إلى سياق علاقات مادية واجتماعية متفق عليها.

    يوم الحساب الديني، ميتافزيقي, بينما ينحصر العقاب العلماني في هيئة عقوبات دنيوية، يتعاقد البشر بشأنها، وبالعودة إلى عقد قانوني واجتماعي يصيغ كيفية العلاقات فيما بينهم، ولا يضير العلمانية أن يكون الدين من مرجعيات نظمهم العامة، في حال كان يحقق حقوق عامة أفراده، فعلى سبيل المثال فإن بناء المدرسة من أولويات النظام العلماني، إلا أن بناء دور الدين ليس من حسابات هذا النظام، بل هو مسألة متروكة للمجتمع.

    الله يدقق معاك في تفاصيل منظومة أخلاقه, في حين تهتم العلمانية بتكريس الملامح العامة للأخلاق وتترك جزئياتها للبشر يصيغونها بصورة لا تتنافى مع حاجتهم ورغباتهم، وبدرجة الأولى والأخيرة فإن ما يهمها بصدد تلك العلاقة هو خيار الانسان الذي هي معنية به وبمعزل عن موقف الدين من بنية الأخلاق، وفي هذا المنحى تتقاطع مع الديمقراطية.

    العلمانية لا تعترض أن يتفق المواطنون على تفعيل عقوبات الله دنيويا أو حتى عقوباتهم الاجتماعية, ولكنها معنية بأن يكون هذا الاتفاق غير قابل لرفض حتى من قبل عدد صغير، وأن يحقق المصالح المشروعة للأفراد، فهي ليست آلية على غرار الديمقراطية المعنية تحديدا بتكريس رغبات الأغالبية، وإن كانت في هذا السياق قد طورت من كينونتها وأصبحت تتلاقى مع العلمانية في ماهية قيمها.

    العلمانية تهتم بالمساواة بين البشر انطلاقا من حقوقهم الطبيعية, أما المساواة والتمييز بينهم على خلفية دينية فذلك ليس من صلاحياتها، فهي ليست معنية بالشأن الديني وبالنسبة لها فهو مساحة خيار انساني، رغم وجود علمانيين متطرفين حشروا ذواتهم في هذا الصدد، انطلاقا من خلفيتهم الايديولوجية، وكرسوا صورة أن العلمانية في صراع مع الدين.

    الفلسفات الماركسية والرأسمالية والنزعات القومية ليسوا من أطر العلمانية، فهم في واقع تمايز معها، وكونهم منغمسون فيما له صلة بالانسان والحياة، فذلك لا يصيغ تماثل معرفي وايديولوجي شامل بينهم وبين هذه العلمانية، لا سيما في ظل تركيزهم وغرقهم في تصوراتهم الايديولوجية، والتي لا تفارق نظرتهم إلى الحياة العامة.

    فاختلاف العلمانية عن ما دونها من بنى فكرية دينية أو ايديولوجية تجريبية، هو إنحيازها للمجموع بمعزل عن الانغماس في الاختلافات فيما بينهم، وأن المسطرة التي ترسم بها العلاقة تعود إلى التراضي الانساني، والذي يحفظ المصلحة الجمعية والفردية معا، كما أنها لا ترى اشكالية في التمايز الاجتماعي ما لم يكن مقرونا بالصراعات.

    خالد حسن يوسف























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de