تدشين المرحلة الثالثة من الجيران بورت بحضور القناصل و الملاحق الاقتصاديين للدول الاربعة مع ممثل الحكومة السودانية. و كان تنفيذ المرحلة الاولى قد بدأ قبل عشرة سنوات، بعد أن تم حسم الخلاف حول الصيغة (الصيغ) المقترحة لتنفيذ ميناء على شواطئ السودان لصالح الدول المجاورة للسودان التي لا تملك موانئ، أو لا تملك منافذ على البحار. و كانت البدائل المطروحة وقتها كما يلي : 1 / إن يتم تنفيذ و تمويل و إدارة الميناء بالكامل، و بالتساوي بالشراكة بين السودان و الجيران المستفيدين من الميناء. 2 / قدم الجيران الاكثر حماساً للمشروع مقترح المشاركة حسب أنصبة و حصص مختلفة يكون تحديد الحصص و المساهمات لقدرات كل دولة، على أن تكون الإدارة بواسطة جهة محايدة، وبإشراف المستفيدين. و أن يكون توزيع العائد حسب المساهمات، مع منح ميزة إضافية عندما يزيد حجم المعاملات عن رقم معين. 3 / أن يتم تنفيذ المشروع بالشراكة بين كل المستفيدين ( بما فيهم السودان) بالتساوي. مع منح السودان قيمة الايجار كبونص إضافي من الارباح / أو أن يتم دفع إيجار سنوي في كل الاحوال دون أن يتأثر بالحجم أو النتائج النهائية للنشاط. 4 / تمويل المشروع بضمانات من الجيران المستفيدين مجتمعين بغرض التأسيس و التشغيل مقابل مزايا و أولوية لبضائع و سفن الجيران. 5 / ميناء سوداني بالكامل تمويل، تنفيذ، و إدارة مع اتفاقيات دولية مع دول الجوار المستفيدة من المشروع، بالمرور من خلال الاراضي السودانية و ميناؤه كبديل وحيد لحركة تجارتهم الخارجية. دون التأثر بأية عوامل سياسية أو غيرها. تم ترجيح البديل الاخير، لارتباطه بفكرة السيادة، و قبول كل الاطراف بالثقة في الاتفاق الدولي. و بموجب هذه الاتفاقية الدولية حصل السودان على التمويل لتنفيذ المشروع مع ميزة نسبية في رسوم الخدمات أقل 10% تقدم للجيران الموقعين. أهم مميزات ميناء الجيران : = الميناء مكون من 15 رصيفاً و 30 رافعة لتلبية احتياجات أكبر سفن الحاويات في العالم، حيث تستطيع الميناء استقبال جميع السفن من أي حجم موجودة في الخدمة حالياً أو قيد الطلب. = تم تزويد الميناء بأحدث الرافعات ، و الرافعات الجسرية و من أهمها : 5 رافعات جسرية ذات عجلات مطاطية 4 رافعات جسرية على سكك 20 رافعة للحاويات الفارغة 2 عربة مناولة إلى أعلى 5 رافعة شوكية 180 الجرارات 200 عربة مقطورة = المناطق و الخدمات الخلفية للميناء : السكة حديد و الطرق: تربط كل حدود دول الشركاء مع الميناء، مع توفير كل احتياجات الطرق من خدمات. المدينة اللوجستية : تمتد على مساحة 10 كلمتر مربع، شملت المخازن ، و المخازن المبردة، و صوامع الغلال، و مستودعات المواد البترولية. مع كل الخدمات اللازمة. المنطقة الصناعية : منطقة صناعية بمساحة 30 كلمتر مربع، مقسمة حسب الانشطة الصناعية المختلفة المنطقة الحرة : تمتلك جميع أنماط وسائل النقل والخدمات اللوجيستية وخدمات القيمة المضافة، ومن بينها التصنيع الخفيف والتجميع، وذلك في منطقة جمركية موحدة ضمن بيئة منطقة حرة في آن واحد، قدمت العديد من الفرص، للدول المستفيدة للتخزين المؤقت أو إعادة التصدير، أو إعادة التعبئة و حتى التصنيع. = كل الخدمات المقدمة سواء كانت الحجوزات الخاصة بمراسي السفن، ومراقبة الحركة على البوابات وساحات التخزين، وتخليص الحاويات وإعطاء الموافقات، وجداول مواعيد السفن، ومتابعة الحاويات، والمدفوعات في الميناء، والحجز الإلكتروني للمواعيد، والبيانات والمدفوعات الجمركية، وتسجيل الشاحنات، وتخطيط نقل الحاويات، وغيرها من الخدمات الأخرى ذات الصلة. يتم تقديمها بعدة طرق منها التقليدي على الكاونترات أو من خلال الموقع الالكتروني للميناء. = تم تصميم الميناء بأحدث الطرق مع مراعاة كل ملاحظات المستفيدين الاساسيين من الجيران، مع حسبان المتغيرات المتوقعة في المستقبل، بصرف النظر عن نسبة احتمال تحققها مثل أثر التغيرات المناخية على ارتفاع مستوى مياه البحر حتى أربعة أمتار. نقاط خلاف في طريق المشروع : بعض الخلافات كانت على موضوعات أُثيرت من قبل الشركاء منذ مراحل التفاوض الاولى و تم تأجيلها وفصلها عن موضوع تنفيذ الميناء، من أهمها: = تأسيس شركة نقل بحري مشتركة : كان البعض أكثر حماساً للشركة منها للميناء، بل كانت فكرة الشركة هي البذرة التي أنبتت شجرة الميناء وفروعها. كان هناك عرض بمجموعة بواخر بمواصفات و شروط تمويل جيدة ، قدمها أحد الجيران في شكل دراسة كاملة حتى أسم الشركة المقترحة تم تحديده ( و في وقت لاحق طالبوا بأن يطلق هذا الاسم على الميناء). رفض السودان كل المقترحات و البدائل الخاصة بتأسيس شركة جديدة. ثم جاء الحل من الجهة التي تولت التمويل، و أهم بنود الاتفاق كانت في النقاط التالية : ➢ زيادة قدرات الخطوط البحرية السودانية 150% خلال فترة ثمانية سنوات بنسب سنوية ثابتة. ➢ تقديم اتفاقيات التزام الشركاء باستخدام بواخر الناقل الوطني كضمان إضافي للتمويل. ➢ يلتزم السودان بتوفير الخدمات على مسئوليته الكاملة حتى لو لم تكن التزاماته تسمح بنقل بضائع الشركاء. ➢ تقديم أسعار تفضيلية في تكلفة الشحن و توقيت الشحن، تشمل15% أقل من سعر السوق لكل الواردات، و من 10% إلى 20% تخفيض في رسوم شحن الصادرات بشرط أن يكون ذلك التخفيض في فترات زمنية و مواسم معينة. ➢ برمجة مسبقة لنقل البضائع من و إلى الميناء على السكك الحديد السودانية حتى حدود دول الجيران. = جنسيات العاملين في الميناء و المناولة و السفن: طالبت كل الدول بنسب محددة لمواطنيها للعمل في هذه المرافق. و تم حسم الخلاف سريعاً بتحكيم القانون السوداني، بعدم تشغيل الغير سودانين في أية وظيفة أو مهنة يمكن أن يشغلها سوداني. ثم بعد ذلك تم الاتفاق على إعطاء الاولوية لمواطني دول الشركاء ، دون تحديد أي نسب أو عدد محدد، و حتى مقترح الحد الادنى في بعض المواقع لم يوافق عليه السودان و تنازل عنه الشركاء. = ضباط الاتصال و التنسيق بين الدول : تم تكوين لجنة فنية تقوم بمهام ضباط الاتصال بين الدول المستفيدة و السودان برئاسة دورية بينهم في مقرها بالميناء الجديد، مهمتها رقابية و تنسيقية،بإعداد التقارير الدورية، و توثيق حالات الخلاف أو الشكاوي ورفعها للجنة الوزارية العيا المكونة من الوزراء المختصين بدول الجوار و السودان. و من مهامها رفع مقترحات التطوير و التحديث، أو التوصية بأي دراسات إضافية.
وصل عدد العاملين المباشرين فقط في الميناء، عند تدشين المرحلة الثالثة 165 ألف فرد 87% منهم سودانين و 9% من دول الجوار الشركاء، و البقية خبراء من دول مختلفة.
إن العاقل، ينبغي له أن يعمل بما علم لينتفع بعلمه، فإذا لم يفعل ذلك، كان مثله كالرجل الذي زعموا أن سارقاً تسور عليه وهو نائم في منزله، فعلم به فقال: والله لأسكتن حتى أنظر ماذا يصنع، ولا أذعره؛ ولا أعلمه أني قد علمت به. فإذا بلغ مراده قمت إليه، فنغصت ذلك عليه. ثم إنه أمسك عنه. وجعل السارق يتردد، وطال تردده في جمعه ما يجده؛ فغلب الرجل النعاس فنام، وفرغ اللص مما أراد، وأمكنه الذهاب. واستيقظ الرجل، فوجد اللص قد أخذ المتاع وفاز به. فأقبل على نفسه يلومها، وعرف أنه لم ينتفع بعلمه باللص: إذ لم يستعمل في أمره ما يجب. ان العلم لا يتم الا بالعمل، وان العلم كالشجرة والعمل به كالثمرة. وانما صاحب العلم يقوم بالعمل لينتفع به وان لم يستعمل ما يعلم فليس يسمى عالما ولو ان رجلا كان عالما بطريق مخوف، ثم سلكه على علم به سمي جاهلا. (كتاب كليلة ودمنة)
«معظم الناس يضيعون وقت كبير وطاقة عالية في الدوران حول المشاكل بدلاً من محاولة حلها. المشاكل هي تحدي لقدراتك، فالمشكلة تظل مشكلة حتى تحل، والحل هو الجائزة للشخص الذي ساهم في حلها. بدلاً من تجنب المشاكل، يجب علينا أن نواجهها ونرحب بها ومن خلال التفكير الصحيح نجعلها تعود علينا بالنفع والمكسب.» هنري فورد Henry Ford ( يوليو 1863 – 7 أبريل 1947)، مؤسس شركة فورد للسيارات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة