إلى هــــــــــؤلاء الشاكيــــــــــن الباكيـــــــــــن نقــــــــــــول !!
في الماضي البعيد قد قالوا .. وفي الماضي القريب قد قالوا .. وبالأمس قد قالوا .. وغداُ سوف يقولوا .. وقد أصبح ذلك القول ديباجة معتادة في عرف الناس .. لا يغير في المواقف .. ولا يبدل في الوجهات .. وهؤلاء الكرام الأعزاء لا يتعثرون في الخطوات بفعل تلك الأقاويل .. ولا يعيرون الاهتمام لنباح الكلاب .. بل يسافرون دوماُ في آفاق العلياء .. ويمرون فوق تلك الأقاويل مرور الكرام .. أما هؤلاء الذين يجتهدون ويهدرون الأعمار في تلك الأقاويل فهم الخاسرون في نهاية المطاف .. يولدون وهم يثرثرون في الفارغة ويترعرعون وهم يثرثرون في الفارغة ويموتون وهم يثرثرون في الفارغة .. لا تبديل ولا تعديل في المواصفات الثابتة التي تقول عن السلالم .. فتلك الدرجات للسلالم تظل هي الدرجات .. ومواضع الدرجات تظل هي المواضع !.. وفي المجمل ليس في الإمكان إطلاقاُ أن تتبادل الشمس أدوارها مع القمر !.. بل الكل في فلك يسبحون !.. والمسامع قد اعتادت على تلك الأنغام الممجوجة لدرجة أنها قد أدمنت !.. فهي إن لم تسمع تلك الأنغام يوماُ تحس بالوحشة والكآبة !.. وحين يردد صاحب الأقاويل تلك الأقاويل فهو يطرب هؤلاء الكرام .. ويجعلونهم يحسون بأنهم فوق المقام !.. وصاحب الأقاويل هو ذلك الرامي الفاشل الذي لا يجيد إصابة الأهداف !!.. فسهامه دائماُ وأبداُ هي تلك الضالة الطائشة التي تجلب السخرية والإضحاك .. فهو ذلك القاتل الذي لا يشرف المقتول مقاماُ وهيبةُ !.. وتلك هي سنة الحياة أن يتواجد الأشرار برفقة الأخيار .. ولو لا تلك السنة الإلهية لفقدت الحياة طعمها !.. واليوم الذي يخلو من تلك المناكفات هو يوم يمثل نقصاُ في الخواطر !.. وقد اعتاد الناس أن يعيشوا في حوبة السجال .. فلا يظن ذلك القائل أنه قد أغضب السامع بقوله ذلك الباهت الممجوج .. إنما هي تلك التسلية المباحة التي تستهلك الفراغ في أوقات الناس !.. ورب نكتة ولو جارحة قد تريح الأنفس أفضل من كأس قهوة !.. وهؤلاء الذين يظنون أنهم يبكون الآخرين بأقوالهم فهم واهمون في ظنونهم .. فتلك الأقاويل تمثل المعيار الذي يفصل بين العقلاء والجهلاء .. فإذا لم يقل هؤلاء الجهلاء تلك الأقاويل فكيف سيعرف الناس أن فوق وجه الأرض عقلاء ؟؟ .. جدل لابد أن يقع حتى تتجلى المقامات بصورتها الحقيقية .. وتلك الضرورة هي التي تجبر العقلاء من الناس أن يطرقوا أبواب الجهلاء ويثيروا حفائظهم حتى يقولوا توافه الأقوال !.. والحكماء من الناس يقولون أن للضرورة أحكام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست