شباب يخطون في ثبات نحو الهدف ، يتحركون بهدوء وسط القواعد الشعبية ودهاليز المجتمع الدولي بعيدا عن الإعلام والضوضاء حتى سيطروا تماما على هذه القواعد وتمكنوا من توجيه قواعد اللعبة الدولية لصالح تنظيمهم الخفي ، بهذه التحركات التي أستطيع وصفها بالمشبوهة إلا أننا قد نتفاجأ جميعا بظهور هذا المارد الخفي متسيدا المشهد في بلادنا في حين إنشغال الأحزاب السياسية والحركات المسلحة الأخرى بتقسيم السلطة الإنتقالية . هؤلاء هم الذين أطاحوا برئيسهم عبد الواحد نور الذي ملأ العالم ضجيجا فتركوه وحيدا يتخبط في الإعلام بعد أن كان عبد الواحد محافظا على نقاط قوته الثلاث وهي معسكرات النازحين في دارفور وجيشه في جبل مرة والإعلام ، لقد أخذ هؤلاء الشباب من عبد الواحد بإنقلابهم الأبيض معسكرات النازحين بأكملها وجيشه في جبل مرة برمته وتركوا له الاعلام ، الإعلام فقط فتبقى للحركة بعد هذا الإنقلاب عبد الواحد وناطقه الرسمي لا غير . سألنا عن هؤلاء الشباب رغم شح المعلومات عنهم فوجدناهم من المؤسسين لحركة وجيش تحرير السودان على رأسهم المحامي أحمد إبراهيم يوسف الذي كلف برآسة الحركة لفترة مؤقتة بعد بيانهم بتجميد نشاط عبد الواحد نور الذي صدر في شهر مايو المنصرم ، الاستاذ/ علي محمد حامد وهو الشخص الذي كلفه النازحين مفوضا ومبعوثا لهم ليكون بالقرب من رئيس الحركة عبد الواحد والمحامي حافظ حمودة الذي كان يتولى الشؤون السياسية في الحركة الذي أبعدته السلطات المصرية في وقت مضى وكذلك الاستاذ/ محمد زكريا يحيى كان يشغل نائب عبد الواحد وهو إقتصادي من جامعة الخرطوم وصلاح ابو الخيرات مختص في العلاقات الدولية وعثمان خليل خازن أسرار عبد الواحد ومسؤول أمنه الشخصي والقائد عباس خميس قائد ومؤسس جيش الحركة في إريتريا ومحمد آدم مريسيلا منسق الحركة بجنوب السودان والقائد أمير طربوش مسؤول الاستخبارات العسكرية بالحركة وآخرون لم تتوفر عنهم أي معلومات ، فهم قيادات الحركة الوحيدين الذين لازموه منذ إندلاع الحرب في دارفور وظلوا معه معارضين للنظام حتى حان موعد إنقلابهم بعد أن ضمنوا قواعد الحركة اغلبهم من نازحي دارفور ووجدوا الضوء الأخضر من المجتمع الدولي فقررا الاطاحة بعبد الواحد ففعلوا وهم واثقون من نجاح خطتهم . لم يفتحوا التنظيم لتوسيع دائرة قياداته بل جعلوه مغلقا كأنهم يخططون لأمرا إستراتجيا يرتبط بالانتخابات المقبلة وربما لسر لا نعلمه حتى الآن . ومن خلال متابعاتي لهؤلاء الشباب وجدت انهم يتميزون بعلاقة ممتازة مع دوائر غربية مؤثرة وأخرى مشبوهة تكن العداء للحكومة السابقة بالإضافة لعلاقاتهم الجيدة مع المبعوثيين الدوليين واللجنة الدولية للعقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي ولقاءاتهم المتكررة بهم في كمبالا ونيروبي والقاهرة . لا ندري سر إبتعاد هؤلاء الشبان عن الإعلام ولا ندري سر إرتباطهم بدوائر خارجية غربية مسيطرة على القرار العالمي هذا ما ظهر لي من خلال متابعتي لهذه التحركات .
سألت أصدقائي المختصين في الإعلام السياسي والأمن والمخابرات عن هذه الظاهرة جاءت إجاباتهم متوافقة مع توقعاتي ذكر لي صديقي حيدر حسن ( خبير أمني ) أن التحركات الهادئة للوصول إلي الأهداف الاستراتيجية هي من ثوابت عمل المخابرات لذلك من المحتمل ومن خلال التضخيم لشخصية عبد الواحد في الميديا يرى أن هناك خطة موضوعة من هؤلاء الشباب المنقلبين على عبد الواحد وهم أدرى الناس بنفسيته بحكم معاصرتهم الطويلة له ، يروجون في الاعلام الاجتماعي لتضخيم شخصية عبد الواحد حتى تظن الحكومة والقوى السياسية بأن الرجل مسيطر وأن حل أزمة دارفور في يده ويستدرجونه الي أن يصل الي الخرطوم ومن ثم تنكشف الحقائق ليسقط سسياسيا وبسقوطه السياسي ينفسح لهؤلاء الشباب الطريق نحو الصدارة السياسية وهم يملكون هذا الكم الهائل من القواعد المنظمة بفعل المآسي الانسانية ودقة تنظيم المنظمات الدولية لمعسكرات النازحين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة