الحساب يجمع بقلم عبد الحفيظ مريود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 01:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2018, 08:17 AM

عبد الحفيظ مريود
<aعبد الحفيظ مريود
تاريخ التسجيل: 09-12-2014
مجموع المشاركات: 36

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحساب يجمع بقلم عبد الحفيظ مريود

    08:17 AM March, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    عبد الحفيظ مريود-السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الملفات الكبرى المرتبطة بقضايا الفساد فى السّودان تلزمها أكثر من نوايا. وأكثر من عزائم قدْ تُنقَضُ – بين ليلة وضحاها – فى إطار التصوّرات الكونيّة التوحيديّة. إذْ يمحو الله ما يشاء ويثبتُ وعنده أمُّ الكتاب. وأكثر لأنّ الجرح رُّمَّ على فسادٍ، وقد قال الشاعرُ العربىّ قديماً "إذا ما الجرحُ رُّمَّ على فساد، تبيّنَ فيه إهمالُ الطّبيب". وهى لوازمُ التغافل الكلىِّ أو الجزئيِّ عن بعض الملفات التى تستغلُ هذا التغافل فتوسّعُ من دوائرها.
    لم تجدِ الحكومة بدّاً بعدَ ما يقارب الثلاثين عاماً غير أنْ تجهرَ برغبتها الصّارمة فى مكافحة الفساد والمفسدين. لعلّ الخطوة العملية الأولى كانت إعادة الفريق أوّل صلاح قوش مديراً للجهاز الذى صيّره جهازاً قويّاً ومؤسّساً، إبّان جلوسه على سدّته. وبدأت إجراءاتٌ هنا وهناك تشير إلى أنّ الرّغبة فى إعادة الأمور إلى نصابها رغبة يتبعها عمل. كان مطلوباً حزمة الإجراءات التى ستعمل على ضبط سعر الصّرف، وقد مضتِ الخطواتُ قصيرة ومتقاربة، تسندها تدابيرُ أخرى. لكنّ ذلك – يعرفه القاصى والدّانى – ليس سوى معالجات موضعية، أشبه بالتخدير الموضعىّ للجرح، لن يلبث أنْ يلتهبَ مرةً أخرى، وربّما بأعنف من التهابه الأوّل. ولم يعد أحدٌ فى سهول السّودان وهضابه يجهل أنّ منظومة الفساد فى السّودان صارت داءً عضالاً فاتكاً، أعيا جميعُ الأطباء الذين تمّ طلبهم لهذا الأمر، فلماذا ستعجزُ الحكومة وتُلحِق بنفسها هزيمةً نكراء فى مكافحة الفساد التى تزمعُ خوض غمارها؟
    أوّل إعتراف رسمىّ كان من الشيخ حسن التّرابىّ على أيّام رعايته الأبويّة للحكومة، حين صرّح بأنّ نسبة الفساد لا تتعدّى البضع فى المائة. وقد صارت كلمته لبانةً فى أفواه المتكلّمين عن الفساد فى السّودان. لم تتبع الكلمةَ تلك أيّةُ إجراءات عملية حازمة فى التصدّى للفساد. وما لبثتِ الحكومة نفسها، المؤتمر الوطنىّ، الحركة الإسلاميّة أنْ تشقّقتْ مثل حائط جالوص بُنىَ على عجلٍ فى أرض زراعيّة، تشقّقت مخلّفة سمعةً سيئة صنعتها هى ذاتها عن نفسها، دون حاجة إلى عدوّ بعيد أو قريب. فقد صار الجناحان الكبيران (المؤتمر الوطنىّ والمؤتمر الشعبىّ) يكيلان الشتائمَ لبعضهما البعض ويتّهمان بعضهما البعض بتهمٍ شنيعة. لم يسلم من ذلك – فى المؤتمريْن – إلاّ من كان له قلبٌ أو ألقى السّمعَ وهو شهيد. فى كشف غطاءيْهما عن بعضهما البعض، تبدّى للنّاس أنّ هناك شبكةً معقّدةً من المصالح ترعى الفساد وتكرّسُ له. ثمّ صار كلٌّ يكيدُ للآخر ويعمل على اتّقاء شرّه، وهنا مداخل كبرى للاستشراء المتيّقن للفساد، وذلك فضلاً عن انهمام الحكومة بجعل الوحدة جاذبة، بتفعيل اتفاق القاهرة مع التجمّع، بضمان صمود اتفاقية الشرق، بكسب ودّ جهات دولية لاعبة فى ملفات كثيرة، فى الكثير مما يشغلُ أيّة حكومة مرتبكةٍ مضطربة لا تأمن غواشىَ الأيّام ولا غواشىَ بعضها بعضاً. فصارت جسماً هلامياً مترّهلاً ثقيلاً لا يكادُ ينجزُ مطلوباته. أو كما قال البروفيسور موسيس مشار، نائب الرئيس الأسبق، وأستاذ الفيزياء (زى مَرَة بكُونْ قاعد جنبك وإنتَ جسمك ما بقوم)، كنايةً عن عجزٍ مخجلٍ ولئيم.
    البضع تلك صارت أكثر مما كان يتحّسبُ له النّاس، وتداخلتْ رعايته لبعضه البعض، تكاثفتْ وتعقّدتْ شبكاتُه بحيث لم يعد سهلاً أن تفرز خيوطّها. وفى كلّ يوم كانت تُضيف جديداً، بغرض الحماية أو بغرض جعله يبنى بيته من زجاج، حتّى لا يكشفنا ويكون شاهداً علينا فى حال جاء وقتُ الحساب أو الكلام. فالحكمة تقول " إذا أرتَ أنْ تكون فى مأمنٍ، فاجعلِ الآخرين يبنون بيوتهم من زجاج"، وهى الحكمة التى تمّ وفقاً لها جرجرة أقدام الكثيرين إلى المستنقع.
    من المؤكّد أنْ لا أحدَ عاقل يكره مكافحة الفساد. أو يألوا جهداً فى دعم المكافحِين إلاّ أنْ يكون مفسِداً وفاسداً. لكن الشّفقة حاضرة أكثر من أىّ شئ آخر. وقد نوسر الجرح ولم يعدْ هناك أملٌ فى شفائه، فالأفضل أنْ نتقدّم خطوة إلى الأمام، فنمنع وقوع فساد قادم. حتّى لا نضيع وراء مطاردة الخفافيش.
    نشر فى صحيفة الاخبار























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de