الكثيرون من أبناء السودان في الخارج لا يعرفون مقدار التردي في أحوال السودان اليوم !!.. البعض منهم يواكب تلك الأحوال عبر الاتصالات والمواقع والتلقي عن البعد .. ولكن ذلك الحاصل اليوم في داخل السودان أمر لا تصدقه العقول !!.. وقد بلغت الأحوال في السودان اليوم قمة الفوضى والفلتان !!.. وتلك الحكومة الجديدة بعد الانتفاضة والثورة غائبة كلياُ عن الصورة ولا أثر لها في حياة الناس !!.. إن لم نقل أن تلك الحكومة عاجزة كلياُ عن إدارة البلاد .. والذي يعيش الأحوال داخل السودان في هذه الأيام يقسم الله جازماُ بأنه لا توجد سلطة تدير الأحوال في البلاد !! .. وحياة الناس في داخل السودان قد أصبحت جحيماُ بسب الغلاء والارتفاع في الأسعار بطريقة جنونية .. فهل تصدقون يا أبناء السودان في الخارج إذا قلنا لكم أن سعر كيس السكر ( زنة 10 كيلو ) كان في نهايات حكم الإنقاذ البائد بمبلغ 110 جنيه سوداني .. والشعب كان يرى ذلك السعر كبيراُ مستحيلاُ وكان يحتج على ذلك السعر .. ولكن في هذا اليوم الذي نحن فيه قد بلغ سعر كيس السكر ( زنة 10 كيلو ) مبلغ 550 جنيه .. وذاك سعر قابل للزيادة بعد أيام ؟؟ .. هل تصدقون أن تلك الزيادات بعد أكثر من عام للانتفاضة والثورة .. وفي تواجد تلك الحكومة الجديدة !!.. ومثال آخر : في نهايات حكم الإنقاذ البائد كانت أجرة التاكسي عن طريق تلك الشركات التي تعرف ( بشركات الترحال ) من الثورة بأم درمان وحتى الكلاكلات بالخرطوم ما يعادل 180 جنيه سوداني .. وكان ذلك المبلغ يعد باهظاُ لا يطاق في ذلك الوقت .. أما في هذا اليوم بعد سنة كاملة من الانتفاضة وفي ظلال الحكومة الجديدة فإن أجرة التاكسي لنفس المشوار قد بلغ مبلغ أكثر من 2000 جنيه .. أي ما يعادل مبلغ ( 2 مليون جنيه بالقديم !!! ) .. بالله عليكم من يصدق ذلك الكلام ؟؟؟ .. وحتى في الأفلام الخيالية لا يحدث مثل ذلك الغلاء ومثل ذلك الأمر !!.. وتلك الأرقام الفلكية الواردة هنا للأسعار هي لمجرد المثال .. فالأحوال السائدة لكافة ألوان السلع والخدمات تجري بنفس القدر والمنوال .. وبنفس القدر من تلك المبالغات التي تعادل المستحيل .. والمصيبة الكبرى أن تلك الأسعار للسلع والخدمات قابلة للزيادات يوماُ يعد يوم وخاصة وشهر رمضان على الأبواب .. وسوف تأتي لحظات على السودان فيها سوف يعجز المقتدرون عن الشراء والخدمات ناهيكم عن هؤلاء الفقراء الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب السوداني !!.
أين أنت يا ذلك المبجل السيد حمدوك ؟؟؟ .. ألا ترى يا سيدي الفاضل بأم عينك ماذا يجري في أروقة التجار في السودان ؟؟ . وتلك الأحوال في السودان تزداد سوءُ يوماُ بعد يوم وقد مضى عام كامل من عمر الثورة والانتفاضة ؟؟ .. وأين أنتم يا وزراء الحكومة الجديدة ؟؟ .. ألا ترون أن تلك الأحوال تتردى بوتيرة سريعة في أيامكم ؟؟ .. لماذا لا تواكبون تلك الأحوال المتردية في البلاد وتعالجونها بذلك الحرص الذي كان يطالب بها الشعب ؟؟ .. ولماذا لا تراقبون تلك الأسواق وتلك الأسعار بطريقة رادعة وحكيمة .. ولماذا لا تحدون أطماع التجار بالسودان عند حدها المعقول ؟؟ .. ولماذا لا تقيمون تلك المحاكم الميدانية المعهودة في السابق والتي كانت قائمة يوماُ في عهد الإنقاذ البائد ؟؟ .. وهي تلك الخيام للمحاكم الفورية الطارئة السريعة التي كانت تقام في الميادين وفي الأسواق .. حيث كانت تراقب الأسواق وتجرى المحاكمات السريعة في حال التلاعب بالأسعار والمواصفات ؟؟ .
الشعب السوداني اليوم يرفع عقيرته عالياُ وينادي ويستنجد .. ويقول للسيد ( حمدوك ووزرائه ) بالله عليكم أتركونا من حالات الصمت الرهيب .. ذلك الصمت القبيح الذي لا يليق بحكومة ثورة وانتفاضة !.. وهو ذلك الصمت الذي يخلق الفوضى في البلاد ويهلك الشعب السوداني كثيراُ .. وأنتم بأسلوبكم ذلك لا تعيشون الأحوال ولا تحسون بمعاناة الشعب السوداني .. ولا تبالون إطلاقاُ حين تبلغ حياة الأمة مرحلة الجحيم !!.. ألا تستحون إطلاقاُ حين تبلغ قيمة كيلو السكر الذي كان بملغ 20 جنيه في نهايات حكم الإنقاذ البائد إلى مبلغ 100 جنيه في أيام حكمكم ؟؟؟ .. وأنتم ترون أن ذلك الصمت يحلكم !.. ولكنه صمت يعيبكم حين لا تشاركون الشعب أوجاعه !!.. وتلك صورة تجعلكم بمثابة أناس لا يملكون مثقال ذرة من النخوة والشهامة !!.. والشعب السوداني قد بلغ مرحلة اليأس والتكفير وهو يزاول ذلك التحمل والصبر الطويل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست