البحث عن وطن ناحية كوبر ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 03:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2018, 04:19 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن وطن ناحية كوبر ..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    04:19 PM March, 24 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    أغلقتُ عينيَّ كنت أتفادى النظر نحو الطبيب الثرثار.. وجدتُ راحة غريبة وأنا أبحر بعيدًا عن الواقع.. تذكرت المرة الأولى قبل أكثر من ربع قرن.. أنا في جوف الباخرة نيالا متجهاً لأداء العمرة..في الحقيقة كانت العمرة هي الهدف الثاني.. بعتُ كل ما أملك وما لا أملك حتى أقطع البحر المالح.. أيام رغم مرارتها باتت تمثل ذكريات طيبة المذاق.. لنحو عامين كنتُ أتحرك في مساحة خمسين متراً.. متجر صغير ملحق به غرفة أصغر.. حينما حزتُ على إقامة تسمح لي بحرية التطواف على أطراف المدينة شعرتُ بفرح غامر يماثل فرحتي حينما وطأت اليابسة في ميناء جدة الإسلامي.

    كدت أفتح عيني حينما سمعتُ زوجتي تسأل الطبيب إن كان مرضي النفسي يشكل خطراً على العيال.. انتابتني موجة الغضب المعتادة.. لكن القيد الذي يربطني على الفراش الأبيض جعلني أستسلم لواقع أنني مريض نفسياً.. الطبيب رد على زوجتي " لا هذا النوع من المرضى يكتفون بالعنف اللفظي".. ثم توجه بسؤال لشقيقي الطيب إن كان في الأسرة حالات مماثلة.. الطيب وحده كان يدافع عني، وينكر اتهامات زوجتي وأبنائي.. كان يستجدي الطبيب بإلحاح أن يفك قيدي ويتركه ليتفاهم معي.. خفت في هذه اللحظة أن يقتنع الطبيب بوجهة نظر شقيقي فأطلقت صرخة تهديد ووعيد مدعياً أني سأصنع التغيير القادم في البلد.. في هذه اللحظة انسحب الطبيب وهو يمسك بكف أخي الطيب كأنه وجد الدليل القاطع.

    شعرتُ ببعض الراحة في الغرفة الخالية.. لكنني سألت نفسي ربما الطبيب مصيب وأنا مريض.. أهلي يقولون الجمل لا يعرف عوجة رقبته.. لكن سرعان ما استعدت الثقة في نفسي وأنا أراجع تفاصيل حياتي.. لم أتمكن من الدراسة الجامعية.. لكنني في العمل كنت أدير عشرة من الأجانب من بينهم من يحمل شهادة ماجستير.. كان كفيلي يثق في قدراتي.. بدأت براتب ألف وخمسمائة ريال .. قبل عودتي الإجبارية لأرض الوطن كان راتبي ثمانية آلاف وخمسمائة ريال.. لم أكن أعرف وظيفتي تحديداً غير أنني الذراع الأيمن للشيخ محمد العنزي.. انتهى مستقبلي بوفاة الشيخ .. اعتبرت من رجال العهد السابق.. كل ما فعله الأبناء أن طردوني من الخدمة وأمهلوني فقط ثلاث ليالٍ.

    لم أكن أصدق أن الأمور ستنتهي على هذا النحو.. بل حسبت أن الأمر مجرد نوبة من الغضب ستنتهي مع بداية العمل في مؤسسة العنزي.. ظننت أن لا أحد يستطيع أن يحرك ساكناً دون الاتصال بشخصي الكريم.. ظللت في المنزل في انتظار هاتف من أبي طلال الذي تولى مسؤولية تصريف المهام بعد وفاة الشيخ.. في اليوم الأخير من المهلة جاءني المحاسب المصري يحمل جواز سفري موسوماً بدمغة خروج نهائي.. في تلك اللحظة فقط أدركت أنني كنت ضيفاً على المملكة.. وأن لدى وطناً وراء البحر.. ويبدو أنني استغرقت في حلم مضى عليه أكثر من خمسة وعشرين عاماً.

    من الصعب أن تقتلع أسرة من النعيم وتقودها إلى المجهول.. كان علي أن أخبر زينة زوجتي بالأخبار السيئة.. ثم بعد ذلك ترتيب أمور كثيرة في أقل من أربع وعشرين ساعة.. البديل عن ذلك ليس سوى (الكشة).. لم أكن أملك بيتاً في السودان.. ولا حتى تصوراً للعمل في أي موقع.. لم أكن أتصور أن الاغتراب مجرد رحلة طويلة.. تمردت زوجتي .. ارتفع صوت أولادي.. ثم بدأنا نتبادل اللوم.. في تلك اللحظة وتحت الضغوط امتدت يدي لضرب زوجتي.

    مع مرور كل يوم في الوطن كنت أفقد السيطرة على أسرتي الصغيرة.. لم يكن لنا خيار غير أن نشاطر أهل زوجتي سكنهم الضيق في مدينة أم درمان.. نظرات الاستحقار والاستخفاف تلاحقني في كل مكان.. أم زوجتي تسأل عن أيام الرخاء.. صاحب الكنتين يعتذر عن إقراضي.. أبنائي يحملونني الإخفاق في رسم مستقبل سعيد لهم.. لا يوجد في سوق العمل رجل رحيم مثل المرحوم العنزي.

    في ذاك الصباح رأيت ابنتي شعاع تخرج دون أن تلقي عليّ بتحية كنت أتوقعها.. لحقتُ بها عند الباب.. قبل أن أسالها أجابت وجدت شغل في فندق المدينة.. حينما أردت الاطمئنان جاءت زوجتي لتخلص ابنتي من الحصار.. كلمة مستفزة ورد غاضب وبعدها وجدتُ نفسي بين الأغلال في مشفى كوبر.. هنا سأجد سكناً وطعاماً ورفقة..

    صدق من قال إن المجانين في نعيم.


    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de