الحملة المسعورة الموجهة فقط ضد حميدتي كانت تمهيداً للمواجهة المرتقبة التي تنقل الثورة من السلمية الى الفعل العسكري داخل الخرطوم في الوقت الذي قال فيه البرهان نحن قمنا عبر قوات مشتركة من كافة الوحدات بفض الاعتصام وهنا الاعتراف سيد الأدلة كان الناس يساقون كالقطيع بتجهيل متعمد لترميز حميدتي باعتباره الشيطان الأكبر تمهيدا لجر الشارع للمواجهة وكانت بدايتها عبر كتابات موجهة بدقة جدا فيها نوع من الشحن الجهوي والعنصري وإعلان يوم محدد او أيام قادمات لطرد حميدتي من الخرطوم هو الغرض منه الأساسي نسف اي اتفاق واي محاولة تقارب ما بين المجلس العسكري وقوة اعلان الحرية والتغيير هذه المحاولات بدأت وللأسف انجر خلفها بوعي ومن غير وعي عدد كبير من ابناء جماهير شعبنا باعتبار ان مشكلة السودان كلها الان في الدعم السريع في حين ان أفراد الدعم السريع اول ضحايا النظم الحاكمة في السودان منذ الاستقلال حتى اللحظة هم ضحايا التجهيل المتعمد ضحايا عدم التنمية المتوازية هم ضحايا سياسات خاطئة ظلت تمارس منذ عشرات السنين بطريقة ممنهجة. الدعم السريع واحد من مشكلات السودان التي تحتاج الى معالجة بطرق علمية وموضوعية وعقلانية بعيدا عن العواطف. وحينما يتحدث الجميع عن اعادة هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية المختلفة لأ يتم ذلك الا باستيعاب الجميع كل حسب خصوصيته وليس بالانتقام. لان طرد الدعم السريع من الخرطوم ليس حلاً ولن يكون الحل فقط تفتح الباب مرة أخرى لهزات امنية اكتر خطورة على الامن القومي والدولي. الشعب قد تعب وشبع من عسكرة العمل السياسي الذي لا يورث الا الهلاك للجميع في حرب الفائز فيها هو اكبر الخاسرين ولنا في تجارب الماضي والحاضر خير دليل.
الان الثورة جاءت لتصحيح الأوضاع الخاطئة وإعادة موضعة الأشياء بصورة صحيحة ولكن ان نعاقب الضحايا بدل ايجاد حلول للأسباب التي أدت بهم ان يكونوا ضمن قوة يؤمن من خلالها انهم يحمون السودان! هم ضحايا النظام السابق مثلهم مثل الجميع ضحايا غسيل الدماغ الممنهج ليكون آلة للقتل بدلاً ان يكون معول لبناء الدولة. *هذا لا يعني إعفاء احد من المسؤولية الجنائية لاي فعل خاطئي فالمحاسبة ضروريةلتستقيم الدولة. وضرورية مثل الماء للحياة. الثورة جاءت لننتقل من حالة اللا دولة الى الدولة التي بها قوانين ومؤسسات ونظم و لوائح واجراءات يتساوى فيها الجميع. ان الكتابات الكثيرة المنتشرة وتحرض ضد حميدتي وتناست ان ضباط هذه القوة اما من جهاز الامن او من القوات المسلحة وبعضهم من الشرطة وجناهير شعبنا تعرف كيف يدفع بعض الأفراد من الواحدات الأخرى الرشاوي للانضمام الى هذه القوة ليكون ضابطا فيها من خلال نقله من وحدته اليها. هنا يوضح بجلاء خطورة من يقف وراء اي فعل زميم قد تم وما قد يتم مستقبلا. الترميز التضليلي وتركيزه وشخصنته وإعفاء بقية أعضاء المجلس العسكري من المسؤولية لامر فيه ريبة وقد يجر لحرب أهلية لا يحمد عقباها. جريمة فض الاعتصام جريمة نكراء بشعة جدا لا يمكن نكرانها الا ممن تجرد من النخوة والرجولة والشهامة والإنسانية. جريمة توضح بجلاء بشاعة ما كان يحدث بعيداً عن العيون وهي جريمة نظل ندينها ونرفضها ونعمل من اجل ان لا تتكرر مرة أخرى في مكان اخر. لكن ذات الجريمة تم ارتكابها من قبل بصور اكثر بشاعة من الاعتصام وارتكبها الجيش المنظم ومعه هذه المليشيات المختلفة المعروفة للجميع مع ذلك غض الجميع الطرف عنها لان الجريمة كانت تمارس ببشاعة ضد اخر ليس جزء من الخرطوم ومكوناتها المختلفة في جنوب كردفان جبال النوبة النيل الازرق دارفور تجاوز عدد الضحايا ٣٥٠الف وأكثر من اثنين مليون ما بين نازح ولاجئي وحتى اللحظة لم تناقش قضاياهم ولم تدرج ضمن الأجندة للنقاش في حين ان يتوقف كل شيء الان من اجل المحاسبة فقط في ضحايا الاعتصام يجب ان تكون المحاسبة شاملة ولا نعطي قدسية لشهيد على حساب شهيد اخر ولا نعطي مبررا لذلك من خلال ما يدور الان يجب ان نفهم اي محاولة لنسف الاتفاق الذي للجميع تحفزات حوله ان نحافظ عليه كمرحلة أولى تمهد للانتقال الى حالة الدولة التي نتمناه جميعنا التي يعيش فيها الجميع بسلام وحرية وعدالة حقيقية تعزز من القيم الوطنية وتعمقها في الأجيال القادمة. الفكرة الأساسية للكتابات والمقالات الداعية الى طرد وشيطنة الدعم السريع تفتح سؤال جوهري لماذا كل هذه الكتابات والفيديوهات المنتشرة تنشط بالتزامن في وقت محدد؟ لماذا معظم الفيديوهات تم تصوريها بواسطة عسكريين؟ من طلب منهم ذلك؟ ولماذا يزيد انتشارها كلما كان هناك تقارب ما بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري؟ من قام بجمع هذه الصور والفيديوهات من العسكريين ويعمل على تسريبها بالقطارة ؟ وماا لغرض من ذلك ؟ من يقف وراء هذا الفعل هو الذي بداء الحملة ضد حميدتي داخليا وخارجيا وهو الذي اوصل الحملة لذروتها الان بطلب طرد الدعم السريع من المدن لتحدث المواجهة الدموية التي تعيد الجميع الى حالة اللا دولة وتنسف اي بادرة امل للانتقال السياسي من خلال الاتفاق حول مسودة يتواضع الجميع أمامها. من اجل المستقبل يجب ان نصحى ونرى الصورة الكاملة للمشهد السياسي السوداني وتعقيداته والبحث عن المستفيد من انهيار اي تقدم من اجل احداث اي تحول ديمقراطي يقود الى المجرم الحقيقي! بدل التركيز على النتيجة وتترك الجذور الحقيقة لاي أزمة. الذين يدسون السم في الدسم هم أعداء السودان الحقيقيين هم المستفيدين من الأوضاع الفاسدة التي تتعارض مع المصلحة العامة للمواطن السوداني، هم إعداء الله والوطن والإنسان والإنسانية، مجردين من اي روح الوطنية. فهولاء أما مجرمين يجب محاسبتهم او ضحايا يجب معالجتهم. هي مسؤلية مشتركة تستوجب ان يشترك فيها الجميع للبناء وليس الهدم بطريقة غير مباشرة من خلال انتشار دعوات تدعو الى طرد الدعم السريع تمهيدا لجر البلاد الى نفق مظلم من الاقتتال في الشوارع. نحن مع المحاسبة وتحمل المسؤولية نحن مع المساواة والحرية والسلام والعدالة بعدالة. يجب ان نتعلم احترام توجهات الجميع لكن مع ذلك يجب ان نتفق في اننا سودانين وان السودان ملك لنا جميعا ومن حق الجميع الحياة فيه وفق اسس دولة مدنية على أساس الحقوق والواجبات وبناء دولة المواطنة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست