لقد سقط النظام والمعارضة اخلاقیا ومعنویا بعد تورطهما في جراٸم ابادة وجراٸم ضد الانسانیة فالحرکات المسلحة التي تدعي مناصرة قضایا المضطهدین شارکت النظام السلطة والتزمت الصمت وتغاضت مع سبق الاصرار والتصرد عن الفظاعات التي ما زالت مستمرة بحق الابریاء العزل فلم یتبق للنظام والمعارضة الا السقوط المادي المحتوم ویتم تشیعهما الی المثوی الاخیر حیث مذبلة التاریخ!!
انبثق التمرد في السودان من رحم الاضطهاد والعنصریة القبلیة العرقیة المرکبة التي تصنف السودانیین الی عبید واحرار وهذا غرابي وذاك جنوبي وغیره من التصنیفات التي تنطوي علی التحقیر والاستخفاف الذي حرك مشاعر الحقد والکراهیة بین الشعوب السودانیة فافضت الی بروز ثورة ومقاومة مضادة تحمل نفس امراض الدولة التي تمیز بین ابناءها وتقسمهم علی اساس الدین او العرق او الجهة!!
وتحتفظ القبیلة بمکانة ودور مهم في المجتمع السوداني المتمیز بتعصبه القبلي الطاغي علی الولاء الوطني حیث ینقسم المجتمع السوداني علی نفسه الی طبقات مرکبة علی اسس عرقية او احرار وعبید کما یلعب المال والثراء دور مهم في تقییم الفرد وتفضیله علی الفقراء والمساکین وهناك لوبیات قبلیة تحتکر سلعة معینة في الاسواق وتدار کثیر من الامور بما فیها الشأن العام بطریقة عصابات المافیة ولذلك بلغ الانقسام والتنافس في کل شيٸ مبلغا خطیرا وصل حد القتال والابادة الجماعیة فمن الطبیعي في مثل هذه البیٸة المشحونة بالعنصریة والکراهیة ان یصطف الجمیع خلف قباٸلهم واعراقهم!!
ویستخدم النظام والمتمردون في السودان نفس المنهج والاسلوب السیاسي في التعاطي مع الاقلیات الذین داٸما یٶدون دور الکمبارس بغية التضلیل واعطاء انطباع للسطحیین انهم ملتزمون بالمبادٸ التي ترفض العنصریة والتمییز بکل اشکاله ولکن الحقیقة التي لا تدع مجالا للشك هو ان الاقلیات في الطرفین هم مجرد بیادق او علی الاقل دمی في ایدي النافذین یحرکونهم وفق ما تشتهي انفسهم ولذلك تجدهم یتصدرون المنابر فاصبحوا اکثر ملکیة من الملك؟؟!!
یاسر عرمان علی سبیل المثال لا الحصر لا یعدو ان یکون محض ترمیز تضلیلي اتخذت منه الحرکة الشعبیة دعایة سیاسیة لتسویق اجندة معینة ولکن لیس له وزن ولا اي دور مفصلي في صناعة او صیاغة القرارات المصیریة المتعلقة بالحرکة ویرجع ذلك لافتقاره للسند القبلي الذي یعطي القاٸد مکانة مرموقة ویعزز سیطرته بشکل مطلق بالحرکة ذات الترکیبة القبلیة.
وفي المقابل مهما تقلد ابناء الاقالیم او المنحدرین من مناطق الهامش ان جاز التعبییر اعلی المناصب في النظام سیظل هاٸما علی وجهه ولا یدري ما یدور في اجهزة الدولة الحساسة ولا یحلم بان یکون علی رأس اي وزارة سیادية وانه اهون علیه ان یلحس کوعه من ان یحلم مجرد حلم بتقلد منصب وزیر الدفاع او الخارجیة او رٸاسة الدولة مثلا!!
ویتمیز السودانیین کغیرهم من الافارقة بعدم التقید بلواٸح الدستور والقانون برغم اداء القسم ولکن سرعان ینکصون عن عهدهم ولذلك فشل النظام في ادارة دفة الحکم بما یضمن تحقیق الاستقرار والامن والتنمیة بالبلاد بینما ظلت المعارضة منذ عقود عاجزة عن التغییر او اسقاط النظام!!
وما کان لقرنق ان یتمکن من الصمود في وجه النظام في الخرطوم الذي یملك امکانات بحجم دولة لو لا دعم القاعدة الشعبیة العریضة التي یحظی به قرنق من قبیلته الدینکا التي تشکل غالبیة السکان بجنوب السودان ولکن بالرغم من ان عبدالعزیز ادم الحلو ولد لام قبیلة تنتمي الی اثنیة النوبة واب اصوله من قبیلة المسالیت غیر ان بعض النوبة لا ینظرون الیه کجزء منهم ویرفضون قیادته للحرکة والجیش الشعبي لاسباب قبلیة فالحلو المعروف بتمسکه بمبادٸ الحرکة یتمتع مسقط رأس اسلافه بحق تقریر المصیر ضمن بنود معاهدة عمرها مٸة عام الا وهو اتفاق قلاني الموقع بین المسالیت والامبراطوریة الفرنسیة عام 1922ف فتلفون کوکو واسماعیل خمیس جلاب واتباعهم ممن یرفضون زعامة الحلو لا یختلفون معه في مقاصد واهداف الحرکة بل لکونه لا ینتمي لاثنیة النوبة!!
ولکن للحلو اسباب موضوعیة جعلته یستجیر بقبیلة النوبة من رمضاء اهله العاجزین عن حمایة مصالحهم المادیة والسیاسیة فشعب المسالیت الذي هزم اعظم امبراطوریة في العالم یقف الیوم مکتوف الایدي ویتفرج علی ملیشیات لا حول ولا قوة لها وهي تغتصب ارضه وعرضه!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ابراهيم اسماعيل ابراهيم شرف الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست