الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثامنة بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 05:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2018, 11:35 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثامنة بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

    10:35 PM December, 18 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الإنسان في الحضارة الغربية
    الباب الثاني
    الفصل السادس
    التصميم الذكي والصدفة

    ظل العلماء، لوقتٍ طويل _وبعضهم إلى اليوم_ ينسبون للصدفة، حل المشكلات الحرجة والهامة جداً، التي لا يجدون لها تفسيراً في علمهم!! فإذا هدد الأوكسجين مثلاً، الحياة على الأرض، تظهر _بالصدفة_ خلية، تتواءم مع خطر الأوكسجين، بل وتستخدمه، بصورة أساسية في حياتها، الأمر الذي يؤدي إلى استمرارية التطور، وظهور أحياء في مستوى جديد!! هكذا، في كل عقبة، لا يستطيع العلم تخطيها، تظهر (الصدفة)، وتقوم بحل المشكلة، ومواصلة المسيرة!! ويرى هؤلاء أن منطقهم هذا، هو المنطق السليم، وسواه كما يقول هويمارفون: "يقوم على خلل منطقي في طريقة التفكير"!! وله _هويمارفون_ في كتابه "تاريخ النشوء"، باب باسم: (الحياة: صدفة أم ضرورة)، يدافع فيه عن موضوع الصدفة.. وهذا الأمر ينطبق، إلى وقت قريب، على معظم علماء الطبيعة.. وهم بصورة عامة، يرفضون فكرة تدخل الله، لأنهم يرفضون بصورة مبدئية، وجود عوامل ميتافيزيقية، يمكن أن تتدخل في مجال العلم!! وهم على وعي، بإبعاد الاحتمال الإحصائي لعمل الصدفة.. فهيومارفون مثلاً، يقرر أن احتمال نشوء سيتكروم سي بالصدفة، أمر مستحيل!! فهو يقول مثلاً: "إن القول، بأن عمر الكون لم يكن ليكفي لجعل سيتوكروم سي (أو أي إنزيم آخر موجود الآن) ينشأ مرة أخرى بالصدفة تماماً بنفس الشكل الذي عليه هو اليوم، هو قول صحيح تماماً. لكن الطبيعة لم تواجه في أي وقت من الأوقات هذه المهمة. بل أنها أنتجت أولاً بالصدفة عدداً كبيراً جداً من الجزيئات المختلفة ثم استخدمت من هذه الجزيئات لبدء عملية التطور البيولوجي تلك التي كان لها بالصدفة تأثير تحريضي (ضعيف بالتأكيد في البداية) على مادة تفاعلية ما" (2 ص 131)..
    إنهم، كما نرى، يتحدثون وكأن هنالك شيء له وجود عيني اسمه (الصدفة)!! في الواقع لا يوجد شيء في الوجود اسمه الصدفة.. بل ما يسمونه (الصدفة) مجرد افتراض تخيلي!! ليس له مقابل وجودي.. وما يقوله المنطق _حسب رأيي_ أن المعدوم عيناً، لا يوجد الموجود عيناً، هذا أمر يلحق بالبداهة!! ولكنّهم، في الواقع، يريدون إبعاد وجود الله، لأن افتراض وجود الله، في نظرهم، يدخل في الطبيعة أمراً ليس منها، ويؤدي إلى إيجاد سببية وغائية، في نظرهم لا تتفق مع العلم.. هذه النظرة، هي في الواقع، صورة من صور تأليه العلم، والسبب الأساسي فيها، ليس العلم، وإنما المادية، وما تقوم عليه من تصور، يقوم على أنه لا وجود إلا للمادة.. ما وراء المادة غير موجود أو حتى لو كان موجوداً، ينبغي ألا يدخل في مجالات المادة _الطبيعة.
    بالطبع حدث تحول هائل جداً.. وتم دحض المادية علمياً، بصورة نهائية.. ولكن لا تزال ظلال المادية موجودة عند الكثير من العلماء.. وبصورة خاصة ما يتعلق بأمر الغائية، فهي مرفوضة عند معظم العلماء، ويرون أنها تفسد العلم!! هذا، مع ملاحظة أنهم يقرون بوجود الغائية عند جميع الأحياء، خاصة الإنسان، فما من كائن حي إلا وله هدف متأصل في كيانه، ويدفعه للحركة والعمل، وهو المحافظة على وجوده.
    قلت إن هنالك تحولاً كبيراً وسط العلماء، به يتم تجاوز هذه النظرة.. ويتمثل هذا التحول، بصورة خاصة في نظرية (التصميم الذكي) التي بدأت تنتشر.. يقول د. عمرو شريف: "لقد أصبح مفهوم التصميم الذكي نظرية علمية تتصدى لتفسير نشأة الكائنات الحية، وتدور حول أن طبيعة هذه الكائنات وطبيعة الجزيئات التي تتكون منها تحتاج في نشأتها وفي بقائها وفي عملها إلى ذكاء، وأنه لا يمكن للعشوائية أن تفسرها. وقد امتد هذا المفهوم ليشمل العلوم المختلفة، كنشأة الكون والذكاء الإنساني" (3 ص 220)..
    وفي الواقع، هذا ما كان عليه الأمر دائماً، ولكن كان العلماء لاهين عنه، بسبب سيادة التفكير المادي، والثقة المطلقة في العلم، حتى أنه أصبح ديناً، تمَّ الاستغناء به عن الله.. أو كما قال لابلاس لنابليون: (الله فرضية لا حاجة لها)!! ولكن بعد أن ثبت انهيار المادية، وتم تجاوز العلم الكلاسيكي، وحتمياته، بعد نظرية النسبية، ونظرية الكوانتم، وعلم الجزيئات، وبعد التطور الهائل في العلم، ووضوح أنه لا يعطي الأجوبة النهائية، خصوصاً الأسئلة الوجودية، وأنه لا توجد سببية حتمية، وظهور نظرية مثل نظرية (عدم اليقين)، بعد كل هذا، اهتزت العقيدة في العلم، مما يفتح أذهان العلماء لصور أخرى من المعرفة.. ولكن الأمر لا يزال في بدايته، رغم أن التحولات التي تمت في العلم حاسمة جداً.. ولكن التحول من دين، إلى دين آخر، أمر صعب جداً.. وأصحاب العقيدة القديمة، دائماً يقاومون الدين الجديد بشدة.. وحجتهم دائماً هي: هذا ما وجدنا عليه أباءنا، وهي حجة لا زالت قائمة، في دين العلمانية، وأهم من ذلك، أنه لا يمكن التخلي عن الدين القديم، مهما ظهرت أخطاؤه، ما لم يظهر البديل بصورة واضحة.
    لكل ذلك، رغم ظهور نظرية التصميم الذكي، إلا أن أصحابها لا يريدون أن يكون الله تعالى، هو هذا المصمم!! يقول د. عمرو شريف: "وقد حرص المؤيدون لمفهوم "التصميم الذكي" في الغرب على ألا يتعرضوا إلى "المصمم الذكي" الذي هو الله عز وجل، لأن ذلك سينتقل بطرحهم (هل الكون والحياة والكائنات الحية تحتاج إلى ذكاء أم أن العشوائية قادرة على تفسير نشأتها) من طرح علمي يمكن أن يخضع للتدقيق العلمي إلى مجال الدين والغيبيات (الإله الخالق)، الذي يعتبره الماديون خروجاً صريحاً على العقل والعلم ودخولاً تحت مظلة الإيمان!" (3 ص 220)..
    وفي واقع الأمر، لا يوجد أي علم، على الإطلاق، لا يقوم على الإيمان، ولا يمكن أن يوجد.. هذا بحكم طبيعة العقل، وبحكم طبيعة الوجود، مجال المعرفة.. فالعلوم الطبيعية، نفسها، تقوم على الإيمان، راجع كتابنا "المعرفة وطبيعة الوجود"..
    وهذا الذي أقوله ليس غائباً عن العلماء، ولكن التعصب لعقيدتهم، يعميهم من أن يروا النتائج التي تترتب عليه بوضوح، لأن العلم عندهم أصبح صنماً يُعبَد!! ويحرص عباده، على أن يضفوا عليه من صفات القداسة، ما يعلمون هم أنفسهم، أنها ليست فيه!! إن العلم المادي التجريبي، هو أعظم إنجازات الحضارة الغربية على الإطلاق، وبه أصبحت الحضارة الغربية تتفوق على الحضارات السابقة عليها، بصورة لا تقبل المقارنة.. وسيكون لهذا العلم، دوره الهام جداً، في مستقبل الحضارة البشرية.. ولكنه بأي حال من الأحوال، لن يكون دين الإنسان، ولن يتعدى وضعه الطبيعي: معرفة ظاهر الأكوان بما فيها الإنسان.
    على كلٍ، نظرية التصميم الذكي، لو اعتنقها جميع العلماء، بل جميع البشر، واقتنعوا تماماً، أن المصمم الذكي هو الله تعالى، فإن هذا لا يؤدي إلى تغيير هام في الحياة، بل كل الذي يحدث في هذه الحالة، هو اتخاذ خطوة جليلة، في إتجاه الدين، ولكنها خطوة بعيدة جداً، عن بدايات الدين!! فبداية الدين هي التوحيد، في مستوى (وحدة الفاعل)، وهي تعني: لا فاعل لكبير الأشياء، ولا لصغيرها إلا الله، وهذا هو المعنى الأساسي لكلمة التوحيد، في الإسلام "لا إله إلا الله"!! فالله تعالى وحده هو الفاعل الحقيقي لكل ما في الوجود، وفعل كل فاعل، محاط به من قبله تعالى "وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى".. وهذا، ينبني عليه اختلاف جذري لتصور الوجود وطبيعته، ومصدره، وقانونه، ومصيره، وغايته، عن التصور الذي تقوم عليه العلمانية، ويعطيه علم الطبيعة.. يضاف إلى ذلك، أن التوحيد ليس تنظيراً، وإنما هو حياة تعاش _ التوحيد صفة الموحِّد (بكسر الحاء).
    وما قيل عن نظرية "التصميم الذكي" يقال أيضاً عن نظرية "المبدأ الإنساني - Anthropic principle".. وهي نظرية بصورة عامة، تقول أن الكون كله مصمم بصورة تؤدي إلى ظهور الإنسان فيه.. أو كما تعرفه د. يمني طريف الخولي: "المبدأ الإنساني يعني أن الكون على ما هو عليه ليلائم وجود الإنسان. ولو لم يكن هكذا لما وجد الإنسان ولا كان هنالك العلم، وبمناقشته نلتمس استبصاراً علمياً آخر بخصوصية الكون وغائيته" (5 ص 54).. وكل ما قيل عن "التصميم الذكي"، يقال عن هذا المبدأ.. فهو مبدأ عظيم جداً.. ومن عظمته توكيده للغائية الكونية.. ولكن أعظم ما فيه هو أنه جعل الإنسان هو غاية الكون!! ولكن كل هذا، لا يمكن أن يؤدي إليه علم الطبيعة بصورة واضحة، ولا هو موضوعه.. إنه موضوع الدين، وهذا ما سيتضح بصورة جلية، عندما نتحدث عن الإسلام.. على أنه يمكن للعلم أن يلمَحَ الظاهرة _ظاهرة أن الكون معد بالصورة التي تؤدي إلى ظهور الإنسان_ وقد فعل.. ولكن العلم بطبيعته لا يملك أن يسير إلى أبعد من ذلك، ولا هذا هو مجاله.. بل هذا مجال الدين.. والعلم والدين يكمل أحدهما الآخر.. وهذا التكامل هو ما ينبغي إدراكه، بدل الوهم القائم بأن العلم والدين، كل منهما ينفي الآخر!! أقول: إن رؤية التكامل بين العلم والدين أمر حتمي.. وكل صور تطور العلم العظيمة، التي ظهرت مؤخراً، هي في سبيل هذا التكامل.
    بعد كل هذا، ندخل على موضوعنا _موضوع الإنسان_ فكل ما تقدم هو تمهيد ضروري لهذا الدخول، وقد كُتِبَ لهذا الغرض، ولا شيء أكثر من ذلك، ولذلك تجاوزنا عن كثير من التفاصيل العلمية، لأنها ليست قضيتنا، وإنما قضيتنا هي عرض الصورة العامة.. والصورة العامة تقول إن الإنسان جاء كنتيجة وثمرة للتطور الذي حدث في الكون، منذ نشأته، بعد الانفجار العظيم!! هذه هي الصورة التي يعطيها العلم.. وهي في جملتها تتفق مع الصورة التي يعطيها الدين _كما سنرى_ وفي تفاصيلها نظر.
    منذ الآن نقول إن العلم والدين، يتفقان بصورة مبدئية، على أن الإنسان، جاء نتيجة تطور طويل وشاق، وإنه خلاصة هذا التطور وثمرته.. إلا أن نظرة الدين، أكمل بكثير جداً، من نظرة العلم، في هذا الصدد.. وهذا ما سنراه في موضعه.
    بقي أن أقول أن المعلومات العلمية التي وردت في الكتابة أعلاه، هي تلخيص من عدة مراجع علمية، أهمها:
    1/ هيومارفون ديتفورت "تاريخ النشوء" ترجمة: محمد كبيبو.
    2/ د.عمرو شريف "كيف بدأ الخلق".
    3/ بول ديڤيز "أصل الحياة" ترجمة: منير شريف.

    18/12/18م
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de