الحرية للمناضلين أمل هباني، عبد الغني كرم الله وصديق أبو فوّاز ورفاقهم بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 01:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2018, 06:30 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرية للمناضلين أمل هباني، عبد الغني كرم الله وصديق أبو فوّاز ورفاقهم بقلم أ.علم الهدى أحمد عثمان

    05:30 PM February, 03 2018

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الفصل الأخير من رواية الحب في زمن الجنجويد حين يهرب أهل النظام!








    قتلوا رجلنا وتركوا الشيطان، يا للمهزلة


    حين وصلنا الى القصر لم تجد قواتنا أي مقاومة من بقايا قوات الجنجويد،
    التي لم تحارب كثيرا كما علمنا لأنهم لم يتسلموا مرتباتهم منذ أشهر من
    الشركة الوطنية التي كانت تدير الوطن. في تلك الفترة وبعد هروب أعداد
    كبيرة من منسوبي الشركة الوطنية الى خارج الوطن، وحين لم تجد قوات
    الجنجويد من يدفع مرتباتها عادت للسلب والنهب، كانوا يدخلون البيوت
    وينهبون كل شئ، ينهبون الطعام وكلما تقع عليه أيديهم من ملابس وحلي ذهبية
    وأجهزة كهربائية، حتى الأثاث والسجاد كانوا يقومون بنهبه وبيعه لاحقا في
    أسواق الجمعة. حتى تحول الوطن كله إلى أكبر سوق للمسروقات.
    كان جميع منسوبي الشركة الوطنية قد هربوا تاركين كل شئ لرحمة الجنجويد،
    في البداية كان بعض الجنجويد يحرسون بعض الأحياء التي يدفع لهم سكانها
    بعض المال مقابل حمايتهم، لكنهم في النهاية حين إكتشفوا أن الشركة
    الوطنية أخلت الوطن بكل منسوبيها بعد أن قاموا بتحويل كل أموال شركاتهم
    وبنوكهم الى الخارج وباعوا كل ما يستطيعون بيعه من الشركات والأراضي
    الزراعية. حين إكتشف الجنجويد هروب منسوبي الشركة الوطنية كلهم خارج
    الوطن قاموا بنهب نفس الأحياء التي كانوا يتولون حراستها، كما نهبوا ما
    تبقى من مؤسسات الشركة الوطنية كلها، حتى قطارات السكة الحديد التي بقيت
    تعمل قاموا بنهبها. ثم قاموا بتسيير قطار للنهب، كان يتوقف في المحطات
    النائية بزعيق صفارته التي تصم الآذان، وحين يتقاطر المسافرون لركوب
    القطار، يقوم الجنجويد ببيع التذاكر لهم، ثم ينهبون حقائبهم وأموالهم
    والمواد الغذائية التي يحملونها، ويأمرون المسافرين بمغادرة القطار، كان
    قطار النهب يتوقف أيضا في بعض المحطات ليلا ويقوم الجنجويد بمهاجمة القرى
    النائمة ونهبها وتخزين المسروقات في القطار. وحين لا يصبح هناك مكان شاغر
    في القطار يعودون به الى العاصمة لبيع المسروقات، ثم يسافرون بقطار النهب
    الى رحلات نهب جديدة في مناطق أخرى من الوطن. كانوا يخصصون جزءا من عربات
    قطار النهب، للحيوانات، للجمال والأبقار والحمير، وحتى الدواجن والبط.
    كانوا ينهبون حتى الحمام وطيور القطا التي يصطادها الصبية بعد موسم
    الحصاد، وطيور الزينة التي يحضرها بعض الهواة، قال أحد الجنجويد: الناس
    لا تجد ما تأكله في كل مكان، والبعض يربون الطيور والأسماك ليتفرجوا
    عليها!
    وبعد أن ذاعت شهرة قطار النهب، أصبح المواطنون يخلون القرى بسرعة حين
    يسمعون صوت صفارته من على البعد، ويلوذون بالفرار مع بقية مقتنياتهم
    القليلة التي تبقت من غارات الشركة الوطنية والجنجويد. كان المواطنون
    يخبئون مقتنياتهم التي تبقت في الغابات والصحاري البعيدة عن محطات قطار
    النهب، الذي كان يذرع الوطن كله مثل ثقب أسود متحرك، يبتلع في جوفه كل
    شئ، لا يترك حمارا أو بقرة أو أجهزة كهربائية، حتى الأشجار في المناطق
    القريبة من خط القطار قاموا بقطعها وتحميلها في القطار، حتى أبواب البيوت
    الحديدية، والمقاعد ومناضد خشب السنط. عبر قطار النهب في إحدى جولاته
    محاذيا لنهر النيل، فتوقف القطار دون الحوجة لمحطة، قام الجنجويد بنهب
    الأسماك التي كان الصيادون على وشك حملها للاسواق، كما قاموا بنهب عدد من
    قوارب الصيد الصغيرة، وحين توقف مركب شراعي في المكان، قاموا بالاستيلاء
    عليه، وبسبب صعوبة شحنه في القطار قاموا بتفكيك الصاري والقماش الضخم،
    وأجزاء من المركب لحشره داخل القطار، ومن حسن حظهم جذب الفضول ايضا تمساح
    عابر في نهر النيل، قاموا فورا بصيده ببنادق الكلاشنكوف وشحنوه في
    القطار. وخوفا من غارات قطار النهب، أصبح اهل المدن والقرى النائية
    يقومون بعمل لجان من الشباب للمراقبة خارج المدن، لرصد صوت القطار من على
    البعد وتحذير الناس، حين تنبه الجنجويد للقرى الخالية أصبحوا يوقفون
    القطار بعيدا قليلا عن القرى، ويغيرون عليها بخيولهم وبعد أن يقوموا بنهب
    القرية، يأمرون سائق القطار بالدخول الى المحطة.
    قبل أن يتفرقوا في كل مكان قاموا بنهب القصر الجمهوري، ولأن محطة القطار
    تبعد قليلا عن القصر، قاموا بمد قضيب خاص يعبر أمام حديقة القصر ونهبوا
    كل شئ في المكان. كان السيد الرئيس نائما حين أيقظه شخصان حملا السرير
    الذي كان ينام عليه وخرجا ثم عادا بعد قليل لحمل السجاد وبقية قطع
    الاثاث، حتى مروحة السقف وأجهزة التكييف قاموا بتفكيكها وشحنها في
    القطار. بعد مد قضيب القطار الى القصر الجمهوري، أصبحت محطة القصر
    الجمهوري أهم محطة للقطار، الذي بات يتوقف بعد عودته من رحلات النهب أمام
    بيت قائد الجنجويد، الذي ظل وحتى لحظة هروبه يقيم في الباخرة المتوقفة في
    مجرى النهر القديم أمام حديقة القصر الجمهوري.
    بقيت مجموعة تعمل في القطار، وجدوا تشغيله مريحا ويدر مالا كثيرا، قاموا
    بتشغيله في بعض الخطوط النشطة، ينقلون كل شئ: المسافرين والبضائع
    والحيوانات، في الأيام الأولى تعين عليهم الاعلان في المحطات التي يتوقف
    فيها القطار أنه يقوم برحلات عادية، وقاموا بإرسال مناد على الجواد،
    ينادي في الناس بأن القطار العادي إستأنف رحلاته، حين إكتشفوا أن المدن
    التي يتوقف فيها القطار كانت خالية من سكانها الذين يلوذون بالفرار حالما
    يسمعون صفارة القطار، ظنا منهم أنه قطار النهب.
    وجدنا السلم المؤدي للطابق الأول في القصر مغلقا بالحجارة وقطع أثاث
    محطم، وأغصان الشوك، حين أزلنا العوائق وصعدنا الى أعلى، وجدنا في نفس
    المكان الذي قتل فيه الجنرال غردون قبل حوالي قرنين من الزمان، مسنا يبدو
    عليه الزهد والورع نائما على أحد المقاعد المتهالكة، وعلى منضدة صغيرة
    بجانبه كانت توجد على طبق متسخ بقايا خبز جاف وعلى الأرض زجاجة ماء، كان
    المكان أشبه بالكهف من فرط الغبار والأوساخ في كل مكان. كانت هناك آثار
    أقدام أخرى على غبار الأرضية، عرفنا أن شخصا آخر يقوم بزيارته، لابد انه
    يحضر له بعض الطعام أحيانا، يا للشيخ الزاهد قال أحد الجنود بصوت مسموع،
    رد عليه رفيقه همسا: يا له من زاهد يعيش في قصر! وماذا إن لم يكن زاهدا!
    لم نشا في البداية إيقاظه لكن العجوز إستيقظ مرتعبا، وحدّق فينا بخوف،
    يبدو انه كان يعتقد أننا من الجنجويد، لكنه شعر بالاطمئنان قليلا حين رأى
    بعضنا يرتدون ملابس جيشنا الوطني السابق
    قال: هل انتم من جنود جيشي القديم؟
    رددنا عليه بالايجاب.
    قال هل قمتم بطرد هؤلاء الجنجويد من قصري؟
    قلنا له إنهم رحلوا قبل أن تصل قواتنا الى المكان.
    ظهر على وجهه الارتياح، وإبتسم للمرة الاولى منذ نصف قرن. مد يده لأحد
    جنودنا فساعده ليقف على قدميه، كان التعب باديا عليه ربما من إرهاق السهر
    وسوء التغذية. طلب من الجندي أن يبحث له عن علية دواء لم يعثر عليها ربما
    كانت في غرفة نومه في الأسفل.
    أخبرناه أننا سننقله الى قصر الضيافة حتى يتم تنظيف القصر وصيانته، لكنه
    رفض ذلك، قال أنه يفضل البقاء في هذا المكان وأن رجال الشركة الوطنية
    حاولوا عدة مرات إخراجه من القصر مؤقتا لحين صيانته لكنه رفض ذلك دائما.
    قال أن كنت قد صمدت في هذا المكان في أيام الخطر حين دمرت قوات الجنجويد
    القصر ونهبت كل شئ، فلن يكون صعبا أن أبق فيه الآن ما دام جيشي وشعبي
    يستعيدان زمام المبادرة.
    إمتثالا لرغبته قام بعض الجنود بتنظيف الجناح الذي كان يقيم فيه في
    الاسفل، غرفة نومه والبهو الذي تطل عليه غرفة النوم والحمام والمرحاض.
    كان يتوق لمعرفة ما يدور في الوطن، أخبرناه أن وفدا من رجالنا سيجتمع معه
    في الأيام القادمة لمناقشة خطط إعادة الحياة الى الوطن. حين كنا نهم
    بالمغادرة طلب منا الانتظار قليلا، بحث في جيوبه وأخرج رسالة مهترئة نظر
    إليها كأنه يعيد قراءتها، لا ليتأكد فقط أنها الورقة التي يبحث عنها، ثم
    قال لنا: لقد وعدت صاحبة هذه العريضة بإعادة إبنها الذي أسرته قوات
    الجنجويد إليها. أرجو أن تبحثوا عنه في كل مكان، إذا عثرتم عليه أود أن
    أراه أولا قبل أن يسافر الى جدته.



    جاء قائد الجنجويد في نفس موعده اليومي لقراءة الرسائل، كان يشكو كالعادة
    من إهمال الشركة الوطنية له ولرجاله رغم أنهم يحمون النظام، أعلن وهو
    يرخي جسده الضخم في المقعد: لولا نحن لوصل التمرد الى قلب هذا القصر
    ولنصبوا المشانق في الحديقة، رغم ذلك يتعامل معنا أهل النظام وكأننا جنود
    مرتزقة يجب فقط أن ننفذ الأوامر، رفع كوب القهوة من المنضدة أمام وجهه
    وظل على ذلك الوضع لفترة من الوقت، كأنه سيستخدم كوب القهوة دليلا على ما
    سيقول، أوضح وهو يتحدث ببطء فيما يفكر في شئ ما:
    ذهبت بالأمس لمقابلة الجنرال رئيس الشركة الوطنية، تركوني أنتظر عدة
    ساعات قالوا إنه مشغول ولديه إجتماعات مستمرة مع وفود أوربية ويابانية
    وصينية. وفي أثناء إنتظاري حضر الشيخ الحفيان فأدخل على الفور! هل يحمل
    الشيخ الحفيان جنسية أوربية أو صينية؟
    ومن هو الشيخ الحفيان؟
    رجل يقال أنه يستطيع القيام بأعمال خارقة! حين تتسبب الشركة الوطنية في
    كارثة ما تستعين به وبرجاله، يعملون مع جهاز الأمن التابع للشركة
    الوطنية. يقال أنهم يستخدمون الجن لارهاب الناس وجعلهم ينسون كل شئ، تكون
    جائعا وتشعر أنك ستموت من التخمة. تكون في أقصى حالات الشقاء والعذاب، لا
    تستطيع إرسال أطفالك للمدرسة ولا تستطيع ابقائهم في بيت لا طعام فيه،
    إبنك يخرج في مظاهرة فيطلقون الرصاص على رأسه، ورغم ذلك بفضل بركات الشيخ
    الحفيان، تشعر بالسعادة! بل وتخرج في مظاهرات تطالب بعدم تسليم رؤوس
    النظام الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي! يجعلون الناس يتخيلون أنهم
    يعيشون في نعيم رغم أن الناس كلهم يموتون ببطْء في هذا الجحيم. بسبب
    الأمراض وسوء التغذية وإرتفاع ثمن الدواء. مرض احد رجالي ذات مرة، لم
    يستطع الأطباء معرفة مشكلته، وفي النهاية أشار لنا أحد رجال الشركة
    الوطنية أن نأخذه الى الشيخ الحفيان، قلت لهم إنني لا احب السحرة، قالوا
    الرجل يستخدم القرآن والأعشاب فقط. ذهبنا الى مسجده وسلّمناهم الرجل،
    لديهم بيت صغير مخصص للمرضى خلف المسجد، فناء صغير تتوسطه سقيفة من أعواد
    الشجر المثبتة بين شجرتي نيم.
    حين ذهبنا بعد أيام، وجدنا رجلنا مقيدا وهم يضربونه ضربا مبرحا، قالوا إن
    الضرب جزء من العلاج لإجبار الشيطان على مغادرة جسد المريض! قلنا لهم أن
    الضرب شديد وقد لا يتحمله المريض، قالوا نحن لا نضربه بل نضرب الشيطان!
    وماذا لو كانوا يضربون رجلنا؟ هل كنا سنتسلمه شاورما؟ في النهاية توفي
    رجلنا من أثر الضرب! قتلوا رجلنا وتركوا الشيطان، يا للمهزلة!
    قال السيد الرئيس: ولماذا تركوا الشيطان؟
    بدا قائد الجنجويد محتارا قليلا كيف يرد على سؤال غير متوقع، ثم قال:
    قالوا إن الشياطين أنواع، هناك نوع قوي، أصلي! هناك شيطان غير قوي،
    تقليد، ربما صنع في الصين! عند أول ضربة يولي الأدبار، أما حين يكون
    أصليا فإنه يتحمل الضرب حتى يفارق المريض الحياة! من سوء حظ رجلنا انه
    شيطانه كان أصليا! يا للكارثة، كل شئ من حولنا تقليد، اللمبة الكهربائية
    تقوم بشرائها اليوم وفي نفس اليوم مجرد أن تقوم بتوصيلها في الكهرباء حتى
    تنفجر، وتصيبك بالصمم! التلفزيون ما أن تندمج في برنامج ما حتى ينفجر،
    سحبت في المرة الأخيرة حين سمعت صوت إنفجار الجهاز بندقيتي، كنت أعتقد
    أننا نتعرض لهجوم، السماد والمبيدات الزراعية حتى البنادق والذخيرة كلها
    تقليد، تطلق النار أحيانا على متمرد فيسقط أحد رجالك بجانبك، لكن حين
    يتعلق الأمر بالمصائب والشياطين نحصل على أفضل شئ!
    بعد خروج الشيخ الحفيان سألت سكرتيرة الجنرال مرة أخرى، متى أستطيع
    مقابلة الجنرال؟
    إعتذرت بأنّ الجنرال مشغول جدا الآن ولديه إجتماع بعد قليل مع خبير صيني!
    إنتظرت، وبعد قليل جاء الشيخ النوراني فأدخل على الفور! أذكر أنني رأيته
    قبل سنوات، كان طويل القامة، أسمر اللون، وعيونه واسعة ولونها عسلي، يشبه
    الوصف المكتوب في جواز السفر! اليوم حين رأيته، صار فجأة قصير القامة
    ورأسه يجلس فوق جسده مباشرة، دون الحوجة لعنق، عيونه زرقاء وصغيرة، تكاد
    تختفي داخل وجهه! ربما أصبح خبيرا صينيا! يقال أنه يمتلك عددا من الجان
    يستطيعون عمل كل شئ! لحسن الحظ لا يستطيع الجان حمل السلاح وحرب الحركات
    المتمردة، والا لوجدنا أنفسنا في الشارع بدون عمل! أو عدنا مرة أخرى
    لسرقة الحمير!
    ومن هو الشيخ النوراني وما هي وظيفته؟
    قال قائد الجنجويد: وظيفته إستخدام الجن في تنزيل الدولار! ثم أوضح: هذا
    يفسّر أسباب إمتلاء الأسواق بالدولارات المزيفة، معظمها هبطت من السماء!
    قال السيد الرئيس: ألا توجد هناك دولارات أصلية؟
    أين؟ تساءل قائد الجنجويد؟
    في السماء التي ذكرتها!
    إبتسم قائد الجنجويد وقال: حين تصبح شيخا صينيا ستكون الدولارات التي قمت
    بتنزيلها مزيفة! يبدو أن الشركة الوطنية تريد أن تنفذ مشروعها القديم،
    تستعين بالجن من أجل إستخراج الذهب وإقامة مشاريع التنمية! لكنهم حتى حين
    يستعينون بالجن، يحضرون الجن الصيني، والنتيجة: مصانع تصنع أجهزة لا تعمل
    أو تعمل مرة واحدة ثم ينطلق الدخان من جوفها! ومشاريع تنمية تتفتت عند
    هبوب أول عاصفة! وطائرات بدون طيّار يسقط موتورها حين تنطلق الى السماء
    وتحملها الرياح! وحين تسألهم لماذا لم يتم تثبيت الموتور جيدا حتى لا
    يسقط، يكون ردهم: نحن مستهدفون بسبب إستقلال قرارنا الوطني وتمسكنا
    بعقيدتنا! وهل تقول لك العقيدة أن تسرق حقوق الناس؟ الناس يترنحون في
    شوارع الوطن، ليس لأنهم سكارى يجب جلدهم كما يقولون، بل بسبب حمى
    الملاريا التي لا توفر الدولة حبة كلوروكوين لعلاجها!
    قال السيد الرئيس: ولماذا يستعينون بالجن إن كان الشيخ الحفيان يستطيع
    تحويل النحاس الى ذهب؟
    قال قائد الجنجويد: لأنه لا يوجد نحاس في الوطن ليقوم الشيخ الحفيان
    بتحويله الى ذهب!
    دهش السيد الرئيس وقال: يوجد نحاس في وطني!
    إبتسم قائد الجنجويد وقال: بيعت كل مناطق إستخراج النحاس ومعادن أخرى
    أغلى ثمنا الى شركات أجنبية!
    إذا لماذا يجتمع مع الشيخ الحفيان ما دام لا يوجد نحاس لتحويله الى ذهب؟
    قال قائد الجنجويد: لأن الفتاة هربت!
    قال السيد الرئيس : ماذا تعني ان الفتاة هربت؟
    إختفت، كانوا يحتجزونها في قصر الضيافة إستعدادا لموعد الزفاف غدا!
    هل إستطعت مقابلتها وأوصلت لها رسالة شقيقها؟
    نعم!
    وكيف إستطعت ذلك، لابد أن هناك حراسة مشددة حولها!
    قال قائد الجنجويد: نعم، حراسة مشددة، لا تستطيع نملة أن تعبر جدار قصر
    الضيافة الى الداخل أو الخارج دون إذن رجالي!
    هل تقومون بحراسة نساء الجنرال أيضا؟
    نعم حتى نسائه الأخريات، القدامى، اللائي أحلن للمعاش للصالح العام، تقوم
    فرقة من رجالي بحراستهن! لديه ثلاث نساء يقمن في قصر واحد، القصر يسميه
    العامة قصر الشهيدات!
    ولكن كيف هربت الفتاة أن كنتم تحرسون القصر جيدا ولا تستطيع نملة عبور الجدار؟
    لقد تسلمنا مرتباتنا منذ أيام، لم تكن هناك حجة لنضرب عن العمل لبضع
    ساعات حتى تهرب الفتاة، قمت قبل أيام بتقديم طلب لإعطائنا مبلغا إضافيا
    من المال ليستعد رجالي للحرب بعد موسم الخريف، كما طلبت زيادة في
    مرتباتنا لاتكون في شكل أموال سائلة بل أسهم في الشركات التي تملكها
    الشركة الوطنية! أو ألا نعمل بالمرتبات الشهرية، بل بنظام المقاولة. كل
    منطقة تحتلها قوات التمرد، نقوم بالاتفاق مع الشركة الوطنية بنظام
    المقاولة على تنظيف المنطقة من التمرد، وإقترحت أن لم يجدوا نظام
    المقاولة مناسبا أن يتم إحتساب أجرنا بالساعة، على أن نعمل عشر ساعات
    يوميا. بعد دقيقة واحدة من مرور العشر ساعات لن نطلق طلقة واحدة حتى لو
    وصل التمرد الى القصر الجمهوري! أو يدفعوا لنا عشرين ساعة يوميا، طوال
    الاسبوع بما فيها أيام الجمعة، لا توجد عطلات في التمرد. على أن يستمر
    دفع نفس ساعاتنا إذا تم توقيع معاهدة سلام مع إحدى فصائل التمرد، كما
    طالبنا بنسبة من ثمن الأراضي التي يتم بيعها لمستثمرين أجانب!
    جاءني إتصال تليفوني من أحد رجال الشركة الوطنية أبلغني إستحالة إجابة
    هذه المطالب في الوقت الحالي، لأن الدولة مشرفة على الافلاس. وشرح لي أن
    الشركة لم تدفع كل مرتبات موظفي الحكومة عدا مرتبات قوات السلام والتنمية
    منذ أكثر من ستة أشهر .
    ذكّرته بالأراضي الزراعية ومناطق تعدين الذهب التي بيعت لمستثمرين أجانب
    بمليارات الدولارات. لكنه كان مصرا على كل كلامه فإضطررت لاغلاق الخط في
    وجهه وسحبت رجالي من كل مكان! لحسن الحظ أنهم لم يتنبهوا في البداية لسحب
    الحراسة من قصر الضيافة، حين إنتبهوا كانت الفتاة قد إختفت عن الأنظار!
    ألا تعرف مكانها؟
    إبتسم قائد الجنجويد: الان لا أعرف، المهم إنها تهرب الآن، وبالطبع سوف أعثر عليها!
    وهل لا يزال الاضراب مستمرا؟
    لا، أعدت رجالي الى أماكنهم، تحدث معي الجنرال ووعد بدراسة المطالب! قال
    إننا سنستمر في حراسة الأراضي التي تباع لمستثمرين أجانب، وبالتالي سنحصل
    على أجورنا بالدولار!
    لاأحب الدولة المفلّسة! قال قائد الجنجويد، لو أعلنوا إفلاسهم سنوجه
    بنادقنا التي تحمي ظهورهم، الى ظهورهم!

    نُشرت رواية الحُب في زمن الجنجويد قبل خمس سنوات.
    للحصول على نسخة بي دي اف رجاء مراسلتي عبر الصفحة:

    لزيارة صفحتي https://www.facebook.com/ortoot/























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de