الذكري السابعة والخمسون لرحيل الدكتورالشهيد طه بليه 1920 م – 1960 م بقلم ابراهيم طه بليه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-06-2017, 04:08 PM

ابراهيم طه بليه
<aابراهيم طه بليه
تاريخ التسجيل: 03-27-2014
مجموع المشاركات: 19

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الذكري السابعة والخمسون لرحيل الدكتورالشهيد طه بليه 1920 م – 1960 م بقلم ابراهيم طه بليه

    03:08 PM September, 06 2017

    سودانيز اون لاين
    ابراهيم طه بليه-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    يا إبني ، تركت فينا ما إن تمسكنا به فلن نضل أبدا .... مبادئ العزة والكرامة
    أنا اليوم يإبني يضيق صدري ولا ينطلق لساني ، وإنقطع ظهري ، وتنغص عيشي ، وتكدر دهري ، فما أجد بعدك أنيسا لوحشتي ، ولا راد لدمعتي ، ولامعينا لضعفي ، إنقلبت الأسباب وتغلقت دوني الأبواب ، فأنا للدنيا بعدك قالي ، وعليك ما ترددت أنفاسي باكية ، لاينفد شوقي إليك ، ولاحزني عليك أنا اليوم صمت عميق ولوعة من فقدان ، سكن الحزن داري والصمت المتعب معلق علي الجدران ، ينصب رايته السوداء ولا يبكي ولايعرف الأحزان سوي حزني الذي سطر قوافي الرحيل المر وإنكسر يراعي وإندلق المداد ، أن اوبخك بمخالفتي قد عز مفارقتك وفقدك ، إلا أنه أمر لا بد منه فلكل أجل كتاب ، إلا أنك سبقتني بالرحيل ، والله صبرت علي مصيبة رحيلك ، وقد عظمت وفاتك ، فقد مات العمد ووهنت العقد ، بلغني الكبر ومعين العمر يكاد ينضب ، أحس بإقتراب موعد رحيلي واللحاق بك .
    ليتك يابني أن ترمق سرادق وداعك الذي إنتصب ليس علي الأرض إنما علي علي قلوب المحبين . فكيف لانبكيك وسيرتك العطرة الطيبة لامست وهج الكواكب وشفاف القلوب ؟ أنا منذ لحظة غيابك يحتويني ويكتويني تذكرك . أشتاقك دائما عمرا وزمنا خرافيا ، طيفك الحبيب الحاني يتقوس في السماء ويتبرك مع الغيم ، تبلل روحك الطاهرة بالماء البرد ، خذني إليك فقد أصبحت وحيدا علي منعطفات الكبر الحائرة ، أشرعت للريح حلمي العتيق ، الآن لاشئ أمامي يبدوا حليفا ، فأنا أنازع حزن السنين في آخر الذاكرة .
    لاشئ سوي وجهك ، كنت ألاطفك وأداعبك ، أرفعك فوق كتفي ، اسقيك حبا وحنانا – وتسقني بسمات طفولتك البريئة تروي ظمأ لحظات فراقك ، ويداك الطريتان تمسكان بخناق عنقي وتأبي الفراق ، وكيف بي وقد صاحبتك عمر الطفولة والشباب ، فقد كنت لك نعم الجمل وكنت نعم الراكب ، فهل من معين يرحمني ، ويمحو من ذاكرتي أيام لن تعود أبدا ؟.
    يا بني – دب الحزن إلي قلب الأمة وضمير الحياة – إلا أن شلال الحزن صب في فؤادي ، فلن يكون في أهل الأرض والأصحاب والاقرباء والأحباب أشد حزنا وأعظم بكاء وإنتحابا مني ، فحزني يتجدد ويزيد وبكائي ويشتد ، فلن أجد بعدك أنيسا لوحدتي ، ولا راد لدمعي ولا معينا لضعفي ، لا ينفد شوقي إليك ولا حزني عليك ، فقلت حسبي الله ونعم الوكيل ، فمتي يارب تنعي إلي نفسي وقد وهن العظم مني وإنحني العود وعجزت الحواس ، إنني لا أري مابي إلا لاحق بك فما عهدتك إلا مطيعا بي وكريما توفي حقوق الأبوة ، فإنا لله إنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها واحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء لها ، ورزية لا خلف لها ، الآن فقدتك ، فلن ألقاك بعده أبدا ، أما حزني سرمد ، أما ليلي فمسهد ، وهم لايبرح من قلبي ، حتي يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم ، فإلي من غير الله الرحيم أشكو ؟
    كان لروح تراحم الأهل والجيران والعشيرة والأصدقاء – كبير الأثر فقد خفف وطأة رحيلك الشاق – الجميع في المدينة ومن كل فج عميق ، شارك في تضميد جراح الفقد وتخفيف المصاب الكبير ، يبتهلون لله الواحد الصمد ، فاليتغمدك يا من كنت أعز الناس بكل أسباب الرحمة ويدخلك مداخل الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيفا ، فجزاهم الله عنا خيرا... فمامن بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها .
    عزائي الكبير - إرثك النضالي ، سيرة نضالية نيرة ومشرفة ، لايضل عنها إلا هالك ، كالقمر إذا طلع أضاء الظلمة ، وكالشمس إذا طلعت أضاءت الدنيا ، تدعو لإقتحام المستقبل وإكتشاف المزيد من إمكاناته الكبيرة بنعمة العلم والمعرفة إعتمادا علي أنفسنا ، لكبح جماح فرس الجهل ، لئلا يقتحم بنا وديان التخلف القاحلة والتبعية العمياء المذلة ، وليس سواء‘ ، الجاهل الذي يرهن إرادته ، والذي بيده سلاح المعرفة ينتصر لحقوقه المشروعة ، ويحارب طوائف المستغلين الذين لا يعرفون للطمع حدودا ، ولا للإستغلال قيودا ، ممن يستنزفون جهود الأمة إستنزافا ويستثمرون قواها إستثمارا ، حيث نستوحي من نصوص وحوادث تاريخية أن مخطط الإستهداف كان معدا ، رغم هذا قد فشلوا في إحتواء الصحوة البجاوية التي رفعت رايات ، البجا أدري بشعابها ، وهكذا كانت المواجهة مع العرقية المتعنصرة وسلطاتها المركزية قد بلغت الذروة ، فقد كان ثورة مبادئ مؤتمر البجا قد بلغت مرحلة النضج ، لإقتحام كل حواجز الإستهداف من ظلم وتهميش.
    لعلنا لن نجد في تاريخ البجا ، مدرسة فكرية إستطاعت أن توجه الأجيال المتطاولة ، وتفرض عليها مبادئها وأفكارها التي رسمت كل ملاكح الإنسانية والتحدي ، بل زرعت في كل بيت بجاوي أملا للحياة وإبتسامة ساخرة لركام التخلف – ثم تبني أمة حضارية لها كيانها وإرادتها الحرة ، وهكذا بإيقاظ العقل من سباته ، وإثارة الوجدان من تحت ركام الغفلة ، وتنقية الفطرة من الشوائب والحجب ، بذلك كله تم التخطيط لثورة إجتماعية وسياسية ، حتي تتسارع دورة الحضارة وتسود قيم الحق والعدل والحرية.
    رغم هذا لم تسلم من محيطها القريب والبعيد تفرض عليها قيودا ، حتي لا تعبر بإرادتها الحرة عما تراه من رأي أو قرار ، وخير مثال ... قيام إنقلاب الفريق ابراهيم عبود بعد شهر بالتمام والكمال ، في 18/ نوفمبر / 1958 ، حتي بادر الإنقلابيون ، بالإستيلاء علي دار التنظيم ، وإستهداف القيادة التاريخية التي رفضت التسليم لإرهاب الإنقلاب بالإعتقال التحفظي والإبعاد القسري بعيدا عن مديرية كسلا ، والتاريخ شاهد علي ذلك – وهناك المزيد من الشواهد ولكن للأسف الشديد المجال لايسع لذكرها .
    وتبقي الحقيقة ، هناك سنن إلهية تجري علي أساسها حياة المجتمعات التي تتقلب فيها حياة الأفراد . ومن أبرز هذه السنن إنتصار الحق دائما ودحر الباطل ، وانعكست تلك الحقيقة علي مواقف الأمة التاريخية في 11/ 11 / 1958 م ، وطاردت روع التشاؤم والشك والسلبية والإنهزامية التي سعت أجهزت الطاغوت ووساوس الجبت أن تبثها في روح أمتنا بكل ما أوتيت من قوة ، فهيهات أن يدوم الباطل ويزهق الحق ... فالحقوق لا تعطي ولكن تؤخذ

    والدك/ عثمان محمد بليه
    مفتش عام وزارة التربية والتعليم بالمعاش - مديرية كسلا
    بورتسودان في 28 / أغسطس / 1969 م
    هموم تؤرقني:-
    عندما تمر بي ذكري أحد قيادة مؤتمر البجا التاريخية ، أتذكر مدي الفجوة بين حياتنا والحياة التي بشر هؤلاء وتجلت في سيرتهم التاريخية .
    والمصيبة الأكبر تتمثل في أن الكثير منا لايعرف حياة هؤلاء إلا النزر اليسير وهل يمكن أنئذ من إتباعهم وإنتهاج سيرتهم ؟
    اليوم 28 / أغسطس / 1960 م ، يصادف إستشهاد القائد الدكتور طه بليه الذي غاب عن أفق القيادة غريبا في مدينة لندن بالمملكة البريطانية المتحدة وحين أجتهد في رسم صورة عن حياة الدكتور إخصائي الجراحة ورفقائه القدوة الحسنة ، أعترف بقلة الحيلة والمصادر المتوافرة عن سيرة هؤلاء ، ولا أدري ما السبب في ذلك ؟ علي إنني أفترض قلة المصادرالموثقة وقلة تحقيق المؤرخين من البجا ، في تلك الحقبة التي تميزت بالأحداث المؤثرة تاريخيا في حياتنا السياسية والإجتماعية ، ناهيك عن الإستهداف الممنهج لتاريخ البجا قديما أو حديثا... اللهم إلا تأريخ مؤرخين أجانب أوفي بتضحيات البحا وبطولاتها من أجل حماية الوطن ماتسحقه من تقدير وإحترام ، قياسا بمن أرخ تاريخ السودان بقلم الرؤية الأحادية لبطولات وهمية وانتصارات زائفة وتناسوا إنتصارات البجا وتضحياتهم الغالية وهزيمة المستعمر البريطاني وإفشال مربعه الشهير (المربع الإنجليزي) يوم هزم بالسيف المدفع في معركة تاماي التاريخية ، وعاد والمستعمر السودان من البوابة الشمالية . فهل هناك من ينكر هذه الحقائق التاريخية ؟ . ألم يكن نصرا للأمة السودانية بأسرها وليس للبجا وحدها ؟ . فهل يعرف هؤلاء المؤرخين أين تقع جغرافيا ، تاماي وتوفرك وأبينت وعيتباي والمشيل والقنب والأوليب وسنكات وكسلا وطوكر حيث أوقدت نيران التضحية والفداء دفاعا عن الدين والوطن ؟ وصاحبها ذلك الأشعس الأسمر النحيل ( الفزي وزي ) تحت قيادة القائد العبقري عثمان دقنه ، أم هو التجاهل والنكران المستحيل لتاريخ هذه الأمة .
    اللهم أشكو إليك فقد قيادنتا وكثر عدونا وقلة حيلتنا وشدة الفتن بنا.
    عاش كفاح مؤتمر البجا

    ابراهيم طه بليه
    28/اغسطس/2017 م
    mailto:[email protected]@mail.com

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de