السودان.. محك التغيير والانفلات بقلم د. ياسر محجوب الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2019, 06:30 AM

د. ياسر محجوب الحسين
<aد. ياسر محجوب الحسين
تاريخ التسجيل: 07-28-2018
مجموع المشاركات: 278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان.. محك التغيير والانفلات بقلم د. ياسر محجوب الحسين

    06:30 AM April, 13 2019

    سودانيز اون لاين
    د. ياسر محجوب الحسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمواج ناعمة






    بدا يوم أمس الأول السبت يوماً طويلاً غير يسير على السودانيين؛ فإن كان قلقاً على مستقبل البلاد فإنك تكاد تسمع صريره، وإن كان فرحاً فإن دموع الفرح تملأ العيون فتكسوها غشاوة. حالة الغموض والقلق تسيطر، لأن الثورتين الشعبيتين اللتين شهدهما السودان في 1964 و1985 كانت إرهاصاتهما ومآلاتهما واضحة وكان تبيّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود أمراً متاحاً ويسيراً.

    اليوم في هذه الثورة الشعبية الثالثة يبدو أننا أمام مخاض عسير لم يسبق للسودان نظيرا له؛ الحشود الثائرة التي عبأت شوارع الخرطوم في الأيام الماضية فناءت بحملها، لم تماثلها حشود في الحقب الماضية فقد سبقتها احتجاجات استمرت لأكثر من 3 أشهر لم تفتر ولم تكلُّ. في ذات الوقت لم يكن نظام عمر البشير نظاماً سهل المراس ولم يضاهه أي نظام عسكري مرّ على السودان من حيث فترة حكمه الزمنية وتجذره في مؤسسات الدولة وبناء دولة عميقة وهذا ربما الذي فسّر استمرار الاحتجاجات طيلة هذه المدة.

    اليوم الجيش هو محور التغيير والقلعة الآمنة التي يحاول الجميع الاحتماء بها من فوضى وانفلات قد يحدث لا سمح الله. ففي الوقت الذي حاول البشير أن يجد ملاذاً آمناً في الجيش عندما اشتد عليه الضغط الجماهيري حين شكّل حكومات الولايات من العسكريين، لجأ المتظاهرون إلى مقر قيادة الجيش واعتصموا به منذ 6 ابريل السبت الماضي، ويبدو أن الجيش كان أقرب للجماهير خاصة في قياداته الوسيطة مما أجبر الكبار على النزول إلى هذه الرغبة الجامحة.

    إن ما حدث من تغيير مفصلي في السودان كان نتيجة طبيعية لسلطة ظلت تستخدم القوة والبطش واتخذت من الحلول الأمنية سبيلا أوحد لمعالجة مشاكل البلاد المعقدة في ظل ظروف دولية وإقليمية أكثر تعقيداً، لم تكن الأزمة التي عايشتها البلاد أزمة اقتصادية، وإن كانت شرارة التظاهرات سببها نقص الخبز، بل هي أزمة سياسية نتج عنها تدهور اقتصادي مريع تسبب في إشكالات أمنية كبيرة.

    يأتي التغيير في السودان والوضع العربي لا يسر عدواً ويشكو أقصى درجات التراجع والانكسار والتشرذم، ولا يسع المجال هنا للحديث عن ما يجري في ليبيا وسوريا واليمن. الربيع العربي غدا خريفاً متطاولا مسببا المزيد من خيبات الأمل الجماهيرية، أذكر طرفة هنا تجسد حالة اليأس التي تمسك بتلابيب الأمة؛ ففي ظل حالة الغموض وتأخر بيان الجيش أمس الأول وعدم معرفة قائد التغيير تواترت التكهنات بشأن من هو قائد التغيير ومن تلك الأسماء جنرال سوداني اسمه عبد الفتاح البرهان وهو في منصب مفتش عام الجيش، أحد الزملاء المصريين قال لو عندكم أي جنرال في جيشكم اسمه عبد الفتاح فيجب إعدامه فورا!.

    دوليا لا تبدو هناك فعالية تدعم بشكل إيجابي الاستقرار في السودان؛ فالحسابات الانتهازية هي سيدة الموقف، فهل تعني إزاحة البشير بالضرورة رفع جميع العقوبات الاقتصادية والسياسية التي تضرر منها الشعب أكثر مما تضرر بها النظام وكذلك رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟ صحيح أنه تساؤل تصعب الاجابة عليه حالياً، بيد أن كل ذلك إن حدث فقد يمهد الطريق للتعاطي الدولي الإيجابي مع السودان خاصة من الناحية التجارية وفتح فرص الاستثمار الخارجي، المدهش زيارة القائم بالأعمال الأمريكي ساحة الاعتصام بالخرطوم وهذا لا يبدو أمراً متسقاً مع الأعراف الدبلوماسية ويشير إلى نهج غير سليم في سياقات التعامل السليم بين الدول.

    يخشى الكثيرون من ملاحظات ما جرى في اليوم الأول للتغيير من أن تنحدر البلاد إلى وضع أمني هش يشابه الحالة السورية، وعليه لابد من إجراءات عاجلة تفضي إلى معادلة سياسية جديدة ومختلفة تستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني وتجنب البلاد تحمل فاتورة باهظة الثمن جراء سقوط نظام ظل مسيطراً على البلاد زهاء 30 عاما حسوما.

    فالمسؤولية اليوم تاريخية أمام الطبقة السياسية السودانية وهي محل اختبار وتمحيص للقيام بدور حكيم ورشيد يكبح مظاهر الانجراف نحو هاوية لا قرار لها، تحقيقا لانتقال سياسي آمن لصالح الإرادة الجماهيرية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de