أنرجسي أنا؟ يخيل لي أنني كلما رأيت بؤس الأنظمة التي حكمت وتحكم الدولة بأنني قادر بالفعل على إدارة هذا الكيان الموبوء بمفردي. لا وزراء ولا ولاة ولايات..السودان أبسط من هذا الزخم من الدستوريين الجهلاء الذين يتم توزيرهم من أبناء الصدفة. وكما قال الشاعر: والعبقرية أن تنال (الحكم) عفوا دون قصد لكن عبقرية الصدف هذه وإن منحت الجاهل ضعيف الخيال حظا من السلطة والثروة فهي حينئذ تكون وبالا على غيره. ألا يكفي أن تسألك محكمة دستورية عن مصلحتك في حماية الدستور. فأي جهل أكبر؟ وإنني سئمت حد القرف من سيكولوجية هذا الشعب المعجونة بنصاحة زائفة مختفية خلف العمم وجلابيب السكروتة..وفي أحيان أخرى خلف البدل وربطات العنق..والنتيجة بعد كل هذا الشو ليست سوى صفر كبير ، والصفر في الواقع لا يكون كبيرا ولا صغيرا إلا مجازا وإلا في هذا البلد. نعم أستطيع إدارة هذا البلد ودون حاجة حتى لإلغاء العقوبات الإقتصادية ، وبدون حاجة للتزلف للحبش سائقي الركشات ولا الغربيين اللصوص ولا الأعراب ممن استطالوا في البنيان. وأستطيع بناء دولة قوية ومؤسسة تأسيسا عالي المستوى. لكنني حقيقة لا أجيد قيادة الحمير البرية المخططة بالتناقضات والسيكولوجيات المضطربة والهويات المهزوزة والروح العدائية الغائصة داخل ظلام التعنصر الجاهل. وهذه نقطة ضعفي الوحيدة التي تسد نفسي حتى من البقاء هنا. فلقد بقيت قرابة العشر سنوات درست فيها هذه الشعوب المنكفئة على أدمغة خواء إلا من ما يفسد عليها هناءة بالها فهي تمحق نفسها بيدها لا بيد غيرها. ظلت هذه الشعوب تخبط خبط شعواء في محيطات الدجنة المضطربة المضطرمة. تفسق روحها ما شاء لها من فسوق ولا ترعوي حتى وهي تشاهد حبال المشانق تلف حول جيدها المعطن بالعرق والعفن. وقد رأيت مستقبلا لا مراء في سوداويته وهو يرمي بشرر كالقصر ، كلما انهمروا في الزمن أوغلوا في القيح ، ثم تسربلوا بالصديد ، وهم يحسبون أن ذلك خير ، وهو لو يعلمون لشر مستطير... وقد رأيت في عتاة الإجرام شبها بذلك ، حيث يساقون إلى خشبة الإعدام دون أن يطرف لهم جفن مما جبلوا عليه من صمد الذهن وظلمة ما بداخل الجماجم ، حتى إنني أشبه عقولهم وافئدتهم بدجاجاتي التي كنت أربيها قبل سنوات ، فكنت كلما حملت لهن العلف تجمعن حولي وإن جئت بعلف ثان تركن العلف الأول على حاله وهرعن للثاني فلا يبق منهن إلا المضطهدات منهن والضعيفات اللائي لا يقدرن على خوض الصراع. ها هو حمدوك يفعل ما فعله السابقون فيأمر وزير عدله بالتوقيع على كل الاتفاقيات على بياض وبدون دراسة ولا تمحيص ولا حتى استشفاف إمكانية الاستفادة منها أو الخاسرة بسببها. وكله انبراش لا طائل منه سوى وضعنا كشعب في مصيدة التصرفات غير المدروسة منذ الاستقلال والتي دمرت البنية التحتية التي أسسها الأنجليز بذكاء وفهم وربما بوطنية أكبر من وطنية قاطني هذه الرقعة إن كانوا أساسا يحملون في أدمغتهم العجاف وعيا حقيقيا بها. وحمدوك يلهث وراء تحقيق ضربة حظ ، وهو يظن أن إدارة الدول لعبة نرد يلقى بتفاؤل فتبرز على واجهته ست سنقاط سوداء تسر اللاعبين. لا يا سيد حمدوك...فأنت مخطئ إن كنت تظن أن المجتمع الدولي يعتمد مثلك على ضربات الحظ. لو كانت أمريكا أو غيرها تفعل ذلك لما أصبحت دولة عظمى ذات شأن. غير أنك لا تقرأ كثيرا في أسرار قيادة هذه الدول والتي تقاد كما يقود الرأسماليون مؤسساتهم المليارية لتحقيق الربح والثراء. وهاهم وزراء القحاطة يتخبطون كمن يتخبطه الشيطان من المس. فأصبحوا وجعة بعد أن حسبهم الناس فزعة. ولا يقول لي أحد أن حمدوك لم يكمل ثلاثة أشهر ، ولا يقول لي أحد انه وريث تركة الكيزان ، فهذا من باب التبرير الذي هو أقبح من الواقع. ذلك أننا عندما نشاهد شخصا بلا برنامج محدد يمكن التفاؤل به أو حتى مجرد تقييمه بل نشاهد خطرفات من القول لا رابط بينها إلا دليل على الفوضى وانعدام الفهم فلا تحدثوننا عن أيام أو أسابيع أو أشهر. كل القرارات التي أصدرها حمدوك ووزرائه منذ أول يوم لهم وحتى الآن مخالفة لأبسط مبادئ القانون وتنم عن جهل مدقع من الوجهتين الإدارية والقانونية ، ولولا أننا نحمل قليلا من الأمل لاستخدمنا القوانين نفسها لنقص غزل هش متهدل كرمش صناعي في جفن امرأة.. ولكن .. لماذا نفعل ذلك؟ لا أجد سببا كافيا ، فلا يمكننا أن نصحح كل أخطاء حمدوك وصحبه ، ففي هذا عنت ومشقة علينا وعليه. وليس الغرض التجهيل ولكن ألا نشعر بالحنق حينما يصفر الحكم بضربة جزاء خاطئة؟ هكذا نشعر ونحن نرى أهدافا تضيع تتلوها أهداف ضائعة أكثر يوما بعد يوم. والأيام تمضي والحسابة بتحسب. لم أعد املك من العمر ما يفيض لكي أستمر في تصحيح بلاء الآخرين. فلا الراعي رأى الذئاب ولا الخراف فرت منها.
10-30-2019, 05:25 AM
عمر عيسى محمد أحمد عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
( لا أجد سببا كافيا ، فلا يمكننا أن نصحح كل أخطاء حمدوك وصحبه ، ففي هذا عنت ومشقة علينا وعليه . وليس الغرض التجهيل ) .
الأخ الفاضل / أمل الكردفاني لكم خالص التحيات
يا أمل الكردفاني : تعال نسألك سؤال ليس خلفه إلا البراءة التامة !! لماذا تحول الأمر فجأة هذه المرة إلى حالة ( النصح وتصحيح الأخطاء عندما تعلق الأمر بالسيد حمدوك ؟؟؟؟؟؟؟ ) ,, ولماذا ضاعت فجأة هذه المرة صيحات ( الإسقاط ) ؟؟ .. تلك الصيحات الحادة الملحة ؟؟؟؟.
ويهمس البعض في أذني ويقول : أسأل ( أمل الكردفاني ) في الأول : من هو ذلك الحمدوك ؟؟؟؟؟ .. هل هو ذلك ( النيلي ) الذي يستحق الإسقاط ؟؟؟ أم هو ذلك ( الكردفاني ) الذي يستحق النصح وتصحيح الأخطاء ؟؟؟؟
نعيد الكرة ونذكر هؤلاء نحن في الماضي كثيراُ ما قلنا ورددنا مقولة : ( يا أبناء السودان أحذروا تلك النغمة البغيضة التي تحدد الجهات وتحدد أبناء الجهات وتفصل بين الإخوة الأشقاء .. وفي وقت من الأوقات كان ( أمل الكردفاني ) يعزف أيضاُ ذلك النوع من الكلام الذي لا يسر الآخرين .. وكان يجرح مشاعر الشركاء في المركب الواحد .. كما أنه كان يجهل بأن الدائرة سوف تدور عليه يوماُ في عقر داره ليصبح أهله وعشيرته في موضع الأخذ والانتقاد !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست