ظللت منذ بدايات الثورة اردد قولي ان صلاح قوش عاد للسلطة بشكل مختلف وكان واضح انه يخطط للانتقام من اسلاميي المؤتمر الوطني الذين جرحوا كبرياءة وهو الباطش بالشعب المغلوب سنين عددا.
تحول تفكيره عند ازدياد قوة الثورة من الانتقام الى قبول فكرة تفكيك سطوة الاسلامويون وانفرادهم بالسلطة.
وكان اقرب شيء امامه هو قبول نظرية الترابي المنظومة الخالفة المتجددة. قبول قوش وتفكيره الجاد جاء ليضرب عصفورين بحجر.
اولا الخروج بطريق آمن من مصيره المحتمل والانتقام من اسلامويوا المؤتمر الوطني الذين حفروا له عند ولي امرهم البشير.
كان الترابي بحياته قد تواصل مع عدة اشخاص وعرض عليهم النظرية ومنهم الشفيع خضر الذي يقف خلف رئيس الوزراء حمدوك الان.
المتابع لحركة هذه الثورة خاصة اذا كان يتابع الشأن السياسي منذ اكثر من عشرة سنين على الاقل سيلحظ بوضوح عدم اتساق بين ما دفع من دماء مهرا لهذه الثورة وبين حركة الحكومة التي من المفترض ان تكون حكومة ثورية اي اخف واسرع حركة. لكن ما يكبل حركتها هو التسوية السياسية التي تجري الان.
قد يقول ناقد اذا كان هناك تمثيلية متفق عليها لماذا اذن سالت الدماء وحصلت كارثة فض الاعتصام.؟
اقول له مثل هذه التسويات بالتاكيد لا تعرض على الجميع ولن تشمل الجميع وستكون مع الاعضاء المؤثرين في الحركات الاسلامية او اليسارية.
اما ان تكون عضو مؤثر ولديك علاقات قوية مع امريكا مثل غازي صلاح الدين. او تكون اسلامي متطرف وتدخل في التسوية نتيجة الخوف من ان تسير الامور نحو الانفلات الامني او تكون يساري مقبول لدى الجميع.
والناظر لقائمة الجبهة العريضة للتغيير التي ستجتمع مع رئيس الوزراء بعد اجتماعه مع غازي العتباني سيفهم قولي.
الجدير بالذكر ان اجتماع غازي العتباني مع رئيس الوزراء قد جاء بعد ثلاثة ايام من اجتماع غازي مع المبعوث الامريكي.
وكما ذكرت سابقا ان غازي يتمتع بعلاقات ممتازة مع امريكا وهذا ما امن عليه المحلل السياسي المقيم بالدوحة صديقي Mohammed Mustafa.
والدليل الاكبر على وجود التسوية هو اعتقال رموز الكيزان من اجل الحماية وليس المحاسبة. والمصطلح الصحيح في مثل هذه المواقف هو التحفظ من اجل الحماية وليس اعتقال.
في بداية الثورة وبعد الانتصار الذي حدث ومع اشد اوقات عنفوانها لم تكن هناك اقالات شديدة ولم يتم اقالة احد الا بعد الكتابة عنه في الاسافير وبروز الغضب الشعبي من وجوده مثلما كتبت انا وغيري من النشطاء عن السفير عمر دهب في الخارجية وتم اقالته.
هكذا كانت تتم الاقالات ولكن هناك الكثير من الكيزان مازالوا بمناصبهم والى الان اذا اثير الحديث عن احدهم تتم اقالته. لترضية الشارع فقط.
ما اريد قوله ان موقفي ثابت بأن هناك تسوية جارية بتنسيق عالي بين اليسار واليمين والمنسق الاكبر هو الشفيع خضر الذي يحرك حمدوك الان.
اما صلاح قوش فقد ضرب العصفورين بحجر . الا اذا رجع الحجر وضرب جدار الواقع وتفاجأنا في يوم من الايام بوجوده بجوار حميدتي فكل شيء في السياسة ممكن.
قوش اختار الخروج بطريقة امنه وفي نفس الوقت انتقم من اصحابه الطيبون.
والهبوط الناعم طبخة تشارك بها امريكة الان لتضمن ممثل لها.
التسوية بين اليسار واليمين محاولة لتفادي اخطاء الماضي.
الخطر الكبير الذي يعيق مهندسوا الهبوط الناعم الان هو كيفية انزال التسوية لارض الواقع.
الكل يعلم ما وصل له الشعب من كره للاسلامويون الذي تاجروا بالدين دون ادنى وازع ديني وعاسوا في الارض فساد. ومن اخطاء مهندسوا الهبوط الناعم التي ادت الى مجزرة القيادة العامة هي عدم اشراك الشعب وتمليكهم الحقيقة
ودسدسة الموضوع جعلت من القيادة معركة ضد الكفرة والمنافقون. وهذا نتيجة جهل العامه وحتى القادة بموضوع التسوية المتفق عليها مع بعض الاسلامويون واليساريون.
اقول قولي هذا وستكشف الايام المضمون. تحياتي محمد ابوالدهب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ابوالدهب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست