سؤال بسيط واجابته ساخرة ، لأنه لا يوجد أحد يدعم دولة بلا رئيس فعلي منتخب ، وأن كان انتخابه تزويرا تحت أعين كل المراقبين والعدسات ، لكن يظل هناك رئيسا يستطيع الغرب ودول العالم إملاء شروطهم عليه لضمان حقوق استثماراتهم ، أما أن يكون هناك رئيس وزراء جاء عن طريق "ثورة" وتم وضعه مع الجيش في السلطة وتقاسم كلا منهما ما يعنيه ، فهذا لا يفيد أحدا ، فلا رئيس الحكومة يحكم "فعليا" ولا الجيش يحكم ! مهزلة. دولة بلا رئيس كروضة أطفال بلا أساتذة او مشرفين هذه وجة نظر دول العالم وهي صحيحة ، فالكل يمرح ولا يوجد مراقب او محاسب ، وهذا بالظبط ما وصل إليه السودان الآن ، ومازال السذج يحلمون بأن حمدوك سينجح !! الأمر ليس في عدم مقدرة حمدوك ، الأمر في عدم وجود ثقة في السودان لأنها بلا رئيس فعلي ، المال والإقتصاد مسألة ثقة وليس مسألة قدرات ، فلا أحد يستثمر مالا في شئ لا يثق به ، وهذا أمر واقع وحقيقي ، فلن يوجد عاقل (دولة) يستثمر ماله في مكان بلا ضمانات (عدم وجود رئيس منتخب) !! إذن ما الفائدة من بقاء حمدوك؟ تركيع الإقتصاد السوداني حتى يستغيث ولن يجد نجدة من أحد ماهو الحل إذن؟ الأمر أبسط من أن يتخيله أي قارئ او مفكر ! الحل في الإنتخابات وليس في البل كما يذكر البعض لأن البل أصاب الشعب ولعلهم لا يشعرون !! أصبح واقع الإقتصاد السوداني أبشع عشرة أضعاف من أيام حكومة الإنقاذ ومازال الشعب يعاند والأحزاب تتربح المناصب وروضة الأطفال مفتوحة لكل مزايد ، ليقم الشعب بالمطالبة بالانتخابات ، لأن حلول حمدوك لن تجدي نفعا ، ولن ترفع الولايات المتحدة إسم السودان من قوائم الإرهاب.
لماذا لن ترفع الولايات المتحدة إسم السودان من قوائم الإرهاب؟
أن كانت دول الخليج محجمة على دعم إقتصاد السودان لعدم وجود رئيس منتخب يستطاع التفاهم معه وأخذ وعود وضمانات حقيقية باستدامة اقتصاديات أموالهم التي ستدفع ، فكيف يرجى أهل السودان وسياسيها الظرفاء أن ترفع أمريكا -الدولة العظمى حتى الآن- إسم السودان من قوائم الإرهاب!!! مستحيل لن يحدث هذا مطلقا في ظل الظروف الراهنة ، لأن رفع إسم السودان في ظل عدم وجود حكومة ورئيس منتخبين سيزيد شبح "الإرهاب" الطين بلة وهذا ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية في 26 أيلول سبتمبر 2019 حين عممت الولايات المتحدة الأمريكية تحذيرا من الدرجة الثالثة لرعاياها بعدم السفر إلى السودان بسبب تفشي الجريمة والاضطرابات والإرهاب .. وهذا ما يحدث فعليا على أرض الواقع. وقد طالب الكونجرس بحكومة موحدة "منتخبة" تشمل جميع أطياف المعارضة والحركات المسلحة.
السؤال: كيف ستأتي هذه الحكومة المنتخبة؟
الاجابة قمة في الإبداع: عن طريق الإنتخابات !! سيقول قائل بأن الحركات المسلحة محجمة عن ذلك!! سارد بأن الحركات المسلحة مرحبه ترحاب غير مسبوق لهذا الأمر ، فكل قضايا العلمانية وما جاورها من خلافات ستحل عن طريق الإنتخابات والتصويت وليس عبر مباحثات سلام لأشخاص لم يفوضهم الشعب "قانونيا" أصلا.
السؤال: لماذا ينهار الإقتصاد بعد الثورات؟ الإجابة نفسها ، لأن كل المستثمرين الأجانب يسحبون أموالهم خشية الفوضى والانهيار الإقتصادي المحتمل لعدم وجود ضمانات (رئيس منتخب) ، فهناك الكثيرين مازالوا يروجون بوجود فلول النظام البائد يعملون لتخريب الاقتصاد! هذه دعاية طفولية وزائفة للتستر على طبيعة النظام الحالي (انه لا يوجد نظام) ، والحقيقة هي أن هذه الأزمة مفتعلة حتى يتربح "كل من يستطيع" من الدولة ، هذا بالظبط ما يحدث الآن في السودان. والحقيقة التى لا يراها الكثير من الساسة "عمدا" هي أن الكثير من الدول قامت بسحب استثماراتها وودائعها لعدم وجود رئيس فعلي يحفظ لهم حقوقهم في الإستثمار ، فالاستثمار في العرف الاقتصادي هو كلمة ، وعد ، فإذا لم يكن هناك من يعطي كلمة أكيدة ووعد حقيقي مبني على أرضية صلبة (بوجود رئيس منتخب) فلن تعطنا دولة واحدة قرشا واحدا ، ولا أصدقاء السودان ولا اعدائها حتى لا يرجى الشعب أبريل القادم ولا أبريل 2050 ، الأمر أبعد من ذلك بكثير ، الأمر موضوع مسؤولية ، ولا توجد مسؤولية حقيقية في الدولة ولا توجد سلطة واحدة ولا يوجد رئيس واحد ، المدنيين رئيس وزراء ، العسكريين رئيس سيادة ولا يوجد رئيس عليهما ، أي لا يوجد رئيس لدولة السودان ، إنها الحقيقة المغيبة عن عقول الشعب ، لكنها حقيقة مربحه لكثيرين .. فإذا كان الشعب متيما بحمدوك فلماذا لا يتم انتخابه رئيسا ؟ ما المانع ! تلك الوريقات التي سمّيت وثيقة يتم تعديلها كما عدلت أكثر من مرة ، لكن لا يمكن ان يستمر السودان على هذه الشاكلة ، لأنه سيدمر تدميرا فوضويا غير منظم البتة ، ولن يستطيع أحد تصحيح هذه الفوضى بعد ذلك بسهولة ،بل سيدفع الشعب من جيبه ثمن هذه الفوضى وهذا أيضا ما يحدث الآن على أرض الواقع ، لذلك يجب أن تنتقل وتكتمل باقي فصول الثورة نحو التوجه إلى صناديق الاقتراع ولا تقف عند حدود تغير وجه النظام وتغيب منصب رئيس الجمهورية عن عمد في دولة السودان حتى ينتفع من ينتفع ، هذه الأزمة زادت ثراء "بعض" التجار بصورة قياسية في فترة وجيزة ، وأصبحوا يدعون كل ليلة "يا الله دوم علينا دولة بلا رئيس" !!
الثورة ، الثوار ، التغيير واجب عليكم عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع ، لكن نصف ثورة موت كامل ، واخفاق محقق ومشهود الآن ، والأسوأ قادم بلا أدنى درجة من الشك ، فليفق السودانيون من غفلتهم ويطالبوا بالانتخابات وينصبوا من ينصبوا ، أن أرادوا حمدوك فهنيئا له ، لكن لا تدعوا السودان بلا رئيس !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.يوسف نبيل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست