الثورة والإصلاح الديني (٣) بقلم د. قاسم نسيم حماد حربة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-13-2019, 05:35 AM

قاسم نسيم حماد حربة
<aقاسم نسيم حماد حربة
تاريخ التسجيل: 07-31-2019
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورة والإصلاح الديني (٣) بقلم د. قاسم نسيم حماد حربة

    05:35 AM September, 12 2019

    سودانيز اون لاين
    قاسم نسيم حماد حربة-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    قمت في المقالة الثورة والإصلاح الديني (٣)
    د. قاسم نسيم حماد حربة
    قمت في المقالة السابقة – وهي الثانية تحت هذا العنوان – بشيء من التعجل والتعميم بوصف أهم ملامح مناهج الإصلاحيين المحدثين وأهم منتوجاتها، ولم أناقش مذاهبهم تلك ولا ما أنتجته من آراء، لأن ذلك يحتاج إلى تسويد آلاف الصفحات، ويحتاج إلى أخذ القضايا قضية قضية وليس هذا محله، إنما فقط ألفت النظر هنا، وأدعوا من أهَّله علمه إلى قراءة كتبهم في مظانها، وأبثُّ من استيأس الإصلاح البُشرى، فلا تزال ثمة سبل لم تطرق، ومناهج لم تعبد، وربما اخترت قضية أو أكثر من قضاياهم وأفردت لها ساحة من نقاش وتقليب.
    إنما الذي أريد أنْ أقوله إن دعاوى التغريب التي بدأت تطفر في الساحة في الآونة الأخيرة، عقب نجاح الثورة، وأقصد بها الدعوة لإقامة مذاهب الغرب ورؤيته في قضايا لها في الدين آراء راسخة دون الاكتراث لطبيعة المجتمع السوداني وثقافته، ودون التحسب لردة فعله إذ ربما ظن أن الأمر استقصاد لدينه وما شرع بل إنه فهم ذلك، فيؤدي بنا ذلك إلى معارك ومزالق، نحن في غنىً عنها، وستفرغ الثورة من مضامينها وستجعل الثوار ينفضون عن لحمة الثورة وحمايتها وحراسة أهدافها، ويتفرقون، لأن الإسلام دين له طاقة جبارة وقوة وثبات في قلوب معتنقيه لا تجدي معه محاولة خارجة عنه لزحزحة أحكامه، ولا يزلزله علم مُدعٍ، ولا برهان مفترٍ، فهو عقيدة محلها النفوس، ومعلوم أن كتاب “الخالدون مائة أعظمهم محمد” لمايكل هارت لم يقدم فيه مؤلفه النبي الكريم لإيمانه بدعوته إنما لقوة أثر دعوته في معتنقيها بصورة أشبه بالإعجاز، إذ استطاع بحفنة من بدو الجزيرة العربية لم تتطرق إليهم حضارة، ولم يلتحفهم علم، بل كانوا يشكون المسغبة، ويقتلون الولد خشية الاملاق، استطاعبهم أن يفتح العالم في فترة وجيزة ويحطم أقوى الإمبراطوريات مما أدهش الناس، لذا فإن للإسلام طاقة قد تسوق معتنقيه إلى المناجذة إن رأوا ثمة استهدافا لدينهم، فالأمر إذن ليس بالهين كما قد يتصوره حاملو كبره، مجرد خطبة أو هتاف يردده بعضهم خلف أحدهم، فيأخذه الزهو فيشطح ويمرح، لكننا بعد كل هذا بحاجة إلى إصلاح للدين، وعصرنة لأحكامه وفقهه، ليستوعب الزمن، ولينزال عنه ما التاثه من تشويه، ويبعده عن المتاجرة السياسية، والانحياز الثقافي، فالدين أطهر من ذلك، فما السبيل، السبيل إلى ذلك يأتي عن طريق الإصلاح من داخله، وهدم كثير من الموروث الذي علق به وهو ليس بأصل فيه، فكل معتلق بمقتضى العصر هو بصمة عصره وليس بدين، وكل معتلق بثقافة هو شأن ثقافي لأقوام اعتلق بالدين وليس بدين، فالدين لا ثقافة له وإلا فهو منحاز لثقافة قوم على حساب آخرين وهذا يبطل عالميته، ويحصر جغرافيته، وقد بدأ الإصلاح الديني في أوربا بقومية الكنيسة في البلدان الأوربية فنشأت في كل بلد كنيسة وطنية منعتقة عن البلدان الأخرى، وقد يؤمن بالإصلاح نفرٌ ويرفضه نفر، وهذا شأن طبيعي فتدور المناظرة بين المصلحين والمتزمتين، وهكذا يحدث الجدل، فإن كانت حجج المصلحين أقوى استقام لها الأمر وتوطَّأت لهم الأرض ولو بعد حين، والفرصة الآن مؤاتية، والأسئلة ملحة تتطلب الإجابة.
    لقد كان الإمام محمد عبده في مبتدئه يوصف بالمروق حتى صارت دعوته هي العمدة بل تم تجاوزها في الحاضر وصارت كذلك من القديم، وهكذا يكون سبيل كل مصلح سيلعن ويوصف بالتبديع والزيغ في مبدأ أمره، ثم يستقيم له الأمر من بعد، وقد يصلح ما قدمه من إصلاح اليوم ويحتاج إصلاحه إلى إصلاح غداً، فالأديان كل الأديان لها قدرة على تجديد نفسها لذا كتب لها البقاء حتى بلغتنا.
    لكن لا يستطيع المرء أن يعيش عيشة سوية بنفي الدين، فالإنسان حيوانٌ متدين إحدى تعريفات بعض علماء إنثربلوجيا الأديان، حيث ثبت لهم أنَّ كل مراحل تطور الإنسان وجدوا فيها أثراً لدين، منذ عصر الهومو أريكتوس المتأخر قبل (900) ألف سنة حين لاحظوا أنه كان يقبر موتاه بأسلوب خاص وكأنه يعدُّهم للانتقال إلى عالم آخر، ووجد العلماء ذلك أيضا في عصر إنسان النياندرتال قبل (350) ألف سنة، وعندما نجد عالم آخر مقابل العالم المادي، أو مقدس مقابل دنيوي هنا ندخل عتبة الدين، فالدين إحساس داخلي بوجود عالم قدسي آخر، وهذا نجده منذ أن بدأ الإنسان يستقل عن المملكة الحيوانية، وقبل أن يبلغ مرحلة الإنسان العاقل الذي ننحدر منه، وقبل ظهور الآلهة، لذا خابت التنبؤات التي كانت ترى أن أوربا في سبيلها إلى طلاق الدين، طلاقاً بائناً، إذ أن الحقائق صفعتها فالناس هناك باتوا مقبلين نحوه، بعد أن تدابروه حيناً من الدهر، وقد صعقنا أيام ظهور داعش ونحن نرى أعدادا معتبرة من الأوربيين بينهم يقاتلون في العراق وسوريا، لقد قتلهم الخواء الروحي هناك في أوطانهم، فحاولوا ملء أرواحهم بأي شيء حتى ولو كان ذلك الشيء الانتماء إلى داعش، فالدين يروي لهم ظمأً، ويودع دواخلهم طمأنينة تتشوقها النفس، لذا أُثِر عن فولتير قوله: (لو لم يكن الإله موجوداً لاخترعناه) يريد ضرورة وجود الدين، فيحفظ التوازن الداخلي للمرء. – وهي الثانية تحت هذا العنوان – بشيء من التعجل والتعميم بوصف أهم ملامح مناهج الإصلاحيين المحدثين وأهم منتوجاتها، ولم أناقش مذاهبهم تلك ولا ما أنتجته من آراء، لأن ذلك يحتاج إلى تسويد آلاف الصفحات، ويحتاج إلى أخذ القضايا قضية قضية وليس هذا محله، إنما فقط ألفت النظر هنا، وأدعوا من أهَّله علمه إلى قراءة كتبهم في مظانها، وأبثُّ من استيأس الإصلاح البُشرى، فلا تزال ثمة سبل لم تطرق، ومناهج لم تعبد، وربما اخترت قضية أو أكثر من قضاياهم وأفردت لها ساحة من نقاش وتقليب.
    إنما الذي أريد أنْ أقوله إن دعاوى التغريب التي بدأت تطفر في الساحة في الآونة الأخيرة، عقب نجاح الثورة، وأقصد بها الدعوة لإقامة مذاهب الغرب ورؤيته في قضايا لها في الدين آراء راسخة دون الاكتراث لطبيعة المجتمع السوداني وثقافته، ودون التحسب لردة فعله إذ ربما ظن أن الأمر استقصاد لدينه وما شرع بل إنه فهم ذلك، فيؤدي بنا ذلك إلى معارك ومزالق، نحن في غنىً عنها، وستفرغ الثورة من مضامينها وستجعل الثوار ينفضون عن لحمة الثورة وحمايتها وحراسة أهدافها، ويتفرقون، لأن الإسلام دين له طاقة جبارة وقوة وثبات في قلوب معتنقيه لا تجدي معه محاولة خارجة عنه لزحزحة أحكامه، ولا يزلزله علم مُدعٍ، ولا برهان مفترٍ، فهو عقيدة محلها النفوس، ومعلوم أن كتاب “الخالدون مائة أعظمهم محمد” لمايكل هارت لم يقدم فيه مؤلفه النبي الكريم لإيمانه بدعوته إنما لقوة أثر دعوته في معتنقيها بصورة أشبه بالإعجاز، إذ استطاع بحفنة من بدو الجزيرة العربية لم تتطرق إليهم حضارة، ولم يلتحفهم علم، بل كانوا يشكون المسغبة، ويقتلون الولد خشية الاملاق، استطاعبهم أن يفتح العالم في فترة وجيزة ويحطم أقوى الإمبراطوريات مما أدهش الناس، لذا فإن للإسلام طاقة قد تسوق معتنقيه إلى المناجذة إن رأوا ثمة استهدافا لدينهم، فالأمر إذن ليس بالهين كما قد يتصوره حاملو كبره، مجرد خطبة أو هتاف يردده بعضهم خلف أحدهم، فيأخذه الزهو فيشطح ويمرح، لكننا بعد كل هذا بحاجة إلى إصلاح للدين، وعصرنة لأحكامه وفقهه، ليستوعب الزمن، ولينزال عنه ما التاثه من تشويه، ويبعده عن المتاجرة السياسية، والانحياز الثقافي، فالدين أطهر من ذلك، فما السبيل، السبيل إلى ذلك يأتي عن طريق الإصلاح من داخله، وهدم كثير من الموروث الذي علق به وهو ليس بأصل فيه، فكل معتلق بمقتضى العصر هو بصمة عصره وليس بدين، وكل معتلق بثقافة هو شأن ثقافي لأقوام اعتلق بالدين وليس بدين، فالدين لا ثقافة له وإلا فهو منحاز لثقافة قوم على حساب آخرين وهذا يبطل عالميته، ويحصر جغرافيته، وقد بدأ الإصلاح الديني في أوربا بقومية الكنيسة في البلدان الأوربية فنشأت في كل بلد كنيسة وطنية منعتقة عن البلدان الأخرى، وقد يؤمن بالإصلاح نفرٌ ويرفضه نفر، وهذا شأن طبيعي فتدور المناظرة بين المصلحين والمتزمتين، وهكذا يحدث الجدل، فإن كانت حجج المصلحين أقوى استقام لها الأمر وتوطَّأت لهم الأرض ولو بعد حين، والفرصة الآن مؤاتية، والأسئلة ملحة تتطلب الإجابة.
    لقد كان الإمام محمد عبده في مبتدئه يوصف بالمروق حتى صارت دعوته هي العمدة بل تم تجاوزها في الحاضر وصارت كذلك من القديم، وهكذا يكون سبيل كل مصلح سيلعن ويوصف بالتبديع والزيغ في مبدأ أمره، ثم يستقيم له الأمر من بعد، وقد يصلح ما قدمه من إصلاح اليوم ويحتاج إصلاحه إلى إصلاح غداً، فالأديان كل الأديان لها قدرة على تجديد نفسها لذا كتب لها البقاء حتى بلغتنا.
    لكن لا يستطيع المرء أن يعيش عيشة سوية بنفي الدين، فالإنسان حيوانٌ متدين إحدى تعريفات بعض علماء إنثربلوجيا الأديان، حيث ثبت لهم أنَّ كل مراحل تطور الإنسان وجدوا فيها أثراً لدين، منذ عصر الهومو أريكتوس المتأخر قبل (900) ألف سنة حين لاحظوا أنه كان يقبر موتاه بأسلوب خاص وكأنه يعدُّهم للانتقال إلى عالم آخر، ووجد العلماء ذلك أيضا في عصر إنسان النياندرتال قبل (350) ألف سنة، وعندما نجد عالم آخر مقابل العالم المادي، أو مقدس مقابل دنيوي هنا ندخل عتبة الدين، فالدين إحساس داخلي بوجود عالم قدسي آخر، وهذا نجده منذ أن بدأ الإنسان يستقل عن المملكة الحيوانية، وقبل أن يبلغ مرحلة الإنسان العاقل الذي ننحدر منه، وقبل ظهور الآلهة، لذا خابت التنبؤات التي كانت ترى أن أوربا في سبيلها إلى طلاق الدين، طلاقاً بائناً، إذ أن الحقائق صفعتها فالناس هناك باتوا مقبلين نحوه، بعد أن تدابروه حيناً من الدهر، وقد صعقنا أيام ظهور داعش ونحن نرى أعدادا معتبرة من الأوربيين بينهم يقاتلون في العراق وسوريا، لقد قتلهم الخواء الروحي هناك في أوطانهم، فحاولوا ملء أرواحهم بأي شيء حتى ولو كان ذلك الشيء الانتماء إلى داعش، فالدين يروي لهم ظمأً، ويودع دواخلهم طمأنينة تتشوقها النفس، لذا أُثِر عن فولتير قوله: (لو لم يكن الإله موجوداً لاخترعناه) يريد ضرورة وجود الدين، فيحفظ التوازن الداخلي للمرء.
    IMG_٢٠١٩٠٧٠٢_٠٨٥٨٥٣.jpg























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de