الإقصاء الكلى والإقصاء الفكرى بقلم عبد المنعم عثمان

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2019, 06:08 PM

عبد المنعم عثمان
<aعبد المنعم عثمان
تاريخ التسجيل: 02-25-2019
مجموع المشاركات: 173

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإقصاء الكلى والإقصاء الفكرى بقلم عبد المنعم عثمان

    06:08 PM March, 16 2019

    سودانيز اون لاين
    عبد المنعم عثمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    فى الايام الاخيرة طفح الى السطح وبكثرة تعبير الاقصاء وعدم الاقصاء فى الحياة السياسية. الغريب فى الامر ان اغلب من احتفى بهذا التعبير هم كبار الاقصائيين حتى وقت قريب . ومن الواضح ان هذا الاحتفاء ليس غير تعبير عن قلق هؤلاء من سوء المآل عند وصول الثورة الى محطتها الأخيرة التى أصبحت تشاهد بالعين المجردة . وبما ان هذا القلق يعبر عن حالة المجرم الذى تطارده افعاله حتى لحظة الاقرار بها ، او قرب انكشافها ، فانه يصبح من على من مورست ضده هذه الجرائم ان يذكر بها من يطالبون اليوم بعدم الاقصاء . وهذا قليل من كثير معروف :
    بيوت الاشباح التى قتل فيها من قتل وعذب من عذب وظل فيها من ظل شهورا بدون توجيه تهمة أو تقديم للمحاكمة ، ذلك ان اغلب من دخلوها كانت التهم الموجهة نحوهم هى من زمن الدراسة المشتركة مع المطالبين بعدم الاقصاء أو بسبب النزاعات الحزبية العادية على ايام الديموقراطية القليلة فى الحياة السياسية السودانية .
    قتل العشرات من الضباط والجنود بمحاكمات صورية وبخدع شارك بها كبار الاسلامويين ، ومئات الالآف فى الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وكردفان وتشريد الملايين ليحل محلهم غير السودانيين من اصحاب الفكر المماثل،أو بهدف الكسب الحرام ، أو لمجرد اقصاء من لا يرضون عنه .
    الفصل التعسفى لآلاف المواطنين السودانيين الأكفاء بغرض احلال الاخوة المجاهدين مكانهم . حدث هذا فى الخدمة المدنية والعسكرية وحتى فى الخدمة الدينية والقضائية بنسب تجاوزت السبعين بالمائة . للتمكين وما أدراك ما التمكين .
    محاربة العشرات من اصحاب رؤوس الاموال المكتسبة بالجهد والعرق وليس بالتمويل من مودعات الناس عن طريق الصيغ المسماة اسلامية .وبالمقابل رفع الآف من من لا كفاءة ولا معرفة ولا خلاق لهم من واقع الاملاق الى مصاف المليارديرات .
    فصل الجنوب ، بل والاحتفال بهذا الانجاز بطريقة لاتعبر عن غير العنصرية ذات الغطاء الدينى ، اذ ان الهدف المعلن هو تنقية المجتمع " الاسلامى " لتسهيل تطبيق " الشريعة " ومن ثم الاتجاه لتكوين دولة الخلافة الممتدة دون عوائق .

    وغير هذا الكثير مما تعلمون ومما لا تعلمون ولا أعلم . فان كان كل هذا ليس اقصاء فكيف يكون الاقصاء ؟! ولعل ما حدث ويحدث منذ التاسع عشر من ديسمبر الماضى لايبتعد عن تأكيد هذه الحقيقة عن الروح الاقصائية للجماعة الذين نزل عليهم فجأة وحى " عدم الاقصاء ". وحقيقة الامر ان هذه الروح ليست مستوحاة ولامكتسبة ، وانما هى نتاج الفكر الاسلاموى من لدن سيد قطب وحتى الترابى . يتحدث سيد قطب عن جاهلية المجتمع المسلم المعاصر ويدعو الى اسلمته من جديد، وطبعا على يد "الجماعة" . ومن هذا المنطلق الفكرى يصبح لابد من اقصاء الاخرين من المسلمين التقليديين فما ظلوا خارج " الجماعة " فهم ليسوا مسلمين فى نظرها . وبناء على هذه الايديولوجيا فان كل ما يخدمها يصبح مبررا ، وكل ما يعارضها لابد من دهسه. وهو ما دلت عليه الامثلة أعلاه . الا يدل ذلك على ان التباكى على " ضرورة عدم الاقصاء فى النظام القادم " ليس غير تكتيك مؤقت ، على أحسن الفروض ، فى محاولة للخروج من المأزق الحالى والى حين ميسرة تتمكن فيها حركة الاسلامويين من التقاط الانفاس لبعث جديد ؟ واليس مايقوم به البشير الآن من مايعتبرونه تنازلات ، محسوبة بدقة - مثل تأجيل النظر فى تعديل الدستور وليس الغائه أو الدعوة الى الحوار مع فرض حالة الطوارئ التى تكمم الافواه وتسمح حتى لحرامية المنازل باستغلالها للسرقة تحت حماية " القانون "؟!
    يقول الاستاذ نجيب غلاب فى كتابه " الاسلامويات بين تخريب السياسة وتشويه الدين ": (وعندما يحكم الحزب الاصولى فانه يعمل على دمج مؤسسات الدولة فى بنية الحزب التنظيمية ويعيد تشكيلها من حيث الأشخاص والوظيفة والهدف لتخدم أهداف الحزب … ومع الوقت تصبح الدولة هى الحزب والحزب هو الجماعة المعبرة عن الارادة الالآهية فى الارض ) . اليس هذا هو ما حدث بالفعل فى السودان وفى ايران تحت حكم هذه الاحزاب الاصولية سنية وشيعية ؟ وكذلك للتدليل على صحة ماذهب اليه نفس الكاتب بواقع ماحدث فى السودان ، فاننا نورد الخلاصة للفصل الاول من كتابه المذكور ، حيث يقول : ( والتجارب تؤكد ان الاصولى النقى عندما يفشل فى التربع على كرسى السلطة بعد ان مارس كل انواع الخداع فانه غالبا مايتجه نحو العنف ويتراجع عن كل شعاراته الحديثة التى رفعها وقت السلم ويعود الى حقيقته ، ويصبح كل فكر لايتطابق مع بنيته الايديولوجية مرفوضا وكل انسان لايؤمن بما يؤمن به كافرا . وعندما يلجأ الاصولى الى العنف فانه يقاتل بشراسة حتى آخر نفس فاما النصر واما الشهادة ).وأحب هنا أن أعود الى أول هذه الفقرة ، حيث يصف الكاتب الاصولى الذى يريد "بالنقاء "، لأن ذلك الوصف يؤكد النقاء الاصولى لامثال ابراهيم شمس الدين والذين ماتوا فى حرب الجنوب ويؤكد فى نفس الوقت عدم أصولية أو حتى انتماء آخرين للحركة الاسلامية من أمثال حميدتى ، الذى نأى بنفسه ، ولو بالقول عن مجابهة ثوار ديسمبر !
    وبالعودة الى موضوعنا ، أى الاقصاء ،فاننى نحب أن أؤكد حقيقتين :
    الأولى : ان ما مارسته الانقاذ كان ولايزال اقصاء كليأ من السلطة أو الرزق أو حتى الحياة لشركاء فى الوطن ، وذلك بتبرير ايديولوجى لايعترف بالوطن ولا بالشخص الذى تم اقصاؤه . قال الزبير محمد صالح : لابأس من التضحية بثلثى الشعب السودانى ليحكم الثلث المتبقى بالشريعة .وسعى أحد المتباكين على الاقصاء اليوم لفصل ثلث الوطن ، محتفلا عندما تم له ما أراد !
    ولعلنا بمراجعة التجربة الترابية لوجدناها تطبق العقيدة القطبية مستغلة الذكاء الشيطانى لاستخدام الدين من أجل الاستيلاء على الدنيا . فبالرغم من استيلاء الجبهة الاسلامية على أكثر من خمسين مقعدا فى برلمان مابعد انتفاضة 1985، وعلى الرأى العام السودانى بالدعوة الى تطبيق الشريعة ، الا ان ذلك لم يكن ليكفى عقيدة الاحتكار والسيطرة الكاملة للتمكن من تحويل المجتمع " الكافر " الى اسلامهم وبناء المجتمع الجديد ! ومرورا ب ( اذهب الى القصر رئيسا …. ) ومفاصلة العشر سنوات التى جعلت العراب يتبرأ من افعال تلاميذه ، ثم العودة الى رفع شعارالمنظومة فى محاولة لاعادة اللحمة الى الاسلامويين وهيهات ! والآن ياتى من يبشرنا بعودة جديدة لهم من خلال الدعوة الى عدم الاقصاء وبمباركة من يدَعون الوقوف فى صف المعارضة ضد من ثبت نظريا وعمليا انهم مخترعو نظرية الاقصاء .

    الثانية : أن الاقصاء الذى يسعى اليه الثوار والذى لابد منه كالقصاص الذى هو "حياة " كما يقول المولى سبحانه ، لن يكون اقصاء لجماعة أو حتى أشخاص بسبب فكرهم ، وانما سيكون اقصاء لفكر ثبت خطائه فى التجربة العملية . ومع ذلك فان القانون والمجابهة الفكرية هى السلاح الذى سيجابه به .
    هذا بالطبع لاينفى ضرورة المحاسبة لمن قتل ونهب واغتصب .. الخ من جرائم لا تسقط بالوقت، ليس فقط لاسترداد حقوق من ظلم وانما كاجراء ضرورى لعدم التكرار فى المستقبل الزاهر لسودان الحرية والديموقراطية والعدالة بكل اشكالها .
    وقبل الختام لابد من الاشارة الى مواقف بعض الاسلاميين من مجريات ثورة ديسمبر فى استشراقها لذلك المستقبل بغرض التفريق بين اولئك الذين يعبرون عن قناعة تامة بفشل فكرة الاسلام السياسى من حيث المبدأ ، واولئك الذين يظنون ان الذى فشل هو تطبيق الفكرة ويسعون الى فرصة أخرى للتطبيق . ولعل هذا يكون اساسا لمناقشة فكرية ضرورية وعاجلة ، ذلك لأن القضية لاتنطبق على التجربة السودانية وحدها ، برغم انها التجربة الاعمق وربما تكون الوحيدة التى شيئ لها ان تطبق بحذافيرها حتى وصلت الى حد الفناء من ذاتها دافعة شعب بأكمله لرفضها بالصورة التى يشهدها العالم ، ولكنها أصبحت ربما القضية الاولى فى اهتمام العالم أجمع . ومن ناحية أخرى فانها لاتخص جماعة الاخوان المسلمين فى السودان ولاحتى التنظيم الدولى لهم ، وانما تخص كل اشكال استخدام الدين فى السيطرة على الحكم فى السودان وايران وتركيا والصومال وافغانستان أو فى السعى للوصول للسلطة فى حالة حركات الاسلام السياسى من أمثال القاعدة وداعش وبوكو حرام ..الخ























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de